عدوة الملالي السعودية و ليست إسرائيل

                                        

                           علاء کامل شبيب

تصريحات مثيرة و حساسة جدا للسفير الامريکي السابق و الذي کان الى وقت قريب مسؤولا للملف السوري في وزارة الخارجية الامريکية، أدلى بها بعد أن عقد مؤخرا جلسات معروفة بالمسار الثاني مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، وبحسب هذه التصريحات فإن هوف قال ان"المسؤولين الايرانيين أجمعوا على أن العدو الحقيقي هو السعودية، داخل سوريا و خارجها".

أهمية و خطورة هذا التصريح تأتي في وقت يزداد فيه التقارب و التفاهم بين الادارة الامريکية و النظام الايراني على عدة محاور، خصوصا وان هوف ينقل أيضا عن لسان مسؤول إيراني أکد بأن"للولايات المتحدة و إيران مصلحة مشترکة في إحتواء الحرب الطائفية في المنطقة، وفي إلحاق الهزيمة بالتحدي السعودي للولايات المتحدة."، إذ أن هذا التصريح يعکس المخاوف العربية من تقارب أمريکي مع النظام الايراني على حساب العرب کالذي يحدث حاليا، ولاسيما أن شخصية رفيعة الستوى و ذو منصب حساس لايمکنه أبدا تنسيب هکذا تصريحات الى مسؤولين إيرانيين مالم يکن هنالك أدلة و مستمسکات تثبت ذلك.
هوف ينقل أيضا عن مسؤول آخر للنظام الايراني ممن تحاور معهم قوله إنه"لايرى أن أمريکا او إسرائيل فعلت أي شئ في سوريا، وکل المشکلة تکمن في العربية السعودية، والى حد أقل ترکيا."، لکن التمعن في مانقله هذا الدبلوماسي الامريکي عن مسؤولي النظام الايراني ممن تحاور معهم عبر جلسات، يوضح لنا تماما کيف أن النظام الايراني يتصرف وکأن سوريا أرضا تابعة له و حرام على السعودية التي هي عربية و اقرب للسوريين من النظام الايراني، أن تتدخل في الشأن السوري في حين أنه يعبث کما يشاء ليس في سوريا فقط وانما في عموم أرجاء المنطقة.
هذه التصريحات تکشف النقاب عن الازدواجية و النفاق في سياسات النظام الايراني تجاه المنطقة عموما و البلدان العربية خصوصا، إذ انها وفي الوقت الذي تعلن على لسان مسؤوليها و عبر وسائل إعلامها عن نية النظام للتقارب مع العرب بهدف معالجة المشاکل و نقاط سوء الفهم بين الجانبين بعيدا عن أمريکا، فإنها تقوم بعقد جلسات سرية ذات طابع خاص مع واشنطن و تنسق معها بهدف جعل المصلحتين تلتقيان على حساب الاخرين و بشکل خاص العرب.
المقاومة الايرانية التي طالما حذرت من هذا النظام و أکدت بأنه يشکل خطر على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة وانه يقوم بإستخدام الدين من أجل تحقيق أهداف و غايات خاصة به، وان الذي يجري حاليا خلف الستارة بين النظام الايراني و الادارة الامريکية يجسد هذه الحقيقة، وعلى اولئك السذج الذين آمنوا بشعارات هذا النظام المعادية لأمريکا و اسرائيل أن يعلموا بأن تلك الشعارات مجرد واجهات للإستهلاك المحلي أما الحقيقة و واقع الامر فهو يتجسد خلف الکواليس!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1001 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع