أحمد العبداللّه
(الجحشنة) و(الاستحمار) لدى العقل السياسي العربي
ظاهرة(الجحشنة)و(الاستحمار), وجدت لها تربة خصبة في العقل السياسي العربي, بما يكتنفه من سذاجة وضحالة وعاطفية. وكان الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ، وشهرته(أبو عبدو الجحش), من أشهر(روّاد)هذه الظاهرة, إذ استخدمه بعثيّو سوريا من النصيريّين بشكل خاص, كمطيّة للوصول إلى السلطة، فوضعوه في منصب الرئاسة مثل(خيال مآتة)، لتكون أول(إنجازاته)قصف مسجد السلطان في حماة وقتل مائة إنسان من أهلها, واقتحام الجامع الأموي في دمشق بالدبابات.
وعندما حذّره المخلصون من هذه الخطة الخبيثة، ردَّ عليهم ببلاهة؛(عيب.. كلّنا إخوة في هذا الوطن)!!. ولكن(الإخوة),انقلبوا عليه واعتقلوه, ثم فرَّ إلى العراق على ظهر حمار, فلقّبه السوريون بـ(أبو عبدو الجحش)!!. وقد اعترف في سنوات عمره الأخيرة، بأن النُصيريّين قد خدعوه، وأنهم استخدموا(البعث), واجهة لمشروعهم الطائفي. حيث قاموا بتسريح أعداد كبيرة من الضباط السُّنة في عهده, وترقية ضباط من الأقليّات, للسيطرة على الجيش ومن ثم على البلد كلّه, وهذا ما حصل في النهاية.
واشتهر حزب البعث السوري بتسمية(عدس), أي إن أكثر أعضائه من الأقليّات؛العلوية(النصيرية)والدرزية والإسماعيلية. ويتحمّل حزب البعث, وخاصة مؤسّسوه وروّاده الأوائل مسؤولية تاريخية وأخلاقية كبرى, بتمكينه للأقليّة النُصيريّة, التي لا تتجاوز نسبتها الـ(8%), وكانوا خدمًا وعملاء للاستعمار الفرنسي, والتي لم تكن تحلم يومًا أن تدير زريبة حيوانات, فوجدت في حزب البعث خير مطيّة للوثوب للسلطة, والانفراد بحكم سوريا بالحديد والنار, وتهميش80% من الشعب السوري!!.
وحركة الإخوان المسلمين, مثال آخر على(الجحشنة), فالاخوانجي التونسي (راشد الغنوشي), هو أحد(جحوش خميني)وثورته البائسة. وكانت زياراته لطهران في الثمانينات, وفي ذروة عدوانها على العراق(خرّي مرّي)!!. واعتبر في كتابه(الحركة الإسلامية والتحديث), إنه؛(بنجاح الثورة في إيران بدأ الإسلام دورة حضارية جديدة)!!. كما تابع الدجال(خمينو)في تطاوله وتجرّئه على الأنبياء والصحابة الكرام!!. وكذلك(الدكتور سليم العوّا)القريب من الفكر الإخواني, والذي له تصريحات تقطر نفاقًا, مثل؛(إن الخلاف مع الشيعة هو في فروع الدين وليس في أصوله, وهو كالاختلاف بين الشافعي وأبو حنيفة)!!!.
ومن الحكام الذين تنطبق عليهم هذه الأوصاف أيضا, الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح, والذي كان يصف نفسه بأنه(يرقص على رؤوس الثعابين), وخلَفه(الريّس هادي), حيث ركب حوثة إيران على ظهريهما حتى دخلوا صنعاء فاتحين, فاغتالوا الأول رغم تحالفه معهم وقتاله بجانبهم, أما الآخر فقد أخذ بمقولة؛(الهزيمة ثلثين المراجل)!!, ولم ينقذه من الذبح سوى فراره إلى السعودية في ليلة ظلماء, هاربًا بجلده من قصره المحتجز به في صنعاء, وتاركًا للحوثيّين(الجمل بما حمل)!!. أما(الريّس مرسي), فأمره(سارت به الركبان) !!, فعند إلقائه خطابه في قمة دول عدم الانحياز في طهران ترضّي على الخلفاء الراشدين الأربعة, ولكن المترجم الفارسي حرّف كلامه, واضعًا(آل البيت) بدل الخلفاء الراشدين!!, ولم يحرّك مرسي ساكنا.
أما خلال المسرحية المستهلكة بين ميليشيا(حسن زمّيرة)وإسرائيل في 2006, والتي تخللها اطلاق رشقات من(صواريخ هيفا)!!, وانتهت بهزيمة شنيعة لعصابة إيران, وتدمير نصف لبنان, وجعلت(نصر اللات)يشعر بـ(الندم), كما صرّح بعظمة لسانه في لقائه الشهير مع قناة الجزيرة, إذ قال؛لو كنتُ أدرك إن النتيجة ستكون بهذا الشكل, ما كنت فعلتها!!. ولكن الغريب هو ذلك الحماس الشعبي العربي, الذي تصدّره جمهرة من الإعلاميّين و(المثقفين)العرب المستحمرين, واندفاعهم الأعمى في تأييد(نصر اللّات)وحثالته. وبالغ بعضهم في ذلك, فوصفوا هذا المجرم اللّعين بـ(صلاح الدين الأيوبي الجديد)!!. ويبدو إنهم يجهلون بغضه الشديد لـ(صلاح الدين), لأنه قضى على دولتهم العُبيدية, وأنقذ مصر والأمّة كلّها من براثنها.
وذلك يكشف سذاجة وخواء وغباء أولئك الجحوش الذين خدعوا الجماهير العربية, من خلال الهالة التي رسموها لهذا المجرم الدجال, الذي يعتنق عقيدة باطنية تقوم على تكفير خيار الأمّة من الصحابة الكرام, ومن يواليهم, والطعن بأمهّات المؤمنين الطاهرات المطهّرات. والذي اعتاش على تلك المسرحية البائسة زمنًا طويلا, ليسوّق نفسه وحثالته ومن خلفه إيران وفضلاتها, بأنهم(المقاوم الأوحد)لإسرائيل, وعلى العرب والمسلمين أن ينخرطوا جميعًا تحت رايتهم المجوسية!!!.
وبلغ(الاستحمار)ذروته لدى قطاعات كبيرة من أهل السُنّة في سوريا, فرفعت صور هذا الدجال في الشوارع والمقاهي والبيوت, وصار اسمه على كلِّ شفة ولسان, وفتحوا بيوتهم للّاجئين من جماعته. ولكن لم يمضِ سوى أقل من خمس سنوات, حتى نزع ذلك الخبيث قناع(التقيّة), وأسفر عن وجهه الكالح القبيح, ففتك فتكًا ذريعًا بالشعب السوري الثائر على الظلم والطغيان النُصيري. وإن يوم القصاص من هذا المجرم اللعين الذي أولغ بدماء المسلمين, قادم لا محالة, إن شاء الله.
أما في عراق ما بعد 2003, فقد غدت الجحشنة والاستحمار؛(على قفا من يشيل)!!, ويصعب حصرها بأسماء محدّدة من كثرتها, ولكني ساختار(شيخهم), وهو(مشعان الجبوري). فقد تحالف مع أشدّهم طائفيّة وإجرامًا وتبعيّة لإيران, والذين يصفهم هو نفسه بأنهم؛(لا يصلحون لإدارة حقل دواجن)!!, وأخذ يكيل المديح بـ(الهبل)لهم ولميليشياتهم وزعيمها الهالك(أبو مهدي), والذي وصفه بـ(المَلاك)!!!, وبـ(الأخ المجاهد والثائر والصديق العزيز المحبّ المخلص)!!. وعندما(علسه)ترامب, بكاه بمرارة,وكتب قائلا؛(انهمرت دموعنا عليك أبو مهدي,ومهما بكينا لا يكفي للتعبير عن حزننا على فقدانك)!!.وكل هذه(المشاعر المشعونية الجياشة)لمجرم لعين استباحت ميليشياته المحافظات الغربية؛قتلًا وخطفًا ونهبًا وتدميرا, والتي يقول عنها هو نفسه؛(إن جرائم قوات الاحتلال الأمريكي في المحافظات الغربية لا تعادل 5% من الجرائم التي ارتكبتها هذه الميليشيات)!!.
ومشعان الذي كان قد برّر معارضته لصدّام حسين سابقًا, وانخراطه في مشروع الغزو والاحتلال, بذريعة إن(النظام)قد أعدم أخاه(درع), والذي كان ضالعًا في محاولة لقلب نظام الحكم في التسعينات. ولكن لم تهتزّ(سكسوكته), ولم ينتفض لكرامته المهدورة, و(بلع)كل الإهانات التي تلقّاها من زعامات الحشد الشيعي الطائفي, وتعييرهم له أنهم(حموا عرضه)!!. وبرّر كل جرائم(جحش), ومنها إغتيال إبن عمّه(خطاب الضامن), وبالغ في تمجيد المجرم المعلوس(أبو مهدي المهندس). كما(ابتلع)الإهانة القاسية التي وجّهها له جبار المعموري؛أحد قيادات الإطار الشيعي, بقوله؛(لقد أشبعنا مشعان الجبوري جلاليق)!!.
https://www.youtube.com/watch?v=lMp2ITF9Qd0
668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع