مذكرات الاستاذ امين المميز - الحلقة التاسعة

                                              

                                رعد العنبكي

   

اذا اراد البغدادي ان يكسو نفسه وعياله فلا بد ان يمر بباب الاغا في طريقه الى الاسواق الداخلية...

   

فان شاء شراء الاقمشة على اختلاف انواعها مر من سوق السراي وباب الاغا وان شاء شراء الاجواخ الصوفية او الانسجة القطنية او خام الجنكر او العوفي او الباتسقة او الهمايون او الململ او الكودري
او البوبلين قصد سوق (الجوخجية ) او سوكك العريض او سوكك المرادية او سوكك الجايف او سوكك البزازين واذا شاء شراء الحرير وانواع الخيوط الحريرية والوشايع والكلبدون توجه نحو ( سوكك القزازين)...
واذا رغب في خياطة صاية بته ( ام النجمة ) او صاية شاهي ( مقلمة باقلام زرقاء وبيضاء مسننة)او جطاره ( مقلمة ) باقلام حمراء وبيضاء عريضة او كجرات او شال ترمه ( قماش صوف فيه رسم اللوزة وينسج في كشمير ) او زبون زري او شعري مجوت او صابغ بيزي او ثوب جتان او  ثوب ريزه ابو هلاز او خياطة دميري او لبادة او شنر توجه نحو سوكك الخياييط ( الخياطين ) واذا شاء شراء حياصة او هيميان او اي نوع من انواع الاحزمة قصد سوكك الحيص...

        


اما اذا نوى ذلك البغدادي شراء عباية صيفية الخاجية او البتية او الدوركية او الشالية او القرهغولية او الدفه ( صنع باب الشيخ) اوعباية شتوية من نوع ( نايين ) المصنوعة من وبر الجمال البختيارية وهي اغلى انواع العبي او من نوع المانيرا السوداء اللون والتي  تعرف محليا ( هربد ) والمصنوعة من افخر الاجواخ الانكليزية او السعدونية ام تحته وتخته او نوع ( البركك ) المصنوعة من مزيج من الصوف والوبر اونوع ( بوشهر ) او الحساوية
المصنوعة من وبر الجمال العربية فيجد ضالته في سوكك العبايجية القريب من جامع الخفافين من جهة المستنصرية..

    

    واذا  كان ذلك البغدادي من هواة السجاد الايراني ( الاورطات واليانات ) بانواعها المختلفة الكاشان واكرمان والاصفهان والقم والتبريز وسائر الانواع او البسط والكلايم والفجايج والشفوف وغير ذلك من المصنوعات الصوفية فهي متوفرة في احد المخازن المحيطة بالمدرسة المستنصرية او في خان الصفافير
او في المصبغة او سوكك القبلانية..

     

واذا اراد البغدادي تصليح ساعته المعطوبة اوشراء ساعة جيب جديدة ام الطمغة او ساعة ( ولايتي ) وليس ( راسكوب ) فيعثر عليها لدى احد الساعه جية المحيطين او المقابلين لجامع الخفافين....
اما اذا رغب في شراء يمني حلب او يمني بغداد ( قبلورطه) فعليه ان يذهب الى سوكك اليمنجية المجاور لجامع الخفافين واذا كان ميسور الحال واراد شراء يمني  ( جلب ) فعليه ان يقصد سوكك السيان المؤدي الى خان الكمرك وباب المستنصرية الشمالي وكهوة المميز وشريعة الجسر..

  

اما اذا شاء ان يوصي على زوج قندرة فان القندرجية موزعون على سوكك الموله خانه وسوكك السراي وسوكك السراجين فهناك يجد الجلود بانواعها المختلفة الكلاصي والفرنساوي والسختيان والميش  --الخ
فيوصي القندرجي على زوج قنادر ( خياط او بسمار ) مما يختار من الجلود وحسب امكانيته للدفع فاذا كانت امكانيته محدودة ولا يستطيع الا شراء البضائع المستعملة فان سوكك الهرج المجاور للمستنصرية مفتوح في كافة ايام الاسبوع ومنها الجمعة ( وهو غير سوكك الهرج الميدان ) وان لم يجد ضالته هناك فعليه ان يقصد سوكك الايسكجية
واذا اراد البغدادي ان يشتري لحصانه سرجا او لجاما او رشمة او تفر او سير  لاي غرض كان فليس له الا ان يذهب الى سوكك السراجين المجاور لجامع الوزير في سوكك السراي المحاذي لسوكك الجوبقجية...

   

اما اذا اراد البغدادي ان يجهز مطبخه بالاواني النحاسية على اختلاف انواعها الصفرية ام العراوي الصينية الطشت – اللكن- جدر الهدوم- المشربة- القروانة----الخ او اذا ارادت ربة البيت ان تبيض الجدرية- القوشخانة
الطاوة- المصفي- التبسي- الطاسةوركية الحمام- الجمجة- اليريكك والسلبجه  فهذاسوكك الصفافير مفتوح لمن تستطيع اذناه واعصابه تحمل اصوات الضرب على النحاس..

   

واذا شاء ذلك البغدادي الميسور شراء الخشل لزوجته او لاحدى بناته او تقديم هدية لعزيزة غيرهن فامامه خان جغان والصياغ اليهود يرحبون بكل من يدفع الزائد...
واخيرا هناك بين الاسواق اسواق تشتهر بروائحها الكريمة وهما سوكك الجايف المتفرع من سوكك العريض القريب من سوكك الجوخهجية وسوكك السيان المؤدي من الموله خانه الى كهوة المميز وشريعة راس الجسر
واذا كان البغدادي تاجرا وبياع شراي بالجملة فان الدنكجية وباب الاغا هي كعبته وباب رزقه ومجال عمله ففيها اكبر خانات بغداد واكثرها عددا وتنوعا في بيع وخزن البضائع ولا بد ان تكون له حجرة في احد هذه الخانات يزاول فيها اعماله التجارية ففي باب الاغا والدنكجية ضمن الحدود الموصوفة اعلاه الخانات التالية:
خان الرماح الكبير وخان الرماح الصغير في سوق السراي الجهة الجنوبية منه وخان الجبن في شارع الجسر واسمه يدل على البضاعة التي تخزن وتباع فيه وخان محمود افندي في شارع الجسر ويستعمل لاغراض مختلفة
وخان التنن وخان الكمرك وخان عبد الهادي الشهربنلي وخان بيت الجلبي وخان البرواري وخان المنكنة والخانات الخمسة الاخرى التي تعود الى بيت درويش علي العطار والخان الذي تاسس فيه البنك العثماني وكلها تقع في
الطريق المؤدي الى سوق الصفافير وفي شارع السمؤال يوجد خان الباشا الكبير وخان الباشا الصغير وخان السبتي وخان الشابندر الصغير وفي السوق العريض يوجد خان دله الكبير الذي كان مركزا للشرطة في عهد الاحتلال البريطاني ثم عاد الى سابق وضعه بعد قيام الحكم الوطني وخان دله الصغير وخان مرجان او خان الاورطمه في شارع السمؤال  وخان كبه وخان مخزوم وخان العدلية وخان الباجه جي وخان احمد اغا كركوكلي واخيرا خان جغان وهو سوق للصياغ وليس خانا كالخانات الاخرى  وقد نقل سوق الصياغ الى دربونة الدنكجية ( ملك بيت الشابندر) في اواخر العشرينات وشيد في محل خان جغان القديم سوق للبزازين وباعة الاقمشة النسائية وفساتين العرائس
وبهذا اكتفي على امل لقائكم في الحلقة القادمة انشاء الله
ولكم مني اطيب المنى
 اخوكم
الدكتور
رعد العنبكي

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

827 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع