نموذج للمكتبة المزمع انشائها في بغداد
شركة بريطانية عراقية تنشئ أول مكتبة عامة في العراق منذ سبعينات القرن الماضي
الشرق الأوسط / لندن: عبير مشخص:بتصميم طموح يحلم بإعادة حلم «مكتبة بغداد»، كشف معماريون بريطانيون - عراقيون عن تصميمهم لمكتبة بغداد الجديدة.
ويأمل مهندسو «إيه إم بي إس» المعماريون، الذين تم التعاقد معهم من قبل وزارة الشباب والرياضة، في استلهام نموذج جديد للمكتبات في العراق وأيضا على المستوى الدولي من خلال هذا المبنى الأنيق متعدد الأغراض. وستكون مكتبة بغداد الجديدة المقرر طرح عطاء لمشروع إنشائها هذا العام مساحة عامة ومركزا ثقافيا مصمما لتشجيع التبادل الثقافي والإبداعي والاجتماعي.
وحسب ما ذكر أمير موسوي، المؤسس المشارك لشركة «إيه إم بي إس» ومديرها، فقد أصبحت الشركة عبر عملها في مشاريع أخرى في العراق صلة الوصل بين المقاولين وأصحاب المشاريع موضحا أن أحد مشكلات العراق في الأعوام الأخيرة هي «إيجاد مقاولين يستطيعون تنفيذ المشاريع في وقتها وبشكل مهني».
وعلى الأرض يذكر موسوي أن الشركة تتابع تنفيذ عدد من المشاريع الخاصة بمدينة البصرة ومنها مدينة البصرة الرياضية وملعب نادي الميناء الرياضي وفندقان و3 مستشفيات ومبنى مجلس المحافظة في البصرة. ويعلق أن مشاريع البناء قائمة بنشاط كبير في العراق وهو عكس صور الدمار والتفجيرات التي تطالعنا عبر الشاشات بشكل شبه يومي، ويضيف: «معظم الناس هناك يعملون بعزم من أجل بداية جديدة في العراق، وجل اهتمامهم منصب على بناء البلد».
المكتبة تمثل لفريق العاملين في الشركة وخصوصا مؤسس الشركة علي الموسوي وولده أمير وشقيقته آية العراقيين الأصل فرصة لتوفير جو ثقافي وتعليمي يستفيد منه الجيل الشاب في العراق. وهنا تقول لنا آية: «إن المكتبة التي قمنا بتصميمها ستمكن الشباب العراقيين من الاستفادة في التواصل مع الشباب خارج الوطن، ولو تطلعنا لما حولنا في الشرق الأوسط من تغيرات على سبيل المثال نرى كيف تهتم دول الخليج بالمشاريع الثقافية عموما وتلك التي تخص الشباب خصوصا، لذا يحق لبغداد التي تفخر بمكانتها العريقة في التاريخ الإسلامي أن تحظى مشاريع ثقافية كهذه».
الطموح خلف تصميم المبنى ضخم جدا ونتساءل إن كان ذلك ترجم إلى تصميم معماري يجمع بين العصرية كما يعكس المكانة التاريخية لبغداد. يجيبنا هنا ماركوس دى أندري شريك أمير بقوله: «بدأنا التصميم كما نفعل في كل مشروع بجلسة نناقش ماذا نريد بالضبط من المبنى. حددنا في البداية أن أهم ما نريد توفيره هو المساحات الواسعة المفتوحة، في داخل المبنى نستطيع خلق مساحة تسمح لمستخدمي المكتبة بالتواصل بسهولة، لهذا صممت أدوار المبنى بحيث تتوالى بشكل متداخل يسمح لمن في الداخل برؤية ما يدور حوله حيثما كان مكانه في المكتبة. وكانت هذه البداية لنا وبدأنا الرسم وتحضير النماذج. بعد ذلك أدخلنا بعض اللمسات المكملة مثل منابع الضوء وأعطينا اهتماما خاصا بالسقف الذي يحمل تصميما جماليا يعتمد على الخط العربي، فنجد كلمة (اقرأ) مكتوبة بالخط الكوفي بشكل يسمح للفراغات بين الحروف بتمرير الضوء من أعلى إلى داخل المكتبة وبهذا تندمج رمزية وتشكيل الكلمة مع وظيفة المبنى بشكل جمالي».
يشرح لنا أمير أكثر: «استخدمنا الألواح الشمسية في السطح وهي إشارة للمستقبل، نريد أن يرى الناس بعد 30 عاما كيف استطاع المبنى أن يخدم الغرض الذي أنشئ من أجله وأيضا كيف صمم ليكون صديقا للبيئة. وجاء استخدام الألواح الشمسية للاستفادة من الطاقة الشمسية وأيضا لأن هذه هي طاقة المستقبل فالعراق غني الآن بالبترول ولكن في المستقبل سيصبح الاهتمام أكبر بالموارد الطبيعية».
يجمع المبنى ما بين الشكل والوظيفة والأهمية الثقافية. سوف يكون الهيكل الذي تبلغ مساحته 45 ألف متر مربع هو النقطة المحورية لمدينة شباب مخطط لها تم تصميمها لتكون مصدر إلهام لأجيال أصغر سنا. ويأمل مهندسو «إيه إم بي إس» المعماريون، الذين تم التعاقد معهم من قبل وزارة الشباب والرياضة، في استلهام نموذج جديد للمكتبات في العراق وعلى المستوى الدولي من خلال هذا المبنى الأنيق متعدد الأغراض.
وقال سعد إسكندر، مدير المكتبة الوطنية في العراق: «من اللازم بالنسبة للعراق الجديد تحقيق التكامل بين ديمقراطيته الشابة والحكم الجيد عبر المعرفة. تلعب المكتبات الجديدة دورا ملحوظا بتعزيز إمكانية الوصول إلى المعلومات دون قيد أو شرط وحرية التعبير والتعددية الثقافية والشفافية. وبالاستجابة لاحتياجات الأجيال القادمة في العراق، نأمل أن تلعب المكتبة الجديدة دورا هاما في مستقبل بلدنا».
مول مهندسو «إيه إم بي إس» شركة «إيه سي إيه كونسالتانتس» الكائنة في نيويورك، واحدة من شركات مستشاري ومخططي المكتبات الرائدة في العالم، بهدف جمع مجموعة تربو على ثلاثة ملايين كتاب، من بينها مخطوطات نادرة ودوريات. سوف تضم المكتبة أيضا تكنولوجيا متقدمة خاصة بالأداء والأحداث. سوف توفر أجهزة الكومبيوتر والوسائط الرقمية الحديثة مصدرا أساسيا بالنسبة لكثير من الشباب ممن لديهم إمكانية وصول محدودة لتلك التسهيلات. ويقول أمير موسوي: «سوف تكون هذه مكتبة متاحة لكل الأعمار. ويتمثل طموحنا في توفير مساحة يستطيع الناس من خلالها إدارة برنامج جاد وقوي للأحداث العامة والمعارض الفنية وأندية الكتب والأحداث المسرحية والمؤتمرات التعليمية والتصوير السينمائي وورش العمل».
وقال متحدث باسم وزارة الشباب والرياضة: «تتمثل رؤيتنا في أن نعيد الأمل مجددا إلى الشباب وأن نبني لهم مركزا ثقافيا جديدا، يمكنهم أن يعبروا من خلاله عن مواهبهم وأفكارهم. سوف تكون المكتبة بأكملها حديثة؛ لن تكون مجرد مكان للبحث عن كتب، وإنما مكان يمكن الوصول إليه بحرية للتعرف على معلومات».
723 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع