المطر نعمة لا تجعلوه نقمة

                                          

                            علي الزاغيني

                     


                                                           

(وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد)
صدق الله العظيم

متى نستفاد من اخطائنا ؟ ومتى نصصح  تلك الاخطاء التي تسبب فوضى والارباك ونكون مخلصين في خدمة وطننا ؟
من المؤسف جدا ان يتحول المطر الى خطر كبير يهدد الجميع بفيضانات متكررة ويكون اشبه بنقمة حقيقية على الكثير من المدن و المناطق السكنية  التي اصبحت بحيرة مياه بفعل تساقط الامطار بغزارة واصبحت الحركة بها مشلولة  وذلك لعدم القدرة على تصريف تلك المياه بعد ان فشلت دوائر البلديات في تنفيذ خدمات بشكل صحيح تجعل من الشتاء فصلا جميلا بعد عناء الجميع من حرارة الصيف.
ليس علينا القاء اللوم على جهة معينة دون الاخرى فالجميع مقصر  ,الحكومة لها تقصير واضح  في تقديم الخدمات والمواطن ايضا  في كيفية المحافظة والاهتمام بما هو ما موجود من خدمات رغم قدمها ومرور فترة طويلة على انجازها  ولكن على ما يبدو عدم الشعور بالمسؤولية هو السبب الرئيسي في كل ذلك .
لعل اهم سبب في رداءة الخدمات المقدمة هو منح شركات وهمية او مقاولين غير اكفاء لا يملكون من الخبرة والكفاءة ما يؤهلهم للقيام بهكذا مشاريع حيوية  في انشاء وصيانة مجاري الصرف الصحي  بالتالي تصبح هذه الخدمات لعبة الغرض منها الكسب المادي وتكون البنى التحتية تحت خط الصفر مما يؤدي الى فوضى لا نهاية لها .
نحن لازلنا في بداية الموسم الشتوي والانواء الجوية تتوقع هطول امطار كثيرة هذا الموسم وكان بالاجدر من امانة  بغداد وبلديات المحافظات اتخاذ التدابير اللازمة قبل بداية الامطار والحد من التصريحات الغير مبررة عبر وسائل الاعلام وتكون اكثر صدقا في الاجابة على كافة التساؤلات التي يطرحها المواطن وتكون  صريحة في اظهار الجانب الحقيقي للخدمات المقدمة  بعيدا عن تزييف الحقائق وتضع المواطن بالصورة الحقيقية ليكون في موقف  مناسب يتخذ منه جميع الاحترازات التي تسبب له الخسائر المادية منها والمعنوية  وهذا يقلل من الخسائر التي تصيب الجميع ولا سيما اصحاب المصانع والمحلات الغذائية التي تقدر خسارئهم بالملايين وهذا يضاف الى  التعويضات التى تدفعها الدولة للمواطن بسبب ما لحق به من اذى من جراء الامطار المتساقطة .
على الساسة ان  يقدموا الخدمات ولا يجعلوا من الامطار منبرا سياسيا  للخطابة والكسب السياسي ولا سيما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية  وهذا ما يدفع بالكثيرين الى ممارسة لعبتهم السياسية على اكتاف المواطن وهمومه ومعاناته من اجل ارضاء  وتحقيق مكاسب سياسية  قد تسقط البعض وتجعل من البعض الاخر يخطو خطوات اخرى نحو الامام  بطرق ملتوية  لا تتعدى سوى خطابات لا تغني  الفقير ولا تشبع المواطن سوى فقاعات فارغة  لا تاخذ سوى فترة زمنية قصيرة وتتلاشى كسابقاتها  ويبقى المواطن ينتظر وعود اخرى  لا تحقق له شئ .
لازلنا في بدايات  الموسم الشتوي وفشلت امانة بغداد وبلديات المحافظات في درء الخطر عن المواطن من جراء الامطار ويبقى الحال على ماهو عليه ,
 نتسائل هنا هل اتخذت الوسائل اللازمة للحد من الفيضانات وايجاد الحلول المناسبة ومحاسبة المقصرين الذين تسببوا في هذه  الكارثة ؟
ام نبقى ننتظر بعد كل زخات مطر ان تتجه عجلات ا لبلديات لسحب تلك المياه من الشوارع والمدارس والبيوت والدوائر وتبقى المدن شبه مشلولة الحركة حتى ينتهي المطر , ماذا لو استمرت الامطار اكثر مما تتوقع الانواء الجوية  ربما نحتاج لاستيراد زوراق صغيرة من اجل ان  لاتتوقف  الحياة .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

611 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع