خواطر وعبر للعاقلين من البشر

                                            

                                                  عبد القادر أبو عيسى

               

     شعار المقال : أشعل شمعة بدل أن تلعن الضلام ـ مثل صيني ـ
في حرب الجمل* طلب علي ابن ابي طالب كرمَ الله وجهه . من اتباعه أن يصلوا على قتلى المسلمين من اعدائه .

وحرّم عليهم أموالهم . فسألوه ـ ياأمير المؤمنين كيف نصلي عليهم وهم أعدائنا . قال ( هم مسلمين أجتهدوا فأخطئو ) وسألوه ايظاً . يا أمير المؤمنين . كيف تحلل علينا دمائهم وتحرّم علينا مالهم . فقال ( عائشة من تكون .؟ قالوا زوجة الرسول صل الله عليه وآله وأصحابه وسلم و من أمهاة المؤمنين . فقال .. أيجوز ان يتزوجها أحدكم . ؟ قالوا.. لا .. فقال قيسوا على ذلك )
الحسن بن علي عليهم السلام * سأل عن سبب تنازله عن الخلافة لمعاوية بن ابي سفيان . قال السبب حقناً لدماء المسلمين .! وهناك حديث نبوي شريف يقول ـ أن  أبني هذا ‘ يقصد ‘ الحسن . سوف يصلح بين فئتين متحاربتين من المسلمين .
الحسين والفرزدق * في طريقه الى الكوفه قادماً من المدينة .. صادف الفرزدق . فسالهُ الى أين يا ابى عبدالله . ؟ فقال عليه السلام .. الى الكوفة .. فقال الفرزدق ولماذا الكوفة .؟ فقال .. طلبوني للثورة على يزيد .! فردَّ الفرزدق هؤلاء قومٌ قلوبهم معك وسيوفهم ضدك .
كيف كانت مبايعة عثمان كخليفة *   عندما ضربَ ( أبو لؤلئة فيروز . لعنة الله عليه ) الخليفة العادل . عمر بن الخطاب  رضي الله عنه , وعرفَ بقرب أجله .. سألوه . أتوصي بالخلافة لأحد أبنائك .؟ قال .. يكفي واحد من بني الخطاب يقف بين يديّ الله . وأترككم كما ترككم رسول الله . { أمركم شورى بينكم } لاكني أنصحكم بأن يكون خليفتكم من بين خياركم وهم . ستة 1- عثمان بن عفان 2 ـ علي بن ايي طالب 3 ـ عبد الرحمن بن عوف 4 ـ سعد بن ابي وقاص 5 ـ الزبير بن العوام 6 ـ طلحة بن عبيد الله . 7 ـ عبد الله بن عمر بن الخطاب { يحقُ لهُ الأختيار ولا تحقُ لهُ الخلافة } والحكمة من ذلك ترجيح الكفّة بدل التعادل . ونصح الفاروق عمر كلٍ من عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب و عبد الرحمن بن عوف . لأنهُ كان يتوقع رضي الله عنه أن واحد من هؤلاء سيكون الخليفة . قال .. ياعثمان لو جعلك الله خليفة , فلا تحملنّ بني ابي معز على رقاب الناس . وكرر هذا القول على علي بن ابي طالب و عبد الرحمن بن عوف . أختيار الخليفة واحد من هؤلاء الستة وخلال ثلاثة أيام لا أكثر . أجتمعوا وتداولوا الامر فيما بينهم .أقترحَ عليهم عبد الرحمن بن عوف , أن يتنازل ثلاثة لثلاثة . وافقوا على المقترح , تنازل الزبير بن العوام ؛ لعلي بن أبي طالب و طلحة بن عبد الله الى عثمان بن عفان و سعد بن ابي وقاص الى عبد الرحمن بن عوف . والباقين ثلاثة هم كل من 1 ـ عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب و عبد الرحمن ابن عوف . هنا بادرهم عبد الرحمن بن عوف قائلاً لعثمان وعلي .. تختاروني لأختار واحداً منكم وأخرج أنا منها .؟ لأنها مسؤولية كبيرة لاأريدها .. فوافقوا .. ضل يفكر ويتداول الأمر مع نفسه ثلاثة أيام بعدها أختلى بعلي بن ابي طالب فقال له .. ياعلي أن لك قرابة برسول الله ومكانة متميزة في الاسلام . لو أستُخلِفتَ تَعدِل .؟ ولو أخترتُ عثمان ابن عفان لتسمعنّ وتطيعنّ ..؟ فقال نعم  ـ وأختلى بعثمان بن عفان وقال له نفس الكلام .. وبعدها قال عبد الرحمن بن عوف .. أبسط يدك يا عثمان لأبايعنك خليفة للمسلمين .! وتقدم علي بن أبي طالب وبايع عثمان بن عفان والآخرين من بعده . رضي الله عنهم أجمعين . . . معاوية يعلّم ابنه يزيد * وردت معاوية رسالة من احد شيوخ القبائل في العراق يهدد بها معاوية كون رعاة أبله دخلوا أرضه وأتلفوا زرعه . فطلب معاوية أبنه يزيد وعرض عليه الرسالة وسأله عن الحل .. فقال بن معاوية .. هذا يتطاول عليك أبي . نرسل لهُ جيشاً أولهُ في العراق وآخره في الشام لنئدّبهُ .! ضحك معاوية . وقال لأبنه يزيد .. داوها بالتي كانت هي الداء .. رد يزيد وكيف يا ابتي .؟  قال معاوية   هات لي قرطاس ودواة .. أتى بها يزيد . قال معاوية أكتُب – بسم الله الرحمن الرحيم . الى الشيخ الجليل السلام عليكم . لم أُبلّغ الرعاة أن يسرحوا بأرضك وعليه فالأبل والرعاة هدية مني أليك . ولما قرأ الشيخ الرسالة أتى الى معاوية وأعتذر منه .. قائلاً . أنا وعشيرتي رهن أمرك .. ولترعى أبلك أين تشاء ومتى تشاء وأنا من سيحميها . ألتفت معاوية الى أبنه يزيد .. قائلاً . أرأيتَ كيف .؟ هذا هو الافضل بدون قتال ولا عداوة تحصل على ما تريد .. !
رجلان من الطائف * وقف أعرابيان قرب قبر النبي محمد صل الله عليه وسلّم يتشاجران بصوت عالٍ . وكان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالقرب منهما . نادى عليهما .. قائلاً لهم . أتعرفان أنتما في ايّ مكان تقفان . ثم من اين أنتم .؟ قالا من الطائف . . رد الخليفة الفاروق . لو كنتما من اهل المدينة لأشبعتكما ضرباً . الا تعلمان عدم جواز رفع الصوت عند الرسول صلى الله عليه وسلّم حياً أو ميتاً . وأن الله أمر بذلك . أعتذرا منه وخرجا مُسرِعَين .
غاندي والحذاء * أراد غاندي السفر من منطقة الى أخرى مع بعض من أصحابه . وصلوا محطة القطار متأخرين والقطار بدأ بالمسير همّوا بالصعود الى القطار مسرعين أثناء صعود غاندي سقطت أحدى فردتي نعاله . فمسك في الفردة التي معه وقذفها بالقرب من التي سقطت . سأله أصحابه لماذا فعل ذلك .. رد غاندي . كي  يستفاد من يعثر على الفردتين .
غاندي والبقرة * في تجمع جماهيري في الهند كان غاندي جالساً بالقرب من أحدى الشخصيات الانكليزية الداعمة لأستقلال الهند . مرت بقرة من امامهم فسجد لها غاندي . فتعجبَ الانكليزي .! مخاطباً غاندي .. أنك محامي ودرست في لندن . ألم تعرف بأن البقرة لاتعبد لأنها ليست ألاه .. رد غاندي . أعرف كل ذلك . لكني أعبدُ ما يعبد شعبي . ولو طلبتُ منهم خلاف هذا فلا أحد يطيعني ويستجيبَ لي .
القائد والصليب * عند دخول القوات الالمانية فرنسا في الحرب العالمية الثانية ووصول طلائعها على مشارف باريس . قام عدد من القساوسة الفرنسين بتجميع الصلبان ووضعها أمام عربة القائد المتوجه لدخول باريس واقتحامها . نزل هذا القائد وتناول أحدها فقبله ووضعهُ على مقدمة عجلتهِ وخاطب القساوسة المتجمعين . قائلاً لهم .. المسيح صلب على صليب واحد ولم يصلب على كل هذه .  وأمر قواته بالمرور فوقها ودخول باريس . رواها لي المرحوم ابي عندما كنتُ صغيراً
القائد المغلوب والنملة * دخل أحد القواد في معركة حربية قوية وصعبة مع جيش كبير لا طاقة له به فخسر المعركة وأصيب وتشتت جيشه . أبتعد القائد عن ميدان المعركة . وجلس يستضل تحت شجرة سانداً ظهره الى جذعها ماداً ساقيه . والالم والقهر يعصر قلبه محبط العزيمة خائر القوى منكسر نفسياً . ماسكاً بعود رفيع يخط به على الارض كيفما أتفق وهو شارد الذهن . انتبه الى نملة تحمل جسماً اكبر من حجمها تحاول الوصول الى مكان ما لكنها تواجهُ عائقاً صعباً . حاول في البدئ ان يساعدها لكنه لم يفعل . يريد ان يعرف نتيجة محاولات النمله وهل ستفشل وتترك حِملِها وتتخلى عنه أم ستستعين بنضيراتها من النمل ..؟ حاولت مرات ومرات ألى أن نجحت بمفردها وبدون مساعدة . من أيصال حملها الى المكان الذي تبتغيه . هنا تغيّر حال القائد ونهض بعزم . محدثاٍ نفسه أن عليه أن يستمر وبأصرار لمحاربة عدوهُ والدفاع عن بلده ويكرر محاولة ذلك مها طال الزمن حتى يتمكن من دحر عدوه وأبعاد الشر عن وطنه وشعبه . أتخذ من محاولات النملة درس مفيد . جمع جيشه المشتت واعاد تنظيمه وقوى معنويات مقاتليه وزادهم حماساً في الذود عن وطنهم . فدخل بهم معركة ضروس ولقّن أعدائه درساً لن ينسوه أبداً واندحر العدو وهزم شر هزيمة ومن يوها لم يعاود العدو أو يفكر في الاعتداء على بلده وشعبه .
الحكيم الغني * كان هناك حكيماً غنياً أراد أن يعطي الناس درساً عند وفاته . ولما توفاه الله . وتنفيذاً لوصيته أخذ أبنائه ينثرون المال خلف جنازته ولم يحمل جنازته أحد سوى الاطباء . وكانت يده ممدودة ومفتوحة وخارجة من الكفن . فتعجب الناس من ذلك . وفهموا بأن المال لاقيمة له أن لم يستثمر في عمل مفيد . وان اليد الممدودة فارغة تعني ان من يموت لايأخذ من ماله شيئاً . والاطباء وحملهم للجنازة تعني أن لا أحد قادر على منع امر الله في الموت .
الملك وحارسه الشخصي * كان هناك ملك يروم السفر من مكان الى آخر بالقطار فطلب منه حارسه اليلي تأجيل سفره .. فأسغربَ الملك . وسأله عن السبب . فقال حلمت بأن القطار الذي ستسافر به سوف يتعرض لحادث . فأستجاب الملك لطلب الحارس . وفعلاً تعرض القطار الى حادث مروّع . وفي اليوم التالي أستدعى الملك حارسه . وشكره وكرمه وأخبره بأنهُ مستقيل من وظيفته كحارس . فأستغربَ الحارس . وقال مخاطباً الملك . سيدي لقد كنت السبب في انقاذ حياتك فلماذا تُقيلني .. فرد عليه الملك .. الحارس الليلي لا ينام . !
عائشة أم المؤمنين تشكر من تتصدق عليهم * فأستغرب الناس وقالوا لها أن من تتصدقين عليهم هم من يشكروك لا انتِ ..؟ فردت عليهم وكيف لا ونحن بسببهم نصل الجنة .
ساحة أم البروم في البصرة * كثيرون يجهلون سبب تسمية الساحة بهذا الاسم . في فترة زمنية معينة مر العراق بمجاعة وضنك عيش صعبة . فأجتمع تجار البصرة والميسورين من اهلها . على ان يتكفلوا بتقديم الطعام للفقراء والمعوزّين من اهل البصرة وعلى وجبتين الغداء والعشاء . ويتم طبخ الطعام في قدور كبيرة وتسمى ( البروم ) ومفردها ( برم ) ومن يومها سمي المكان بساحة أم البروم .
أعرابي يبول في المسجد * المسلمين مجتمعين حول الرسول محمد صل الله عليه وعلى آله واصحابه وسلّم يتهيئون للصلاة وبينما هم كذلك دخل المسجد وذهب الى احدى زواياه . و أخذ يحرك أزاره بشكل غير طبيعي فعرفوا بأنه يتبول . فهم بعضهم لتأديبهُ . فأمرهم الرسول بتركه حتى يتم قضاء حاجته . فأستدعاه الرسول عليه أفضل الصلاة . وقال له بلطف . أن هذا المسجد بني للصلاة وقراءة القرآن وليس لقضاء الحاجة . بعدها قام المسلمين للصلاة وعند الركوع والاستقامة  قال الرسول سمع الله لمن حمد فرد المصلّين . ربنا ولك الحمد . وأضاف هذا الاعرابي . أللهم أرحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا . فرد عليه الرسول بلطف وهدوء . أن رحمة الله تسع الناس جميعاً فلا تضيقها وتقصرها علي وعليك .
الاختبار الصعب * نشر تاجر كبير أعلاناً عن وظيفة محاسب براتب مغري مقابل سؤال سهل . توافد المشمولين بالاعلان على مكتب التاجر يدخلون عليه واحداً تلو الآخر ويسألهم . واحد زائد واحد كم يساوي ..؟ فيردون عليه .. يساوي أثنان . فأخبرهم بأنهم فشلو في الاختبار . فأخذ الآخرون يتخبطون في الأجابه . وأعتقدوا بأن السؤال لغز من الالغاز الصعبة . ألا شخص واحداً كان يضحك من اجابات الجميع . فقالوا له لماذا تضحك ..؟ رد أحدهم .. قد اصابهُ اليأس من الحصول على الوظيفة .. فرد عليهم وهو يقهقه بصوت عال قائلاً الوظيفة لي وانا صاحبها . فقالوا له وكيف ذلك وما هو جواب سؤال واحد زائد واحد .. فرد عليهم . يساوي أثنان .. فقال احدهم مخاطباً اياه . أتستهزأ بنا يا رجل .. فقال لا انتظروا وسترون ذلك . وكان هو آخر من يدخل على التاجر للأختبار ..! فسأله التاجر االسؤال المعتاد .. فرد عليه طالب الوظيفة .. اسمح لي سيدي لأخرج أجندتي وقلمي وكتب فيها السؤال والجوابه وأعطاه للتاجر . فقال له التاجر . مبروك الوظيفة من نصيبك . ولما خرج التاجر رئى الفاشلين في الاختبار ينتظرون معرفة الاجابة على سؤاله .. فقال مخاطباً اياهم . أنا تاجر وما يهمني هو التوثيق على الورق وليس الاجابة الشفهية .. ففهم الجميع ما أرادهُ التاجر ..
البَرَكة . أحد شيوخ القبائل البدوية  العراقية الاثرياء . أرسل أبنه للدراسة في فرنسا . عاد أبنهُ حاملاً شهادة عُليا في الاقتصاد . كان الاب معروف بكرمه ومساعدة المحتاجين . فأعترض ابنه على ذلك . فسأله الاب لماذا .. فرد الأبن أذا بقينا على هذا الحال مالنا سيفذ ونخسر كل شيئ . فرد الأب . لاتهتم يا ولدي أن البركة بمال الكريم . وسأل الأب ابنهُ مسترسلاً في كلامه  بعفويته البدوية.. ألم تدرسوا البركة أثناء دراستكم .. فرد الأبن .. لا يا ابي .. لايوجد موضوع في الاقتصاد أسمهُ البركة .. رد الأب متعجباً . وماذا درستم أذاً . قال الأبن درسنا ان الشيئ تأخذ منه يتناقص ثم ينتهي . وأذا اضفت عليه يكثر..! . فقال الاب مخاطباً ابنه يسألهُ ماذا ترى في محيطنا الذي نعيش فيه . ألأغنام أكثر أم الكلاب ..؟ . فرد الابن على الفور , الأغنام أكثر . قال الاب ومن الذي تلد أكثر الكلاب ام الغنم .؟ رد الابن الكلاب أكثر . قال الاب .. والناس ماذا تأكل الغنم ام الكلاب .؟ . قال الأبن الغنم . رد الاب متسائلاً . أذاً لماذا الاغنام أكثر من الكلاب .. ! هنا سكت الابن ولم يعثر على جواب منطقي لهذه الحالة . رد الاب على ولده قائلاً .. هذه هي البركة .
أشكركم على قراءتكم المقال . وجعلكم الله من اصحاب البركة .
عبد القادر ابو عيسى : 26 / 12 / 2013

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

409 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع