سعد السامرائي
استمروا بلعق الاقدام يا حثالات !
لستُ اليوم بصدد الحديث من منطلقٍ ديني أو مذهبي، ولا بدافع الثأر من دولةٍ خاضت حربًا ضد العراق دامت أكثر من ثماني سنوات، ولا حتى من منطلق الكراهية. حديثي اليوم إنسانيّ بحت، يمس الضمير العالمي، ويخاطب جوهر القيم البشرية.
وصلني اليوم مقطع فيديو يظهر فيه مجرم عديم الدين، منزوع الأخلاق، مجرد من أي قيمة إنسانية. رجل يحمل من الحقد والبغضاء ما لا يحمله إنسان سوي. إنّه المدعو نادر قاضي بور، أحد أعضاء البرلمان الإيراني، يقف علنا ويتفاخر أمام الناس بأنه وجماعته قتلوا أكثر من 700 أسير حرب عراقي. نعم، أسرى حرب، وهم خليط من المسلمين والمسيحيين، السنة والشيعة، الكرد والتركمان، الإيزيديين والصابئة. جميعهم عراقيون، وقعوا في الأسر في ظروف الحرب، ومن أبسط حقوقهم الحماية بموجب القوانين الدولية.
لكن هذا القاتل لم يميز أحدًا، لأنه ببساطة يحمل حقدًا على العراق ككل، شعبا وهوية. لم أرَ مثل هذه الوحشية إلا عند الاحتلال الصهيوني، أو لدى نظام طهران القائم على الكراهية الممنهجة.
إن من يقتل الأسرى بدمٍ بارد ويتفاخر علنا بذلك، لا يمكن وصفه بالإنسان. وما حقيقةبقاء إيران تحتجز أسرى عراقيين حتى اليوم، رغم مرور عقود على نهاية الحرب، فهذا يضعها في خانة الدول التي لا تؤمن بالعدالة ولا الكرامة، بل تتمادى في خستها ونذالتها يوما بعد يوم، طالما أن هناك من يرضى بالخنوع من بيننا.بداعي طائفي او عنصري عميان لا يرون كيف وضعوا انفسهم بالحضيض جراء ولائهم الطائفي.الم يحين وقت صحوتكم .؟
هل نلوم هذا القاتل فقط؟ أم نلوم من انتخبه؟ نادر قاضي بور لم يكن مجرم حرب في الظل، بل هو عضو في برلمان يُفترض أنه يمثل شعباَ. قال جريمته علنا، ولم يعترض عليه أحد من النواب، ولم يحاسب، بل بقي مقربًا من خامنئي. هذا الصمت البرلماني يعني رضاهم. فإما أن يكون هذا البرلمان بلا قيمة، أو أن يكون مرآة لواقع شعبٍ يقبل بالخسة والدناءة كمبدأ.
بعض الناس قد يرون أن تعميم الحكم على شعب بكامله فيه تجاوز، ولكن عندما يرتضي شعب أن يمثله سفاح كهذا، ويتحدث باسمه من على منصة رسمية، فهذا يدل على تقبلهم له، واشتراكهم المعنوي في جريمته.
أما من بيننا، أولئك الذين ارتضوا الذل والتبعية، من خلال غسل أقدام المجوس وتقبيلها، ورضوا أن يكونوا تابعين بلا كرامة، فعليهم أن يراجعوا إنسانيتهم أولًا قبل أن يراجعوا وطنيتهم
إن هذا المجرم يجب أن يُقدم إلى العدالة الدولية، ويجب أن تتحرك الجهات القانونية لمقاضاة إيران على هذه الجريمة. وإذا عجزت العدالة،( فلكل صاحب ضمير حر الوسيلة التي يراها مناسبة لأخذ الحق.)
لقد صبرنا على حكومات تابعة لإيران، وتعايشنا أملًا بإصلاح أو تغيير، ولكن دون جدوى. اليوم، آن أوان القرار الشعبي. وقد حدددنا شهر نوفمبر موعدا لانطلاق انتفاضة الحسم، التي ستحبط محاولة مشاركة الخونة والذيول في مسرحية الانتخابات.
على كل القوى الوطنية الشريفة أن تستعد لهذا المنعطف التاريخي، وأن توحّد صفوفها من أجل عراق حرّ، يحكمه أبناؤه الشرفاء، لا أتباع المجوس ولا المتاجرين بدماء الشهداء.
432 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع