الفنانة عفيفة اسكندر وكذبة نيسان
سوف لن اتكلم عن تاريخ هذه الفنانة العراقية الاصيلة, بل سوف اسلط الضوء على حادثة طريفة هي بطلتها . حدث هذا في اول نيسان من عام 1958 , أي قبل ثورة 14 تموز بأكثر من ثلاثة شهور. حيث طلعت علينا صحيفة "الشعب" البغدادية التي كان يملكها المرحوم يحيى قاسم , صباح الاول من نيسان بخبر مفاده أن المطربة عفيفة اسكندر سوف تقيم حفلا مجانيا ظهر هذا اليوم على قاعة الملك فيصل الثاني" قاعة الشعب لاحقا" , والتي تطل على ساحة باب المعظم.
والتي تعد صورة مصغرة من اوبرا باريس الشهيرة....
فأندفع عشاق عفيفة في الساعات الاولى من الظهيرة الى القاعة. الملفت للنظر ان القاعة كانت مغلقة ولايوجد عند بابها من يسأله الجمهوراو يستفسر عن موعد الحفلة , وطال انتظار الحضور عند الرصيف وزادت الاعداد بحلول الساعة الثانية عشر ظهرا. وحدث ان سمعت عفيفة بالخبر الذي نشرته الصحيفة وتذكرت بأنها كذبة نيسان , فهرعت الى القاعة فوجدت امامها حشدا من عشاقها ومحبيها وقد تهللت الفرحة على وجوههم , فما كان من طيبتها وحبها للجمهور الذي حضر الا ان قالت لهم وعلى قارعة الطريق " انها كذبة نيسان يا اخوان , ورغم ذلك سوف لن ابخل عليكم" , وغنت لهم بدون فرقة موسيقية او مايكرفون اغنيتها الشهيرة " حركت الروح" . ثم ودعت الجميع بعد ان اسعدتهم وادخلت الفرحة الى قلوبهم.
رحم الله عفيفة .. فكانت جزءا من زمن لن يتكرر البتة .. زمن المحبة والطيبة والاخوة .. لا زمن التناحر والتسابب والطائفية في عراق اليوم.
935 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع