لاتفرحوا كثيرا .. انهما وجهان لعمله واحده

                                    

                                  

على الرغم من أن المالكي تنازل عن الولايه الثالثه واختار التحالف الدكتور حيدر العبادي الا ان تغيير الوجوه لا يكفي وحده، إن لم يرافقه تغيير شامل لكل مرافق الدوله ومؤسساتها وطريقة ادارتها واختيار رجالها  للوصول إلى ما هو افضل  وما هو عراقي،

فإن مثل هذا التغيير الأولي الذي حظي بترحيب كبير عالميا وعربياً والاخص خليجياً، قد يعتبره البعض مقدمه لشراكة حقيقية، خارج دائرة الطائفية أو العنصريه او القوميه أو الجماعة أو المنطقه، فقد نزف العراق الكثير جدا من الدماء والاموال وتشرد نصف الشعب العراقي داخل وخارج العراق وهو اليوم في موقف لايحسد عليه ابدا .
المفاوضات التي بدأت بين الكتل وهي الكتل التي لاتمثل شعوبها او مناطقها لاسباب عديده منها تزوير الانتخابات وخاصة في المحافظات الساخنه والمنتفضه والتي جاءت نتائجها مضحكه لصالح المالكي وعادت نفس الوجوه التي دمرت العراق وهي نفسها تتفاوض اليوم على المناصب والكراسي وقد تلكأت المفاوضات ثم عادت ومن ثم انكفأت ولحد الان لم تستمر وخاصة بين السنه والكورد من جهه وبين التحالف الوطني الشيعي من جهه اخرى والجميع بانتظار بايدن ليرقع الحل الذي لايبقى طويلا ثم يعود كما كان .
مطالب السنه هي الاكثر صعوبه في المفاوضات ولكونها حصيلة تجمعت من سنين القهر والتهميش والاقصاء والاعتقالات والاعدامات والمداهمات وغيرها من الافعال التي تخجل الانسانيه ان تذكرها وخاصة في عهد المالكي وبالرغم من محاوله المفاوضون السنه الحديث باسم السنه ويحاولون ان يقدموا طلبات محدده منها ال – 40% مشاركه في كل المفاصل الحكوميه الا ان هناك اهمالا متعمدا للقوه السنيه الرئيسيه التي تقاتل على الارض وهذا ما دأب الحزب الاسلامي المنبوذ من قبل السنه على ترويجه وعلى رأسه سليم الجبوري الذي باع كل شيء بمنصب رئيس البرلمان ووصف الثوار بالارهابيين ولذلك فأن اي اتفاق بين من يسمون انفسهم سنه ( سنة الحكومه ) وفي مقدمتهم صالح المطلك وشعلان الكريم ومجموعه الكربولي وغيرهم .. هؤلاء ليسوا سنه واذا اراد رئيس الوزراء المكلف ان يستتب الوضع في العراق ويحارب الارهاب وينتصر عليه فعليه ان يتفاوض مع القوى الحقيقيه على الارض وليس مع شخصيات كارتونيه  اصبحوا خارج الصلاحيه والا فأن الطريق سيكون مفتوح للثوار لاكمال هدفهم الرئيسي وهو اسقاط العمليه  السياسيه  وتغيير نظام الحكم الذي جاء به المحتل الامريكي .
الامريكان يلحون على ان يكون للسنه دورا قويا ومهما وان تكون مشاركتهم فعاله في كل مرافق الدوله وخاصة الامنيه وهذا رأي الدول العربيه والاوربيه والاسيويه ولكن هذا لايوافق سياسة ايران التي ينقاد اليها وبموجبها التحالف الوطني الشيعي وهذا ما يجعل المفاوضات صعبه وشاقه وقد يكون الفشل مصيرها وهذا امر اصبح واردا جدا لتفضي القضيه الى تبديل العبادي بشخصيه اخرى ودستوريا سيكون من الكتله التي تلي التحالف الوطني واعتقد ان التحالف بين السنه والاكراد سيكون حلا ناجعا تميل له وتشجعه امريكا   لان محاربة داعش سيكون على عاتق السنه بعد الكورد .
اما مطالب الكورد فانها تبدو اشبه بالامتحان الصعب للعبادي فهو لايمتلك الصلاحيه لاعطاء الكورد كل مايريدون ومنها المناطق المتنازع عليها وغيرها من المشاركه الفعاله في ادارة الدوله وهناك تخوف شيعي كبير بعد ان بدأت الولايات المتحده تميل الى الكورد والى السنه وخاصة بعض التصريحات التي اشارت الى ان السنه يشكلون 20 مليون نسمه وموضوع محاربة الارهاب وتسليح الكورد والتخوف هذا فيما لو اتفق الكورد والعرب السنه ستكون هناك قوه برلمانيه سيضاف اليها كتلة علاوي وكتل صغيره اخرى ستجعل من التحالف الشيعي على الهامش وكما قال اوباما ان الشيعه اعطوا الفرصه ولكنهم لم يستفيدوا منها مما يجعل عدم وجود فرصه اخرى الامر المحرج الذي قد يقود الاحزاب الشيعيه المواليه لايران ان تستنجد بالخال الايراني مما سيولد صراعا عربيا كورديا امريكا اوربيا من جهه وايران من جهه اخرى لان ما سيجري سيحطم الحلم الايراني في انشاء دوله وامبراطوريه فارسيه على اشلاء الشيعه وبثياب علويه .
ان ما جعل امريكا واوربا تسعى الى تسليح الكورد هو الاداره الفاسده للحكومه العراقيه بقيادة المالكي وهروب الجيش باول مواجه غير متكافئه على الاطلاق بين اكثر من ستين الف مقاتل وبين اعداد لاتتجاوز الفين شخص من داعش الامر الذي فقد الثقه في القوات العراقيه واعادة امريكا حساباتها مجددا والتي اوصلتها الى ان الشيعه الذي تولوا السلطه في العراق غير قادرين على ادارة الدوله وهذا ما اكده احد رموز الدوله وهو ( باقر جبر صولاغ ) في حديث متلفز لقناة الاضواء الفضائيه والتي ذكر فيها حجم الفساد والخلل في الدوله العراقيه وفي المؤسسه العسكريه والامنيه تحديدا وان هناك الالاف المتطوعين يتقاضون رواتب ومخصصا طعام وخطوره ونقل وملابس وهم غير موجودين على الارض وانما على الورق فقط ؟ اين تذهب رواتبهم وطعامهم ؟ كما ذكر صولاغ ان السيطرات المهمه والتي يجري فيها التدقيق المهم على المتفجرات يتم بيعها لمدة ساعه ب – 200 مليون دينار لكي تمر العجلات المفخخه منها ؟؟ عندا رأت امريكا هذا الحال وهي تعلم به بالتأكيد وعندما اصبح العراق تحت رعاية داعش اصبحت هناك ضروره لعكس المعادله في حكم العراق .
من خلال المناقشات بين الكتل السياسيه والتحالف الشيعي وجد المفاوضون ان لاتبدل بالنهج والتفكير والاعتقادات السابقه وان الوضع سيبقى على ماهو عليه بل اسوء من قبل لان العبادي لايتحرك الا تحت مظله التحالف الذي لايزال يقوده المالكي ومهيمن عليه ومتمسك بوزارة الدفاع خوفا من سيطرة الكورد والسنه على الاوضاع بالبلاد وعندها لايملك التحالف قوه يقوم بموجبها اعادة السيطره ..هكذا يفكر سياسي هذا الزمن .
لم يبقى في جعبة العراقيين الشرفاء سوى الكفاح المسلح واستراد عافية العراق بالقوه وبالسلاح والا فأن ماسيكون اتعس مما مضى واكثر ايلاما وتمزقا .

صديق المجله / بغداد

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

790 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع