شـاهد عيان لنظام القذافي

                                                  

الدكتورعبد الرزاق محمد جعفر
استاذ جامعات بغداد وطرابلس  وصفاقس/ سابقاً
يقدم / ح1/ من كتيب يبحث عن ناشـر


شـاهد عيان لنظام القذافي

                           
 
            الظلمُ لا يدوم وأن دامَ دَمَـر

الأهداء :                                        

الى شهداء الشعب الليبي  منذ الفاتح من سبتمبر سنة 1969ولغاية ثورة السابع عـشـر من فبراير2011م.,...لبناء دولة ليبيا الحرة المستقلة, داعياً المولى أن يسكنهم فسيح جناته, وأن يلهمنا وذويهم وكافة الشعب الليبي الصبروالسلوان.

المؤلف:الدكتورعبدالرزاق محمد جعفر/أستاذ جامعات بغداد والفاتح/ سابقاً

 

             
 
                    الجماهيرية العربية الليبية العظمى


             

          العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح 1969

المقدمة : كانت الحقيقة تحكم البشرية، إلا أن شعوب العالم في نهاية القرن العشرين أنحرفت نحو الأنحطاط،.. وما من احد رفع صوته لردع ذلك الأنهيار والظلم أو حتى  ترميمه من دون خوف أو رهبة من المتسلطين على حرية البشر،... ولذا تم اغتيال القًّيمْ التي آمن بها أجدادنا، فطحنت حضارتهم وتمزقت شَذَرَ مَذَرَ!!... ونتيجة لذلك، اندلعت الحرب الباردة او الكلامية في أوساط طلائع الأمة المثقفة، وتبادلوا تُهماً قادتنا لما نحن عليه ألآن!
وهكذا,...جعلونا نسير وفق مخططات عملية, شئنا ذلك أم أبينا،.. وجلنا أغمض عينيه حتى عن ابسط القيَمْ الانسانية وأصبنا بالإحباط!.. ولم نترك شيئاً لم نتهمه, لنعلق فوقه أسباب الإحباط والانتكاسات والتخلف،..لأنعدام رؤيتنا للحقيقة, وتخبط  قادتنا في التكهنات التي لا أساس لها من الصحة، فزدنا جبناً في اتخاذ أي قرار ننهي به مشاكلنا!
قد يتعرض بعض الناس لبعض المطبات، التي تغير مجرى حياتهم، وبعد اليأس من تحسن وضعهم، يتجهون للاِنتقام ممن وضعهم في ذلك الموقف، وتأخذهم العزة بالإثم، ويشعرون بنشوة النصر... وهذا هو الوباء بعينه، وقانا الله وإياكم منه، فلا يمكن لأي مثقف أن يلجأ لمثل تلك الحلول، حيث قيل : "لا تصلح الخطأ بالخطأ "
إنّ العالم ما زال مفعماً بالخير، والسعيد هو من يسعد الآخرين, ومن يتعمد الإساءة يكون خطراًعلى المجتمع ويجب إبعاده،وكشفه كقول جرير


                         


                           الشاعر جرير

    أعمى يقود بصيراً لا أباً لكم  =  قد خاب من كانت العميان تهديه!


     

مركز مدينة طرابلس

أن رغبتي في كتابة ما شاهدته وتأثرت به في ليبيا منذ أندلاع ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 م., بقيادة الشاب الثائر ورفاقه منذ أيام الدراسة في الثانوية,.. ليس التشهير بشخص القذافي ورفاقه , بل كشف المستور عن السيئات التي دبت بين رفاق السلاح ،وبدأ تآكل أسس الثورة الفتية, ولذا سأركز على ماعاناه الشعب الليبي من الويلات في كنف جلاوزة   (نظام القذافي), الذين خنقوا صوت المعارضة, لمدة أثنا وأربعين سنة!
 كما أنني سـأتطرق الى الأيجابيات التي عايشتها بكل صراحة, بالرغم من أنني  لم أوفق برؤية الوضع الأجتماعي بوضوح في بداية أقامتي بعاصمة ليبيا (طرابلس الغرب أو عروسة البحر الأبيض المتوسط), خلال أقامتي ,تحدثت مع أناس في المراكز القيادية لمرافق الجامعة , فقد هيمنوا على مقدرات كافة القيادات بدون أستحقاق , حيث كان الولاء للقائد أبو منيار القذافي هو المقياس المعتمد عليه ,ولذا تمركزالأنتهازيون   غير الأكفاء  في الأماكن المناسبة ، وأنزوى الشرفاء خلف الكواليس ,   ولم ينالوا  سوى الخيبات,على أمل أن يبزغ النور ليهزم الظلام الدامس المخيم على حياتهم منذ ولادة ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 ، و أدركوا أن الزمن لا يفتح أبوابه إلا لمن يملك الأرادة ويحسن الأنتظار,.. وأدركوا أن الظلم لا يدوم وأن دام دَمَر, وهكذا دمرته ثورة 17 فبراير 2011!
وعلى أية حال,آليت,على نفسي كتابة المفيد مما شاهدته او سمعته أو قرأته في تلك الفترة  بصراحة,.. متجنباً الأطناب وخدش المشاعر الذاتية لكل من يرد ذكرأسمه او التنويه لمركزه , من خلال السرد التالي:
ترددت كثيراً في نشـرمذكراتي عن الحياة في ليبيا, حتى لا اتهم بالجحود عند الكتابة بصراحة عـن المصاعب التي واجهتني للتأقلم مع التوجهات الجديدة للمجتمع الليبي منذ هيمنة العقيد معمر القذافي على ثورة الفاتح من سبتمبر1969 ...

       

وتخلصه من بعض رفاقه مثل الرائد عبدالسلام جلود والمحيشي ,.. وأبعاد الآخرين من زملائه قادة الثورة, بتكليفهم بأعمال أدارية في مناطق متباعدة أواعمال مختلفة خارج ليبيا ,عدا ابو بكر يونس المكلف بالأشراف على الجيش الليبي, والحميدي الخويلدي المكلف بوزارة الداخلية وعبدالسلام جلود الذي كان بمثابة الرجل الثاني بعد العقيد, الا ان ذلك لم يدم طويلاً , وتفرد العقيد بكل مراكز القوى بأساليب مبتكرة , وفق اي تغيير يلمسه قد يؤثرعلى نظامه كقائد أوحد!   
بدأت أشـعر بضرورة كتابة كل ما في الجعبة كشاهد عيان عن الأوضاع التي عشتها في ليبيا بعد ان تفجرت الثورات في مطلع سنة 2011 في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا ,.... فجرت عندي الرغبة في كتابة كل مشاهداتي وما دونته في الجعبة عن تلك السنين التي عشتها في وطني الثاني ليبيا (16 سنه), بعد ان عـرت الفضائيات والمواقع الألكترونية المستخفي والمستور في كافة مرافق الحياة في تونـس ومصر واليمن, ثم سـرت العدوى الى كشف حقيقة نظام العقيد معمر القذافي منذ ثورة  الفاتح , فأدت الى تفجر ثورة السابع عشر من شباط ( فبراير), في مدينة  بنغازي أولاً, للمطالبة بمعرفة قبور سجناء أبي سليم !, ثم أعلن القذافي عن نيته لأبادة المعارضين, بيت بيت,.. وزنكه زنكه. فتطورت المطالب لتنادي برحيل نظامه الجاثم على صدورهم منذ أكثر من اربعين  سـنة!  
على أية حال,  سوف لن اتهم بعدم الوفاء لوطني الثاني أو للمجتمع الليبي, اذا ما تطرقت الى المتاعب التي عاني منها أغلبية الشعب الليبي , والتي عشت بكنفها وعائلتي على مضض , وفق المثل العراقي :


أشجابك على المُر غير الأمَر منه!!

لقد قيل: ( ليس كل ما يقال صحيح وليس كل صحيح يقال !!),...ووفقاً لهذه المقولة سوف أتجنب التعليق عن كل ما يسيئ للشعب الليبي , بسبب تصرف طائش من أحد الأشخاص , لأن اي شجرة مثمرة قد تحتوي على غصن او ورقة يابسة, وأضافة الى ذلك المثل المصري:

مافيش حَـد أحسن من حَـد !
فبعد سقوط النظام الملكي في ليبيا , تدفق مآت الآلاف من المهاجرين من كافة الدول الأسلامية والأفريقية والعربية, وتغلغلوا في وسط الشعب الليبي مزاولين كافة المهن التي يعتبرها الليبي في عهد القذافي  مهينة, فهو الآن بن ثورة الفاتح,.. التي تعده بعهد زاهر ورفاهية لا نظير لها, فلذا صار غالبية الرجال يستخدمون العمالة الأجنبية ليتنعموا بحياة الكسل والتسكع في الشوارع والمقاهي ولعب الورق (القمار),او تحضير الشاي (الشاهي), في بيوتهم بطريقتهم الخاصة!

               

تحضير الشاي (الشاهي) في ليبيا يتم بطريقة خاصة
يتبع في / ح 2

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1039 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع