افتتاح جلسات الحزب الشيوعي في فيتنام وسط أجواء "قمع" للمعارضة

            

صورة التقطتها ووزعتها وكالة أنباء فيتنام في 26 كانون الثاني/يناير تظهر مشاركة مندوبين في المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب الشيوعي الفيتنامي في هانوي.

(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)بدأت عملية الانتقال السياسي السرية في فيتنام الثلاثاء، اذ يستعد الحزب الشيوعي لاختيار قادته في المستقبل الذين سيتعين عليهم التعامل مع الصين التي يتصاعد نفوذها والتوترات التجارية المتزايدة مع الولايات المتحدة.

وسيُطرح منصب الأمين العام للحزب في البلاد، بالإضافة إلى ثلاث "ركائز" رئيسية أخرى للقيادة، للتغيير في المؤتمر الذي يعقد مرتين كل عقد في هانوي، والذي يجرى إلى حد كبير خلف أبواب مغلقة، ويستمر حتى 2 شباط/فبراير.

اتسمت الفترة التي سبقت المؤتمر ب"حملة قمع" لا هوادة فيها ضد قوى المعارضة، وفقًا لجماعات حقوقية، قالت إنّ القمع تصاعد في ظل القيادة الحالية.

ويقول محللون إن نغوين فو ترونغ، رئيس الحزب الشيوعي الذي شغل أيضًا منصب الرئيس منذ عام 2018، ينافس على ولاية أخرى كأمين عام، رغم أنه من غير المتوقع أن يستمر في شغل المنصبين القياديين في وقت واحد.

لكن ولاية أخرى في منصب ترونغ البالغ (76 عامًا) وهو قيادي محافظ مؤيد للصين، ستكون بمثابة دفع لحملته البارزة لمكافحة الفساد التي طاولت الحزب والشرطة والقوات المسلحة.

وقال الخبير في شؤون فيتنام في معهد لايدن لدراسات المنطقة في هولندا جوناثان لندن "في السنوات الخمس الماضية كانت هناك زيادة ملحوظة في القمع".

وهذا "يعكس أجندة ترونغ في تأديب الحزب وسكان البلاد على نطاق أوسع".

تم إغلاق الطرق في وقت مبكر من صباح الثلاثاء حول مركز المؤتمرات الوطني في هانوي، مع وجود أمني كثيف يراقب وصول المندوبين لحضور الافتتاح.

-الانفتاح الاقتصادي مع الصين-

مرشح آخر للبقاء في منصب رئيسي هو رئيس الوزراء نغوين شوان فوك، الذي ركز على النمو الاقتصادي للبلاد والتكامل، وتأمين عدد من الاتفاقات التجارية الدولية.

وقاد الرجل البالغ 66 عامًا، الذي يرشحه محللون لتولي الرئاسة الآن، أيضًا استجابة البلاد القوية لانتشار وباء كوفيد-19.

وقال موراي هيبرت من برنامج جنوب شرق آسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، انه "بغض النظر عمن يتم اختياره، يجب ألا يتوقع العالم تغييرات كبيرة في السياسة".

وتابع "أعتقد أنهم سيستمرون تقريبًا في الانفتاح الاقتصادي، يبحثون عن مزيد من الشركاء الاقتصاديين والأجانب، وسيحاولون إيجاد طرق للبقاء جنبًا إلى جنب مع الصين"، مضيفًا أنهم سيحاولون أيضًا إيجاد وسيلة للتصدي لبكين في بحر الصين الجنوبي.

تشددت الصين في السنوات الأخيرة في مطالبتها بالممر المائي المتنازع عليه من خلال بناء قواعد عسكرية في جزر اصطناعية، ما أثار استياء هانوي، التي تطالب أيضًا بأجزاء من البحر الغني بالموارد.

وستكون التوترات التجارية مع الولايات المتحدة أيضًا على رأس قائمة الأولويات بعد أن اتهمت واشنطن هانوي بالتلاعب في عملتها الشهر الماضي.

ولمح ترونغ الثلاثاء إلى هذه القضايا الجيوسياسية، ما يعني حاجة الحزب إلى "التعامل بشكل صحيح وفعّال مع العلاقات مع الدول الكبرى".

وقال إن "القتال من أجل حماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي لا يزال يمثل تحديا" للبلاد.

-نجاح بمواجهة الوباء-

وقال مراقبون ان القيادة الجديدة ستسعى إلى الاستفادة من الميزة الاقتصادية والسياسية من تصديها الناجح لوباء كوفيد-19.

سجّلت البلاد ما يزيد قليلاً على 1500 حالة إصابة و35 حالة وفاة.

وقال ترونغ، مسلطا الضوء على نمو فيتنام بنسبة 2,9 في المئة في منطقة تعاني الانكماش الاقتصادي، إن فيتنام تم الاعتراف بها الثلاثاء "كنقطة مشرقة ... احتواء الوباء بنجاح مع تعافي الاقتصاد وتنميته".

لكن هذا الأداء القوي يعني أن "الحكومة تشعر بثقة أكبر لتكثف حملتها" على المعارضة، حسب ما أفاد لو كونغ دينه، الناشط في مجال حقوق الإنسان.

تم سجن ثلاثة صحافيين بارزين بتهم مناهضة للدولة في وقت سابق من هذا الشهر، بينما ازداد عدد سجناء الرأي من 84 إلى 170 منذ المؤتمر السابق في عام 2016، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

وقال الناشط لو كونغ "إنهم يشعرون بأنهم يستطيعون تحدي أي انتقاد".

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

714 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع