منى مرعي:العراقيون مغايرون لاشباههم من البشر!

   

عبدالجبار العتابي/بغداد: أقامت الفنانة التشكيلية العراقية منى مرعي معرضا لها على قاعة المركز العراقي البلجيكي للثقافة والاداب والفنون، حمل عنوان (اشباه مغايرة)، وهو على الرغم من انه يثير التساؤل كونه جمع بين مفردتين نقيضتين، الا ان الفنانة استطاعت ان تنفذ من طيات هذا التساؤل بأجابات تشكلت على سيمياء شخوص اللوحات.

ضم المعرض 28 لوحة استخدمت فيها الاسلوب التعبيري في لوحات فيما ربطت في لوحات اخرى بين التجريدي والتعبيري،وكانت تجتذب النظر اليها للتأمل والتفحص في الاشكال المرسومة والملامح التي تنسج خيوط الوانها بتقنية عالية، فتتراءى الرؤى باذخة بالمعاني التي تفصح الوجوه بها والتي تكشف ما تعانيه وما يعتمل في داخلها من عذابات تتسرب اشعتها الى سطح الوجه، فكل ما في المعرض من (اشباه) كانت (مغايرة) بوجعها وأملها وتطلعاتها، فها هي ترسمنا بنقائضنا الداخلية والخارجية ووجعنا الذي نحاول ان نهزمه.

   

قالت منى لـ (ايلاف) ان هذا هو معرضها الشخصي الرابع، موضحة انها اسمته (تجربتي الرابعة) لانها في كل معرض اخرج بتجربة جديدة، وقد رسمت الفنانة منى مرعي افكارها عن لوحاتها بكلمات على (فولدر) المعرض، جاء فيها: (أفكار تسابقت مع افكار، هرولت نحوي بسرعة البرق...هزمتني اول الامر، لكني وجدت زهو الانتصار بهزيمتي تلك، لم اكن اعلم اني اعيش في صومعة ذهنية مغايرة، مغايره تماما لاشباهي، مغايرة في كل شئ، افكاري مغايرة، زهوي بانتصاري مغاير، حتى زهوي بهزيمتي مغاير، ايقنت ذلك الان، اني رغم كل شئ سيء مر بحياتي فانا مغايرة في كل شيء،اوراقي المبعثرة مغايرة، ملابسي المعلقة مغايرة...كلماتي حضوري في كل مكان، اهذا الكلام يخرج مع زهو الانتصار؟،ام اني اتكلم بشأن اخر؟؟؟، الكره عندي مغاير..الحب عندي مغاير  الامومة عندي مغايرة، اللوحات مغايرة،الالوان مغايرة، الاشباه في كل الكون عندي مغايرة، لذا خرجت باشباه مغايرة، ارتجالية كالعادة).
 
*لماذا حمل اسم (اشباه مغايرة) ما الذي اردت قوله رغم التناقض بين المفردتين؟
-الاسم اخترته وفق استشعاري للوحاتي فأول وهلة حين سماع الاسم يخيل للمتلقي انه اسم فلسفي رمزي، لكنه حقيقة علمية انه لا يوجد في الكون شئ يشبه شيئا اخر فكل الاشباه مغايرة ومتغايرة ومن مبدأ اخر فكل الوجوه مغايرة ومتغايرة وكذلك العراقيون مغايرون لاشباههم من البشر.
 
* خلت الللوحات من اي عنوان لماذا؟
-عمدت أن أترك اللوحات بدون عنوان وبدون شرح ليجد المتلقي نفسه يستشعر العمل او يستشعر دواخلي انا من خلال الاعمال..، مثلما تعمدت الوجوه التي تحمل ثيمة الارواح ربما اناس رحلوا وربما اناس تنتظر.
 
* ما الذي تشعرين انه متميز في المعرض عن المعارض السابقة؟
-احس ان هذه التجربة انضج بكثير،فانا في كل معرض اخرج بتجربة جديدة تختلف عن سابقاتها وهذه التجربة احسها اقرب الى نفسي بل احب.
 
* هناك وجوه كثيرة جامدة وعيون متطلعة الى البعيد، اي شيء تقوله الوجوه والعيون؟
-الوجوه في لوحاتي فيها اكثر من معنى رمزي فمرة تجد ارواح رحلت ومرة اخرى تجد اناسا تنتظر   مستقبلا جميلا، وحتى الارواح في عيونها امل لمستقبل اجمل اما الوجوه الافريقية فهي فيها معاني اخرى ارتبطتت بالاستعباد والمجاعة ربما، كما انني وجدت نفسي أرى في أعمالي اطفالا ينظرون للماضي على انه اجمل...مغايرون اشباههم من اطفال العالم الذين ينظرون للمستقبل على انه اجمل.
 
*في المعرض حضرت وجوه افريقية،هل تعمدت رسمها ولماذا؟
-نعم.. وقد رسمت هذه الوجوه الافريقية بتصرف وحداثة، لاسباب اولها لعشقي للاقنعة الافريقية منذ ايام الدراسة وايضا لربط المجاعة بأفريقيا،وهنا نحن نشبه مجاعة افريقيا لكن بشكل مغاير حيث نحن مجاعة للامن والراحة هنا في بلدي، فضلا عن احساسي ان العراقيين يعبرون عن انفسهم اشباه للبشر الاخرين لكنهم مغايرون لهم بكل شيء،مغايرون لهم بتلقيهم للفرح وتعبيرهم عنه ومغايرون بتلقيهم للموت وتعبيرهم عنه اي بالفرح والحزن وفي كل شيء نحن مغايرين للجميع.
 
*كيف حال المرأة في لوحاتك ونحن نراها حاضرة فيه بقوة؟

-دائما ما اقول ان المرأة اساس الوجود فهي  اساسس الكون وهي الخصوبة والنماء لذا لابد من ان تكون الاولى دائما.
 
* تقولين انك خرجت باشباه مغايره ارتجالية كالعادة، ماذا تقصدين بالارتجالية؟
-الارتجالية تعني التجربة خرجت بشكل تلقائي وتعبيري بدون تحضيرات مسبقة.
 
* هل جاء العنوان بعد ان اكتملت لديك اللوحات او قبلها؟
-انا من اول لوحة احسست بان اسم اشباه هو اسم مناسب لكن الصديق الغالي والناقد والفنان التشكيلي الرائع حازم جسام اقترح علي كلمة مغايرة مع اشباه بعد رؤيته للاعمال وقد اعطى الاسم فلسفة جميلة جدا.
 
*الى اي مدرسة تميلين في رسوماتك، ولماذا؟
- الى التعبيرية التجريدية، لانها اقرب الى دواخلي وهي تعتمد الاحساس الاني والتعبير عنه بشكل آني.
 
* اية محصلة خرجت بها من هذه التجربة الشخصية الرابعة؟
- تعودت ان استفيد من كل تجربة لي وأخرج منها بشكل أخر ورؤى أعمق للكون ومجريات العالم ولن التزم لا بقاعدة ولا بقانون لان الفن ولد حرا لا مقيدا وهذا هو الفن الحقيقي.
 
*كيف ترين واقع الفن التشكيلي في العراق حاليا؟
-الواقع التشكيلي متعب والفنان هنا غير مدعوم فهو يرسم ويرسم بلا جدوى او منفعة مادية... ولكن رغم ذلك نحن نرسم لنعيش فالرسم هو المتنفس والاوكسجين الذي نستنشقه كل يوم.
 
والتشكيلية منى مرعي خريجة معهد الفنون الجميلة لسنة 1995 القسم التشكيلي فرع الرسم - من العشرة الاوائل انتقلت الى كلية الفنون الجميلة مباشرة وتخرجت في سنة 1997،اقامت معرضها الاول عام 2000 في وزارة التربية بعنوان «تجريد» ساهمت في معارض جماعية عديدة أخرها كان همسات ملونة على قاعة المعهد الفرنسي وبمشاركة عدد كبير من الفنانات العراقيات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

882 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع