رسالة أوباما “السرية” للمرشد الأعلى

                                

                       بثينة خليفة قاسم

رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية التي وصفتها الصحف بأنها سرية، لا تضيف جديدا بالنسبة لنا حول العلاقات السرية، والتي أظهرت الكثير من التصريحات والأحداث أن هذه العلاقات لم تعد سرية!

العلاقات الأميركية الإيرانية الرسمية مقطوعة منذ عقود، ولكن وجود علاقات دبلوماسية بين الدولتين من عدمه ليس الشيء الوحيد الذي يؤكد أو ينفي مسألة التعاون والتنسيق بين هاتين الدولتين.
فالتعاون بين أميركا وإيران كان واضحا في أفغانستان عندما ساعدت إيران أميركا في ضرب تنظيم القاعدة هناك، والتعاون كان ولا يزال واضحا في العراق، حيث قدمت إيران تسهيلات متعددة الأشكال لتمكين اميركا مؤقتا منه عند بدء الاحتلال، وهي الآن تقوم بالدور الأكبر في تحريك الأحداث في العراق.
الجديد بالنسبة لنا كعرب هو أن هناك تمهيدات تتم من وقت لآخر من قبل الولايات المتحدة، ربما، لتجعلنا شعوبا وحكومات نستعد نفسيا لقبول وضع وعهد جديد ومعلن من العلاقات بينها وبين إيران عندما يصل الطرفان إلى اتفاق كامل يضمن مصالح كل منهما، وهذه الرسالة السرية - التي تم تسريبها - التي بعثها أوباما لعلي خامنئي قد تندرج تحت هذه التمهيدات التي تمارسها أميركا من اجل استغفال الشعوب العربية.
لقد أصبح من الواضح جدا أن أميركا توافق على إطلاق يد إيران في المنطقة بقدر يضمن المصالح الأميركية والمصالح الإيرانية معا، فإيران لها أن تبتلع العراق عن آخره ولها أن تقيم دولة في اليمن ولها أن تبقي النظام السوري أو على الأقل تقيم دولة علوية في جزء من سوريا، وهذا أمر تقره أميركا ولا تنزعج منه على الإطلاق، فوجود نفوذ إيراني في دول عربية أو ابتلاع إيران لدول عربية قد يخدم مصلحة أميركا بشكل ما، حيث يمكن للأخيرة أن تقوي من فزاعاتها التي تستخدمها في السيطرة على العرب وأن تبقي المنطقة كلها في حالة صراع دائم وإشعال حرب طائفية فيها.
ربما تكون النقطة التي لم تحسم بعد بين الدولتين الصديقتين اللدودتين “البرنامج النووي الإيراني”، فأميركا التي تقدم لإيران أكثر من جزرة كبيرة في المنطقة، تسعى في المقابل - من اجل إسرائيل ومن أجل أن تكون لها دوما اليد العليا في المنطقة – تسعى إلى وقف أو إبطاء الركض الإيراني نحو إنتاج سلاح نووي.
أما نحن العرب فقد أصبح لدينا الكثير الذي يشغلنا عن مقاومة أي خطط، فنحن في مواجهات يومية مع الإرهاب الذي صنعوه لنا لنبقى مشغولين بصراعنا الداخلي عن مواجهة أية مخططات تحاك لنا.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

741 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع