شرطة البصرة إنموذج مشرف لشرطة العراق في أواسط القرن العشرين
مجلة الگاردينيا:صدر مؤخرا كتاب الدكتور أكرم عبدالرزاق المشهداني الباحث المتخصص في تاريخ الشرطة العراقية كتاب (شرطة البصرة: إنموذج مُشَرّف لشرطة العراق في أواسط القرن العشرين) وهو اعادة تحقيق وتنسيق لكتاب أصدره المرحوم جميل يوسف- احد مدراء الشرطة في البصرة – والموسوم (تاريخ شرطة البصرة: بحث ضافي عن منظمات شرطة البصرة عام 1950
صورة لمدينة البصرة بعد الاحتلال البريطاني صورة أرشيفية تعود الى سنة 1916
وقد اهدى الدكتور المشهداني جهده في احياء كتاب شرطة البصرة الى روح كاتب المذكرات المرحوم جميل يوسف ولجميع المهتمين بدراسة تاريخ شرطة العراق عسى ان يكون اضافة نافعة الى المكتبة الشرطية وتاريخ العراق الزاهر.
نسخة من كتاب شرطة البصرة مهداة الى سعادة معاون مدير الشرطة العام
الاستاذ/ عبداللطيف أحمد بتاريخ 1/9/1951.
وورد في تقديم المؤلف الدكتور اكرم المشهداني ما يلي:
هذا الكتاب عن تاريخ شرطة البصرة ومؤسسات الشرطة فيها وابرز رجال الشرطة فيها من ضباط ومفوضين ومدنيين وهو من تاليف المرحوم مدير الشرطة/ جميل يوسف ومن طباعة (المطبعة العربية في البصرة) عام 1951. وهذه النسخة التي اعتمدتها كانت هي نسخة مهداة (من قبل المؤلف جميل يوسف الى سعادة الاستاذ عبداللطيف أحمد معاون مدير الشرطة العام تقديرا لخدماته الجليلة لمسلك الشرطة) وكانت تاريخ الإهداء 1/9/1951. وقد بذلت الجهد في احياء هذه النسخة التي تداعت للتلف بسبب عامل الزمن، وعدم الاعتناء اللازم في حفظها طيلة سبعين عاما، وكان منطلقي من الاهتمام بتحقيق وتحرير هذا الكتاب هو اهميته التاريخية وكونه يضاف الى سفر تاريخ الشرطة العراقية الناصع.. ويوثق لشخوص متميزة في هذا السفر.. واني اذ اضع هذا الجهد في خدمة الباحثين في تاريخ العراق الحديث وفي تاريخ الشرطة العراقية بعد قيام الحكم الوطني في العراق، اتمنى ان ينال رضا الجميع، وان ندعو من الله بالرحمة والمغفرة لمن كتب هذا الكتاب ونشره وهو السيد/ جميل يوسف طيب الله ثراه.
وقد اهدى المؤلف المرحوم جميل يوسف كتابه الى سعادة السيد/ نجيب علي مدير شرطة لواء البصرة بالكلمات التالية:
(الى الرجل الذي لمس فيه أبناء الشعب في هذا الجزء الحيوي من الوطن الجرأة والحرص والنزاهة .. الى الرجل الذي استتب في عهده الأمن وسادت الطمانينة وعمَّ الاستقرار .. الى الذي لمسنا في شخصه كل خصائل الرجل المثقف الكامل الى سعادة السيد نجيب على مدير شرطة لواء البصرة أرفع هذه الموسوعة اعترافا بفضله وخدماته الممتازة... أرجو أن تنال من سعادته الرضا والقبول).
وقد قدم للكتاب المرحوم الاستاذ/ شاكر راغب الحلي حيث قال: وأني لأشكر مؤلف هذه الموسوعة السيد جميل يوسف لأنه اتاح لي فرصة مناسبة لتسجيل انطباعاتي عن هذه المؤسسة الحيوية التي يجهل فعالياتها معظم ابناء الشعب، واني ارجو ان تكون هذه الموضوعة وما يليها واسطة لتقارب روح التعاون بين الجمهور والشرطة.
المرحوم مدير الشرطة السيد نجيب على يصافح جلالة الملك فيصل الثاني
صورة نادرة عن زيارة رئيس وزراء العراق طاهر يحيى الى مدينة الكوفة وهو يرتشف الشاي العراقي بالاستكان تاريخ الصورة 20 آب 1964 المكان مشتل بلدية الكوفة مجاور جسر الكوفة والحضور من اليمين السيد/ سلطان أمين متصرف لواء كربلاء ثم السيد/ طاهر يحيى رئيس وزراء العراق ثم السيد/عبد الرزاق محيي الدين وزير الوحدة وأخيرا زير الارشاد يرحمهم الله جميعا.
قبل البدء ببيان تشكيلات الشرطة العراقية بدا المؤلف يستعرض تأريخ هذه المؤسسة في دورها الأول بشيء من الايجاز للوقوف على مدى تطورها والمراحل التي قطعتها في التنظيم والتكامل. عند تأليف الحكومة العراقية حوالي سنة ۱۹۲۱ أصدرت وزارة الداخلية أمراً بتنظيم قوة الشرطة وبذلك وضعت نواتها على أساس الاخذ بمبداً توحيد وظائف الدرك (الجندرمة) مع وظائف الشرطة (البوليس) ودمجها معاً. أما هيئاتها حينئذ فقد كانت تضم حوالي (۳۰۰۰) شرطى من صنفى المشاة والخيالة و(۲) من الضباط العراقيين و(۹۲) مفوضاً من الهنود والعراقيين وغيرهم و(۷۱) موظفاً بريطانياً و(٢٢) ضابطاً بريطانياً .
وفي سنة ١٩٢٢ عين لأول مرة مدير شرطة لواء لكل لواء، مع عدد من المعاونين فبذلت حينئذ المساعي المتواصلة منذ ذلك الوقت لتدريب القوة وتنظيمها وتعيين واجباتها وتحديد المسؤوليات للضباط والمفوضين وضباط الصف لمختلف الدرجات والرتب والصنوف مع ترتيب السجلات والاستمارات الضرورية لانجاز الاعمال الادارية والقانونية. وكان التعاون سائداً بين الضباط العراقيين والبريطانيين في هذا السبيل حتى سنة ١٩٢٧ ثم اخذت الاعمال الادارية والتنفيذية تنتقل تدريجياً وبسرعة الى أيدي الضباط العراقيين. وبعد انعقاد معاهدة ۱۹۳۰ بين العراق وبريطانيا انتقلت المسؤولية التنفيذية إلى ايدي العراقيين بتمامها وبقي عدد قليل من الضباط البريطانيين انحصرت اعمالهم في الناحية الاستشارية والتفتيشية فحسب ونظراً الى ضرورة توسيع التشكيلات وزيادة القوة ولأجل وضع هذه المؤسسة على قواعد رصينة من التنظيم والتدريب والادارة، فقد أمست الحاجة قائمة الى تهيئة العدد الكافي من الضباط والمفوضين الذين يملكون كفاءة عالية وثقافة قانونية ومعلومات عسكرية،
الدورة الاولى لكلية الشرطة 1944 – 1947 وكان المرحوم طه الشيخلي هو الاول على الدورة وتم تنسيبه ضابطا في الكلية
وقد تطرق المؤلف الى تراجم سير ابرز رجال الشرطة من مدراء الشرطة ومعاونيهم والمفوضين كل حسب جهة عمله ووظيفته.
ولعل من اهم ما استنتجناه من سرد ترجمة سير ضباط شرطة البصرة ما يلي:
1- الشرطة العراقية شاركت مع الجيش العراقي في حرب فلسطين 1948:
حيث تبين مشاركة عدد منهم في الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 من خلال (قوة الشرطة السيارة) التي شاركت مع الجيش العراقي حيث تم تعيين اعداد من ضباط الشرطة لادارة مراكز الشرطة في المدن الفلسطينية المحررة مثل نابلس وطولكرم وقلقيلية وغيرها.
2- بدراسة ملفات مدراء ومعاوني الشرطة في لواء البصرة ظهر ان نسبة منهم هم من ابناء مختلف الوية ومدن العراق.
3- كما تبين وجود عدد كبير من ابناء الطائفة المسيحية من اهالي البصرة وغيرها اضافة الى المسلمين.
المرحوم السيد سلطان أمين هو سلطان أمين عزيز علي محمد كرماشه من مواليد مدينة النجف عام 1914 والده هو الحجي أمين كرماشه أحد ثوار ثورة العشرين تخرج من الكلية العسكرية الدورة 14 كما كان من خريجي الدفعة الأولى من مدارس الشرطة و ذلك في ثلاثينات القرن الماضي و تخرج من كلية الحقوق في أربعينات القرن الماضي تقلد مناصب كثيرة في الدولة منها مدير شرطة الموانئ في البصرة ومدير شرطة الجمارك والمكوس في بغداد ومدير شرطة لواء ديالى كما كان مدير شرطة لواء بغداد منذ عام 1956 و حتى إنقلاب 14 تموز 1958 حيث أجبر بعدها على الإقامة الجبرية في منزله ثم عاد إلى الوظائف الحكومية في عام 1963 حيث عُيّن متصرفاً للواء الناصرية وفي عام 1965 عُيّن متصرفاً للواء كربلاء وفي عام 1966 عُيّن مدير عام الإدارة المحلية بوزارة الداخلية في بغداد وفي عام 1968 عُيّن وكيلاً لوزارة الداخلية ثم أحيل إلى التقاعد في عام 1970 توفي في بغداد في 16 مايو/أيار 1998.
شرطة البادية في العراق في العشرينات
936 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع