الموصل - الخليج أونلاين (خاص):أفاد مصدر في شرطة مدينة الموصل السابقة، والخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة منذ أكثر من عامين، أن التنظيم شنّ حملة اعتقالات للعشرات من ضباط الجيش العراقي السابق بعهد الرئيس صدام حسين؛ خوفاً من محاولات انقلابية على التنظيم.
وقال المقدم صالح عبد الله، لـ"الخليج أونلاين": "إن تنظيم داعش شن خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات طالت ضباطاً في الجيش السابق، وكانوا مستمرين بالخدمة لغاية نيسان (أبريل) 2003، ولم يلتحقوا بالجيش والأجهزة الأمنية التي شكلت بعد سقوط نظام صدام حسين".
وأضاف أن عمليات الاعتقالات نفذت من خلال دهم وتفتيش منازل الضباط أو محل عملهم المدني، "حيث اتجه أغلبهم للعمل الخاص بعد دخول القوات الأمريكية للعراق، ولم نعلم بالتحديد عدد الذين تم اعتقالهم؛ بسبب صعبوة التواصل لانقطاع الاتصالات".
وعن أسباب الاعتقالات التي أقلقت الكثيرين من حملة الرتب المبتعدين عن النشاط العسكري في المدينة، يقول عبد الله: "نعتقد أن سبب الاعتقالات هي كثرة التصريحات غير المسؤولة من قبل بعض السياسيين حول وجود أعمال مناهضة للتنظيم، أو ثورة شعبية ستنطلق ضده مع اقتراب العمليات العسكرية من حدود الموصل، ومن يتمكن من القيام بهذه العمليات الضباط والعسكريون التابعون للجيش السابق".
من جانب آخر أكد شهود عيان تحدثوا لـ"الخليج أونلاين"، إعدام تنظيم الدولة أكثر من 30 مدنياً من سكان الموصل رمياً بالرصاص؛ لدى محاولتهم الفرار من المدينة، بينهم 7 مهربين.
وقال الشهود: إن "تنظيم داعش أعدم 24 من أهالي مدينة الموصل -بينهم نساء وأطفال- رمياً بالرصاص، وفي مناطق عامة متفرقة من مدينة الموصل؛ كنوع من إرهاب الأهالي وتحذيرهم من عقوبة من يغادر المدينة".
وكان تنظيم الدولة أصدر أوامره منذ نهاية عام 2014 بمنع أهالي الموصل من مغادرة المدينة إلا بشروط، والحصول على موافقة خطية من التنظيم تمكّنهم من عبور نقاط التفتيش التابعة له عند مخارج المدينة، واشتراط وجود مرض لدى المسافر، أو رهن بيته، ثم عاد قبل أشهر ومنع السفر نهائياً من المدينة تحت أي ظرف، حتى لغرض العلاج أو زيارة الأقارب.
ولجأ عدد من الأهالي إلى الفرار من المدينة عبر شبكات تهريب منظمة تعتمد طرقاً صحراوية وعرة وقاسية، بعد دفع مبالغ طائلة قد تصل إلى ألفي دولار للفرد الواحد مقابل نقلهم من الموصل إلى الحدود التركية، أو مناطق وجود القوات الأمنية العراقية في محافظة الأنبار غربي البلاد، عبر رحلة تصل إلى عدة أيام.
وكان التنظيم قد توعد الأهالي الذين يغادرون المدينة، وكذلك المهربين، بعقوبة الإعدام لمن يتم اعتقاله أثناء محاولة الهروب.
وتأتي تشديدات التنظيم عقب محاولات عراقية لاستعادة المدينة بدعم من التحالف الدولي، وحقق الجيش العراقي بعض النجاحات بتحرير قرى مهمة، أدت المعارك فيها لخسارة التنظيم لعناصر مهمة في صفوفه، أبرزهم أبو عمر الشيشاني.
560 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع