ضغوط أمريكية لمنع "الحشد" من المشاركة في معركة تلعفر

  

قيادات عسكرية عراقية تمكنت من إقناع قادة الحشد بعدم المشاركة الفعلية في معركة تلعفر

بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:كشفت مصادر عسكرية في الجيش العراقي عن ممارسة قيادات في الجيش الأمريكي ضغوطاً كبيرة لمنع مليشيات الحشد الشعبي من المشاركة في معركة تحرير غرب مدينة الموصل، مهددة بوقف الدعم العسكري عن قطعات الجيش العراقي إذا ما أصرت المليشيات على ذلك.

وقال مصدر عسكري، طالباً عدم الكشف عن هويته، في حديث خاص لمراسل "الخليج أونلاين": إن "القطعات العسكرية، متمثلة بالجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وبإسناد جوي ومدفعي من قبل الجانب الأمريكي، حققت تقدماً كبيراً وسريعاً في معركة تحرير الجانب الأيمن خلال الأيام القليلة الماضية".

واستدرك: "إلا أن الجانب الأمريكي هدد بوقف الدعم عن القوات العراقية إذا شاركت فصائل الحشد الشعبي في معركة تحرير قضاء تلعفر التي من المتوقع أن تنطلق عملية واسعة لتحريرها في الأيام القادمة".

وأضاف أن "قيادات عسكرية، وبعد اجتماعات حثيثة مع بعض قادة الحشد الشعبي، تمكنت من إقناعهم بعدم المشاركة الفعلية في معركة تلعفر، وأن يقتصر دورهم على محاصرة المدينة، وتقديم الإسناد إلى قطعات الجيش العراقي"، لافتاً إلى أن "هذا الأمر واجه اعتراضات كبيرة من بعض الفصائل، في حين رحبت أخرى بذلك"، مبيناً أن "أكثر الرافضين هي مليشيا عصائب أهل الحق ومليشيا حزب الله".

وتابع المصدر أن "معركة تلعفر أُجِّل حسمها بسبب إصرار مليشيا الحشد الشعبي على المشاركة، وسط رفض سياسي وشعبي واسع لمشاركتها".

واستطرد المصدر حديثه قائلاً: إن "وجود القوات الأمريكية في الخطوط الأمامية لمعركة الموصل، فضلاً عن الضربات المكثفة لطيران التحالف الدولي على مواقع تنظيم داعش، كان لها دور كبير في تحقيق تقدم كبير للقوات الأمنية على حساب تنظيم داعش، وعلى المحاور كافة".

وفي السياق ذاته، وبحسب ما أكده شهود عيان لمراسل "الخليج أونلاين"، فإن أرتالاً عسكرية لمليشيا الحشد الشعبي، بعدتها وعتادها، عادت من مدينة الموصل متوجهة إلى العاصمة بغداد، يقابلها توجه حشود عسكرية كبيرة من محافظة صلاح الدين إلى مدينة الموصل.

يشار إلى أن مليشيا الحشد فرضت سيطرتها على مدينة تلعفر من ثلاثة محاور، وفرضت حصاراً مطبقاً بعد سيطرتها على مطار المدينة من جهة الشرق، ومنطقة الشريعة من جهة الجنوب، وطريق تلعفر سنجار.

من جهته قال النقيب في الشرطة الاتحادية، حازم البياتي، في اتصال هاتفي مع "الخليج أونلاين": إن "قوات الحشد الشعبي سيكون لها دور كبير في تحرير مدينة تلعفر، حتى وإن لم تشارك في عملية تحريرها؛ من خلال تقديمها الإسناد لقطعات الجيش"، مشيراً إلى أن "مدينة تلعفر لها خصوصيتها بين مدن الموصل؛ وذلك لاختلاف أطيافها ودياناتها".

وأضاف: "عدم مشاركة الحشد الشعبي في معركة تلعفر لا تعني أن الحشد خضع لأوامر الأمريكان، وإنما تقديم الأهم على المهم من أجل الإسراع بتحرير المدينة التي أصبحت محطة صراعات سياسية وإقليمية، وتفويت الفرصة على المتصيدين في الماء العكر".

النائب عن المكون التركماني، نيازي أوغلو، قال في تصريح صحفي: إن "معركة تحرير مدينة تلعفر ستبدأ قريباً بمدة لا تتجاوز الأسبوعين"، مبيناً أن "هناك مخاطبات مستمرة من قبلنا للقائد العام للقوات المسلحة والعمليات المشتركة للتعجيل ببدء عملية التحرير".

وأضاف: "الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية هي من ستقوم بتحرير مدينة تلعفر، دون مشاركة الحشد الشعبي أو المحلي"، مشيراً إلى أن "عدم مشاركة الحشد الشعبي تم الاتفاق عليها مسبقاً؛ نتيجة لتدخلات إقليمية وسياسية داخلية".

قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، من جانبه، أعلن استعداد قطعات الجيش العراقي لاقتحام مدينة تلعفر.

وقال الجبوري في تصريح صحفي: إن "قوات الجيش العراقي في الفرقة 15 أنهت استعداداتها لاقتحام مدينة تلعفر، وهي الآن تنتظر الأمر من القائد العام للقوات المسلحة لانطلاق عملية عسكرية واسعة للتحرير".

وأضاف أن "القطعات العسكرية والشرطة سجلت تقدماً كبيراً في مختلف المحاور، وحررت مناطق واسعة بعد انطلاق عمليات الساحل الأيمن، وهي في تواصل مستمر".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

802 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع