سعد السامرائي
لاحل لمشكلة العراق الا بالكفاح المسلح (١).
بحثت في كتب التاريخ فلم أجد دولة تحررت من حكم ظالم او فاشل او عميل الا بالكفاح المسلح ولهذا اخترت هذه الجملة لتكون عنوانا لمقالنا اليوم ,عسى أن نصل لقناعة مشتركة للعمل الجاد وترك التفرقة والبحث عن المناصب العليا في كل شيء فما أحلى عمل الجندي المجهول الذي ضحى بنفسه او عمل لوطنه من غير مقابل الا حب الوطن والتكسب من خيراته إذا عاش والتي ستعم الجميع. فهل سنتنازل عن أنانيـتنا التي زرعها المحتل فينا؟
الا يكفينا نحن العراقيون حالة البؤس والحرمان والحسرة منذ أكثر من عقدين من الزمن ونحن نرى العراق وهو يعيش تحت منظومة سياسية طائفية فرضها المحتل الأمريكي والفارسي وكرس ذلك من خلال السماح لذيول المجوس بإنشاء طبقات مختلفة من الأحزاب التي تتبادل السلطة فيما بينها وفق منطوق المحاصصة للعملاء وليس وفق الكفاءة او إرادة الشعب فالانتخابات مزورة والمشاركين لا يتعدون 15% بأحسن الأحوال ومع ذلك اعترفت بهم أمريكا رغم مخالفة ذلك لأبسط شروط الديمقراطية التي يفترض انها تمثل رغبات الشعب لا شلة فاسدة عميلة ومختارة من هذه الأحزاب التي تتخذ من الطائفية غطاءً ومن الدين شعار ولا تملك مشروعًا وطنيًا حقيقيًا بل همها السرقة لأنها أدوات لتنفيذ مصالح إقليمية ودولية تدير العراق العظيم كأنه غنيمة حرب. ناهيك عن أن الفساد وفق هذه المعطيات أصبح ممنهجا واللصوصية مشرعنة يحميها القانون! فلا عدالة ولا محاسبة بل قمع وقتل لكل الأصوات المستقلة حيث نشير هنا لحقيقة ان رؤوس الفساد الطغاة يعتمدون على شبكات من المؤيدين والمتواطئين الذين يستفيدون من النظام مثل الميليشيات وحشدهم وحتى المنظومة العسكرية والامنية التي بنيت طائفيا وولائيا مما يعزز سلطتهم ضد أي مسعى وطني لأن النظام تم بناءه على قاعدة افشال الدولة وافراغ شعبها من حب الوطن.
نحن حين نحث على الكفاح المسلح لا نقصد به الانزلاق الى العنف العشوائي أو استهداف المدنيين فهذان خطان احمران من يقوم بهما ليس منا لان الشعب هو من سيكون الداعم لنا بل هي مقاومة منظمة ومشروعة تستند الى إرادة شعبية من أجل العدل ومنفعة الشعب والتخلص من العملاء والخونة والفاسدين وبالذات أذرعهم الميلشياوية. اذن نحن حين نطرح هذا الخيار فهو نتيجة لكل الخيارات الاحرى السابقة الفاشلة التي قام بها الشعب وكسياق حتمي للتغيير أخذنا بنظر الاعتبار خطط الخبثاء بشيطنة المقاومة من خلال انشاء( القاعدة وداعش) وتصويرها على انها حرب بين السنة والشيعة رغم انهم قتلوا من السنة أكثر مما قتلوا من عملاء المجوس وقامت بدعمهما ماديا وبالرجال وتخصيص معسكرات لهم داخل الأراضي الإيرانية من أجل شيطنة المقاومة وإعطاء حجة للفاسدين وذيولهم بأنهم يحاربون الإرهاب الذي هم يمارسونه يوميا بشتى الوسائل, لذلك فان الكفاح المسلح هو الخيار الوحيد للتغيير الجذري الذي يشمل التالي:
1-تشكيل خلايا مقاومة سرية ذات وعي سياسي وأخلاقي ملتزمة ومحاسبة كل من يخرج من هذا السياق المحدد.
2- تقوم هذه التشكيلات التي لا تتعدى 3-5 اشخاص (كل أسبوع يكون أحدهم رئيس للمجموعة او يتفقوا على أحدهم) يحدد الهدف ويرسموا خطة بضرب البنية التحتية للفساد من مستودعات وسلاح الميليشيات ومراكز التعذيب والسجون غير الاجرامية ورموز الطائفية.
3- بناء اعلام مقاوم بديل يفكك خطاب السلطة واتباعها وذبابها الالكتروني ويوصل رسالة الثورة للشعب والعالم وهذا نترك تنفيذه للعراقيين بالخارج كي يمارسوا نشاطهم بعيدا عن غدر المجوس واتباعهم.
4- تشجيع العمل الشعبي في الاحياء والمدن لكسر الخوف واستعادة المبادرة بالعمل الاخوي والخيري من تنظيم الشوارع وتنظيفها لخلق روح المحبة الأخوية بين أبناء الحي الواحد ولا بأس بعمل مسابقات بين الاحياء تنظمها جمعية خيرية وتؤلف لجنة حكام للكشف بعد تحديد تاريخ محدد على الاحياء المشاركة بمسابقة النظافة والتنسيق وهذا سيشجع الناس على التحرر من الخوف والاستسلام لليأس والواقع المرير مؤكدين أن الحرية هي حالة طبيعية للإنسان يحتاجها كما يحتاج الماء والغذاء. (وهذه الفقرة لا علاقة لها بالكفاح المسلح لكنها ستعيد روح المحبة بين أبناء وطننا الواحد.) لا للطائفية.
لن يكون الكفاح المسلح في العراق سهلاً، لكنه هو الطريق الوحيد لإنقاذ وطن تركناه لمصاصي الدماء فالذين نهبوا العراق وخربوه ودمروا روح المواطنة فيه لا يفهمون إلا لغة القوة، والتاريخ القريب والبعيد يُثبت أن الطغاة لا يرحلون بالمناشدات والعيني والأغاتي بل يُسقطون بالثورات لذلك فاذا لم ننجح بالتغيير العسكري فإننا سنجبر الطغاة على تشريع قوانين من أجل مصلحة المواطنين. وفقكم الله يا عراقيون.
742 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع