صدّام حسين؛إذا صُرِع العراق فسيكتسحكم الطوفان!!

أحمد العبداللّه

صدّام حسين؛إذا صُرِع العراق فسيكتسحكم الطوفان!!

منذ سنة 1979, وملالي الدجل والنفاق في إيران, لا شاغل لهم سوى رفع عقيرتهم بكذبة(تحرير القدس وتدمير إسرائيل)!!, ولكن أفعالهم هي بالضدِّ تمامًا من أقوالهم ومزاعمهم. فعندما شنّوا حربهم العدوانية على العراق, كان شعارهم الخدّاع؛(طريق القدس يمرُّ عبر كربلاء)!!. ولما صار العراق كلّه, وليس كربلاء فقط, تحت نفوذهم واحتلالهم غير المباشر, بـ(بركة الشيطان الأكبر)!!, لمّا سلّمته أمريكا لحثالاتهم بعد احتلاله في 2003, ظهر زيف ذلك الشعار, وكذب ونفاق رافعيه.

وفي مقابلة صحفية مهمّة للرئيس صدّام حسين مع مجلة(المجلة)السعودية التي تصدر في لندن, نشرتها بتاريخ 18-12-1982, وصف العقل الإيراني بأنه؛(عقل متخلّف ومشبوه وحاقد في رؤيته للإرث التاريخي في العلاقة بينه وبين الأمة العربية. وهو عدواني وتوسّعي عندما تتوفر له الإمكانات اللازمة لتنفيذ التوسع الآن أو في المستقبل)!!. ويضيف قائلًا؛ إن السلام مع هكذا نظام لا يتحقق, إلّا؛(عندما يعجز عن تحقيق أهدافه. فهذا النظام ليس دينيًّا في حقيقته, وإنما يتخذ من الدين غطاءًا لسلوكه).
ويستمر صدّام حسين في استقرائه وتشخيصه الدقيق للأحداث, وبنظرة استشرافية ثاقبة لما حصل بعد ربع قرن من تحذيره ذاك, سواء في العراق أو في المنطقة, فيقول في المقابلة نفسها؛ إن الإيرانيّين يريدون إلحاق العراق ببلاد فارس, سواء عن طريق السياسة أو القوة، وإن أطماعهم لن تقف عند حدود العراق, بل سـ(تتجاوز العراق إلى ما هو أبعد، وإلى منطقة الجزيرة والخليج على الأقل، ويدّعون أنهم مكلفون نقل(الرسالة الإسلامية)إلى أبعد أطراف الوطن العربي والعالم الإسلامي وفق الأسلوب الذي يتبعونه... وأن ما يريدونه حقًا هو تكوين إمبراطورية فارسية تضم الخليج والجزيرة, فتستحوذ إيران بذلك على الثروة البترولية العربية ويقوى نفوذها في العالم. هكذا كان الفرس عبر التاريخ)!!. ثم يقول؛(فمن يستطيع أن يُلحق العراق سيسعى لأن يلحق من هم أضعف منه).
وبعد ما يقرب من ثلاثة عقود من حديث صدّام حسين هذا, تأتي شهادة تؤيّده وتعزّزه, ومن خصمه؛(أبو الحسن بني صدر)؛أول رئيس لإيران قبل أن يطرده خميني الدجال ويتهمه بالخيانة, إذ يقول بني صدر في مذكراته, نقلًا عن الكاتب العراقي(آسر عباس الحيدري)؛[ كنت مقيما في باريس مع الخميني, ففتحت حوارا جانبيا معه حول شؤون المنطقة السياسية, فقال لي الخميني في هذا الحوار؛(‏يا أبا الحسن نحن ليس هدفنا هو ايران فقط, فإيران هي الحاصل المتحصل لنا. ولكن هدفنا الاول هو العراق والشام ودول أقزام المنطقة, سوف نعيد وضعهما السياسي والجغرافي الى ما كان عليه قبل مجيئ هؤلاء العرب الأنجاس من صحرائهم القاحلة قبل1400عام, سوف نعيدهم الى صحرائهم القاحلة التي جاءوا منها, فلقد جرّدونا من كل شئ كان معنا)!!. قلت له؛ ولكن هذا أمر صعب تحقيقه, فقال لي؛(يا أبا الحسن؛ إن كل دول أوروبا سوف تكون معنا فلا تخف.. الانكليز والفرنسيون والروس معنا, ومن خلفهم سوف تقف كل دول العالم فلا تخف, إني أراه قريبا.. لا تخف)]!!!.
ويؤكد بني صدر في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية في سنة 2000, كلامه السابق نفسه تقريبًا, إذ يقول إن خميني؛(كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، وهذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان وعندما يصبح سيّدًا لهذا الحزام, يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي. كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك)!!. ويضيف إن؛(الخميني حاول إقناعي بجدوى التعاون مع الأمريكيين ولكني رفضت ذلك)!!. وهذا الكلام برهان ساطع ودليل دامغ بأنَّ خميني و(ثورته)ما هم إلّا مشروع غربي-أمريكي-إسرائيلي, لتدمير العراق وإخضاع الخليج العربي لهيمنة الفرس, وإشاعة عدم الاستقرار في المنطقة عمومًا, وهو توظيف مبكّر للـ(فوضى الخلّاقة)!!.
ولكن مع كل ذلك وغيره كثير وكثير جدًا, لا زال بعض العرب يجادل؛أيّهما أشدُّ خطرًا على الأمّة؛إيران أم إسرائيل؟!!. بل إن المفكر القومي العربي(العراقي), والمدير العام لمركز دراسات الوحدة العربية؛ الدكتور خير الدين حسيب(1929-2021), يعتبر إن مساواة إيران بإسرائيل هو(خطأ شنيع)!!. ولم يزد في وصف تدخّلاتها التخريبية في العراق وتعاونها مع الأمريكان في احتلاله, على أنه(موقف غير مقبول)!!. والأدهى من ذلك هو رؤيته لإيران إنها(عمق استراتيجيّ للأمّة العربية)!!!.
إن ما حدث في العراق بعد احتلاله هو نتيجة تحالف شرّير؛غربي صليبي, وفارسي مجوسي, وإسرائيلي يهودي, ولا يمكن فهم وإدراك أبعاده, بدون استحضار وقائع التاريخ القديم والحديث, والذي يبيّن ويؤكد إن الفرس وحثالاتهم هم الاحتياطي الغربي الاستراتيجي الأهمّ, وهم رأس الحربة لطعن العرب والمسلمين في الظهر, بصفتهم الضدّ النوعي للإسلام(السُنّي), والذي يخشونه كثيرًا. قد يختلفون مع من يحكم إيران بحكم تضارب المصالح أحيانا, أما إيران الدولة,فلا أحد يمسّها بسوء!!.
وأتذكّرُ جيّدًا, إن الرئيس صدّام حسين قد أثار في تصريح له في نهاية شهر أيلول 1980, أو نحو ذلك, وبعد أيام قلائل من الردّ العراقي على العدوان الإيراني الذي ابتدأ عمليًّا مع هبوط خميني الدجال في طهران بـ(البراشوت)الغربي في شباط 1979, ثم بمداه الواسع في الرابع من أيلول 1980, أثار موضوع تقسيم إيران. ولكن المفاجأة إن ردّ الفعل الرافض الفوري لم يكن من طهران, بل من واشنطن, وعلى لسان رئيسها(جيمي كارتر)بنفسه!!.
وقد كان صدّام حسين كأنه يقرأ في كتاب الغيب, عندنا قال في تلك المقابلة الصحفية نفسها التي أشرت إليها آنفًا, مع مجلة(المجلة)عام 1982, بأنه؛(إذا صُرِع العراق, فالطوفان سيُغرِق كل ما هو في مستوى ارتفاع العراق أو أدنى، وأعتقد إذ ذاك أن الطوفان سيكون واسعًا)!!!.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

791 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع