نيويورك تايمز: استفتاء كردستان خطير وغير حكيم لكنه مفهوم

             

الخليج أونلاين:وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في مقال افتتاحي لها، استفتاء كردستان العراق على الانفصال، الذي جرى الاثنين الماضي، بأنه "خطير وغير حكيم"، لكنه في نفس الوقت "مفهوم" أيضاً.

وأوضحت الصحيفة أن قرار الأكراد في المضيّ بإجراء الاستفتاء غير حكيم؛ "لأنه أثار آمالاً عريضة للأكراد لا يمكن تحقيقها، ليس في العراق فقط، وإنما أيضاً في كل من إيران وتركيا وسوريا".


أما من جهة أن إجراء الاستفتاء كان خطيراً، فقالت إنه سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في أكثر بقعة في العالم تعاني من غيابه، بحسب رأي الصحيفة.

وأضافت أن إجراء الاستفتاء كان، رغم أنه خطير وغير حكيم، مفهوماً، فهناك فئة من الناس يحلمون بالاستقلال منذ فترة طويلة، وشكّل لهم إجراء هذا الاستفتاء نجاحاً نسبياً.

وحتى قبل ظهور نتائج الاستفتاء، فإنه ليس هناك شكّ بأن الأكراد صوّتوا بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن العراق وإقامة دولة منفصلة، خاصة في ظل القمع "الوحشي" الذي تعرّض له الأكراد في عهد الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، قبل أن تفرض الأمم المتحدة حظراً على الطيران العراقي عقب حرب الخليج 1991، تمكّن من خلاله الأكراد من إنشاء منطقة كردستان شبه المستقلة، وهي التي تضم الكثير من المواد النفطية والغازية، لتؤدي بعد ذلك قوات البيشمركة دوراً محورياً في قتال تنظيم الدولة عقب العام 2014.

مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، قال أكثر من مرة إن الاستفتاء لن يعني إقامة دولة كردية وإعلان الاستقلال فوراً وبشكل أحادي الجانب، وإنما سيؤدي إلى فتح مفاوضات مع بغداد، وإجراء مشاورات مع الدول المجاورة وغيرها من السلطات.

العراق، وإيران، وسوريا، وتركيا، والسعودية، وجامعة الدول العربية، والولايات المتحدة، وكذلك الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، استبقوا جميعاً التصويت بإعلان الرفض لإجراء الاستفتاء، فليس هناك من نية لفقدان حقول النفط الغنية.

البيت الأبيض من جهته أعلن أن الاستفتاء "عمل استفزازي مزعزع للاستقرار"، في حين أن وزير الدفاع، جيم ماتيس، سافر إلى كردستان، الشهر الماضي، وأعلن من هناك رفض واشنطن لإجراء الاستفتاء؛ لأنه سيشكّل انحرافاً عن مسار الحرب على تنظيم الدولة.

وتخشى كل من تركيا وإيران وسوريا أن تنضم أقلياتها إلى كردستان وتطالب بالانفصال.

إسرائيل ربما هي الدولة الوحيدة التي أعلنت صراحة دعمها لانفصال الإقليم الكردي، وهي التي تربطها علاقات قديمة مع أكراد العراق.

وتتابع الصحيفة: "على أي حال، وبما أن الاستفتاء قد جرى، فإن هناك واقعاً جديداً ومتقلّباً لا يمكن إنكاره، ومن ثم فإن جميع الأطراف، ومن ضمنهم الأكراد وجيرانهم وواشنطن، تجنّب أي عمل من شأنه أن يدفع إلى مزيد من العنف، كما أن على الجميع أن يبدأ وبشكل عاجل منع توجيه المشاعر العاطفية لتأجيج الأزمة، وأن تبقى أبواب الدبلوماسية مشرعة أمام أي عمل من شأنه أن يخفف من حدة التوتر الذي أحدثه الاستفتاء، وأول من تقع عليه هذه المهمة هي الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقاتل إلى جانب القوات الكردية وتدعم جهودهم من زمن طويل".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

849 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع