الوقت والفراغ

                                                       

                           صالح الجبوري

                         

الوقت هوعصب الحياة،الوقت ثمين وبقدر قيمته الكبيره فأنه اذ مضى لايعود مدى الدهر، يقال الوقت كالذهب !

لكن الذهب نستطيع ان نشتريه ونبيعه متى نشاء ولكن اذا مضى الوقت من حياتنا وعمرنا المحدد لدى الخالق جل وعلا  سوف  لن  نستطيع  اعادته  لأنه  مضى وأنتهى .

وبسبب قيمة الوقت الحقيقيه الكبيره عند رب العالمين نجد جلالته قد ذكر الوقت بكتابه الكريم في أكثر من آيه :
والضحى والليل اذا سجى , ( 2 سورة الضحى) .
واليل اذا يغشى , ( 1 سورة الليل ) .
والفجر وليال عشر ( 1 سورة الفجر ) .
والعصر ان الأنسان لفي خسر ( 2 سورة العصر ) .
من خلال هذه السور والآيات القرآنيه الكريمه نستنتج ان الله جل وعلا قد أعطى للوقت أهمية بالغه لانه جزء كبير من سر وجود بني آدم،بينما الفراغ هو بعض اجزاء ابليس حيث ان الفراغ من خلاله تتأتى كافة السلوكيات السلبيه المقترنه بالذنوب والخطايا والمعاصي،أن الفراغ مرض كبير اذ اصاب أمة معينه فقد حدد نهايتها على يد أبنائها دون شك ، اما الكلمه الشيطانيه السائده بمجتمعنا هي ( سوف ) هذه كلمة من صنع ابليس ! لانها متأتيه من تسويف الامور ، نعم  عندما يقول المرأ سوف أعمل سوف اقوم بكذا وكذا وكأنه يملك ضمانات مستقبليه للبقاء على قيد الحياة وكما يشاء !هذا هو الخطأ بالتقدير لاسيما عندما نقرأ الآيه الكريمه :

بسم الله الرحمن الرحيم
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
البقره ( 281 )  صدق الله العظيم .
يعني هنا الرجوع لله تعالى قد يحصل بأي لحظه ودون سابق أنذار،وليس هناك اي علاقه بين العمر بالسنين اوالحاله الصحيه ازاء الموت(اعماركم طويله ) .

 فكم مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِنْ غَير عِلّهَ     و كم من عليل عاش دهراً
ملخص القول،الوقت هو يعني الانسان حيث وجوده لأن المنطق يقول اننا نتقدم  لآجالنا بكل خطوه وكل دقيقه وكل يوم يمضي من عمرنا نتقدم بأتجاه الموت . هذا منطق لايتختلف عليه اثنان،أذن علينا ان ندرك ذلك ونجعل يومنا وتصرفاتنا تنطلق من خلال هذا المبدأ ولا نجعل قيمة مبالغ بها ازاء جمع المال مثلا حيث لن ندرك في حالة جمعنا المال بشكل طبيعي او غير شرعي من الناحيه الدينيه الاسلاميه ، هنا قد يكون هذا المال يصبح من نصيب غيرنا في حين نحن من شقى بعناء وجمعه ،
دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا    وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَع
وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَال      فلا تدري لمن تجمع      
يبقى سعيد الحظ طيب الذكر بحياته ومماته كل من أعطى الوقت حقه ولم يبدد بسنوات عمره لانه سيسأل عنها يوم القيامه حيث لايخفى عليكم يسأل بني آدم عن أربع من قبل رب العالمين ......... ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَال
 " لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ , وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ , وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ , وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ " .
ياترى هل نحن مستعدون للاجابه التي ترضي الرب وترضي النفس البشريه ؟

الكاتب
صالح الجبوري
1-3-2014
     

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

996 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع