ما لا يعرفه العراقيون عن هيئة رعاية الخالدين

                                        

                             

وجهات نظر/مصطفى كامل:ونحن نستعيد ذكرى يوم الشهيد العراقي الخالد، ربما هناك الكثير مما لا يعرفه العراقيون والعرب عن اهتمام ورعاية اسر وذوي الشهداء الخالدين، يرحمهم الله، وسنعرض اليوم لواحدة من أوجه الرعاية تلك.

فمع بداية السنة الثانية من الحرب العراقية الايرانية، قررت القيادة الوطنية العراقية تشكيل لجنة خاصة برئاسة وزير الشباب، حينها، ورئيس ديون الرئاسة، لاحقاً، السيد احمد حسين خضير، فكَّ الله اسره، وبمتابعة ميدانية لاعمال اللجنة الخاصة من قبل الرئيس صدام حسين، يرحمه الله، الذي تشكلت اللجنة بأمر منه.

                             

ولهذا الغرض التقينا بالدكتور عبدالسلام الطائي، أحد أعضاء اللجنة والمستشار في هيئة رعاية الخالدين، ليحدثنا عنها، حيث بدأ حديثه قائلا:
شُكِّلت اللجنة في العام 1982، وأنهت اعمالها فنياً واكاديمياً عام 1986، وكانت تجتمع في المكتب الخاص لوزير الشباب, وتنظم اعمالها من قبل مسؤولة القلم السري، آنذاك، وبعد ان أصبح السيد احمد حسين رئيسا لديوان الرئاسة, اخذت اللجنة الخاصة تجتمع في مقر مكتب تنظيم بغداد لحزب البعث العربي الاشتراكي، وبرئاسة رئيس ديوان الرئاسة.
 
ومن هم اعضاء اللجنة؟
كان من بين اعضائها المدير العام الاسبق بوزارة العدل، القاضي مدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية  العليا، حاليا, يؤسفنا انه ارتضى لنفسه خدمة المحتل وعملائه منذ احتلال العراق، والدكتورة سلوى عبدالهادي الجلبي، شقيقة العميل احمد الجلبي، ممثلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية انذاك، اما بقية الاعضاء فكانوا نخبة من أساتذة علمي الاجتماع والنفس، وممثل المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
واشير الى انه تم اغتيال الدكتور محمد الحلفي، يرحمه الله، اثناء سير اعمال اللجنة، اضافة لاختطاف أحد الأعضاء، يغيب عن بالي ذكره حالياً، وهو مسؤول رعاية اسر شهداء القادسية في شمال العراق في اغسطس/ اب عام 1984، وبعد ان تفهم الاخوة الأكراد اهداف الزيارة والدراسة الانسانية والنبيلة, اطلقوا سراحه وطاقم الحماية والوفد المرافق له، وكان بين اعضاء الوفد ممثلون من مختلف محافظات العراق، وبينهم من المحافظات الشمالية، أيضاً.
 
وكيف تمت دراساتكم لهذه الشريحة؟
اعتمد الاكاديميون على منهج المسح الاجتماعي الجزئي، لذا تم اختيار عينة قوامها 1000 عائلة مكونة من زوجات وابناء واخوة واخوات الشهداء، اضافة لوالدي الشهداء، للاطلاع على مشاكلهم بغية معالجتها قانونيا وتربويا.
 
وما هي أهداف تلك الدراسات؟
كان الهدف الاساس هو الحفاظ على قيم الشهادة لدى ابناء الشهداء ورعايتهم ابوياً وتربوياً لتعويضهم ما فقدوه وتأهيلهم مستقبلا كقادة كفوئين في المجتمع.
أما المجالات التي تم التحرك من خلالها، فهي:
المجال البشري: ويتكون من من زوجات وابناء واخوة واخوات الشهداء اضافة لوالدي الشهداء.
الجغرافي: جميع المحافظات والقرى والقصبات العراقية.
السقف الزمني: 1982- 1986، بعدها تحولت اللجنة وبأمر من الشهيد صدام حسين، يرحمه الله، الى هيئة استشارية مكونة من بعض اعضائها ومرتبطة بتشكيلات ديوان الرئاسة سميت بـ (هيئة رعاية الخالدين) وللهيئة مجلة بعنوان (الخالدون) يشرف على اصدارها مكتب امانة السر/ بمجلس قيادة الثورة, وتطبع بمطابع دار الحرية للطباعة.
 
وما هي التقنيات التي استخدمتها اللجنة في عملها؟
لأول مرة في تاريخ العراق، مطلع الثمانينيات، تم تفريغ البيانات وجدولتها وتحليلها إلكترونيا من قبل اللجنة والكفاءات الوطنية العاملة ببنك المعلومات بوزارة التخطيط والمركز القومي للحاسبات آنذاك.
 
نرجو ان نطلع على بعض نتائج الدراسة الاستطلاعية التي قامت بها اللجنة؟
اصدرت الهيئة توصيات بعشرات القوانين الخاصة بذوي الشهداء، قام بصياغتها القاضي مدحت المحمود.
كما تم اعتبار الاول من ديسمبر/ كانون اول من كل عام يوماً الشهيد، وقد ثبت ذلك كنص قانوني من قبل القاضي المحمود، حيث يقف العراقيون في هذا اليوم دقائق صمت لقراءة سورة الفاتحة إجلالا لأرواح الاكرم منا جميعا من شهداء القادسية الثانية، وصدرت تعليمات محددة لكيفية التعامل في هذا المناسبة المهيبة، وهي:
*توقف العمل والحركة لمدة  5 دقائق.
*التكبير بالجوامع وقرع اجراس الكنائس.
*تخصيص الحصة الاولى في الجامعات والمعاهد للحديث عن ماثر الشهيد وقيم البطولة .
*تعليق وردة الشهيد على صدور العراقيين جمعاء.
استنادا الى الاية القرآنية الكريمة التي تتحدث عن مكانة الشهيد، وكون الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا, بل احياء عند ربهم يرزقون) وبأمر من الرئيس الشهيد صدام حسين، يرحمه الله، نصت قوانين الهيئة على اعتبار الشهيد حياً يتمتع بجميع الحقوق والترقيات العسكرية، وغيرها مما يتمتع بها أقرانه في الخدمة العسكرية أو المدنية.
وفي هذا الصدد تم تصميم شارتين بالمناسبة، وكما يلي:
وردة الشهيد: تم تصميمها خصيصا لهذه المناسبة وتحوي صورة لزهرة تخرج من وسط نصب الشهيد، وتقرر أن توضع على  صدور العراقيين في ذكرى يوم الشهيد.
كما تصميم شارة الشهيد التي تمنح لعوائل الشهداء.
 
وما هي اهم المشاكل التي تمت معالجتها؟
المشاكل التي تمت دراستها والاطلاع على تفاصيلها عديدة ومتشعبة، وأذكر من بينها مشكلة ما يطلق عليه بـ (زواج السيد) وهو زواج غير موثق في الجهات الرسمية المعتمدة، ويؤدي الى ضياع حقوق المرأة  والاطفال في الغالب، ولولا حكمة الرئيس الشهيد صدام حسين والقيادة آنذاك بمعالجتها لضاعت فيها حقوق زوجات وابناء الشهداء، كونه زواجا غير مسجل رسميا، كما أسلفنا، فضلا عن كونه ينتشر في القرى والارياف التي لا توجد فيها مؤسسات رسمية، حيث تم تسجيله قانونيا بعد موافقة أرملة الشهيد وبشهادة شاهدين.
وكانت هناك قضية أخرى تتعلق بمنح الجنسية العراقية للزوجة التي استشهد زوجها وللأبناء ايضا، لمن كانوا من التبعيات الايرانية وغيرها، حيث تمت معالجة هذه القضية أيضا.
 ختاماً
أود الاشارة الى نقطة مهمة، حيث لم يكن من بين اعضاء اللجنة الرئاسية الخاصة اي من قيادات حزب البعث، بل كان هناك معارضون، منهم القاضي مدحت وشقيقة الجلبي، وهذا دليل على احترام القيادة  للراي الاخر وعدم اجتثاثه او حتى تهميشه او تعويمه.
ومن الاشياء المهمة التي ينبغي ذكرها هنا ان الرئيس صدام حسين، يرحمه الله، كان يوقع على محاضر اجتماعات اللجنة وجلسات العمل الخاصة، تعبيرا عن اهتمامه الشخصي ومتابعته الدقيقة للجنة ومايصدر عنها من قرارات او توصيات، لجعلها موضع التفيذ، كما انه، يرحمه الله، زود اللجنة بهاتف مباشر للاتصال بسيادته وإبلاغه بالحالات الخاصة وذات الصبغة المستعجلة لعوائل وأطفال الشهداء.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

803 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع