العيب .. هل مازال في الجيب ؟

                                  

                     هناء احمد الداغستاني  

كانت تسود مجتمعنا اسس ومبادىء واضحة لم يكن احد بقادر على تجاوزها لارتباطها المباشر بالاخلاقيات والبنى الاجتماعية التي كانت لاتقبل التبرير او المساومة عليها لارتباط اساسياتها بالمجتمع بشكل مباشر

حيث كان كل تصرف خارج عن نطاق هذة الاساسيات يعرف بكلمة واحدة هي .. العيب .. الذي كان يعد جريمة بحق المجتمع وكان الكل يتجنبه ويحاول الابتعاد عن القيام باي عمل مشين خوفا من وصمة عار تلصق به وباهله ولكن شتان مابين اليوم والامس فالذي نراه اليوم عكس ذلك تماما حيث اصبحنا نشعر وكأننا في عالم اخر ليس له علاقة بما كنا عليه بسبب الاعمال البعيدة جدا عن مفاهيم ديننا الحنيف والمتناقضة فيما بينها وبين العرف الاجتماعي والاخلاقي اذ انها ملأت المجتمع ببشاعتها واساليبها وسبلها العلنية والخفية حتى اصبحت عند البعض رأسمالا يتاجر بها بالبيع والشراء وعلى عينك ياتاجر من دون خوف او خجل بل ان البعض واقولها بحزن اصبح لايأبه لسمعته ولا لكرامته وبدأ يكذب ويسرق ويحتال ويشهر ويغتاب ويدعي زورا وبهتانا ويظلم ويسرق قوت صاحبه وغيرها من الامور البشعة التي تندرج ضمن سياق الجريمة وليس العيب فقط اذ بدأت هذة الافعال تغزو المجتمع بشكل مخيف لم يسبق له مثيل بالرغم من الاصوات المنادية التي تحاول ايصال صوتها باي شكل من الاشكال لوقف المد الوبائي الذي يريد اصحابه ايهام المجتمع انه سائر ولايمكن ايقافه وهذا ماحدا بالبعض الى تقليد نهج هؤلاء وحال لسانهم يردد .. يابه دا روحوا واحنا رح انسوي الي نريده لان العيب بالجيب .. وفلان عمل كذا وعلان سوى كذا ولا احد قال لهما هذا عيب .. والمصيبة ستحل اذا اصبح هذا .. العيب .. سياقا اجتماعيا محبذا متعارفا عليه اذا لم يجد من يوقفه ويتصدى لكل مظاهره البشعة التي ستطال جيلا باكمله وسيستثمر شبابا ذنبهم الوحيد انهم وجدوا انفسهم في مجتمع لايقيم وزنا للتصرفات ولايزكيها ولايوضحها ان كانت عيبا ام لا وستنتقل العدوى لهم بسرعة البرق لعدم وجود المصل الواقي الذي ينقذهم خاصة اذا كانوا يعيشون ظروفا مادية سيئة وهنا يسهل اصطيادهم ليكون التأثير عليهم ذا نتائج سريعة وفعالة ليكونوا جيوشا من الفاسدين الذين لايدخرون وسعا في عمل اي شيء من اجل الابقاء على كل مااكتسبوه من الحرام الذي كان من اول اسبابه عدم سماعهم كلمة .. هذا عيب .. الذي سينمو ويتوسع ليشمل المجتمع كله بعد ان صغر عليه الجيب .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1250 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع