التنور العراقي الاصيل

   

           التنور العراقي الاصيل

   

              بقلم / سميرة الحايك - استراليا

         
التنور العراقي الفخاري يستحق الاسم بان يكون عراقيا فهو التي لايمكن ان تستغني عنه غالبية البيوت العراقية .قديما وحديثا في جميع انحاء العراق مدنها وقراها.

فلقد سبق وان نشر في مجلة الگاردينيا الغراء مقالا شيقا وممتعا ومستوفيا عن التنور العراقي  واستخدامه للخبز اليومي واستخداماته الا خرى بتاريخ 26/5/2012 فالتنور هو نفس التنور ولكن سوف اتكلم عن التنور الموصلي واستخداماته الاخرى الى جانب الخبز اليومي..

    

فالتنانير تصنع في منطقة واسعة في منطقة الكوازين قرب محلة الميدان في الموصل وىصنع الى جانبها الكواير والاثنين يحتاجون الى طين حر وقش وماء يعجن ويشكل ويجفف استعدادا لبيعه لمريدوه فالتنور الى جانب استخدامه للخبز اليومي في الموصل تخبز به كليجة العيد والعروق الموصلي الذي يتكون من لحم دهين مثروم باليد ناعما وبصل مفروم ناعما وكرفس ناعم ميبس والعجينة تكون  مجهزة من الجريش الناعم والبهارات الخاصة به مع قليل من الطحين للتماسك وملح وفلفل اسود وكمون مطحون وكبابة التي تعطي رائحة مميزة للعرو.ق والعروق الاخر المحشي الذي يحتاج اعداده وخبزة لست بيت ماهرة لتلافي سقوطه في اسفل التنوروغيرها ،والبرمة هي قارورة مصنوعة خصيصا لطبخ البرمة بالتنور ويطلق على القارورة الفخارية اسم برمة ومكونات البرمة لحم غنم اوبقر دهين مع عظمه وقليل من العدس الصحيح الاحمر واللوبياء  الحمراء الصحيحة لتعطي اللون الغامق والحمص الصحيح والحبية او الكشكاء وماء يكفي لتغطية المحتويات ويغلق فمها  بغطاء فخاري خاص غطاءا محكما وتوضع في التنور بعد سجرة المغرب وتدفن في اسفل التنور ويغطى فم التنور لكي لاتتسرب الحرارة وعند الصباح ترفع البرمة من التنور وتطرق جيدا بملعقة خشبية طويلة وتصب بقدر ويضاف اليها الكمون والملح وقليلا من الماء وتغلى على النار لتتجانس وتوكل في ايام الشتاء الباردة فهذا الفطور يعد في موسم الشتاء ولا علم لي ان كانت تطبخ في منطقة اخواننا الاكراد بشمال العراق ام لا , ولقد لغيت هذة الطبخة اللذيذة والمغذية  بالبرمة وعوضت بقدر البخار وشتان مابين المذاقين..

قبل اواسط القرن العشرين .كان انتشار الكهرباء محدودا في المدن الكبرى ,وبالتالي لم تكن الثورة الصناغية انطلقت .وجعلت في متناول الجميع  من تجهيزات عصرية من برادات و مبردات ومكائن لحم للثرم وغيرها من الاجهزة الكهربائية ففي السابق  كان التعامل الفطري مع الواقع سيدا للموقف. لذلك اعتمدت الكواير ومفردها كوارة مخزنا معتدل الحرارة مصنوعة من الطين الحر والقش بالكوازين مع التنانير يحجوم مختلفة الكبيرة منها والصغيرة لخزن القمح المعد للخبز والبرغل والحبية كل هذه المواد فتحفظ الحبوب من التلف لتوفر برودة معينة لأن ربات البيوت يجهدن في تحضيرها وحفظها من عام الى عام ولم تكن الكوارات متوفرة في كل البيوت لأنها تحتاج الى غرفة منفردة خاصة يطلق عليها بيت المونة جيدة التهوية بعيدة عن اشعة الشمس . لم تعد  هناك حاجة اليوم الى الكوارة لحفظ الموئة فالان اصبح بالامكان الحصول على اي شئ في اي وقت من السوبر ماركت والمتاجر الصغيرة ,التي تتوفر بها كل انواع الحبوب والطحين بكل انواعة والبقول المعلبة والمثلجة المحفوظة في البرادات او بمواد حافظة .

  

وانا اكتب حاولت جاهدة ان احصل على صورة الكوارة الموصلية لأقربها للقارئ فلم احصل الا على كواير في بلاد الشام ولبنان لاتشبه الكواير الموصلية الا بالاسم ولكن استوقفتني عبارة جميلة استتعرتها  وهي ان الاكوارة باتت في هذا العصر , مجرد مستودع صغير لمخزون الذاكرة ,صدق والله ولكن لي تعني ذكريات جميلة استرجعها بذاكرتي وتذكرني بايام  عز جميلة ذهبت ولن تعود!!

             

بقى التنور فانا احببت ان احصل على واحد ولو صغير لااني احب اقتناء واحد مصنوع من الطين والقش يشبه التنور العراقي ،هنالك التنور الكهربائي والحديد والتندوري الهندي ولكني احب اقتناء التنور التقليدي ,اتصلت بي ابنتي قبل 3 اشهر واخبرتني بان اولدي هو سوبرماركت سيبيع غدا تنانير فخار تستعمل للخبز والبيتزا وارسلت لي صورة للتنور وفرحت لأنه تنور وفخاري ويشعل بالخشب ما مشكلة استطيع ان اخبز به قرصة خبز بالصينية  وكليجة وعروق محشي وعادي ايضا بالصينية والحمد لله هو تنور وانت ياابنتي ايمان هذا تنوري اتمنى ان لاتتفاجي .لاانني اخبرتك باني لست خبازة من النوع القديم ولا تنوري كبير ياخذ سجرتين او اكثر والقناعة كنز لايفنى وهذه صورة للتنور .

كنت اتمنى لو كان شوية اكبر وله فتحة من فوق لالصاق الخبز على الجدران وفتحة من الاسفل لتدوير الهواء واخراج  الرماد المتخلف عن الاحتراق ولكن الحمد والشكر لله  فهو تنور و دمتم اجمعين بسلام..

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

873 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع