ايلاف/عبد الجبار العتابي من بغداد: أقدم مجهولون على بتر اربعة أصابع من كف تمثال الشاعر العباسي أبو نواس، المنتصب في حدائق الشارع الذي يحمل اسمه على نهر دجلة في العاصمة العراقية بغداد، وعدّ الكثيرون هذا الفعل صورة هزلية من صور العراق الجديد.
واستنكر المثقفون العراقيون هذا العمل الذي وصفوه بالعمل الارهابي والفعل التشويهي التخريبي الذي يطال تمثال الشاعر الكبير، مؤكدين ان اياديَ خفية وراء ذلك، مستغربين ان تصل الحال بالبعض الى هذا القبح ومحاربة الجمال المتمثل في صورة شاعر له مكانة في الادب العربي.
فيما اشار آخرون الى ان من قام "بالفعلة النكراء" هم المتاجرون بمادة النحاس المصنوع منها التمثال، لكن الجميع القى باللائمة على الاجهزة الامنية التي تقوم بحراسة الشارع باعتباره من اهم شوارع العاصمة، فضلا عن ان المكان الذي ينتصب فيه يقع مقابل المنطقة الخضراء التي يسكنها السياسيون.
وصف المدير العام لدائرة الفنون الدكتور شفيق المهدي العمل بـ (التخريبي) وقال: "نعم . هذا عمل تخريبي، اليوم قطعوا اصابع ابو نؤاس وغدا سيتعرضون لتماثيل ونصب أخرى دونما رادع اخلاقي ولا رادع وطني ،ولا بد من التحذير من هذا التخريب الذي لا معنى له"
واضاف: لكنني اتساءل اين الحمايات واين شرطة النجدة في الشارع المهم جدا ؟
من جهتها، نددت امانة بغداد هي الاخرى بما حدث للتمثال، وقال المدير العام لدائرة الاعلام فيها: "اننا اذ نستغرب ونستنكر هذا الفعل التشويهي فإننا سنقوم بالتعاون مع وزارة الثقافة بتكليف احد الفنانين من اجل اعادة تأهيل هذا الجزء المدمر من كف تمثال الشاعر".
وندد الفنان عماد رسن بالعمل التخريبي، وقال : على وقع سقوط أربعة أصابع من تمثال أبو نواس سهواً بدافع سياسي ديني أو بدافع اقتصادي حين انتهز أحدهم الفرصة المناسبة ليخطف كيلوين من النحاس الخالص، تسقط هناك ضحيتان في البصرة من شباب متظاهر يطالب بأبسط حقوقه، وذلك بعد أن عاد من قتال داعش ليجد ماءً يحمل جرثومة المعدة. حدث ذلك بعد أن سرق المحافظ السابق، المحسوب على أحد الأحزاب التي تبعد عن الله شبرين كاملين فقط، وولده، أموال المضخات التي توفر ماء صالحا للشرب وفر الى وطنه الأصلي استراليا".
واضاف: "هذه صورة متكاملة وغير منفصلة عن بعضها ترسم مشهدا دراماتيكيا لأخفاق سياسي أمني أقتصادي مخلوط بدخان بناية محافظة البصرة ودماء أبنائها الزكية".
سبق لتمثال الشاعر ابو نواس ان تعرض إلى عملية تخريب عام 2015 حيث أزيلت أبيات شعرية كانت منحوتة على قاعدته، وقامت أمانة بغداد حينها بتأهيله من جديد.
469 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع