ثمانون عاما على تأسيسه..معهــد الفنـــون الجميلــــة في دوراته الاولى

       

ثمانون عاما على تأسيسه..معهــد الفنون الجميلـة في دوراته الاولى

        

عند مطلع  عام 1936 بلغت النهضة الفنية في العراق أوج عظمتها. مما حدى بالمسؤولين ان  يفكروا جديا في رعايتها. وكان مدير التربية والتعليم في وزارة المعارف  حينذاك المربي الكبير ساطع الحصري، ففكر في فتح معهد فني. وقد افتتح معهد  الفنون الجميلة ابوابه في اوائل كانون الثاني من عام 1936 باسم "المعهد  الموسيقي العراقي" مقتصرا على الموسيقى.


وعند اول افتتاحه اشغل جناحا من نادي المعلمين. فاستقدم لهذا المعهد مديرا اختصاصيا هو الموسيقار الشهير الشريف محيي الدين حيدر. كما اسندت للاستاذ حنا بطرس المعاونية. وبدأ في تدريس الطلاب في اوائل نيسان من العام نفسه. وقد ارتأى حينذاك تشكيل فرقة موسيقية قوامها طلاب دار المعلمين. ليقوموا بدورهم عند تخرجهم من المدرسة بالتدريب الموسيقي في مراكز الالوية العراقية. وقد تقرر عند الشروع بالتدريس دعوة معلمي النشيد للاجتماع مرتين في الاسبوع لتوحيد الاناشيد المدرسية وتنظيمها وتعميم احدث الاناشيد وتأليفها حسب المدرس الميلودي "النوتة الشرقية".
وفي عام 1938 انتقل المعهد الى محلة السنك "محلة مدرسة الاعدادية الاهلية حاليا". وفي عام 1939 انتقل الى محلة رأس القرية. وكانت في ذلك الحين لا تزال الدروس تدرس به دون ان تتخرج اية دورة فنية "موسيقية" وفي هذا العام بالذات انتقلت الى شارع ابو نؤاس. "اي في عام 1940" حيث انفصل عن نادي المعلمين.. وبعدها انتقل بنايته الى محلة البتاوين. حيث بقى المعهد يشغل تلك البناية حوالي الستة اعوام. الى ان انتقل الى بنايته الحالية "في شارع الامام الاعظم مقابل البلاط الملكي العامر". عام 1946-1947 ولا يزال الى الآن...
وفي عام 1947 – 1948 تمرض عميد المعهد الموسيقار الشهير الاستاذ الشريف محي الدين حيدر واخذ اجازة مرضية من وزارة المعارف مقدارها ثلاثة شهور "مع اشهر العطلة الصيفية وقدرها ثلاثة شهور ايضا".
وسافر الى انقرة حيث اجريت له عملية استئصال اللوزتين، وبعد ان قضى الشهور الستة. وفي اثناء عودته الى العراق اصيب بوعكة مرضية اضطرته للعودة الى تركيا. حيث نصحه الاطباء بالبقاء هناك.
واشغل منصب العمادة "بالوكالة" المستر "وولترجونكي". وبعد انقضاء خدمات المستر جونكي. وورود استقالة الشريف محي الدين حيدر عين الاستاذ "جميل رؤوف" وكيلا لعمادة معهد الفنون الجميلة.. واخيرا عين الاستاذ "عزيز سامي" عميدا بالوكالة... ولا يزال حتى الآن..
وفي عام 1940 فتحت وزارة المعارف فروع للتمثيل والرسم والنحت فسمي حينذاك "معهد الفنون الجميلة". وكان الاستاذ حقي الشبلي قد عاد من بعثته وكان له الفضل الاكبر في فتح فرع التمثيل. فعين استاذا لتدريس التمثيل عند وجود فرع التمثيل.
لمحة موجزة عن فرع التمثيل:
مضى على فرع التمثيل عشرة سنوات "حتى عام 1950" تخرجت خلالها خمس دورات بعد دراسة فنية وادبية عالية عملية ونظرية، قضت كل منها خمس سنوات. وبلغ مجموع الخريجين حتى الان (58) ثمان وخمسون طالبا. وقد قبل في هذه السنة 1950 طلبة جدد بلغ عددهم بعد تأدية امتحان الدخول (25) خمسة وعشرون طالبا. وكثيرا من المتخرجين من معهد الفنون الجميلة يحملون شهادات عالية الى جانب شهادة المعهد. فمنهم المحامون والمدرسون. وقد ارسل عدد لا بأس به من المتخرجين في بعثات فية الى اوربا واميركا. وقد عمل الاستاذ حقي الشبلي على ترقية فن التمثيل بواسطة المناهج التي وضعها وثبتها. وقد وزعها على خمس سنوات دراسية لمختلف الدروس العملية والنظرية على غرار المناهج الموضوعة في مناهج معاهد التمثيل العالية في اروبا. وخاصة معاهد ومسارح باريس التي تخرج منها..
وقد اخذ على عاتقه تدريس جميع الدروس العملية والتطبيقية والدروس النظرية الفنية والادبية لكافة الصفوف. بعد ان ترجمها الى العربية لعدم وجود كتب ومصادر للمواد الفنية باللغة العربية. وقد قام اساتذة آخرون بتدريس المواد الثقافية حسب مناهج خاصة وضعت لكل صف لفرع التمثيل في المعهد. والدروس والمواد الفنية التي كانت تدرس في المعهد ولا تزال هي: قواعد فن الالقاء والتمثيل نظريا وعمليا. وكل ما يتعلق بالتنفس والصوت والاداء والتعبير والحركات الى غير ذلك. اقسام الروايات وانواع التمثيل. فن الابتكار والاخراج. المناظر، الملابس، المسرح، علم النفس، علم الهيئة المسرحية. فن الماكياج، فن الانارة، الفن الصامت وكل ما يتعلق بحرفية التمثيل والاسلحة والحلى والاثاث والمعدات الفنية، ماحضرات عامة في الاخراج المسرحي والسينمائي والتأليف والنقد الفني، تاريخ وتراجم حياة الادباء والشعراء والخطباء والمؤلفين المسرحيين في القرون الاولى والوسطى والاخيرة لجميع ممالك العالم... اما المواد الثقافية التي تدرس فهي: اللغة العربية، الادب الفني، التاريخ العام، اللغة الانجليزية، الرياضة المبارزة، الخ...
وبالرغم من صعوبة المنهج الدراسي لطلبة فرع التمثيل، وضيق الوقت المخصص للدراسة، وفقدان العنصر النسائي، وقلة التشجيع المادي، والامكانيات المسرحية فقد استطاع الطلبة في مختلف الدورات ان يقدموا خلال سني دراستهم في المعهد انتاجا فنيا ناجحا خارج المعهد وداخله، مما استوجب شكر الاستاذ حقي الشبلي لرعايته وسهره على طلابه وعلى النهضة الفنية العراقية، واستمر الانتاج الفني طيلة العشر سنوات التي فتح فيها فرع التمثيل.
فمثل الطلاب مختارات من الفصول والروايات التمثيلية العالمية والمحلية الراقية، فكانت برهانا ساطعا على نجاحهم في مجهوداتهم الفنية وتقدمهم فيد راستهم.
وقد نالت مجهودات الطلاب رضاء واعجاب كل من شاهدها من العراقيين والاجانب، وعلى رأسهم حامي الفن وراعي النهضة الفنية العراقية حضرة صاحب السمو الملكي الوصي وولي العهد المعظم الذي تفضل وشمل اكثر حفلات المعهد برعايته السامية، وشرفها بحضوره في القاعة والمعهد اصحاب الفخامة والمعالي والسعادة من رؤساء وزارات ووزراء ونواب ورجال البلد واعلام الثقافة، كما قدم فرع التمثيل الوانا من المشاهد والروايات من دور الاذاعة اللاسلكية العراقية والشرق الادنى وغيرهما.
وساهم طلاب المعهد في النهضة الفنية في الكليات ودور المعلمين ومختلف المدارس في بغداد والعراق. والامل كبير في ان تستمر هذه المجهودات في المستقبل داخل المعهد وخارجها لاعلاء شأن النهضة الفنية والمسرح الثقافي.. ومن المسرحيات والفصول المسرحية التي قدمها طلاب المعهد بين عام 1940 وعام 1949: مصرع كليوباترة.
العامي المتأنق، الوطن، الطبيب رغما عنه، ملك بارفند، نهر الجنون، الجلف، تاجر البندقية، مجنون ليلى، رسول السلام، الحاكم بأمر الله، فتح بيت المقدس، عقول في الميزان، قمييز، رجل بين امرأتين، معرث الجثث، البخيل، الطاحونة الدامية، شهداء الوطنية، وغيرها وقد اعيد تمثيل اكثر المسرحيات مرازا كثيرة، وقد نقلت اكثرها ايضا من دار الاذاعة اللاسلكية العراقية، كما ان ريعها خصص لمنفعة مختلف المشاريع الخيرية..
دورات التخرج "التمثيل":
تخرج في الدورة الاولى عام 1945 "في فرع التمثيل" كل من الطلاب: محمد امين توفيق، اكرم جبران، ابراهيم محمود جلال، احسان سامي، عبد الستار البصام، جعفر عمر السعدي، حامد محمد فهمي، عبد الامير سلمان، عبد الامير حياوي، قوزي باياس، محمد نايف الشبلي، محمد حسن عبد الله، محمد عبد الكريم، البير الياس.
وفي الدورة الثانية عام 1946 تخرج كل من الطلاب: تقي جواد البلداوي، سعدي المتولي، عبد القادر توفيق، عبد الكريم هادي الحميد، فائق عارف القيماقجي، كامل جاسم.
وفي الدورة الثالثة لعام 1947 تخرج الطلاب: اسحاق بطاطا، جاسم العبودي، جمال ابراهيم سري، عبد الجبار توفيق، عبد الباقي عبدالكريم، ابراهيم الخطيب.
وفي الدورة الرابعة تخرج كل من الطلاب عام 1948: جواد صالح الساعدي، حامد نجم الاطرقجي، رضا علي رحمن، صبيح داود السامرائي، عبد السلام الطائي، عبد الجبار عباس، عمر عباس العيدروسي، فخري رسول الزبيدي، محمد علي رضا جاسم، محمود حسين القطان، محسن سهيل، الحاج ناجي احمد الراوي، نعمان محمد صالح ارسلان، ناظم احمد الغزالي.
وفي الدورة الخامسة "الاخيرة" تخرج كل من: اسعد عبد الرزاق، احمد ابراهيم ادهم، اسحق مير زكريا، جلال عباس فضلي، حسين علوان السامرائي، خالص حسن الدوري، شريف اسماعيل الخطيب، عبد الرزاق شهاب، عبد العزيز عبد الغزي البعلي، عبد الرحمن حسن فوزي، عطا رؤوف الزبيدي، فتح محمود الخيالي، موسى الكاظم آل يحيى، ناجي شكري، هرون زبلي، هرون يعقوب.
وبانتهاء الدورة الخامسة كاد "قرع التمثيل" يغلق لو لا حكمة كثير من المسؤولين.. وبعدها استقال الاستاذ حقي الشبلي في اليوم الاول من عام 1950 وبقى محمد امين توقيق الجلبي يدرس التمثيل في المعهد.
ورشح الاستاذ حقي الشبلي، بعض طلابه، حتى عين ابراهيم محمود جلال مدرسا لمادة التمثيل في المعهد.
ثم نقل محمد امين توفيق الجلبي الى وزارة المعارف، كمساعدا للاستاذ حقي الشبلي "بصفته مفتش فن التمثيل في وزارة المعارف"...
وفي العام نفسه 1950 اعيد قبول طلبة جدد في فرع التمثيل، فتهافت الشباب للتسجيل، وتقدم للامتحان كثيرون، ثم قبل منهم البعض لاجتيازهم الامتحان المعهدي، وبعد الدوام بقى منهم ثمانية عشر طالبا، "طلاب فرع التمثيل" وهم: حسن الناظمي، عبد الستار العزاوي، عبد المجيد حسن العزاوي، يقوب اسماعيل، حميد مجيد، عبد الحميد قاسم، عبد الرحمن حسن، شكري العقيدي، كارلو هارتيون، محمد كريم، ادمون بني، عبد المسيح ميري، كامل الطرابلسي، هاشم عبد الله، هاشم الطبقجلي، ابراهيم محمد يحيى، يوسف محمد الشيخلي، احسان القاضي.
وقد ابدى الطلبة الجدد نشاطا قويا، يدل على شدة تعمقهم في الفن واول شيء بدأوه هو انتخابهم هيئة ادارية من بيتهم، تتولى كافة الشؤون الفنية في الحفلات وفي غيرها..
هيئة عمادة واساتذة معهد الفنون الجميلة:
العميد: الاستاذ عزيز سامي.
معاون العميد: حنا بطرس.
هيئة تدريس الموسيقى الكلاسيكية:
استاذ الكمان: ساندو البو.
استاذ البيانو: جوليان هرتز
مدرسة البيانو: معزز زيادة
مدرس الفيلولونسيل: هاكوب قوميجيان
مدرس الكمان: آرام تاجريان
مدرس الكمان: فريد الله ويردي
استاذ الموسيقى الهوائية: حنا بطرس
مدرس الكلارنيت: منير الله ويردي
مدرس موسيقى النحاس: بطرس حنا
هيئة تدريس الموسيقى الشرقية:
استاذ القانون: نويار ملهاسيان
استاذ الناي: الشيخ علي الدرويش
مدرس العود: سلمان شكر
مدرس العود: منير بشير
مدرس العود: يعقوب يوسف
مدرس الكمان الشرقي: جميل بشير
مدرس القانون: جمال سري
هيئة تدريس الرسم والنحت:
استاذ الرسم: فائق حسن
استاذ النحت: احمد جواد سليم
مدرس الرسم: فاروق عبد العزيز
مدرس النحت: خالد الرحال
التمثيل:
مدرس التمثيل: ابراهيم محمود جلال
اللغات:
استاذ اللغة العربية: شكري المفتي
استاذ اللغة الانجليزية: جعفر قطب
الدرجات العلمية والفنية لهيئة عمادة واساتذة المعهد:
عزيز سامي "العميد": الادب والجغرافيا
حنان بطرس "المعاون": بروفيسيانس في الموسيقى
ساندو البو: خريج اكاديمية ودار الاساتذة الموسيقيين في "براغ".
جيوليوس هرتز: خريج اكاديمية ودار الاساتذة الموسيقية في "فينا" الشيخ علي الدرويش: الموسيقى الشرقية والعربية "دار الالحان استانبول".
نوبار ملهاسيان: الموسيقى العربية والشرقية "دار الالحان استامبول".
فائق حسن: خريج معهد الفنون الجميلة في باريس "فرع الرسم"
احمد جواد سليم: دبلوم فن النحت من معهد سلان في كلية الجامعة في لندن.
السيدة معزز زيادة: خريجة "أ. كول نورمال د. موزيك في استانبول.
منير الله ويردي: خريج كلية الهندسة ومعهد الفنون الجميلة ببغداد
هاكوب قيوميجيان: خريج معهد الفنون الجميلة.
فريد الله ويردي: خريج كلية الحقوق ومعهد الفنون الجميلة ببغداد.
منير بشير: خريج معهد الفنون الجميلة ببغداد.
سلمان شكر: خريج معهد الفنون الجميلة ببغداد
آرام تاجريان: خريج معهد الفنون الجميلة ببغداد
بطرس حنا بطرس: خريج معهد الفنون الجميلة ببغداد.
ابراهيم محمود جلال خريج معهد الفنون الجميلة ببغداد
فاروق عبد العزيز: خريج معهد الفنون الجميلة.
خالد الرحال: خريج معهد الفنون الجميلة.
جمال ابراهيم سري: خريج معهد الفنون الجميلة .

الكاتب:عبد المنعم الجادر

المصدر:المدى

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1026 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع