العراق الجميل يستعيد ايامه الثورية

                                 

                       طارق عيسى طه

صباح يوم السبت الموافق 31-8-2013 تدفقت جموع الجماهير في معظم المحافظات العراقية لتعيد الى ذاكرتنا اهازيج وصيحات ثورة العشرين التي وقفت بوجه ألأحتلال ألبريطاني

لم تنطفي نار الثورة في قلوب مكونات الشعب العراقي حتى عام 1948 في وثبته ضد معاهدة بورتسموث وقدم الشهداء وخاصة في معركة الجسر وسقطت الحكومة وسقطت معها المعاهدة وقد حصلت سلسلة من التظاهرات الى عام 1952 حيث قام مجموعة من الشقاوات بضرب طلاب كلية الصيدلة المضربين وجرح عددا منهم ولم يسكت الشعب العراقي على الاهانة والتحدي وخرجت الجموع وسقط الشهداء وخاصة في باب الشيخ وسقطت الحكومة وشكل الوزارة الجديدة رئيس اركان الجيش نورالدين محمود والذي بعثت له برقية اذاعتها محطة بغداد ( تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا سيروا على بركة الله ) وبعد ستة سنوات قامت ثورة الرابع عشر من تموز التي اسست اول جمهورية عراقية ولعبت دورا كبيرا في تقوية حركات التحرر في منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع . ويوم السبت اعاد الى الذاكرة تلك الايام الجميلة واستعداد الجماهير للقيام بالتضحية بكل انواعها من اجل رفع راية الحق والعدالة والحرية حاملة الورود ويهتفون بشعارات سلمية غير مبالين بالغازات المسيلة للدموع ولا للهراوات وكلمات الاهانة المندفعة من قبل قوات الامن , وقد حققت الجماهير مطالبها العادلة واستجابت الحكومة للمطالب العادلة وعقد نائب رئيس الوزراء د الشهرستاني مؤتمرا صحفيا اذاع فيه خبر الغاء قانون تقاعد النواب والرئاسات الثلاثة والمحافظين واعضاء البلديات وكل من حصلوا على امتيازات غير قانونية وغير مشروعة , انها بداية لرجوع العراق الى ايامه الجميلة وتصفية الخلافات ومحاربة الارهاب والطائفية والعنصرية والمناطقية والف لعنة على الراشي والمرتشي في الحكم ,مرحلة استعادة ثروات العراق ومحاسبة الحرامية والعمل مع الانتربول الدولي من اجل تسليم الهاربين من اللصوص , مرحلة البناء واكمال المشاريع المتوقفة اعادة الكهرباء والماء الصالح للشرب العمل على تنضيف قوات الامن التي تستلم 26 مليار دولار امريكي سنويا وبالرغم من ذلك يسقط عشرات الشهداء يوميا ومئات الجرحى وقد كانت حصيلة شهر أب هذا العام من الشهداء 804 شهيدا و2030 جريحا فاين يكمن الخطأ ؟ لنترك الاخبار المؤلمة ألأن ونحتفل بثمار التظاهرات ولو انها لا زالت في ألأفق غير المنظور ولنكن متفائلون ونصدق التصريحات ونعتبرها بداية جيدة لتحقيق الامال الجميلة وسوف يستمر الشعب العراقي في تقديم مطالبه تباعا وبشكل سلمي وحضاري ونتمنى ان لا تتكرر اعمال اغلاق الشوارع والجسور وخراطيم المياه الحارة والغازات المسيلة للدموع ويرجع عراقنا الى ايامه الجميلة الحافلة بالفخر والاعتزاز وتفوق ابنائه العلمي والرياضي والمهني ورجوع المحبة والود والتصاهر بين مكوناته ولا فرق بين مكون واخر ويقل عدد المتجاوزون وعدد العشوائيات وهذا ليس حلما فالعراق يستلم مائة وعشرون مليار دولار امريكي سنويا فقط من تصدير النفط ويلاحق اللصوص ويقضى على الفساد المالي والاداري بنفس الاصرار الذي رايناه في التظاهرات من اجل تطبيق القانون واحترام المواطنة وهذه الامور هي رهن نتائج الانتخابات وعدم تكرار انتخاب نفس القوائم التي فشلت في الحكم ونست الناخب ومشاكله .
طارق عيسى طه

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

887 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع