جوازات السفر العراقية في العهد الملكي

         

كان جواز السفر في العهد الملكي يشتمل على اثنتين وثلاثين صفحة وكان عند صدوره تفرض رسوم على اصداره على شكل طوابع مالية بقيمة 750 فلسا ويمدد لمدة اربع مرات فقط وكل تمديده لمدة عام واحد هو تمديد صلاحية العمل به وتفرض رسوم على كل سنة تمديد على شكل طوابع مالية بقيمة 375 فلسا.

وهذا الجواز يصدر بقانون جوازات السفر من ثلاث مناطق محددة في العراق وشخص الضابط الذي يقوم بتوقيع الجواز يجب ان يكون مخولا شخصيا من قبل وزير الداخلية حيث كان يوجد في ذلك الوقت فقط ثلاثة ضباط سفر في العراق كافة  الاول في بغداد والثاني في الموصل ضابط السفر والإقامة والجنسية والاخير في البصرة.
ويصدر الجواز بعد اجراء تحقيق يثبت حامل الجواز عراقيته ثم عندما يريد صاحب الجواز ان يسافر خارج العراق يستحصل على ماذونية للسفر من قبل مديرية السفر وهذه الماذونية لها شروط اولا ان كان تاجرا او مالك علية ان يقدم براءة الذمة من دائرة الضريبة للسماح له بالسفر و ان كان ضمن حدود سن المكلفية للخدمة العسكرية فعلية استحصال موافقة التجنيد وان  كان موظفا في الدولة كان يشترط ان يستحصل الامر الاداري من دائرته بالسفر خارج العراق والنسبة الى المعلمين والمدرسين فكانت تحدد لهم من  1/7  لغاية 1/9 قبلها وبعدها لا يوجد سفر الا باوامر ادراية خاصة في ذلك .

ومن البداية كان هناك ثلاثة انواع من الجوازات مختلفة الالوان حيث الجواز العادي الذي يمنح للمواطن العراقي كان باللون البني الفاتح اما جواز الخدمة الذي يمنح لكبار موظفين وضباط الدولة من رتبة عقيد فما فوق فكان لونه بنيا غامقا. اما جواز الفئة الدبلوماسية او الوزراء وكذلك الوفود الرسمية التي هي بمستوى عال فتكون باللون الاخضر ويكتب عليه جواز سفر دبلوماسي. وكلمة دبلوماسي كانت لغاية 1970 حيث تغيرت وتبدلت الى جواز سفر سياسي لان كلمة دبلوماسي كلمة غير عربية وكان لصاحب الجواز الحق في ادخال زوجته وأولاده القاصرين معه في نفس الجواز اما صورة الزوجة فهي اختيارية للزوج من الممكن ان يقدمها او يمتنع عنها ويكتب في محل الصورة عبارة مسلمة محجبة وهذه متفق عليها في بلدان العراق والسعودية وإيران وباكستان وأفغانستان ودول الخليج .
ومن المع واشهر ضباط الجوازات في العهد الملكي في بغداد هو المرحوم نوري فريد العاني وكذلك المرحوم اكرم عثمان العبيدي.

وكان المرحوم نوري فريد قبل تعيينه الى دائرة السفر كان يعمل في الشرطة المحلية وكانت كل الدوائر تابعة الى مديرية الشرطة العامة بما فيها السفر والجنسية والإقامة والسكك والتحريات الفنية والشرطة النهرية والقوة السيارة . ومما لا ينساه التاريخ للمرحوم نوري فريد كان ضابطا شجاعا ونظيفا ونزيها وكان مخلصا في تنفيذ الواجبات.
 وفي بداية الخمسينات من القرن الماضي ظهرت هناك بعض العصابات الاجرامية في لواء ديالى وكانت ديالى مملؤه بالغابات والبساتين الكبيرة التي تكون مئوى للعصابات  لذلك كانت جرائم القتل فيها كثيرة وعلى قدم وساق حتى كانت هناك اربعة محاكم كبرى في العراق بغداد والموصل والبصرة وديالى .واردات الحكومة الحد من هذه الظاهرة في لواء ديالى قررت ارسال مفارز تأديبية والقبض على المجرمين فكان الكثير من الضباط والمفوضين يلاقون حدفهم او اجلهم الموعد في لواء ديالى بسبب كثرة المجرمين ومن ابرز المجرمين ((ابن عبدك وكلك موزر)) وكان المفوض او الضابط يخاف جدا من الذهاب الى هناك حذر الموت المحقق ولكن الضابط نوري فريد عندما اوفد الى ديالى مع مفرزة من قوة الشرطة ذهب متحمسا وبكل شجاعة وإقدام  يريد استقرار الامن والأمان هناك  فقام بإلقاء القبض على جميع هؤلاء المجرمين وتم تخليص لواء ديالى منهم ورجع الامان الى هناك هذا ما يسجله التاريخ الى اشهر ضابط جوازات في العهد الملكي وهو المرحوم نوري فريد .

ومن الامور التي لا تنسى ان جوازات السفر كانت تكتب باليد وكان من اشهر الخطاطين باللغة الانكليزية والعربية هو المرحوم ادورد شمو اذ كان يكتب معلومات الجواز لان خطة جميل في اللغة العربية والانكليزية وكان الحبر المستخدم هو الحبر الصيني في ذلك الوقت وكذلك كان من اشهر متعهدين فريضة الحج هو المرحوم عبد الله كامل الذي كان وزيرا للحج في زمانه.

الكاتب: خالد حسن الخطيب

المصدر: المشرق

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

738 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع