رجال عرفتهم أو قابلتهم في أيام زمان

  

    رجال عرفتهم أو قابلتهم في أيام زمان

  

الحصيري
فِي شتاء عام 1960 تعرفت على الشاعر المتشرد عبد الامير الحصيري الذي ولد في النجف الاشرف عام 1942 وتوفي في بغداد عام 1978 وكان في ذروة شبابه وله دواوين شعر ومعظم اشعاره كانت في الغزل والخمرة التي لا يستفيق منها واذكر انه اهداني كتاب الاجنحة المتكسرة للاديب جبران خليل جبران ومن يومها اصبحت احب قراءة الكتب الادبية والقصائد الشعرية وخصوصا القصائد المعلقة مثل قصيدة امرؤ القيس (قفا نبك) وطرفة بن العبد (لخولة اطلال ببرقة ثهمد) والنابغة الذبياني (يا دار مية بالعلياء) ولم اعلم بوفاته الا بعد مدة بعيدة وحزنت عليه لشبابه وفقدان العراق احد شعرائه المتميزين.

  

الجواهري
بداية السبعينات تشاء الاقدار ان التقي الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في مديرية التقاعد العامة حيث كنت موظفا فيها والجواهري دعاه رئيس الجمهورية الاسبق احمد حسن البكر بمناسبة 17 – 30 تموز والقى قصيدة من قصائده الرائعة التي مطلعها (سلمت ثورة وبورك عيد) وعلى اثرها صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بمنحه راتبا تقاعديا قدره مائة وخمسون دينارا وهذا الراتب التقاعدي يحصل عليه كبار موظفي الدولة عند احالتهم على التقاعد. وعند مراجعته المديرية المذكورة استقبله المدير العام ومعاون المدير العام كذلك مدير القسم المدني لذا استدعاني مدير القسم لغرض انجاز معاملة التقاعد للجواهري على ان يجلس في غرفة المدير العام الا انه اعترض وصاحبني وسألته اذا كانت لديه نسخة من قرار مجلس قيادة الثورة وصورتان له مع المستمسكات الاخرى فاجابني بالايجاب لذلك طلبت منه الجلوس في غرفة مدير القسم المدني كي انجز له معاملته ففعل ذلك وخلال ساعة تقريبا انجزت المعاملة فشكرني بلطف جم.

                               
عبد الكريم قاسم
صيف عام 1962 التقيت الزعيم المرحوم عبد الكريم قاسم ومرافقه جاسم العزاوي في منطقة الاسكان عندما امر بتشييد اربعمائة واربعة وخمسين دارا وكان يتفقد مراحل انجاز العمل ولكوني عند ذاك كنت اعمل بصفة مراقب عمل وطرق بابنا احد الحراس عند نحو الساعة السادسة صباحا كي اقوم بفتح ابواب الدور المنجزة التي كانت مفاتيحها في دائرة المهندس المقيم (المهندس عبد الكريم عباس) وعند وصولي الى الزعيم مستصحبا المفاتيح مد يده الي مصافحا فصافحته بسعادة والحراس الاربعة معه وقال للحراس كم حارسا انتم فاجابه الحراس (سيدي نحن ثمانية كل يوم اربعة) فطلب من مرافقه تسجيل اسمائهم ففعل ذلك واخرج الزعيم من جيبه مبلغا وزعه عليهم ووعدهم ان يخصص لكل حارس دارا من هذه الدور وكان الزعيم مولعا ببناء مشاريع الاسكان في كل محافظات العراق لذا نجد في كل محافظة منطقة اسمها الاسكان.

  
الدراجي
عبد اللطيف الدراجي وزير الداخلية في عهد حكومة عبد الكريم قاسم التقيته عام 1961 في مبنى وزارة الداخلية في منطقة القشلة في ذلك الوقت وهو من مواليد الرمادي عام 1913 وتوفي في حادث سقوط طائرة عبد السلام محمد عارف حيث كان مصاحبا له. كان دمث الاخلاق وحسن الطلعة ارسلني اليه ابن خالته الدكتور محمد صالح محمود وهو ايضا كان وزيرا للصحة وعندما استقبلني في مكتبه اخبرته بحاجتي للعمل كموظف في وزارة الاشغال والاسكان ابتسم وقال لماذا وزارة الاسكان واخبرته باني اعمل في الوزارة باجور يومية لذلك اعطاني ورقة توصية للوزير الا انه حصل تعديل وزاري واستبدل وزير الاسكان ولم احصل على الوظيفة.

                  

طلفاح
محافظ بغداد عام 1971 خير الله طلفاح (خال صدام حسين ووالد زوجته ساجدة) ولادته في تكريت (العوجة) ووفاته عام 1993 التقيته في مديرية التقاعد العامة بسبب شكوى من مواطن اسمه مطر والد المتوفي صباح مطر الذي كان ابوه يعمل في بستان المحافظ وبواسطة نفوذه استحصل قرارا من مجلس قيادة الثورة اعتبر المتوفي شهيدا وخصص لعائلته راتبا تقاعديا ومن سوء حظي ان المعاملة كانت عندي وفيها نقص القسام الشرعي وقد اخبرت المدعو مطر بوجوب جلب نسخة من القسام الشرعي الا انه اشتكى لدى المحافظ كما اسلفت الا ان المحافظ اخذ يلقي علي محاضرة في الوطنية ونقلني من مقر الدائرة الى ملاحظية تقاعدية الكاظمية التي بقيت فيها نحو السنة اعادني المدير العام طارق احمد الى عملي السابق.

  

الجزراوي
قبل نهاية عام 1977 التقيت طه الجزراوي (طه ياسين رمضان) عندما كان وزيرا لوزارة الاشغال والاسكان حيث كنت اعمل موظفا بصفة محاسب في المؤسسة العامة للاسكان وفي يوم من الايام وجدت على منضدتي امرا وزاريا يتضمن نقلي الى محافظة ميسان لاقوم باعمال مدير الحسابات وكالة في المنشأة العامة للاسكان الجنوبية وبما اني متزوج ولدي سبعة اطفال وساكن في دار والدي ولدي كازينو مع شريك في ساحة 14 رمضان تدر لي يوميا مبلغا جيدا لذا عزمت ان اقابل الوزير لاشرح له ظروفي عله يستبدلني بموظف اخر. الا ان الوزير طه الجزراوي لدى مقابلته القى امامي محاضرة في الوطنية واضاف بانه سيمنحني علاوة ويخصص لي دارا من الدور التي تشيدها المنشأة لذلك لم يكن امامي الا ان انفذ امر الوزير.
المفتي
عبد الوهاب المفتي – امين العاصمة الاسبق – التقيته بداية الثمانينات وتحديدا في عام 1982 عندما كان يشغل وظيفة رئيس المؤسسة العامة للطرق والجسور وزار المنشأة العامة للاسكان الجنوبية التي كان مديرها العام المهندس الدكتور حبيب ناصر وكان لدى المنشأة المذكورة دار للضيافة فدعاه المدير العام الى وجبة عشاء وكنت ضمن المدعوين وبعد العشاء طلبت من الاستاذ عبد الوهاب (ابو رائد) ان يجهز منشأتنا بسيارة حديثة نوع لاندكروز فاثنى على طلبي الدكتور حبيب (ابو علي) فما كان من الاستاذ عبد الوهاب الا ان يتصل (وكان يحمل جهازا لاسلكيا في ذلك الوقت) بمقر مؤسسة الطرق وطلب منهم ارسال سيارة لاندكروز حديثة على ان تصل ظهر اليوم التالي وبعدها يتم نقلها من موجودات مؤسسة الطرق الى موجودات منشأتنا وحسب الاصول المتبعة. وبالفعل استلمت السيارة بعد ظهر اليوم التالي وبالرغم من حصوله على سيف القادسية تكريما له الا انه اعدم عام 1986 كما هو معروف. استدعاني مدير عام المنشأة العامة للاسكان عام 1984 وطلب مني ان اجهز دار الضيافة لان السيد وزير الاشغال والاسكان لديه معايشة في الجبهة لمدة تستمر نحو الشهر وطلب من المدير الفني السيد سامي عبد اللطيف بلال اختيار احد الكرفانات الجيدة على ان يقوم مدير الادارة السيد دلير احمد مجيد بنقل الكرفان وحسب توجيهات السيد الوزير. وعند حضور السيد الوزير محمد فضل حسين الحبوبي كان في استقباله السيد المدير العام ونحن الكادر المتقدم وبعد جلوسنا مع السيد الوزير في غرفة المدير العام نحو ساعة قال المدير العام للسيد الوزير ان دار الضيافة جاهزة فقال للمدير العام ارجو ان يوضع الكرفان في منطقة الطيب.
التقينا السيد الوزير مساءا في دار الضيافة حيث اعددنا طعام العشاء وطلب من سائقه انزال مشروبه الذي هو عبارة عن بطل ويسكي من النوع الجيد. الا انني طلبت من زوجتي اعداد طعام الفطور لكونها تجيد عمل القيمر من حليب الجاموس كما انها تخبز ارغفة الخبز بالتنور وفي الصباح قدمنا للوزير القيمر والعسل والكباب والخبز الحار لذلك شكرني وطلب مني ان اوصل تحياته لزوجتي. بعد ذلك قام السيد الوزير صحبة المدير العام بتفتيش اقسام المنشأ واجتمع بالمهندسين وعلى راسهم المدير الفني ثم غادر.

  

الأحمد
محمود ذياب الاحمد التقيته عام 1989 في مدينة الفاو عندما كنت اعمل في شركة المعتصم للمقاولات التابعة لوزارة الاسكان والتعمير وهو كان وكيل الوزارة وكان على خلاف مع رئيس شركتنا المهندس عبد الكريم عباس بشأن موقع الخباطة المركزية فما كان من رئيس الشركة الا المغادرة والذهاب الى بغداد لمقابلة السيد الوزير الذي بدوره اصدر امرا وزاريا بنقل رئيس الشركة للقيام باعمال مدير عام الهيئة العامة للاشراف والمتابعة وصدر امرا وزاريا اخر بنقل المهندس غالب هويدي من شركة الرشيد للمقاولات للقيام باعمال رئيس شركة المعتصم للمقاولات وكالة وعلى اثرها طلب الوكيل ان يجتمع مجلس الادارة في مدينة الفاو وانا من ضمن المجلس وكانت شركتنا مكلفة بتشييد ساحة الاحتفالات الكبرى وكذلك بناء مصرف الرافدين وعدة دور للموظفين. علما ان كافة شركات الوزارة كلفت باعمال اخرى وان الامر الذي اصدره في حينها صدام حسين يتضمن ان تنجز كافة الاعمال خلال ستة اشهر من تاريخ المباشرة وبالفعل انجزت كافة الشركات اعمالها في مدينة الفاو ضمن المدة المحددة لذا تم تكريم كافة المهندسين والكادر المتقدم بنوط الاستحقاق العالي ومن ضمنهم كاتب هذه السطور بعد ذلك اصبح المهندس محمود ذياب الاحمد وزيرا لوزارة الاسكان والتعمير ثم وزيرا للداخلية وفي عام 2003 بعد سقوط الحكومة اعتقل واطلق سراحه 2012.


المصدر:جريدة المشرق

الكاتب:بدري التويجري

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

636 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع