أكلة "الكشري" الشعبية المصرية تجعل من ناصر "مشهوراً" في بغداد القديمة وزبائنه من مختلف الطبقات

        


     "الكشري" يجعل من ناصر "أشهر" مصري في بغداد

 المدى برس/ بغداد:لم يكن ناصر المصري، يتصور أن أكلة "الكشري" الشعبية في بلده، ستكون سبباً لجعله مشهوراً في واحد من أعرق شوارع العاصمة العراقية بغداد، التي وصلها أواخر ثمانينات القرن المنصرم.

ويقول ناصر عبد الله، (41 سنة)، الذي بات معروفاً لدى البغداديين بلقب "ناصر كوشري"، في حديث إلى (المدى برس)، "قدمت إلى بغداد أواخر ثمانينات القرن الماضي، قادماً من حي السيدة زينب في القاهرة، بحثاً عن فرصة عمل كأقراني الذي سبقوني أو تبعوني"، ويبيّن أن "الظروف كانت صعبة وفرص العمل شحيحة ما دفعني لفتح كشك صغير لبيع الكشري في شارع الرشيد وسط بغداد".

ويضيف "كوشري"، أن "الزبائن كانوا من المصريين في بادئ الأمر، لكن كثيراً من البغداديين سرعان ما استساغوا الكشري ليصبح من أكلاتهم المفضلة"، ويشير إلى أن "ربع قرن مضى على عملي في مكاني بشارع الرشيد لأكون الوحيد في العراق".

ويذكر عبد الله أن "عراقيين من مختلف الطبقات والمهن، يقبلون على تناول الكشري الذي أعده، منهم الفنان هاشم سلمان وزميله جاسم شرف، والمدرب المعروف أيوب اوديشو"، ويؤكد أن "العراق أصبح بلدي الثاني، إذ لم أشعر بالغربة فيه مطلقاً نتيجة ما لقيته من حسن معاملة وطيبة وكأنني لم أغادر حي السيدة زينب في القاهرة".

ويوضح عبد الله، أن "الكشري يتضمن 13 مادة تخلط مع بعض، أهمها المعكرونة والعدس والحمص والبصل والفلفل الحار والثوم والخل والرز والشعرية"، ويلفت إلى أن "سعر طبق الكشري يبدأ من ألفي دينار صعوداً بحسب حجمه".

من جهته  يقول باقر حسين،(20 سنة)، وهو مساعد ناصر كشري، في حديث إلى (المدى برس)، لقد "باشرت مع ناصر منذ ثماني سنوات"، ويضيف أن "كشري هو من تولى تربيتي ورعايتي مذ كنت طفلاً".

ويتابع حسين، أن "زبائن المحل يتوافدون من مختلف المحافظات العراقية لتذوق الكشري"، ويستدرك "لكن التداعيات الأمنية وتوقف الحركة في شارع الرشيد مساءً، عوامل تسبب بتراجع عدد زبائننا من المحافظات".

ويستطرد العامل العراقي، لقد "أصبحت مشهوراً نتيجة عملي،، إذ يشير لي الناس عندما يشاهدوني في مناطق العاصمة قائلين باللهجة العامية، هذا أبو الكشري"، ويؤكد "الشعور بالفخر بذلك لأنه يدلل على رضاهم عما نقدمه لهم".

وبحسب وسائل إعلام مصرية، فإن حجم الجالية المصرية في العراق خلال المدة من نهاية سبعينات القرن الماضي وحتى تسعيناته، بلغ أكثر من خمسة ملايين شخص عملوا في مختلف القطاعات في طول العراق وعرضه.

ويعمل المصريون في العراق في الحرف والمهن اليدوية، خاصة إصلاح السيارات والمقاولات المعمارية وأعمال التشييد والبناء، وهم يعاملون معاملة المواطن العراقي العادي في الحصول على الحصص التموينية التي توزعها السلطات العراقية ببطاقات خاصة.

وتواصل عائلات مصرية منذ نحو عشرين عاماً البحث عن افراد لها سافروا الى العراق للعمل من دون أي نتيجة تذكر. وتشير مصادر عراقية إلى أن السبب يرجع في أغلب الأحيان إلى أن المصريين أنفسهم لا يريدون معاودة الاتصال بذويهم خوفاً من تحميلهم أي أعباء مالية إضافية. وبالرغم من تدهور الأوضاع الاقتصادية والتجارية في العراق بفعل منظومة العقوبات الدولية التي تفرضها الأمم المتحدة على العراق منذ عام 1991، الا أن المصريين المقيمين في العراق لا ينوون على ما يبدو العودة قريباً إلى وطنهم الأم.

وتربط العراق ومصر علاقات سياسية واقتصادية جيدة قبل تغيير نظام صدام حسين عام 2003 وبعد ذلك أيضاً، في حين شارك العراق عبر نائب رئيس الجمهورية في حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر، في الثامن من حزيران 2014، في حين دعا السيسي في وقت سابق الى وحدة العراق وتحذيره من خطر تنظيم (داعش) على العراق والمنطقة وضرورة مواجهة هذا التنظيم للقضاء عليه.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

794 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع