مؤامرة عام 1979/ الجزء الثاني

                                      

                       صديق المجلة ـ بغداد

           

روايات مختلفه

كنا قد تطرقنا في الجزء الاول للجزء الاخير من مذكرات الوزير السابق ( جواد هاشم ) الذي  كان في  صفوف المعارضه ليس من اجل المعارضه ولكنه لكي يختبأ ورائها من الاحكام الصادره بحقه كما هو حال احمد الجلبي وقضية بنك البتراء واضافة الى وجود حادثه غامضه في حياته وهي اختطافه من قبل الموساد الاسرائيلي ,, لقد ظل مطاردا من عدة دول منها الامارات العربيه المتحده التي اصدرت حكما عليه بالسجن 243 عاما وغرامه 80 مليون دولار وكذلك بريطانيا التي اصدرت محاكمها عليه بالسجن سنتين وغرامه 160 مليون دولار وظل يتحجج بالمعارضه وبالطائفيه وانه مطارد من قبل اجهزة نظام صدام حسين ولم ينجو من العقوبات الا باشهار افلاسه وحسب القوانين المعقده فلت من العقوبات ...
سقت هذه المعلومات التي تبين حقيقة هذا الرجل حتى تكون المقارنه رصينه مع الروايه الحكوميه بطرفيها ( المخابرات ) ونائب رئيس الجمهوريه المرحوم ( طه ياسين رمضان ) في حلقتنا اليوم ..
ظلت احداث 1979م مدار بحث وتحري لبيان حقيقة ماجرى في شهر تموز الذي دائما ما يشهد احداث جسام في العراق وتغيرت الروايات ولكن النتيجه كانت واحده وهي تنحية عدد غير قليل من كادر الحزب المتقدم واعدام بعضا منهم وسجن اخرين ..
اعتلى صدام حسين مسرح قاعة الخلد وخلفه صباح مرزه مرافقه الاقدم وسط تصفيق حاد لاينقطع وهو ينظر الى الحاضرين وقال بعد ترديد القسم الحزبي :
الرفاق.. مسؤولين المكاتب الحزبية والفروع والشعب .. اللي متغيب من اعضاء الفروع أوالمكاتب أوالشعب الرفيق المسؤول يگوم ويگول اللنا منو المتغيب.
ساد الصمت في القاعة.
اذن الكل حاضرين…رفاق... كان بودنا أن نجتمع وياكم في مناسبة أعياد تموز ..لكي يقتصر حدثينا على الجوانب المشرقة الچبيرة من ثورتكم ..من حزبكم ..وعلى الاخص القيم النبيلة أللي ثبتها في مسيرة حزبكم الأب القائد أحمد حسن البكر.ولكن من المؤسف حقا ان يكون التقاء نا وياكم في مثل هذه المناسبة لا يقتصر الحديث فيه على هذا الموضوع فقط وانما يتعداه الى الجوانب السلبية والنقاط المظلمة في عقول الخونة والمتأمرين ممن سموا بعثيين ووصلوا الى مواقع مهمة بحزب البعث العربي الأشتراكي.
وضع صدام يديه خلف ظهره واخذ يوزع نظراته في كل ارجاء القاعة وهو يقول….راح تكون.. انا أعرف انو راح تكون صدمة نفسية عليكم ولكن عليكم ان لا تنسوا حقيقة مركزية وهو ان الثورة اللي تريد ان تنقل المجتمع من حال الى حال وتأخذ على عاتقها دور قيادة الامة العربية لطرد الاستعمار والاستغلال والظلم فلابد ان تتوقع التامر عليها .. بما في ذلك ...من الناس المنتسبين الها ...والمنتسبين الى الحزب .
 ثم بعد كلمه تطرق فيها الى المؤامره  اوعز الى ( محي عبد الحسين المشهدي ) لعرض تفاصيل المؤامره وبغض النظر عما قاله محي المشهدي فأن رواية  طه ياسين رمضان تختلف مع رواية المخابرات التي سنبينها في ادناه ,, يقول طه ياسين رمضان والتي اوردها في كتابه ( محطات في ذاكرة صدام حسين ) :
كانت القيادة مجتمعة في يوم ١٢/٧/١٩٧٩ ، لمناقشة موضوع تخلي المرحوم أحمد حسن البكر عن مسؤوليته في الحزب والدولة لاسباب مرضية للرفيق صدام حسين ,, واذا ببعض جوانب المؤامرة التي تحاك ضد الحزب والثورة تظهر من جانب المتآمر محي عبد الحسين مشهدي الذي حاول أن يقود عملية تسليم الراية والمسؤولية الى اتجاهات تآمرية تخدمه وتخدم الزمرة التي تآمرت معه ,,، واذا بالرئيس القائد صدام حسين يقول باعلى صوته بعد أن اكتشف جانبا من حديثه التآمري "قم أننا نعرف مع من تتعامل" وكانت نبرته حادة... فوقع كلامه على المتآمر محي مشهدي موقع القنبلة المدوية..واذا به يسقط على كرسيه متخاذلا ويعترف بكل شيء أمام سمع القيادة وبصرها وهو يردد "أذن لقد انتهى كل شيء" وقد كانت هذه الحادثة المشهودة بداية السقوط للمؤامرة وانهيار المتآمرين، حيث تم كشف جميع خيوطها وامتداداتها فقبرت ونال الخونة العقاب الذي يستحقونه.. "

 أما صاحب الأعتراف ( محي عبد الحسين مشهدي ) فيقول " وإذا العكس صار يعني وجود الرفيق أبو عدي ..على رأس المسؤولية الأولى من شأنه يعني يفشل كامل المخطط وإذا أستمر الرفيق أبو هيثم بالوضع اللي المعروف وهو ما راغب يعني.. وتعبان يسهل عملية يعني.. يسهل عملية الاتصالات والتواصل ... يعني عملية مفيدة )
ثم يضيف :(وبتوجيه خارجي بالضبط .. يعني مثل ..انو هذا رأي الأسد ...... فلذلك صار بالاجتماع من طرح) يقصد اجتماع القياده الذي شار اليه طه ياسين رمضان..


 ثم قال :(من... طرحت .. أني انو..ال.. على. أبو.. الرفيق أبو هيثم .. انو يعيد النظر يعني بموقفه)
يصمت محي لثوان  ..
( وأيضا طرح محمد عايش بصيغة.. تقريبا بس أقل شوية..أيضا ما معناه خلي يراجع موقفه ..ويعيد النظر كان هذا هو الهدف منه لخاطر يأجل موضوع الرفيق أبو عدي... ومحد حچه طبيعي ..حچه أيضا عدنان حسين .. المجرم عدنان حسين وكان حديثه طبيعي.. مغلف يعني تغليف .. ما اعرف شنو يعني ما اع .. نعم)

وفي مقطع أخر من "الأعترافات" يقدم محي صورة أخرى لما جرى" في الحقيقة إن المجرم محمد عايش كان جالسا إلى جانبي وكتبت له ورقة كتبت ورقة في الدفتر واعتقد إن اقرب واحد منا شاهد ما حدث هو الرفيق حسن علي العامري .
فرد صدام فورا :
إنا أيضا كنت منتبه عليكم ... عيني عليكم.
فرد عليه محيي :
نعم .... كنت منتبه
واسترسل محيي في الكلام وقال :
فقلت له في الورقة .. يبدو إنني إنا المقصود بشكل خاص والظاهر نحن.
فأكمل صدام حديث محيي نحن اكتشفنا .
فقال محيي : نعم.
كتله إذن إني هسه والورقة بخط أيدي .. إني هسه راح أقدم استقالة .. أقدم استقالة من الـــ من من ... من المجلس وهاي الشغلة منكم تره تورطت فقال متقدم استقالة ولا تتورط .. لا تستعجل .. على كيفك هسه .. يعني لتستعجل.

يقول الصحفي اللبناني فؤاد مطر حول الموضوع مايلي :
في ١١/٧ /١٩٧٩ انعقد اجتماعا لمجلس قيادة الثورة ، فيه أعلن الرئيس البكر رغبته بالتنحي عن مسؤوليته في الدولة والحزب. فجاة نهض محي عبد الحسين، سكرتير مجلس قيادة الثورة ، واصر على أن يتم التصويت على مسالة تنحي الرئيس البكر عن مسؤوليته في الدولة والحزب لصدام حسين.
واصر على أن يكون القرار بالاجماع. الرئيس البكر الذي كان حاضرا الأجتماع رد عليه قائلا " ما الذي تطلبه؟ لقد وضحت أسباب لماذا اريد الأستقالة، لماذا تتحدث بالنيابة عني؟" لكن محي عبد الحسين استمر فقال " من غير المعقول أن تتقاعد ، اذا كنت مريضا فلماذا لاتاخذ فترة من الراحة" هذه الكلمات ازعجت الرئيس البكر وعدد من المجتمعين. "
"انتهى الأجتماع بقبول استقالة الرئيس البكر. في ١٢/٧/١٩٧٩ عقد اجتماعا مشتركة للقيادة القطرية ومجلس قيادة الثورة ترأسه صدام حسين فيه تم انتخابه بالاجماع رئيسا لمجلس قيادة الثورة ورئيسا للجمهورية ".
 
يقول برزان ابراهيم الحسن في كتابه (محاولات اغتيال الرئيس صدام حسين) طبعه 1982 تحت عنوان رئيسي اطلق عليه ( النقطه السوداء ) حيث يقول نقلا عن لسان صدام حسين :
(في اجتماع بالمجلس الوطني، كان موضوع الحديث العلاقات مع سوريا، كان الى جانبي الرفيق عزة ابراهيم، قلت له: اشوف نقطة سوداء في عقل وفي قلب محمد عايش. وهذه النقطة قطعاً لا يمكن ان اخطأ في انها موجودة. لكن فقط اريد منك معاونتي بملاحظاتك، في اي اتجاه يريد محمد عايش يفعل بها؟ وراح (اي عزة ابراهيم الدوري) والتقى به (بمحمد عايش) وقال له: لماذا انت غير مرتاح؟ هل يوجد ما  يريحك؟ حكى له عايش حكايات عن احد الرفاق. وادعى انه غير مرتاح من كلام احد الرفاق في الجلسة. كنت افتش عن اي رفيق يحاول يهز قناعتي فيما اشوفه. جاءني الرفيق عزة ابراهيم، قال لي: لا اعتقد بوجود شيء الا بهذه الحدود.
مرة ثانية ارسلت على الرفيق عزة فقلت له: النقطة السوداء بدأت تكبر امامي ولا يمكن ان اخطأ فيها. والنقطة السوداء ليست عدم ارتياح شخصي وانما هي نقطة متآمر. وشرحت له (لعزة الدوري) خطة التآمر. قلت له: متآمرون. والخطة الاساسية هي تحطيم حزب البعث العربي الاشتراكي كتقاليد وكفكرة. الى آخره. الى اي حد اقتنع الرفيق عزة؟ هو طبعاً مقتنع بسوئهم. ولكن عندما صار اللقاء الثالث والرابع والخامس، اقتنع معي ان العملية ليست عملية تكتل محض.
والمرة الاخرى مع الرفيق طارق عزيز ـ وكنت آخذ قناعتهم لصالحهم وليس ضدهم ـ افتش عن واحد يهز قناعتي.
اخذت الرفيق طارق عزيز وتكملت معه، وايضاً جاءني بعد فترة وقال: لا اظن الهواجس كما تتصور. ثم اخذت رفيقاً ثالثاً، الى ان صارت القناعة مطلقة في نفسي وفي عقلي، ان هؤلاء متآمرون. وبالضبط مثلما كشف التحقيق.
طبعاً بدأ الرفاق يشاركونني نفس القناعة. بدأنا طبعاً نتابع نشاطهم. حاولت ان انبههم في القيادة اكثر من مرة من طرف، اتحدث به عن اللقاءات بين اعضاء القيادة خارج الاجتماعات وبحث شؤون داخلية تخص القيادة. ونبّهت حول خطورة هذا المسلك بدون ان اؤشر الى اي عضو من اعضاء القيادة.
كانوا (يقصد المتآمرين) زاروا ـ مرة او مرتين ـ مع برزان، الرفيق نوري الحديثي مسؤول الفرع العسكري للشمال. كنت خايف على نوري من ناحية.
كنت خايف ان يتكلموا امامه ضد اعضاء القيادة وهو يسمع. فأرسلت عليه ـ ربما قبل شهر ـ قلت له: يا نوري! اذا شفت اثنين من اعضاء القيادة يتكلمان حول شؤون داخلية بالقيادة. احمل كرسيك واجلس بعيداً.
لو كان اي واحد من هؤلاء الكوادر. في بداية الجلسات قبل ان تجرّ رجله نهائياً ويرتبط بهم، عندما يتكلمون امامه حول الحياة الداخلية للقيادة، لو كان رفع تقرير للقيادة، لو كان فعل ذلك لما اوصلوهم الى الدرك الاسفل").انتهى كلام صدام حسين ..
قدرة الرئيس "الخارقة" على قراءة نوايا المقابل تتم من خلال النظر في عيونهم وهو ذكرها مرة أخرى في عام ١٩٨٢ فقال "المرضى, انا اعرفهم من أعينهم. لو يصطفّون امامي خمسة آلاف واحد. فأنا استطيع ان اكشف ما في قلبه من خلال عينه. الا حين يغطي عينيه بنظارة سوداء. عندها اطلب اليه ان يزيح النظارة عن عينيه."
عمل على ترويج قدرته الخارقة تلك مجموعة من المحيطين به وربما بتشجيعه شخصيا بين الكادر المتقدم من الحزب أو المسؤولين فيقال لهم محذرين " ترى الريس يقرا أفكاركم من عيونكم".
ذكر طه ياسين رمضان النقاط السوداء التي قرأها الرئيس في دواخل "المتآمرين" مرتين في مقدمة كتاب محطات في ذاكرة صدام حسين والذي نشر في عام ١٩٩٠ فيقول"وفي مؤامرة عام ١٩٧٩ التي ضمت عددا من أعضاء القيادة ممن لم يكن لهم أي حق على قيادة الحزب والثورة والذين منحوا فرصا قيادية كانت في الواقع أعلى بكثير مما يستحقونه سواء في تاريخهم النضالي في الحزب أو من حيث كفاءاتهم ومؤهلاتهم وقدراتهم الشخصية...اذ تكشفت وتحركت نيات السوء والشر في نفوسهم مستهدفين النيل من المناضل والقائد صدام حسين وابعاده عن قيادة الحزب والثورة، لان المتآمرين كانوا يعلمون جيدا ومن ورائهم كل الجهات المعادية للحزب والثورة أن وجود صدام حسين على رأس المسيرة يحرمهم من اية فرصة مهما كانت ضئيلة، لتحقيق نياتهم الخبيثة ومراميهم الخيانية التآمرية..
وهكذا فجروا موأمرتهم في نفس الوقت الذي كان فيه المناضل والقائد صدام حسين قد أشر بدقة النقاط السوداء التي كان يتابع تطورها في داخلهم والتي جرتهم في النهاية نحو الأنحراف… ".
وفي موضع أخر من المقدمة يقول "وفي الوقت الذي كان فيه المتآمرون يسعون وفق مخطط خبيث لبث روح الفرقة واثارة الشكوك ويمارسون التضليل والخداع واساليب المناورات والحرق والدسائس داخل القيادة وبين صفوف الكادر المتقدم مستهدفين تهيئة الأجواء لاخفاء تحركهم واساليبهما اللئيمة المبيتة ولامرار تآمرهم الخياني... في هذا الوقت بالذات كان المناضل صدام حسين يرصد بدقة كل هذه الأجواء المريبة ويشخص العناصر المتآمرة ويؤشر النقاط السوداء التي كانت تكبر في داخلهم"..

يبرز هنا سؤال مهم اذا كان صدام حسين يعلم ويتابع المؤامره قبل استقالة البكر كما ورد في حديث طه ياسين رمضان وبرزان التكريتي فما الذي دعاه الى اسناد منصب نائب رئيس الوزراء الى عدنان الحمداني في اجتماع القياده يوم 18 تموز 1979 ..

يقول حافظ الاسد في مقابله مع مجلة دير شبيغل الالمانيه في 26 آب 1979 حول المؤامره مايلي :
" لا يمكن لأي انسان عاقل أن يورد هذا الأحتمال اذ لا مصلحة لسورية في ذلك "   " كما تعرفون سرنا على طريق " الوحدة" خطوات جيدة وضعنا أسساً اتفقنا على مبادىء توصلنا الى وضع دستور الوحدة ، وكان يفترض أن تتحقق الوحدة خلال فترة قريبة بعد آخر لقاء تم فيما بيننا. ودستور الدولة الواحدة الذي اتفقنا عليه أصبح جاهزاً ، واتفاقنا كان كاملاً ، ونسخه موجودة لدينا ولديهم.
وعدنا الى سورية ، وفجأة بعد أيام تغير الحكم في بغداد واتهمنا بالتآمر واعدم عدد من القادة العراقيين متهمين بالتآمر من جهة وبتآمرهم مع سورية على النظام في العراق من جهة أخرى.
وقد صدمت وصدم رفاقي في القيادة ، وكانت الصدمة كبيرة فعلاً لأننا كنا نعيش مشاعر عرس قومي كبير ، فنحن على أبواب حدث ضخم كنا نرى أنه سيشكل الرد على زيارة السادات للقدس ، على كامب ديفيد ، على تحديات أخرى كثيرة موجودة في مواجهة الأمة العربية، كنا سنعيش مشاعر هذا العرس ، وفي غمرة هذه المشاعر نتهم بالتآمر على نظام سنقيم معه الوحدة.
وحاولنا أن ننقذ السفينة من الغرق ، حاولنا أن نرتفع فوق كل جرح مهما عمق هذا الجرح. ارسلت الى بغداد وفداً ووفداً ، رسالة ورسالة - وارجو أن استعرض هذه الأمور في وقت مناسب بالتفصيل- في محاولة لانقاذ السفينة التي بدؤوا باغراقها.
ولكن جميع محاولاتنا ذهبت عبثاً لأن هناك قراراً بأن لاتقوم الوحدة بين سورية والعراق.
ولم يكتفوا بهذا فقط ، ضربوا الوحدة ، اتهمنا بالتآمر ، ضربوا السوريين العاملين في السفارة في بغداد ، وحاولنا خلال اتصالاتنا معهم أن يمسكونا رأس خيط هذه المؤامرة، أن يقدموا لنا مستمسكاً لو صغيراً ، مؤكدين لهم أن من يتآمر عليكم يتآمر علينا لأننا في طريقنا لأن نكون دولة واحدة.
أنها مهازل تلك التي قيلت في حينها تدعو الى الضحك والى البكاء واقول الى البكاء لأن الأمر يتعلق بحدث جلل. من جملة ما قالوا أن لسورية ملحقاً عسكرياً في بغداد اجتمع بفلان وفلان من القادة العراقيين أكثرهم أعدم ، وحسب علمي أن واحداً منهم لم يعدم ، وأن هذا الملحق العسكري أعطى سبعة آلاف دينار لذلك المسؤول العراقي... وانتم تعرفون أن اخواننا في العراق ليسوا بحاجة الى أن يأخذوا من سورية بضعة آلاف من الدنانير.
حاول الوفد السوري الذي ذهب الى بغداد ، وكان يضم في ذلك الوقت وزير الخارجية ورئيس الأركان ، أن يسألهم من هو هذا الملحق العسكري ، وما اسمه ، وما صفاته ، أين يقيم ؟ أين يعيش؟ اذ لم يكن لدينا في العراق منذ سنوات ملحق عسكري ، فقالوا لا يعرفون.
قالوا لايعرفون هذا الضابط وهم يقولون أنه يقيم كملحق عسكري في بغداد منذ سنوات قال الوفد لهم أنتم تعرفون أن لكل ضابط في الجيش في سورية وفي غير سورية اضبارة تحوي صورة هذا الضابط أيضاً، ليذهب من تريدون ممن رأوا هذا الضابط الى سورية لنعرض عليهم اضابير الجيش كلها وليتعرف هذا الشخص أوهؤلاء الأشخاص على هذا الضابط لكي نضع يدنا عليه فرفضوا. طرحنا عليهم تشكيل لجنة مشتركة سورية- عراقية لتحقق في سورية والعراق .
وطرحنا ورفضوا...وطرحنا ورفضوا...المهم اجهضوا وقتلوا قبل الولادة هذا الحدث العظيم الكبير الذي كنا ننتظره." الا وهو الوحده ..

رأي شخصي

اعتقد الموضوع بمجمله لايتعدى كونه صراع بين مجموعتين مجموعة صدام ومجموعه اخرى كانت محسوبه على البكر او على الاقل هي لاترغب بقيادة صدام للحزب والدوله ويظهر انهم بعد ان توارد لسمعهم ان البكر سوف يستقيل اتفقوا على اجهاض مشروع صدام لتولي السلطه الامر الذي سبب طروحاتهم في الاجتماع وان لصق صفة المؤامره اسهل تهمه يمكن ان تلصق بهم ولكي لايقال هناك معارضه من القياده على تولي صدام للسلطه مما ينسحب ذلك على تنظيمات الحزب في القاعده وتعود تجربة تشرين 1963 ويعود الحزب الى الوراء سنين اخرى خارج السلطه ..
وقد يكون هناك احتمال آخر وهو اجهاض مشروع الوحده خوفا من تسلط حافظ اسد على دولة الوحده لكونه اكبر سنا وعسكري وامين عام للحزب وبذلك ينتهي دور صدام ويصبح على الهامش حزبيا وسياسيا ..
او ان يكون كلا الاحتمالين وارده وان يحقق صدام عصفورين بحجر واحد وهو التخلص من المعارضين والتخلص من حافظ اسد معا في عملية واحده ..

لقد اصبحت مؤامره شئنا ام ابينا ونفذت احكام بحق رفاق الامس وحضر باقي الرفاق عمليات الاعدام لكي تكون لهم درسا مستقبليا  ومن الذين تم تنفيذ حكم الاعدام فيهم :

 نفذ حكم الأعدام بكل من محمد عايش حمد، محي عبد الحسين مشهدي، عدنان حسين الحمداني ، محمد محجوب مهدي الدوري، غانم عبد الجليل سعودي، خالد عبد عثمان الكبيسي، طاهر أحمد أمين، وليد محمود سيرت، غازي ابراهيم أيوب، نوري حمودي أحمد، عبدالخالق ابراهيم السامرائي، ماجد عبد الستار فاضل، وليد صالح محمد الجنابي، وليد ابراهيم اسماعيل الأعظمي، ابراهيم عبد علي جاسم الدليمي، بدن فاضل عريبي، اسماعيل محمود ابراهيم النجار، نافع حسين علي الكبيسي، حازم يونس عبد القادر وخليل ابراهيم القصاب.
وحوكم بالسجن بفترة تراوحت مابين سنة الى ١٥ سنة كل من : حسن محمود طه (مات في السجن)، غسان مرهون محمود، كردي سعيد عبد الباقي الحديثي (مات في السجن)، أحسان وفيق عبدالله السامرائي، علي فتحي علوش، بدر محمد عبدالله ظاهر، محمد مناف ياسين محمد أمين، محسن محمد رضا الذهب(مات في السجن)، جعفر محمد رضا الذهب،   صالح العبيدي (مات  في السجن )،العقيد فليح كاطع الساعدي(مات في السجن)، العقيد الركن عبد المنعم هادي القيسي (مات في السجن)، العقيد الركن عبد الواحد الحاج معيدي الباهلي (مات  في السجن)، العقيد الركن حامد جاسم ظاهر الدليمي (مات  في السجن)، العقيد الركن فارس حسين القره غولي، العقيد الركن سليم شاكر الأمامي، العقيد الركن محمد عبد اللطيف، مرتضى سعيد عبد الباقي الحديثي (مات  في السجن) ، شكري صبري الحديثي، طاهر حبيب الربيعي (مات في السجن)، حميد عبد اللطيف وحيد السامرائي، العقيد الركن صالح عبد الكريم الحمداني، العميد الركن زهير قاسم شكري، عبد القادر عبد عثمان الكبيسي، حمد عايش حمد، معز كاظم الخطيب، العقيد الركن رياض عبد الرزاق القدو (مات في السجن)، علي جعفر حسين (مات في السجن)، عدنان يوسف كوشان، النقيب ابراهيم عبد، محمد صبري أحمد الحديثي (مات في السجن). ووضع الأمين العام المساعد للحزب منيف الرزاز تحت الأقامة الجبرية في منزله حتى وفاته, قيل وقتها أنه سمم بالثاليوم...
يعتبر البعض ان من اهم نتائج الأجتماع الأستثنائي كانت تغيير حزب البعث القديم واستبداله بحزب جديد خاضع بصورة مطلقة  لقيادة فرديه وسائر نحو الاسلوب الستاليني في نظام الحكم واصبح دور الحزب هامشيا ويقتصر على الناحيه الامنيه للحفاظ على نظام الحكم وابتعد عن القياده الجماعيه والجماهيريه وانتهى النقد والنقد الذاتي لتصحيح المسيره واصبح محذورا على القاعده ان توجه اي انتقاد للقياده  واصبحت اقوال الرئيس نهج تعليمي وواجب يومي للرفاق والتلاميذ وعدنا الى اسلوب اقوال الزعيم عمل وبناء وكأن شيئا لم يكن من مسيره نضاليه قطعت شوطا عمره اربعة عقود من النضال والتجربه والديقراطيه على الاقل داخل التنظيم الحزبي ..

صديق المجله ـ بغداد

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1000 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع