السجن رقم ١

خالد النهيدي اليمن

السجن رقم ١

احترت من أين أبدا الكتابة؛ مع إن الفكرة تراودني من شهور ، فيه أكثر من بداية وكل البدايات فيه تتشابه ؛ مع إني لا أعرفه على الإطلاق !! ، لم أره مطلقاً !

إلا من أخباره التي كانت تذروها على مسمعي ألسنة العابرين على مدار سنوات طويلة ، تاريخ موغل في أعماق الوجع ، و بصمات منقوشة عل جدران الذاكرة ، والحق يقال إنه كان مشهوراً بالوفاء مع اصدقائه ، التاريخ يدون ما لك و ما عليك ، تعرفه شباك العنابر ، و أزقة الضجر و الخوف ، فهو مشهور في ميادين التحدي ، في معظم أحياء جنوب جدة " من السبيل ... إلى الهنداوية ... إلى الكرنتينة .. إلى ما جاورها من أحياء " يعرفونه كفرد من أفراد الحي ، أمهر من لعب لعبة المزمار في جدة ، و أمهر من بعصاه فركش جموع الخصوم والمتحدين، كان يطوف بدراجته النارية و عليه جلبابه الأبيض الفضفاض ، الذي ينتفخ في الهواء وكأنه برشوت ، في الأحياء المجاورة ، و هو يلقي التحية بتواضع جم عل جموع الأصحاب المصطفين ، وصفوف النافرين منه متوخين الحذر في أقصى حدود البعاد؛ له موقف سيرويه له التاريخ في دهاليز الغياب و زنازين الخوف ، كانت جمهر ة كبيرة من عدة أحياء مُتجمعة للاشتباك بإحدي الحارات، وكان هو من مسافات قريبة ومتباعدة يصول بدراجته النارية، وجد في التجمع وسيلة لتحقيق حلمه الذي حاول جاهدا أن يسعى إليه ، صار الإشتباك وتعددت الإصابات وحضروا رجال الشرطة بهراواتهم وعرباتهم، وفر الجميع هروباً من المُسائلة القانونية اللتي ستودي بهم حتماً إلى السجن، بقي هو كالطود الشامخ واقفاً ثابتاً ، ليبقى الموقف شاهد إثبات ترويه الأجيال ، استدعاه المُقدم / طلال
المشهور بصرامته :
- ماحملك على تحمل مسؤولية ليس لك بها أي علاقة ..
أجابه : بل انا المُحرض الأول وصاحب الإشكال وقد تعودت دائماً على تحمل المسؤولية كما عرفتني ايها المقدم ..
- و لكن كل التحريات ورجال المباحث أثبتوا انك كنت ماراً بالصدفة، ولم يكن لك اي دور في العراك .
- أنا مصر على أقوالي و أعترف وأنا بكامل حضوري ومثولي أمامك ..
- و لكن قد تم الإفراج عنك قبل أشهر هل اشتقت للاعتقال وسئمت الحرية .
- الموضوع منُتهي سيادة المقدم ..
وبعد تحقيقات البحث الجنائى والنيابة أمر بتحويله إلى السجن العام وبالزج به في عنبر رقم 1 ليلتقي بزميل الصبى وخليل الروح ليتعانقا بعد أن سألة عن سبب دخوله السجن بتنهيدة كبيرة و بال خال من النكران ..
- قصتي للقدوم لرؤيتك سوف تحكيها يوما ما شبوك العنابر ومن عنبر رقم 1 بالتحديد .

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

788 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع