اُكِلتُ يومَ اُكِلَ الثورُ الأبيضْ

أ.د. سلمان الجبوري

اُكِلتُ يومَ اُكِلَ الثورُ الأبيضْ

طغى في الاعلام المرئي العربي مشهدين مؤثرين احدهما المجاعة التي تفتك بأهلنا في غزة والأخر قصف الكيان الصهيوني لسوريا ليصل حتى محيط القصر الرئاسي . هذين الامرين حملاني على العودة بالذاكرة الى زمن النظام الوطني العراقي وكيف كان يمكن ان يتعامل إزاء حوادث من هذا النوع وغيرها كما كان ينتصر للعربي من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي، اذ كان يقف الى جانبه بدعمه بالقوة او بالسلاح والعتاد او بالمال، وما وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني ماديا واغاثيا حتى في زمن الحصار ولغاية الاحتلال المشؤوم او وقوفه الى جانب موريتانيا في نزاعها العسكري مع السنيغال مما انقذ موريتانيا من السقوط امام التفوق السنيغالي، بل هناك الكثير مما لامجال لحصره دفاعا عن العرب انطلاقا من مقولة الشهيد صدام حسين رحمه الله (من يطرق بابنا الخارجي نطرق ابوابه الداخلية ) من مبدأ الردع وزرع المهابة في عقل من تسول له نفسه في النيل من الامة العربية .
لقد المي منظر جياع غزة وهم يتدافعون من اجل لقمة تسد رمقهم وتجنبهم الموت جوعا، وانتهاك حرمة سوريا وهي تنتهك على مرأى ومسمع كل العرب الذين يتعاملون مع مأسي أبناء جلدتهم وكأنهم لاينتمون الى الإنسانية التي هي الجامع بين كل البشر ان لم نقل كونهم من قوميتهم ومن دينهم وكل تلك الجوامع تأمر بالشعور بمعاناة الاخرين والانبراء الى درء الظلم عنهم او اغاثتهم. ينزعج بعض الاخوة ان مسسنا بكلامنا القائمين على شؤون الامة الذين هم المسئولون عن اتخاذ قرارات الدعم والمساعدة لمن يحتاج اليهما والمسئؤلون عن تثوير شعوبهم على قاعدة ان الشعوب على دين ملوكهم. هل فكر احد من اصنام الشأن العربي او اغنياء بلده بجوع أخيه الغزاوي ؟ ام هل تراءى لاي منهم منظر أولئك المتدافعين على لقمة المساعدات لسد رمق عائلته عندما يجلس الى مائدة طعامه وعليها ما لذ وطاب من المأكولات؟ وهل فكر أي منهم بالفزع الذي تحدثه اعتداءات الكيان الصهيوني على وليد سوريا بعد مخاضها الطويل في ظل اجرام دام ردحا من الزمن امده خمسون عاما من أل الأسد جعل من سوريا خارج النبض العربي؟ ذلك الوليد الذي طال انتظاره والذي هو احوج ما يكون الى التعاضد العربي واحتضانه حتى يشتد عضده لا ان يقف العرب متفرجين على ما يجري هناك من تأمر داخلي مدعوم خارجيا ومن اعتداءات صهيونية لم تترك للقائمين على شأن البلد لاخذ الانفاس وإظهار نتائج التغيير الإيجابية على حرية وحياة الشعب السوري.
لقد قالها الرئيس الشهيد صدام حسين في معرض نقده للتخاذل العربي ودعوتهم الى امتشاق سيوفهم التي صدئت في اغمادها بسبب تخاذل الحكام وهذا ما دعى أولئك الحكام الى دعم التأمر على العراق متمثلا بقيادة الرئيس صدام حسين لكي لايذكّرهم بعد ذلك احد بذلك التخاذل الغير مبرر سوى حب الحياة والتنعم بملذات المناصب . لقد كان العراق الداعم الأكبر ان لم اقل الوحيد لاخوته العرب ولعل المرء لم ينسى المقولة الشهيرة للرئيس صدام عندما قال حتى اذا لم يتبقى لدينا سوى القدر الذي نطبخ فيه زاد أطفالنا فأننا سنتقاسمه مع الأشقاء الاردنيين ان كان ذلك سيساهم في انقاذهم ودرء ما يهدد استمرار حياتهم وصون كرامتهم.
نعم لقد حق القول إزاء كل ما يحدث لشعوب اقطار امتنا والانزلاق بمنحدر حاد نحو الهوان لقد (اُكِلتُ يومَ اُكِلَ الثورُ الأبيضْ) او ان نرى نسخة جديدة طبق الأصل لما فعله اخوة يوسف طمعا في ان يخلوا لهم وجه ابيهم.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

767 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع