كتاب معسكر بعقوبة للاجئين الأرمن والأثوريين من فارس وتركيا مطالعات في التقارير البريطانية

كتاب معسكر بعقوبة للاجئين الأرمن والأثوريين من فارس وتركيا مطالعات في التقارير البريطانية

الدكتور- مؤيد إبراهيم أدهم الونداوي
عمان 2023

مقدمة الگاردينيا

لقد أثارت قضية الأرمن و الاثوريين الكثير من الجدل في العراق والشرق الأوسط , وقضية الاثوريين في العراق كانت اكثر قضية قد تم طمسها في تاريخ العراق الحديث بتأثيرات بريطانية للتغطية على الوعد الكاذب الذي أعطته بريطانيا للأرمن و الاثوريين لمشاركتهم في الجيوش التي أسسته بريطانيا من الأرمن والاثوريين بتأثيرات دينية وطائفية كاذبة لضرب الجيش العثمانية من الخلف في الجبهة الروسية شرق تركيا وشمال ايران وجبهة القوقاز ووعدتهم بمنحهم وطن قومي واستقطاع جنوب تركيا بالكامل لهم في حال انتصارها على العثمانيين والألمان وهذا لم يحصل على الرغم من انتصار بريطانيا وروسيا وفرنسا على الدولة العثمانية والإمبراطورية الألمانية فقد هرب الأرمن و الاثوريين من مناطق جنوب تركيا وشمال غرب ايران في منطقة أورومية الى العراق وسوريا.
كل الأنظمة السياسية العراقية في العهد الجمهوري لم تتجرأ لذكر فترة دخول هؤلاء اللاجئين للعراق في سنة 1914 لغاية منهم الجنسية العراقية في منتصف الأربعينات ومنعت كل تلك الأنظمة ذكر ذلك التاريخ ولغاية منحهم الجنسية العراقية في منتصف الأربعينات وبقيت تلك الفترة من تاريخ العراق غامضة بسبب منع نشرها, صحيح إن الأرمن الاثوريين حصلوا على الجنسية العراقية واندمجوا في المجتمع العراقي إلا أن من حق أجيالهم الحالية أن تعرف تاريخ آبائهم وأجدادهم وتعرف وطنهم الأصلي وكذلك من حق الجيل العراقي الحالي أن يعرف تاريخه وتاريخ الصراع المرير الذي خاضه مؤسس العراق المغفور له الملك فيصل الأول للحصول على استقلال العراق في اصعب فترة من تاريخ العراق استمرت خمس سنوات كانت التظاهرات تعم أوروبا بتحريض بريطانيا والرسائل ترسل شهريا الى عصبة الأمم من قبل المار شمعون الرئيس الديني للاثوريين لمنع حصول العراق على الاستقلال بحجة احتمال تعرض الاثوريين الى اضطهاد ديني من قبل المسلمين .
في هذا الكتاب الذي يعتبر أخطر وأحدث وثيقة تاريخية عراقية يستعرض فيه الدكتور الباحث مؤيد الونداوي الوثائق البريطانية ليوميات وسجلات إدارة الاحتلال البريطاني للعراق وتفاصيل يومية دقيقة ورسائل ووثائق بريطانية حول الاجئين الأرمن والاثوريين للعراق منذ دخولهم العراق عن طريقي زاخو وشمال العراق ومن إيران في شمال شرق العراق، وقد كان الدكتور مؤيد مترجما وناقلا للوثائق البريطانية بكل أمانه دون أن يبدي رايه الشخصي في تلك الأحداث وهذا ما يجعله في قمة المهنية والحيادية.
في هذه الوثائق يعترف البريطانيين صراحة بقيامهم بالتطهير العرقي للأكراد والعرب في شمال العراق وطردهم من أراضيهم وتوطين اللاجئين الاثوريين بدلا عنهم، والدكتور مؤيد لم يتطرق الى ظهور تسمية الاشوريين على الاثوريين في بداية سبعينات القرن الماضي ولم يتطرق الى تسمية سهل نينوى التي ظهرت بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003 والتي كانت التسمية البريطانية الأصلية للتقسيم الذي أرادت بريطانيا أن تعمله لشمال العراق وتنفيذ وعدها للاثوريين باستقطاع الموصل لهم والذي لم يحصل بسبب إصرار المغفور له الملك فيصل على منع تركيا من استقطاع الموصل وعمل استفتاء شعبي في الموصل , وبعد ذلك الصراع العراقي والتضحيات الكبيرة لم يتجرأ البريطانيين على منح الاثوريين دولة منفصلة عن العراق في استقطاع الموصل.
كل الشكر والتقدير والامتنان للدكتور مؤيد الونداوي على جهدة العظيم هذا
نتمنى لقرائنا الأعزاء وقتا ممتعا مع هذا الكتاب الذي سنقوم بنشره على شكل حلقات أسبوعية
الباحث بسام شكري
الگاردينيا


مقدمة المؤلف

في عام 2006 كنت قد نشرت كتابي الموسوم "قوات الليفي العراقية 1915-1932" وشمل الكتاب ترجمة ما دونه العميد كيلبرت براون بوصفه أخر قائد لقوة الليفي العراقية بعد تسريحها لمناسبة انتهاء الانتداب البريطاني على العراق. كتاب براون كان عبارة عن مراجعة سريعة لتاريخ تأسيس هذه القوة التي بلغ عديدها ما يقارب 7500 منتسب كانوا في غالبيتهم عند حلها من الأثوريين الأورميون والجبليون الذين تم إسكانهم في معسكر بعقوبة. هؤلاء الأثوريين القادمين عام 1918 من مناطق أورومية في بلاد فارس وقد بلغ عددهم بحدود 12000 ألف فقد كانوا من رعايا فارس. ووصل الى المعسكر أيضا رقم أخر بحدود 16000 من أثوريوا العشائر الجبلة القاطنة في حكاري التركية. تم إسكان هؤلاء جميعا في معسكر بعقوبة للاجئين ومعهم حوالي 16000 من الأرمن القادمين من مناطق عثمانية مختلفة كانت خارج بلاد النهرين.
كتاب العميد براون تعمد عدم التطرق الى الكثير من الأمور والأسرار منها على سبيل المثال عدم تطرقه الى تسليم الأثوريين الجبليون في معسكر بعقوبة 1500 بندقية وذلك في عام 1919 ونقلهم من قبل الجيش البريطاني واشتراكهم مع القوات البريطانية في حملة تأديبية ومهاجمة عشيرة الزيبار التي تورطت في قتل مساعد الضابط البريطاني في عقرة. أيضا لم يتطرق الى موضوع حرس المطارات وعددهم 1000 من عناصر الليفي لتحتفظ بهم القوات الجوية البريطانية في قواعدها في الحبانية والشعيبة وأماكن أخرى لغاية عام 1954.
في عام 2022 قمت بترجمة أطروحة دكتوراه كتبها أحد ضباط الليفي روبرت فيرنون جوزيف يونغ وقدمها الى كلية الدراسات الشرقية والأفريقية – قسم التاريخ في عام 1997. الأطروحة هذه كشفت الكثير من الأمور التي لم تكن معروفة خصوصا وان السيد يونغ قد عمل كثيرا لكشف محتوى أرشيف وزارات الحرب، والمستعمرات، والطيران التي تناولت بدايات تشكيل قوة الليفي في البصرة على يد المقدم لجمان وليس كما ذكر العميد كيلبرت إن بدايات تشكيلها كانت على يد الرائد أيدي في الناصرية. أطروحة يونغ تناولت بتفصيل دور الأثوريين وتشكيلاتهم ومواقفهم إزاء قرار حل القوة.
خلال السنوات 2006-2023 عثرت على وترجمت ونشرت عشرات الوثائق الرسمية البريطانية التي تناولت شأن هذه المجموعة البشرية التي أصرت الحكومة البريطانية على استخدامها خلال سنوات الحرب ضد الدولة العثمانية 1914-1918. كان واضحا إن البريطانيين قد استخدموا العشائر الأثورية أسواء استخدام من أجل مصالحهم، وكانوا قد قدموا لهم الكثير من الوعود سواء بالهجرة والسكن في كندا، وأمريكا، وأستراليا، وبروناي، بل وحتى في البرازيل، مثلما أيضا عملوا على جمع من تبقى منهم في تركيا وإيران وإعادة توطينهم في مناطق في شمال الموصل وتشكيل قوة عسكرية منهم بوصفهم مقاتلون "شجعان" يجيدون القتال في الجبال لمواجهة الأكراد وأيضا احتمالات غزو تركي جديد لولاية الموصل. أيضا كانت هنالك وعود من اجل تشكيل كيان لهم من نوع ما في موطنهم الجديد يحافظون من خلاله على نوعهم وديانتهم وثقافتهم.
ومن بين اهم الوثائق التي عثرت عليها هي تلك الوثيقة المفصلة والتي كتبها H. L. CHARGE, وهو من ضباط القسم السياسي والمكلف بمهمة خاصة مع لاجئي بعقوبة في شهر تشرين أول\أكتوبر 1919. الوثيقة هذه جاءت تحت عنوان "مذكرة حول اللاجئين الأرمن والأثوريين المتواجدين في معسكر بعقوبة، بلاد النهرين"
المذكرة أعلاه كانت قد تمت طباعتها من قبل مطبعة الحكومة في بغداد بتاريخ 1919. وقد تضمنت المحتويات ملاحظة تمهيدية. الفصل الأول: تاريخ موجز للاجئين من عام 1914 إلى وقت نزوحهم من آسيا الصغرى وكردستان وشمال غرب بلاد فارس في عام 1918. الفصل الثاني. هروب اللاجئين إلى بلاد ما بين النهرين. الفصل الثالث. تشكيل مخيم للاجئين في بعقوبة، بلاد ما بين النهرين. الفصل الرابع. تاريخ إدارة اللاجئين في بعقوبة، من آب 1918 إلى 1 تشرين الأول 1919. الفصل الخامس. مسألة إعادة اللاجئين إلى ديارهم، والوضع السياسي. الفصل السادس. تمثيل الأثوريين في مؤتمر السلام وأهداف وغايات الأمة الأثورية. الفصل السابع. مالي. الملحق أ. ملاحظات عن العادات الوطنية للأرمن، واستعراض موجز للأرمن من وان. الملحق ب. العادات الوطنية للأثوريين. الملحق ج. الإحصاءات. الملحق د. مقارنة إحصائية بين مخيمات اللاجئين، جنوب أفريقيا، 1901، ومخيم اللاجئين، بعقوبة (1919). ولقد كتب H.L. CHARGE في مقدمة المذكرة إن ما كتبه كان في بعضه مستمد من اللقاء مع اللاجئين أنفسهم والتي ثبت إن الكثير منها عند الفحص الدقيق غير موثوق به تماما، ومع ذلك كان يتمنى أن يتيح تقريره معرفة الناس شيء عن هؤلاء وما فعله وقدمه الإنكليز لهم. وارى إن الضابط المذكور قد كتب بروح التعاطف المسيحي -المسيحي وتحدث عن اضطهاد "المحمديين" للمسيحيين بينما تطرق باستحياء دون تفصيل كيف تورطت المجتمعات المسيحية من رعاية الدولة العثمانية في الوقوف الى جانب القوات الروسية التي تقدمت داخل الأراضي العثمانية وقتال الأتراك والأكراد المسلمين، وكيف تورط جيش الانتقام المسيحي بقيادة بطرس أغا مع القوات الروسية بتدمير مدينة راوندوز بالكامل. ولهذا انصح بعدم استسلام القارئ الكريم للنصوص تماما عند التطرق لما جرى قبل ان تصل هذه الجماعات وهي لاجئة الى معسكر بعقوبة. ومع ذلك يتوجب قراءة مذكرة تاريخ معسكر بعقوبة وما تضمنته من معلومات وتفاصيل مهمة جدا وكيف انتهى مصير سكانه بعد حوالي سنتين بين من غادر عائدا الى أرمينيا من الأرمن بينما بقيت أعداد مهمة منهم لتنتشر وتستقر في العراق دون أن يتم وكما أرادت إدارة المفوض المدني ولسن تشكيل مستوطنات منهم في مناطق عديدة داخل العراق، بينما تحقق مقترح العقيد لجمن المقدم الى ولسن لان يتم إسكان الاثورين جميعا في منطقة في ولاية الموصل داخل المنطقة التي تحتلها القوات البريطانية لبلاد النهرين، وهو مقترح فصله بشكل واضح العقيد ولسن في رسالة الى حكومته التي تبنته فورا دون انتظار لقرار عصبة الأمم بمنحها حق الانتداب على العراق. إن حادثة مقتل مساعد الضابط السياسي في عقرة على يد العشائر الكردية عام 1919 نجم عنها رد فعل عنيف من طرف ولسن إذ اقترح تنظيف عقرة من سكانها الأكراد البالغ عددهم 2000 أسرة وجعلها مدينة مسيحية بالكامل كل ذلك في إطار مشروع أكبر قادم وهو توطين أثوريوا أورمية الفارسية والأثوريون الجبليون في الموصل.

المار شمعون

إن صدور قرار من مؤتمر السلام بمنح بريطانيا وفرنسا الانتداب على مناطق بلاد النهرين وفلسطين وبلاد الشام قد منح التبرير لان تتفق الدوائر البريطانية فيما بينها على أن يتم اتخاذ الخطوات السريعة لأجل توطين الأثوريين الأورميون والجبليون في منطقة هي تحت السلطة والحماية البريطانية وان هذا التوجه كان مدعوما من الأثوريين أنفسهم. خطوات سريعة تم اتخاذها مع تأمين الكلف المالية ووسائط النقل وتسليح الأثوريين للدفاع عن أنفسهم من الأكراد والعرب وهكذا وفي حدود مايس بوشر بنقل الألاف من هؤلاء الى مناطق في شمال الموصل رغم تعرض معسكر بعقوبة لهجمات العشائر العربية في لواء ديالى.
المجموعة الأرشيفية المعروضة تبين المساعي الفرنسية لإقناع الأثوريين لان يستقروا في المنطقة التي كانت تتطلع فرنسا أن تكون تحت انتدابها استنادا لما اتفق عليه في اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة. المساعي الفرنسية هذه لم تتوقف وكانت الحكومة الفرنسية دوما تسعى وقد نجحت في ان تكون لها حصتها من هؤلاء اللاجئين وكانت أحد أسباب ما حصل لاحقا من أعمال عنف وقتال بين الأثوريين والجيش العراقي عام 1933. ولقد حرصت على ان تشمل المجموعة الوثائقية تلك المذكرات المهمة التي قدمتها وزارة الهند الى الحكومة البريطانية عن اللاجئين الأرمن والأثوريون الأورميون والجبليون، ورؤيتها لما ينبغي كي يتم التخلص منهم ومن الأعباء المالية الكبيرة التي كانت تتحملها الخزانة البريطانية التي بلغت وقتها حوالي ثلاثة ملايين باوند سنويا تقريبا. ولقد كان واضحا إن اللاجئين الأرمن يمكن التخلص منهم بمجرد الحصول على دعم أغنياء الأرمن في العالم لأجل تامين نقل 16000 الف ارمني تم حشدهم في البصرة وعلى امل إن يتم نقلهم منها بواسطة السفن الى خارج بلاد النهرين تمهيدا لوصولهم الى جمهورية أرمينية أو أي مكان أخر. ولكن المشكلة التي كانت تواجه الحكومة البريطانية هي ان الحكومة الفارسية رفضت استقبال مواطنيها من أثوريوا أورميا البالغ عددهم 16000 ألف إذ كانت تراهم مجموعة من القتلة والمجرمين. الغريب في الأمر إن الإنكليز لم يمارسوا ضغوطا كافية على الحكومة الفارسية لأجل عودتهم الى بلادهم، بل على العكس سرعان ما جعلتهم ضمن مشروع سياسي مستقبلي وعملت على ان يندمجوا تحت سلطة زعيم الأثوريين الجبليون المتمثلة بالبطريرك مار شمعون. ان فكرة إقامة جيب مسيحي تم تناوله في المراسلات ورسمت خرائطه وحرصت ان تعرض في هذا الكتاب للأهمية التاريخية.
جاء إقامة معسكر بعقوبة في صيف عام 1918 وكان موضوع تحديد المستقبل السياسي لبلاد الرافدين قد اخذ جانب مهم وواسع في النقاشات والحوارات في الوزارة البريطانية. وإذ كان هنالك إقرار بإمكانية إقامة دولة عربية تشمل المناطق التي تسكنها اغلبيه عربية في الولايات العثمانية البصرة وبغداد والموصل. وأما مستقبل المناطق ذات الأغلبية الكردية من ولاية الموصل فقد نوقشت في إطار مشاريع بريطانية-فرنسية كانت تسعى تقسيم المناطق الكردية التي كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية الى ثلاثة مناطق توضع تحت الانتداب البريطاني والفرنسي والأمريكي. هنا أيضا تمت دراسة مستقبل المكونات المسيحية الموجودة في إطار هذه المناطق الكردية. مثل هكذا مشاريع لم تتحقق لأسباب كثيرة سبق وتناولتها في أكثر من كتاب صدر لي وهكذا بات واضحا إن المناطق الكردية في ولاية الموصل يجب ان تكون من حصة الدولة العراقية الحديثة. وإذ إن المناطق الكردية كانت تشهد تحركات سياسية واضطرابات مستمرة كانت تحتاج الى حملات عسكرية منتظمة تنفذها قيادة الجيش البريطاني في العراق، وهي اضطرابات باتت تحصل بينما هنالك حاجة لمغادرة أكبر عدد ممكن من الجيوش البريطانية بلاد الرافدين لمناسبة انتهاء الحرب وتقليص الإنفاق المالي. وإذ إن ملف ولاية الموصل واحتمالات عودة الأتراك الى الموصل هي قائمة فقد برزت أفكار تدعو للاستفادة من الخصوم التاريخيين للأكراد وهم الأثوريين المتواجدين في معسكر بعقوبة، وقد سبق وان جرب هؤلاء في أعمال قتالية عام 1919 ولهذا فانه يمكن إسكانهم في مناطق شمال الموصل ليُستفاد منهم في قتال الأكراد وفي مراقبة الأتراك وعدم السماح لهم بعبور الحدود. بوشر بتنفيذ المخطط ولم يقم البريطانيين بدعم حقيقي لفكرة إعادة توطين هؤلاء في مواطنهم القديمة بقدر ما كان واضحا الميل لتوطينهم في الموصل وتامين كل احتياجاتهم من الأسلحة والمدفعية للدفاع عن أنفسهم ضد جيرانهم الكرد والعرب، مع توفير كافة مستلزمات هذا التوطين وتحمل نفقاته الكاملة. ولقد بوشر بنقل هؤلاء على شكل دفعات من بعقوبة الى مناطق مختارة في شمال الموصل. تعرضت اعمال النقل للتوقف خصوصا من بعد اندلاع الثورة العراقية الكبرى وقيام العشائر العربية في لواء ديالى بمهاجمة المعسكر الذي من طرف الكتائب العسكرية الأثورية المتواجدة فيه قد باتت طرفا بصد هذه الهجمات.
الكتاب تناول ترجمة الكثير من الرسائل التي قدمها اشخاص وجمعيات أثورية في أمريكا وفرنسا تمثل أثوريي اورميا والأثوريين الجبليين، وهي رسائل تقدم مقترحات الى الحكومة البريطانية تتصل ومستقبل هؤلاء اللاجئين. والكتاب يوضح تماما ان سورما خانم كان لها الدور الكبير في التفاوض مع الحكومة البريطانية خلال تواجدها في لندن لتحديد مستقبل اللاجئين الاثورين وكانت هي الأخرى قد اقترحت ان يتم تسليح اتباعها وتوطينهم في مناطق داخل حدود ولاية الموصول، وان يتم منحهم الحماية البريطانية. هذه الرسائل تعد مهمة جدا وهي كثيرة بينها عدد من الرسائل التي كتبها احد المتعاطفين وهو القس البريطاني واغرام كما وتبين موقف الكنيسة البروتستانتية الإنكليزية مما كان يجري وقتها.
الدكتور
مؤيد الونداوي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

840 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع