بعد رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما تخصيص دقائق لإستقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ،
قام الأخير بإلغاء رحلته المقررة للولايات المتحدة و أرسل بدلا عنه زعيم التيار المنشق في حزب الدعوة وهو نائب رئيس الجمهورية الرفيق خضير الخزاعي ليمثل العراق في الدورة الحالية للأمم المتحدة ! و الأخ خضير آغا هو زعيم حزب الدعوة/ تنظيم العراق أي الفرع الأكثر إرتباطا ووشائجا بالنظام الإيراني لأنه يدعو بصراحة للذوبان في الجسد الإسلامي الإيراني وفقا لنظرية الذوبان و الإنصهار الشهيرة في شخصية الخميني والتي كانت سببا لإنشقاقات واسعة في حزب الدعوة ولقيام حملة سلطوية إيرانية إنتقامية سابقة من الدعويين الرافضين لتبني منهج التقليد والولاء المرجعي التام للولي الإيراني الفقيه الذي كان الخميني وقتذاك ثم أصبح الخامنئي حاليا!! ولا ندري بعد ذلك هل سيكون المرشد الحالي هو الأخير أم أن هنالك أولياء وفقهاء جدد في الطريق إن إستمر النظام الإيراني بتشكيلته و تركيبته الحالية ، المهم أن ( سيادة النائب الرئاسي ) إلتقى طبعا ومع وجود محرم على هامش إجتماعات الجمعية العامة الأممية بوزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون و التي أصدرت أوامرها القاطعة للحكومة العراقية بضرورة منع الطائرات الإيرانية المتجهة لسوريا من المرور في الأجواء العراقية!! و ياللمفارقة الغريبة حينما يتم تنفيذ ذلك الطلب من قيادي عراقي يعتبر إيران مرجعيته الأساسية ويقدس النظام الإيراني ؟ فهل هو لؤم أمريكي معروف ؟ أم أن الرفاق الأمريكان لايعرفون توجهات السيد خضير الخزاعي الإيرانية حتى الثمالة ؟ وهي توجهات ذات أطر عقائدية مقدسة لاتخضع أبدا كما هو مفترض لأي سياقات سياسية أو إعتبارات بروتوكولية؟ فهل سيجرؤ الحاج خضير وحكومة المالكي من خلفه على الطلب من حكومة دولة الولي الفقيه منع إرسال طائراتها المحملة بالعتاد والرجال لنظام وحش الشام ؟ وهل ستمتثل الحكومة العراقية الغارقة في الأزمات لطلب السيدة كلينتون خصوصا وإن علاقات التخادم بين جماعة التحالف الوطني الوثيقة الصلة بالنظام الإيراني و الولايات المتحدة هي اليوم أمام منعطف حاسم وحساس قد تنعكس نتائجه العامة على مستوى الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق ، فالعراق بموقفه المعروف من النظام السوري وهو موقف يتلامس ويقترب كثيرا من الموقف الإيراني قد إصطدم بشدة مع التحالف الغربي الذي كان صاحب الفضل الأول والأخير في وصول الأحزاب الحاكمة حاليا لقمة هرم السلطة في العراق رغم أنهم اليوم وقد لبسوا لباسا سلطويا براقا وخادعا يتصورون بأنهم باتوا يمتلكون الشرعية والحرية في تقرير طبيعة المسارات السياسية التي ينتهجونها وهي تصورات غارقة في أوهام القوة الوهمية والتي لا أصل لها ! ، فهل سيراجع أهل السلطة في العراق موازينهم ويتوقفوا عن المراهنة على الحصان الخاسر وعلى الخضوع المخجل للإرادة الإيرانية ؟ أم أنهم لايمتلكون أي خيار آخر سوى الإستمرار في تنفيذ السياسة الإيرانية وتسهيل مهمتها في الساحة العراقية والإصرار المريض على دعم النظام السوري الذي أصدر المجتمع الدولي حكم الإعدام عليه مع وقف التنفيذ حتى اليوم ؟.. فهل سيمتثل خضير الخزاعي لأوامر البيت الأبيض ؟ أم أن إرادة قاسم سليماني المعبرة عن إرادة الولي الفقيه تظل هي الأقوى و الأرجح تطبيقا و تنفيذا وقدسية... كل الإحتمالات الواقعية تشير لموقف عراقي ثابت ولن يتغير في دعم النظام السوري وعبر إختلاق مبررات وحجج متهاوية وغير مقنعة ، ولا أتصور مطلقا أن تقدم الحكومة العراقية على تنفيذ خطوة منع الطائرات الإيرانية من عبور المجال الجوي العراقي لأن في ذلك فتح لبوابات جهنم الإيرانية على الأحزاب الطائفية العراقية وسيرد الحرس الثوري الإيراني عبر الجماعات والعصابات العراقية الخاصة والعصائب وجماعة حزب الله العراقي بتنفيذ عمليات تفجير وإغتيالات واسعة في العمق العراقي ، لأن النظام الإيراني يخوض اليوم معركة المصير الواحد ، فإنهيار بشار وتلاشي نظامه معناه الحقيقي تقريب يوم الإندثار الإيراني وهو ما يرعب طهران وحلفاءها ورجالها في بغداد ويؤرق مضاجعهم و يجعلهم يعيشون في حالة فظيعة من الإنهيار النفسي المريع ، لقد تورط خضير الخزاعي في إستقبال الطلبات الأمريكية المحرجة وهو تورط حاول نوري المالكي تجنبه ، ولكن أمام المستجدات الإقليمية وسخونة الوضع الداخلي السوري والرعب الذي يجتاح النظام الإيراني تظل كل الخيارات ممكنة ومحتملة ، إنها ساعات التغيير الكبير في الشرق القديم ، فإنفجار بركان الحرية سيجرف العملاء وأحزاب التخادم الطائفي وبلا رحمة... إنه الشرق الجديد وهو يتشكل من جديد... و يا خضير لا تهتم.. ثورة و نسقيها بالدم..! فهل ستدور الدوائر على خضير ورفاقه الدعويين...؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1215 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع