في أعياد الميلاد.. لون بشرتك يهمنا!

                                            

                          د. منار الشوربجي

كثيرون من أصدقائي الأميركيين، الليبراليين منهم والمستقلين، يتعجبون حين يعرفون أنني ممن يتابعون قناة فوكس نيوز بانتظام. فهم لا يثقون في القناة، ويعتبرونها ليست مهنية بالقدر الكافي لأنها تخلط الرأي بالخبر، فضلا عن إسرافها في التعبير عن توجهها الأيديولوجي اليميني، وانطواء خطابها أحيانا على عنصرية بغيضة، صريحة أو ضمنية.

والحقيقة أنني أحسد أولئك الأصدقاء لأن بإمكانهم تجاهل فوكس، في حين لا يملك المتخصصون من أمثالي ترف ذلك التجاهل. فبحكم التخصص، لا يجوز لي تجاهل قناة تمثل اليمين الأميركي وتتحدث أحيانا باسم الحزب الجمهوري أو باسم قطاعات من جمهوره، فضلا عن أنها تلعب دورا خطيرا في التأثير على السياسة وعلى الرأي العام الأميركي، خصوصا مع نسبة المشاهدة المرتفعة التي تتمتع بها.

ولا أخفي عن القارئ الكريم أنني كثيرا ما أضيق بما تقدمه "فوكس"، خصوصا ما يتعلق بدور أميركا في الخارج وبالمسألة العرقية في أميركا.

فدور أميركا في العالم يأتي في إطار رؤية إمبراطورية، بينما يأتي تناول المسألة العرقية فظا على أحسن تقدير، لا يراعي الأقليات الأميركية عموما. لكن فوكس تفوقت على نفسها الأسبوع الماضي في المسألة العرقية، حين أعربت واحدة من مقدمي البرامج، عن رأي بالغ الفجاجة والعنصرية معا. فميغان كيللي، التي تقدم واحدا من أكثر برامج فوكس الحوارية شهرة وجمهورا هذه الأيام، أعلنت أن شخصية سانتا كلاوس الأسطورية، والمعروفة في بعض بلداننا باسم بابا نويل، رجل بشرته بيضاء.

وأصل الحكاية أن الاحتفال بأعياد الميلاد قد ارتبط دوما بشخصية سانتا كلاوس، التي تضفي البهجة والسرور على نفوس الأطفال. وشكل تلك الشخصية صار معروفا في العالم كله، فهو رجل كبير السن ضخم الجثة ذو لحية بيضاء يرتدى ملابس حمراء.

ويعرف الأطفال أن سانتا كلاوس يعيش في منطقة جليدية في القطب الشمالي، يهبط منها فقط في أعياد الميلاد ليمنح الأطفال الطيبين الهدايا والحلويات. وسانتا كما يعتقد الأطفال، يهبط على المنزل ويضع الهدايا بين ثنايا شجرة عيد الميلاد، فيصحو الأطفال ليجدوا المفاجآت والهدايا التي تدخل البهجة عليهم.

وفي بداية الأسبوع الماضي كانت عايشة هاريس، الكاتبة السوداء، قد نشرت في مجلة "سليت" الأميركية مقالا أعربت فيه عن رأيها بخصوص شخصية سانتا كلاوس. فهي قالت إنه قد آن الأوان لأن نتوقف عن تقديم سانتا كلاوس كرجل أبيض. وحكت قصتها حين كانت طفلة، فهي كانت تشاهد في المدرسة سانتا كلاوس فتجده أبيض البشرة، ثم تعود للبيت فتجده أسود البشرة. حينها سألت والدها عن اللون "الحقيقي" لبشرة الرجل، فأجاب بأن بشرة سانتا لها ألوان كثيرة، فما إن يدخل بيتا إلا وتحول لونه إلى لون أصحاب البيت.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

460 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع