
سمير عبد الحميد
الخروج
قال تعالى:
﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الواو تدل على الجمع والجمع اقله ثلاثة ادم وزوجه وحتما ليس ابليس لانه محروم من الهدى الى يوم القيامة بدليل قوله تعالى: ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾﴿ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ﴾ فمن هو الثالث المشمول بالهدى؟
والرجوع الى بدايات قصة سيدنا ادم عليه السلام نقرأ في القران الكريم قوله تعالى:
((وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ () وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ () فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ () الأعراف، ( فدلاھما بغرور،تعني:انه مازال يخدعهما بالترغيب في الاكل من الشجرة.
وقال تعالى في سورة طه فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ () إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ () وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ () فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ () فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ () ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ قوله تعالى فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا الفاء في (فبدت) هي فاء العطف تفيد الاشتراك في الحكم مع الترتيب والتعقيب ومعنى التعقيب ان هناك فترة زمنية بين الحدثين ففي قوله تعالى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )).ان هناك فترة زمنية بين القبض على السارق وتنفيذ حكم الله به (فاقطعو)قد يقصر وقد يطول فكذلك مع ادم وزوجه ان هناك فاصل زمني لانعرف مدته بين الذوق من الشجرة وظهور السوءات.
وقال تعالى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ () إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (هنا تكفل الله ان لايجوع ولا يعرى أي لاتوجد قوى خارجية مادية تجبر ادم من نزع ثيابه الا بنفسه.
.فما معنى ظهور(سوءاتهما) اذن،فلابد ان الشجرة المنهي الاقتراب منها ذات ثمار يترك تاثير للميل الجنسي وبالتالي الدعوة للتلامس والجماع وحال ما شعرا بلذة شهوة الجماع بالقذف تنبها الى ما كان خفيا عنهما وشعرا بالحاجة الى سترعوراتهما (مصادر اللذة )وشرعا يخصفان اي يلزقان او يضعان عليهما من ورق اشجار الجنة العريض ما يسترهما -من خصف الاسكافي النعل-اذا وضع عليها مثلها – ومعلوم ان التناسل لم تكن ضمن مكتسبات ادم للعيش الرغيد في الجنة {{ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِیھَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِیھَا وَلَا تَضْحَى )) ذلك لان الله تعالى لم يخلق الجنة دار للتكاثر وانما خلق الارض للتكاثر ودار للاستقرار والمتاع الى حين وكان الاكل من الشجرة اول تجربة ابتلائية لادم وزوجه ظلما بها نفسيهما كما قال تعالى(ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)والظلم هنا الحرمان من البقاء في الجنة والنزول الى الارض والسعي للحصول على اسباب العيش الرغيد بشق الانفس .وهكذا أصبحت زوجه حاملا بعد ان ازلهما الشيطان فكان الخروج قال تعالى ((فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه ........وقلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ))قوله تعالى فازلهما الشيطان قد ذكر ادم وزوجه بضمير المثنى اما قوله تعالي اهبطوامنها جميعا يعني الجمع وابليس غير مشمول بالجمع لان اللعنة قد حلت عليه الى يوم الدين(( قال فاخرج منها فانك رجيم وان عليك اللعنة الى يوم الدين ))الحجر. وهكذا ظهر هناك حمل قد حدث في الجنة ،نتيجة التزاوج بينهما.وكان احد أبناء ادم يفاخر أخيه انه من حمل الجنة أي ولدت في الجنة وانت من حمل الأرض متعاليا عليه بالغرور.والله اعلم
2025

999 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع