ذكريات حربنا مع ايران يرويها احد فرسان السمتيات المقاتلة
دورة معلمي الطيران والعودة الى السرب
نهاية عام 1979 انهيت دورة معلمي الطيران التي استمرت سبعة اشهر ونصف ثم التحقت مع المعلمين الذين انهوا هذه الدورة معي في السرب 22 للتدريب الاساسي ..
ولم يطول بقائي في هذا السرب طويلاً بعدها عدت الى سربي السرب 30 بطائراته الالويت 3 في شهر مايس 1980 (هي طائرة مسلحة بمدفع رشاش جانبي عيار 20 ملم كسلاح رئيسي) لاباشر عملي في السرب كمقاتل ومدرب طيران ، وقد سبق التحاق ضباط طيارين احداث الى هذا السرب للمرة الاولى كمثل العائلة التي يولد لهم طفل!!حيث كانوا محط اهتمام الجميع لكون جميع منتسبيه برتب رائد او نقيب ، ومصادفة وجودهم وعودتي الى السرب كمعلم طيران عامل مهم لتغيير الحياة الروتينية المملة لسنوات من العمل بنفس النهج القتالي اليومي.
باشرنا بالتدريب لمنتسبي السرب القدامى لاعادة معلوماتهم النظرية والعملية الملتزمة بنظامات واسس الطيران الصحيحة وللطيارين الاحداث لاعدادهم كطيارين فعالين لكون الطائرة المسلحة بالمدفع الرشاش يقودها طيار واحد تحتاج الى الدقة في الطيران وتحمل المسؤولية كاملة في خصوصيات طيران الجبال والسهول على السواء وكذلك الطيران القتالي فهو يختلف عن الطيران الاعتيادي من حيث الالتزام بنظم وضوابط الطيران كافة .
بدأ الاحدات والمناوشات ثم الحرب مع ايران
بعد احداث 4 ايلول 1980 والمناوشات مع ايران وما تبعها من احداث ادت الى رفع درجات الاستعداد القتالي لكافة اسلحة الجو وتوقف الاجازات الدورية والتحسب لاحداث مستقبلية ، استمرت فعالياتنا للطيران العملي والتعبوي واكمل الطيارين الاحداث فترة اعدادهم كطيارين فعالين ينفذون الواجبات البسيطة (رقم 2 في التشكيلات القتالية ) وطيارين ثواني في واجبات الاستطلاع او نقل القادة في الطائرات الغير مسلحة .
في 16 ايلول(سبتمبر) 1980 التحقت ضمن مفرزة في السليمانية بمطار (شيخ وصال) لتبديل المفرزة السابقة هناك التي انهت المدة المحددة لها باسبوعين حيث يجري تبديلها باخرى ، وهكذا حسب السياقات نفذنا عدد من واجبات اسناد القطعات المحمولة بواسطة طائرات مي /8 السمتية واخرها تفتيش حوض قرة داغ كان يوم الاثنين 22 ايلول 1980 ، أثناء تواجدنا في مقر اللواء هناك اذاع راديو بغداد بالانتباه لبيان هام سيذاع بعد قليل .
عند اذاعة بيان مجلس قيادة الثورة الذي يشير الى تفاصيل الضربة الجوية الشاملة العراقية تجاه اهداف ايرانية منتخبة ومباشرة القطعات الارضية التقدم بجبهات القتال ، صدر الامر لطائرات المي/8 بالتوجه لاعادة القوات المحمولة التي تقوم بواجب التفتيش المذكور آنفاً ومرافقتها لتامين الحماية والاسناد المسلح، بعد اكمال هذا الواجب عدنا الى مطار شيخ وصال في السليمانية مع مراعات انتشار الطائرات داخل المطار لتامينها من احتمال الغارات الجوية المعادية ، بعد عودتنا الى اماكن الاستراحة ومتابعة الاحداث من خلال الاذاعة وصلتنا الاوامر بالعودة سريعا الى مطار(k1) في كركوك
اقلعنا بطائراتنا الالوت /3 الى كركوك ومعنا طائرات مي/8 بتشكيلات متفرقة و باوقات متفاوتة لتجنب الاضرار في حالة وجود طيران معادي ، وصلنا المطار قبل الغروب بقليل وتوجهت الى مقر السرب لاجد ان اغلب الطائرات تم تفريقها الى مطاري الرياض ( قرب الحويجة ) و اربيل في عين كاوه مع طياريها وهناك اعمال لحفر الملاجيء والاحترازات الامنية لتامين المطار من الغارات الجوية المعادية ، وكان كل شيء غريب حيث لم نمارس مثل هذه التجربة سابقا وكذلك وجدنا امر السرب ومعه اثنين من المنتسبين قد التحقوا الى السرب من دورة كلية الاركان بعد تاجيل الدورة بسبب ظروف الحرب، وجرى توزيع الاسلحة الشخصية (كلاشنكوف ) واقنعة الوقاية الكيمياوية مع العتاد لكل طيار وتوزيع اقراص التعريف المعدنية التي تحتوي على الرتبة والاسم والديانة وفصيلة الدم وترتدى على شكل قلادة .
مساءً تم توزيع الواجبات لليوم التالي حيث طلب توجه 4 طائرات الويت/ 3 مسلحة بمدفع جانبي الى معسكر المنصورية لاسناد الفيلق الثاني ، وتم القرار بان يكون التنفيذ بطائرتين من مطار (k1) وطائرتين من مطار اربيل وعند تعيين اسماء الطيارين لتنفيذ الواجب قلت لامر السرب عليك تكليف ثلاث طيارين فقط لكون الرابع هو انا ، وقد رفض امر السرب وقال لي بانك عدت من المفرزة اليوم ولا يمكنني ارسالك لمفرزة اخرى غدا اخبرته بان هذه المفرزة تختلف والان نحن في حالة حرب ويجب ان اكون اول من ينفذ الطلعات القتالية،اخيراً وافق امر السرب وتم اختيار الطيار الاخر على ان يتم تبليغ الطيارين في اربيل بان تحضر طائرتين الى المطار غدا صباحا للتوجه سوية الى المنصورية .
في المساء قلت لامر السرب غدا سيكون الطيارين فلان وفلان سيعودون الى المطار للتوجه الى المنصورية وفعلا في الصباح الباكر وصل نفس الطيارين الذين توقعتهم الى المطار، طلبنا الموافقة بالطيران من قاطع الدفاع الجوي الرابع وخلال انتظار الموافقات الاصولية اعلنت صافرات الانذار بوجود غارة جوية معادية على كركوك وبعدها الغي الواجب وبقينا في كركوك وبدات سلسلة الغارات المعادية على كركوك وقاعدة الحرية ومنشآت النفط ومطار k1 واستمرت على طول الايام اللاحقة بعدة غارات يومية ( كانت قاعدة كركوك نشطة بفعالياتها الجوية ضد اهم الاهداف في العمق الايراني عليه كثف العدو غاراته على هذه القاعدة البطلة لشل هذه الفعاليات )
اول الشهداء من الجناح الاول
عصر يوم 23-9 وصلنا خبر اسقاط طائرة مي/8 تابعة للسرب الرابع من الجناح الاول خلال تنفيذ واجب نقل واستطلاع رئيس اركان الفرقة الثانية العميد الركن الشهيد عدنان شريف وضباط ركنه في قاطع بدرة جنوب مخفر الزيادي بنيران قطعاتنا الارضية (عن طريق الخطأ ) وتحطمها واستشهاد طاقمها وركابها جميعا وكانت الطائرة بقيادة الملازم الاول الطيار الشهيد صباح جسام والملازم الاول الطيار محمود شكر ونائب ضابط براد جوي وبذلك يكون هذا الطاقم اول شهداء الجناح خلال الحرب مع ايران ، استمرت الغارات الجوية على كركوك ولم يكلف السرب باي واجب لغاية يوم 9-10-1980....
تشويش الكتروني وانزال جوي وهمي
في يوم 24-9 -1980 ومع الغروب اذاعت الاذاعة الداخلية للجناح تحذيرا بوجود اعداد كبيرة من السمتيات المعادية تقترب من المطارواحتمال انزال قوات محمولة بواسطة السمتيات المعادية لاحتلال المطار وعلى منتسبي الاسراب ووحدات الجناح الانتشار وحسب القواطع (بدون خطة مسبقة) على محيط السياج الخارجي للمطار للتصدي للانزال المعادي وحماية المطار لعدم وجود قطعات مكلفة بواجب حماية المطار...
وفورا تم توزيع الاسلحة الخفيفة و الواجبات وتامين الدفاع عن المطار والتخندق في الخنادق المعدة سابقا للاحتماء بها من الغارات الجوية المعادية وبدأ الترقب والاذاعة الداخلية تعطي التعليمات للدفاع عن المطار وتتاكد من تامين الدفاع من كافة الاتجاهات واعطاء التوجيهات بضبط النار والاقتصاد بالعتاد والالتزام باوامر الرمي،وبعد ترقب بدأت المقاومات الارضية المدافعة عن كركوك بالرمي الكثيف مع انطلاق صواريخ ارض جو التابعة للواء 195 صواريخ ارض جو ، وهنا اعلنت الاذاعة الداخلية بان الانزال المعادي قد بدأ والسماء تشتعل بنيران المضادات والصواريخ التي كان قسم منها يسقط حول المحيط الخارجي للمطار وكل صاروخ يسقط تعلن الاذاعة الداخلية باصابة وسقوط طائرة معادية وكان عددها اكثر من 20 (طائرة ) ،لا زلنا متاهبين بسلاحنا الخفيف للاشتباك مع العدو الذي تمكن من الهبوط حول المحيط الخارجي للمطار كما تم الاعلان من الاذاعة الداخلية للجناح ، كان مكان سربنا وتخندقنا بالقرب من الطريق القادم من مدينة كركوك ومعمل تركيز النفط وكنا متاهبين للرمي دفاعا عن المطار، في هذا الوقت شعرنا بحركة كثيفة لاشخاص بدات بالاحاطة بالمطار ونسمع الاوامر والتعليمات باللغة العربية وباللهجة البغدادية الدارجة واخذو ينادوننا ويسالون عن هويتنا و بعد ان اجبناهم عرفوا عن هويتهم بانهم من القوات الخاصة او مغاوير الفيلق الاول ،ولا زال كلانا متشكك بالاخر ، مع استمرار الرمي الكثيف للمضادات والصواريخ ، اقترب امر القوة من السياج الخارجي من جهتنا (مسؤلية السرب) وعرف عن نفسه وبالمصادفة تعرفت عليه شخصيا انه النقيب سعد (دورة 47 كلية عسكرية )وصديق قبل دخولنا لهذه الكلية ، اقتربت منه وعرفته بنفسي واخبرت امر السرب وبقية المنتسبين وهو بدوره ابلغ منتسبيه بان القاعدة سالمة وغير محتلة!!!! ومن خلال السياج الخارجي ابلغنا بان واجبه كان التعرض على القطعات المعادية التي احتلت المطار وتحريره وبسرعة تم تبليغ امر الجناح الذي اصدر اوامره بواسطة الاذاعة الداخلية بعدم الرمي وان القطعات التي تحيط بالمطار هي قوات صديقة من الفيلق الاول ،وتم انتشار القوة المرسلة من الفيلق حول المطار لتامين الحماية مع بقائنا في الخنادق والتنسيق مع قوة الحماية لحين انتهاء الرمي المضاد للجو وهدوء الجو،في الحقيقة كادت ان تحدث مجزرة بيننا وبين قوة الحماية لكوننا كنا متاكدين من الانزال المعادي والقوة القادمة من الفيلق عندها المعلومات بان المطار تم احتلاله من القوة المحمولة المعادية وعليهم معالجة القوات المعادية داخل المطار .
بعد انجلاء الموقف تبين بانه كانت هناك عملية معادية شملت المناطق كافة بالتشويش على شبكة الرادارات لتؤشر بوجود اعداد كبيرة من الاهداف الجوية تهاجم العراق وبسرعة بطيئة مما يوحي بانها طائرات سمتية تتقرب الى كركوك ، وفي نفس الليلة هبت عشائر الحويجة برجالها وهي تحمل السلاح وبمختلف العجلات وتوجهت الى كركوك للدفاع عنها بعد انتشار خبر الانزال السمتي المعادي واحتلالها من قبل العدو وعادت الى الحويجة بعد انتفاء الحاجة وجلاء الموقف ، وكانت ليلة صعبة مرينا بها لكوننا في بداية الحرب ولم نكن معتادين على مفاجئاتها .
تواتر الاخبار بان قاعدة الحرية (كركوك) الجوية قد احتلت من قبل العدو الايراني ، وبغرض تكذيب هذه الاخبار ونقل الصورة الواضحة الى القيادة السياسية في بغداد أجري لقاء تلفزيوني على الهواء مباشرةً مع آمر القاعدة وأمر جناح طيرانها وآمري الاسراب والطيارين بالصوت والصورة حيث تم شرح الموقف بكل امانة بان اللذي جرى هو عبارة عن تشويش الكتروني على كافة المواصلات والاجهزة الالكترونية اربكت لواء الصواريخ 195 الذي بدوره اطلق كل مالدية من الصواريخ ارض – جو تسبب كل هذه الفوضى وتبين عدم اسقاط اي طائرة معادية كما صرح بذلك آمر اللواء المذكور
اول واجبات السرب /30 الوت /3
باستمرار الغارات الجوية المعادية على المطار وتكدس طياري السرب بعد توقف الاجازات وسحب الدورات ولغرض السلامة تم تقسيم طياري السرب لثلاثة اقسام الثلث الاول يتواجد في المطار لتامين الواجبات وثلثين يكون تواجدهم في دور السكن لقاعدة كركوك الجوية والنادي العسكري ويتم استبدالهم في كل يوم ، استمرت الحالة وبدون واجبات لسربنا الى يوم 9-10 حيث كلف السرب بواجب من طائرتين مسلحة بصواريخ ( S A 12 ) وطائرتين مسلحتين بالمدفع الرشاش 20 ملم الجانبي بالتوجه الى المنصورية (الفيلق الثاني )وكانت المفرزة بقيادة امر السرب الملتحق من كلية الاركان وكنت احد الطيارين المكلفين بالواجب مع كلا من النقيب (ع ر ج) و(ح و ع ) وطيارين اخرين وكان هذا اول واجب يكلف به السرب خلال الحرب ، لم نتدرب ولم نتعرف على الصواريخ التي سنستخدمها في الواجب سابقا!! سوى عدد قليل من الطيارين تدربوا قبل اسابيع قليلة على استخدامها ( رافقنا اثنان منهم في هذا الواجب كطيارين ثواني ورماة للصواريخ ) ، وصلنا الى مهبط الطائرات في المنصورية والتحقنا بالمفرزة المتواجدة قبلنا هناك والمتكونة من طائرتين مي/25 وعدد من طائرات مي8 .
واجب على سربيل زهاب واسقاط احدى طائراتنا
يوم 10-10 لم نكلف بواجب ويوم 11 -10 تناولنا طعام الغذاء مع قائد الفيلق الفريق الركن عبدالله عبداللطيف الحديثي ، وخلال الغذاء تحدث النقيب الطيار الشهيد جميل عبد درويش معاون امر السرب/ 66 مي/25 امر مفرزة طائرات مي/ 25 مع قائد الفيلق حول الواجبات السابقة واستفسر عن عدم وجود واجبات قتالية نكلف بها منذ عدة ايام اجابه قائد الفيلق بان الواجبات قادمة وكثيرة فلا تتعجل الامور، واشتكى الشهيد من ان اسلحة مقاومة الطائرات الميدانية الصديقة اصابة واسقطت عدد من طائراتنا وطلب ايجاد حل لهذه المعظلة واما العدو فنحن كفيلين به فطمأننا قائد الفيلق بانه اعطى اوامره المشددة بتقييد كافة اسلحة مقاومة الطائرات عند تكليف الطيران بواجب في الجبهة ، وبعد الانتهاء من الغذاء ودعنا السيد قائد الفيلق متمنيا لنا السلامة.
في اليوم التالي 12-10 بعد الظهركُلفنا بواجب معالجة تجمع لدروع العدو في منطقة سربيل زهاب وتم تخصيص طائرتي مي/ 25 بقيادة الشهيد النقيب الطيار جميل عبد درويش والشهيد الملازم الاول الطيار فائز عزاوي السامرائي والطائرة الثانية بقيادة الشهيد النقيب الطيار غسان عبد الحميد عزت (استشهد بتاريخ 10 -4-2003 خلال مقاومته الانزال الجوي الامريكي على الطريق السريع في الغزالية ) والملازم الاول الطيار (ش م ر ) وطائرتي الويت 3 مسلحة بصواريخ ( SA- 12 )المضادة للدروع والمنعات بقيادة امر السرب القديم (ص ح ع ) و النقيب الطيار الشهيد محمود راضي (استشهد في معركة الفاو 1986 ) والطائرة الثانية بقيادتي (بعد ا ن اصريت على تنفيذ الواجب كي اتعرف على المنطقة وقيادة اي تشكيل اخر يكلف بالواجب مستقبلا )ومعي النقيب (ح و ع ) وكلا الطيارين الثواني متدربين على العمل على منظومة رمي الصواريخ الموجهة من خلال اشتراكهم في دوره قبل اسابيع ، كان توقيت التنفيذ بعد الظهر كي تكون الشمس خلفنا لتامين عدم تاثيرها علينا وتؤثر سلبا على العدو ، انطلق التشكيلين طائرتي مي/ 25 اولا لمعرفتهم بالمنطقة ثم تشكيلنا ،وفي المراحل الاخيرة من التقرب على العدو فتحت على تشكيل طائرتي مي/25 نيران مقاوماتنا الارضية بشكل كثيف مما ادى الى اصابة الطائرة الاولى مي/25 اصابة مباشرة ادت الى احتراقها وسقوطها وتحطمها واستشهاد طاقمها على الفور وتمكن تشكيلنا وطائرة مي/25 الثانية من التملص بصعوبة وتفادي المقاومات التي استمرت بملاحقتنا رغم النداء مع المجس الارضي لقطع الرمي والتعريف بهويتنا ، اجبرنا على ترك الواجب والعودة الى مقر الفيلق في المنصورية ، وكتبنا تقرير المهمة والتفاصيل وذهبنا الى بهو ضباط الفيلق وخلال تواجدنا وعدد من ضباط مقر الفيلق الذين تواجدوا لمواساتنا بالحادث والتهنئة بسلامتنا وفي ذروة الانفعالات والحزن على فقدان رفاقنا ..وصلنا خبر اسقاط احدى طائراتنا المقاتلة في نفس القاطع وايضا بنيران مقاوماتنا الارضية وهي بقيادة الرائد الطيار الشهيد (سعد عبد المحسن الاعظمي ) صديق الطفولة والشباب ، وقد شارك مع ابطال قوتنا الجوية في حرب تشرين (رمضان )1973 على الجبهة السورية واسقطت طائرته وتم اسره في فلسطين المحتلة وعاد الى ارض الوطن خلال تبادل الاسرى ، اثناء تنفيذه لطلعته الجوية الاخيرة زار رئيس الجمهورية قاعدة ابي عبيدة( الكوت) الجوية التي نفذ منها الشهيد واجبه واستفسر عن الطيارين في الواجب وورد اسمه بانه ينفذ الواجب حينها امر السيد رئيس الجمهورية بعدم تكليفه باية واجبات قتالية اخرى لكونه ادى واجب عظيم وتم اسره في فلسطين المحتلة ، ولكنه لم يعود من هذا الواجب ، بعدها لم نكلف بواجب اخر في هذا القاطع.
من المفيد ذكره في بداية الحرب مع ايران كانت الدفاعات الجوية الميدانية العراقية غاية في الارباك وعدم تمكنها من تمييز العدو من الصديق تسبب عنه اسقاط حوالي 16 طائرة مقاتلة بالاضافة للطائرات السمتية الجاري الحديث عنها ، هذا الارباك سببه فقدان القيادة والسيطرة على الوسائل الميدانية لتوغلها العميق داخل ايران وضعف عام في ثقافة الدفاع الجوي الميداني لدى قواتنا البرية وقد جرى السيطرة عليه من خلال تخصيص ممرات تسلكها طائراتنا في الذهاب والعودة حيث يتم تقييد اسلحة الدفاع الجوي الميداني فيها
التوجه الى البصرة قاعدة الشعيبة الجوية والعودة الى المنصورية
صدر لنا امر بالتوجه الى البصرة (قاعدة الشعيبة الجوية) صباح يوم 15 -10 (طائرات السرب/30 الويت 3 ) ، وصلناها عصر ذلك اليوم وفي يوم 16 10 طلبت القيام بواجب استطلاع مسلح مع احدى طائرات مي/ 25 وكانت بقيادة المرحوم الرائد (سعدي عبد الرزاق ) للتعرف على قواطع العمليات وتنفيذ الواجبات مستقبلا في حالة تكليفنا باي واجب وتم استطلاع منطقة المحمرة والكارون وبقية القاطع والعودة الى مطار الشعيبة بانتظار تكليفنا بالواجبات ، ولكن لم نكلف باي واجب لنبلغ بالعودة الى المنصورية يوم 19-10 واقلعنا بتشكيلين كل تشكيل من طائرتين مع تبادل الرؤيا الى قاعدة ابي عبيدة(الكوت) الجوية ومنها الى المنصورية مباشرة وخلال الطيران وقرب منطقة (الامام البجلي) وهي منطقة خالية من القطعات الارضية ومنطقة اختراقات الطائرات المعادية عند استهدافها بغداد او الكوت كونها خالية من الرقابة لاحظنا فوقنا طائرتين مقاتلتين ميزناها بانها ميك 21 تقوم بواجب الدورية في المنطقة وكنت قائد التشكيل الاول فاخذت اميل بالطائرة يمينا وشمالا لابين للدورية باننا طائرات صديقة وهنا اخذت الطاترتين المقاتلتين وضعية هجومية باتجاهنا رغم حركتنا التعريفية فناديت قاطع الدفاع الجوي واخباره بموقعنا وحالة الطائرات المقاتلة فوقنا لاخبارهم باننا طائرات صديقة واوعزت للطائرات الاخرى بالتفرق والمناورة لتفادي احتمال اصابتنا من قبل الطائرات المقاتلة مع استمرارنا بمراقبة الطائرات المقاتلة للتعرف على نواياهم ولتفادي الاصابة في حالة مهاجمتنا من قبلهم .. الى ان قام قائد تشكيل المقاتلات بميلان الطائرة يمين وشمال متزامن مع نداء قاطع الدفاع الجوي بان الطائرات المقاتلة اصبحت على علم باننا طائرات صديقة فاطمانينا وعدنا الى التشكيل الاعتيادي ومواصلة الرحلة الى معسكر المنصورية مقر الفيلق الثاني ...وفي اليوم التالي وصل طيارون بدلاء لنا لنتمتع باول اجازة خلال الحرب بعد اكثر من شهر ونصف والتنقل والعمل في مختلف القواطع الشمال والوسط والجنوب .
624 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع