الدم المسفوك او لسعة بعوضة

                                       

                          يوسف علي خان

الكل يعلم ما تحتويه اجواءنا من حشرات واكثرها ايلاما هو البعوض حين يلسع المرء ليمتص دمه فيقض مضجعه مع العديد من المزعجات التي تقض مضجعه من اهوال  وتحرمه النوم الهاديء المريح....

غير انه قد تكون البعوضة هي الاكثر ايلاما من غيرها حتى من القنابل والصواريخ فهي تقتل الانسان وتميته في لحظات فيذهب الى الخالق الرحمن ويستريح... بينما البعوض قد لا تقتل بل تسب الالام خاصة في الليل والمرء ينشد ساعات من الراحة والاستقرار كي يكون مستعد لمواجهة ما قد يعتريه من الاهوال .. وهو ما يذكرني بما يطلقون عليهم بالنازحين وهم بالاحرى ليسوا كذلك بل هم
 مهجرون... فالنازح في الصحراء وراعي الغنم يبحث عن الكلأ والماء فينزح من مكان لاخر للبحث والاستقصاء فهو مصطلح مخطوء ..فهؤلاء لم ينزحوا بارادتهم بل اجبروا على الهجرة وترك ديارهم ...خوفا ورهبة او قسرا وجبرا ..فهو ليس نزوح ارادي كما يشيع اصحاب الشأن فيستفيدوا حتى من مصائب الاخرين... ويجعلوا من هجرتهم مكسبا ومغنم ... لذا فمن واجب وسائل الاعلام والاجدر بها أن تطلق تسمية(( المهجرون)) على هذه الملايين من البشر .. كما اطلب من المهجرين انفسهم ان يرددوا معي (( بلادي وإن جارت علي عزيزة واهلي وإن ظنوا علي كرام )) فكم من افواج البعوض تهاجمهم داخل خيمهم
 المتهرئة فتلسعهم عشرات اللسعات فتحرمهم حتى من نومهم في هذا العراء وسط بحور من الوحول والرمال والمناضلون ينعمون في سبع نجوم   وفي قاعات الاجتماع .. وهل سيكون مصيرهم مثل عرب فلسطين فتطول اقامتهم لعشرات السنين وتكون هجرتهم هي الابدية مع بعوض الشمال أم انهم سيعودون بعد أن يتحقق الاقليم الغربي ويوافق عليه الجميع ويستفتى عليه في الدستور وبغدو العراق ذو الفدراليات الثلاث ؟؟؟؟ من يدري ....لربما ...فالمهم فبعوضتي التي لسعتني والحق يقال منصفة وصاحبة ضمير  فقد لسعتني لسعة واحدة وهربت كي تستقر على الجدارومع ذلك فقد  ولدت في داخلي روح
 الانتقام.من شدة الالام ... فقمت صباحا وامسكت بمضرب كهربائي مشحون على احسن ما يرام فوجدتها لا زالت مستقرة بمكانها بكل انفة وكبرياء وتحدي وشموخ  طمعا بالمزيد من الدماء... فوجهت لها المضرب فصعقها فاحرقها في الحال... فهذا هو مصير من يسفك دم الاخرين فقد امتصت قطرات من  دمي وجعلتني اهرش لعدة ساعات  فماذا سيفعل الملايين و من سُفكت دمائهم واجبروا على مغادرة البلاد أوفقدوا الحياة كيف ستكون مشاعر اهلهم أو من بقي من المعذبين على قيد الحياة... وماذا سيفعل هؤلاء المهجرون لو كتب لهم فرصة الانتقام هل سيتركون من سبب لهم كل هذه الالام وشردوهم من
 ديارهم وحرموهم حتى من الاعانات والرعاية وتقديم الخدمات.... أم انهم يستقوون بجوازات سفرهم الاجنبية ويجهزوا الطائرات ..أم انهم لغفلتهم سيقعون بالفخ كما وقع فيه من سبقوهم من الساسة  والمتنفذين فوضع الله على اعينهم الغشاوة ووقعوا تحت المضرب الالكتروني فصعقوا كما فعلت انا بالبعوضة وهي حشرة ضعيفة تالمت عليها عندما سمعت اصوات الصعقات... لكنها للاسف روح الانتقام المتجذرة في النفوس لكل من يسبب الالام . فالمستقبل قد يرفع الغطاء ويكشف المستور ...!!!
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

898 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع