صدر حديثاً عن الدار العربية للعلوم ناشرون.....

   

    

استيقاظ المومياء
هل تعرفون ما سبب الحماسة التي تسود منزل آل سيلفر هذا الصباح؟
حسناً، أنا سأخبركم ثمّة حدث مميّز جداً تنتظره مدينة الضباب "عودة مومياء الملك تمسيس".
لكن لا داع للخوف؛ فالمومياء لن تعود حقاً هذا ليس سوى عنوان المعرض الذي يقيمه الأستاذ سالومون تروتر، عالِم الآثار الأشهر في العالم للمرّة الأولى، سيتمكن الناس من رؤية مومياء الملك القديم والتابوت الذي يرقد فيه منذ مئات ومئات السنوات أليس هذا رائعاً؟
- في هذه القصة سيكون الأطفال على موعد مع فريق رائع من أقرانهم الصغار ربييكا وليو ومارتن وناتي والوطواط الطائر والرجل الذي اكتشف مومياء الملك تمسيس الأستاذ سالومون تروتر يشاركونهم مغامراتهم في البحث عن مومياء الملك تمسيس التي يبدو أنها استيقظت!! لا بل خرجت من المتحف قبل أن يبدأ عالم الآثار الشهير عرضه حولها... ولولا هؤلاء الصغار الأشقياء وصديقهم الوطواط الطائر لما عادت مومياء الملك القديم إلى مكانها في التابوت مثل طفل صغير...
- القصة هي مزيج من الواقع والخيال تُعرّف الأطفال على عصور مضت كانت جثث الملوك تُحنط لتعيش بعد الموت في العالم الآخر على هيئتها كما كانت في الحياة الدنيا كما كان يعتقد الفراعنة وغيرهم... وقد أضفَتْ هذه القصة نوعاً من الفانتازيا الغرائبية والشيقة بأن جعلت مومياء ملكٍ قديم تستقيظ وتخرج لتشارك الأطفال حياتهم المرحة...


الموتُ سلعةٌ رخيصةٌ
عندما يصبح «الموتُ سلعةٌ رخيصةٌ»، لا بد أن تكون الحياة سلعة أغلى.. ولكن كيف يمكن الحفاظ عليها؟ بالمواجهة أم بالهجرة؟ والجواب أن الاختيار بين الأمرين كلاهما مرّ، ولكن على الإنسان الواقع تحت وطأة الحرب والحصار أن يختار؛ ولقد اختار أبطال القاص فهد السيّابي الهروب أو الهجرة في عرض البحر كردِّ فعل على المصادرة المتلاحقة للحياة في وطنهم؛ بيد أن طول الرحلة ومخاطرها، ستقذف بمن شاء لهم القدر (الموت) بالبحر، وستبقي على قيد (الحياة) من شاء لهم جلادوهم وتجار البشر الانتظار على أبواب أراضٍ هي على (حافة اللجوء). إذ أصبح الحصول على سمة لاجئ في بلاد الاغتراب على بشاعتها.. شرفٌ رفيع بالنسبة للإنسان العربي قد يدفع ثمنه من كرامته وربماعمره كاملاً...
- ذلك ما تُنبئنا به مختلف التشخيصات الإنسانية في هذه المجموعة القصصية والتي تحيلنا لمجمل المعاناة التي يعيشها إنسان العصر داخل بلدان الصراع أم خارجها، فكلاهما يوحيان بالوجود على حافة الحياة، ويثيران إحساساً مستمراً بالمأساة، والشعور بالاغتراب، واللاتواصل مع الآخر، لذلك اختار بطل قصة "الموتُ سلعةٌ رخيصةٌ" لنفسه النكوص إلى الذاكرة عندما فقد معنى العالم والوجود من حوله. "خطر لي: ألوذ إلى أقرب ذاكرة. فكرت "الفرار إلى ذكرى مبهجة، حاضرة سينسيني وقع ألمي الطارئ، الحارق". كنتُ عازماً – في قرارة نفسي – خداع جسدي. أنسيه، الألم برهاتٍ وجيزةٍ من الزمن، وبعد ذلك، لا يهمّ...". هذا التصادم بين ذاكرة الذات والمحيط، جاء على إيقاع الخوف من فقدان الحياة. "فوراً، أيقنت إنني على قيدِ خطوةٍ واحدة فقط من الموت. خطوةٌ، وأستحيل - بعدها – أشلاءً مفتتة تتراشفها مخلوقات المحيط الشرسة". بهذه الصور البالغة الإيحاء ومثيلاتها التي تستهدف التراسل مع المظاهر الواقعية الأشد فظاعة في عالم اليوم يكتب فهد السيّابي وهو يسائل الضمير البشري، ويحاسب القتلة روائياً على الأقل...
- يضم الكتاب ستة قصص قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: 1- دمى طازجة مجهّزة للبيع. 2- للموت وجهٌ آخر. 3- هويّاتٌ مشروخة. 4- عشرون عاماً من العزلة. 5- سلخٌ بخطى باردة. 6- الموتُ سلعةٌ رخيصةٌ.

لماذا كرة القدم؟
كرة القدم لها سحرها الخاص فهي بإمكانها أن تغيّر كل من تلمسه لتحوّل الغرباء إلى أصدقاء، والأصدقاء إلى أخوة وتصنع من الآلاف والملايين عائلة واحدة. إنها أحياناً تحوّل الفقراء إلى سعداء، والأغنياء إلى تعساء، والجيران إلى أعداء، والبسطاء إلى خبراء، والمجانين إلى عقلاء والعكس بالعكس سواء. إنها تصنع من الشبان البسطاء أبطالاً ذوي خيلاء وعندما يصبح الركض بالكرة وركلها قطعة فنية يتغنى بها الشعراء تدرك أنك في العالم الجميل لكوكب كرة القدم.
لماذا كرة القدم؟
سؤال قد يبدو بسيطاً أو ساذجاً للوهلة الأولى، لكنه أعمق مما يتوارد للذهن عند سماعه لأول مرة حول كرة القدم. لماذا هي المسيطرة؟ ولماذا هي اللعبة الشعبية؟ والأكثر هوساً والأكثر تشويقاً وإثارة وانتشاراً؟ والأكثر مالاً وإنفاقاً؟ ولماذا هي التي يستولي حبها على قلوب أغلبية البشر بحيث باتت نشاط إنساني أجمع العالم عليه على مرّ التاريخ؟
في إطار المحاولة للإجابة عن هذا السؤال السهل الممتنع الجدلي والعميق بامتياز، يستعرض المؤلف "أيمن جادَه" وهو رجل له باع طويل في كرة القدم عربياً وعالمياً تاريخ اللعبة وتطورها ونجومها وأبرز أحداثها وبطولاتها من خلال سرد شيق واستعراض سلس فلا هو بالتاريخ الأرشيفي ولا هو بالكتاب التوثيقي. ولا يمكن اعتباره رواية ولا كتاباً نقدياً وإنما رؤية ذاتية لظاهرة عالمية تجعله يجمع من ذلك كله في مزيجٍ فريد يجلب المتعة والفائدة لمن يقرأه، سواء كان محباً لكرة القدم أو أحد مجانينها الكثر، أو كان جاهلاً بها تماماً ويسعى لأن يعرف عنها أكثر.
إنها محاولة الإجابة عن سؤال كبير في كتاب يظل صغيراً مهما كبر، لكنه يبدو أساسياً لكل من يعرف كرة القدم أو لمن يريد أن يتعرف عليها.

وفار التنور
بين أن يكون الإنسان منتمياً أو لا يكون منتمياً لهذا الوجود تلك هي الإشكالية التي تطرحها رواية «وفار التنور» للكاتبة المبدعة منال الشريف وهي تسوّق الفكرة عبر نظرة جديدة لعالم الإنسان الداخلي وبمقاربات وجودية/فلسفية، تتعاضد لتظهرها على أنها في نهاية المطاف قصة (فرد)، وهذا الفرد هو بطل حكايتها (يحيى) الذي أغلق الباب خلفه ومضى إلى (اللاشيء) يبحث عن الخلاص الروحي بعدما تحقق له أنّه لا يشبه أحداً من حوله، وقد أصابته نوبة من الكآبة أيقن معها أن عودته إلى نقطة سابقة، من حياته المنصرمة بمثابة المستحيل. وأنّه فقد القدرة على أن يوجد أو أن يكون عدماً!!
- تبدأ الحكاية عندما يتلقى (إياد) أستاذ الجامعة اتصالاً هاتفياً من إبراهيم شقيق صديقه يحيى يسأله عن آخر مرة رأى فيها أخاه، وما إذا كان قد أخبره برحيله، أو الوجهة التي اختارها لغيابه، ولكن لم تكن لدى الصديق أي إجابة ولهذا شكّل غيابه هاجساً له ولكل من حوله، ولأن يحيى كان ذكياً حتى في رحيله؛ فقد ترك رسالة لأمه يطمئنها فيها عن نفسه ورسالة يعتذر فيها من رباب خطيبته ويطلب منها ألا تنتظره... ومذكرات شخصية ذكر فيها أصدقاءه وعائلته ورباب وكان على (إياد) قراءتها وفكفكة أسرارها؛ فكانت مجموعة أوراق/رسائل، تحمل في طياتها الإجابة؛ على ذلك السؤال الذي ابتدأ بـ لماذا. لماذا قرر يحيى الرحيل؟
- من أجواء الرواية نقرأ:
"الربيع الذي أتى، الرجل الذي صرخ، فيرجينيا التي التقطت الحجارة، ويحيى الذي أغلق الباب خلفه. قُطع اللغز الذي حيرني طويلاً تكتمل أمامي الآن لتشكل أحجية واحدة تدعى الوجود. أعرف كل ذلك بما يشبه اليقين حين يمازجه الشك متصالحاً معه، عوض أن يكون محارباً له. أبتسم بهدوء مرتاحاً إلى ما توصلت إليه. والألم الذي انكوى به قلبي أصبح خفيفاً خفّة عشق يمكن احتماله.
تبدو علاقتي بيحيى كحلم، كطيف عابر اختلقتُ غالبية أجزائه ومحوتُ حقائق أجزائه الأخرى. تبدو كمرآة، كانعكاس طارئ لحياتي التي ما كان لي أن أتابعها برغم سيرها في طريق رسمته لها.
أحزم حقيبتي وأحملها تاركاً ورائي على السرير هاتفي الذي أرسلت منه قراري بالاستقالة. أخرج من الغرفة وأتنفّس روح التنور الذي فار وحملني معه".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

767 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع