العراق في ظل المعاهدات الحلقة الثانية‏

                                

                          د.رعد العنبكي

العراق في ظل المعاهدات( القضية الكردية )الحلقة الثانية

           
اود لوسمحتم تتمة الموضوع اعلاه :
11- جمعت الارقام الانفة الذكر من سجلات المركز   وهي لا تشمل الفراشين وصغار الكتبة( حيث يجري تعيينهم من قبل السلطات المحلية )

وربما كان العدد الوارد في هذه السجلات هو اقل من العدد الحقيقي للاكراد المستخدمين لانه لم يدخل صنف الموظفين الاكراد سوى الذين كونهم
كذلك بصورة قطعية ومعظم الموظفين سجل جنسيته كعراقي فمن المحتمل ان يكون من بينهم من هو كردي في الحقيقة ليس معلوما كذلك في المركز
12 – اما بخصوص استعمال اللغة الكردية فلا يجب ان يعزب عن البال ان الكردية قبل الحرب لم تكن مستعملة كواسطة للمخابرة لا بصورة رسمية ولا خصوصية
لقد كان هناك كمية لا يستهان بها من المؤلفات الكردية في الشعر الا ان التطور الذي حدث في لغة الكتابة وجعلها واسطة للمخابرة انما يعود الى مساعي الموظفين البريطانيين
وكان المستعمل سابقا ( الفارسي والتركي والعربي ) ان استعمال الكردية كتابة لم ينتشر بعد في لواء الموصل حيث تستعمل التركية والعربية وقد انتشرت بالتدريج في لواء اربيل
حيث اعترف بها مؤخرا اللغة الرسمية للمخابرة مع دوائر الحكومة
اما السليمانية فحصلت منذ بضع سنين على  ( جريدة كردية ) واستعملت فيها منذ مدة الكردية المكتوبة للمخابرة في الشؤون الرسمية والشؤون الخصوصية
وان العمل الذي بدات به حكومة الاحتلال يتمم من قبل الحكومة العراقية بكل اخلاص
تصدر في بغداد جريدتان بالكردية   ويتخذ الان كل تدبير ممكن لاعطاء الحرية ليس في استعمال اللغة الكردية فقط بل للتشويق على استعمالها بكل فعالية
13 – قد اصبح من المسلم ان المعلومات المتقدم ذكرها تؤيد حصول اتفاق بين السياسة الكردية التي اوصت بتعقيبها لجنة الحدود وبين تلك المتخذة من قبل الحكومة العراقية
14 – وربما كان اكبر برهان على ان الحكومة العراقية تقدر تماما ما يترتب عليها من المسؤولية تجاه الاماني الكردية واسطع دليل على رغبتها في الدوام على سياستها الحرة الحاضرة بان تمنح جميع الوسائل اللازمة لترقية الاداب الكردية وتحقيق اماني الاكراد في ضمن الدولة العراقية هي العبارة التالية المقتبسة من الخطاب الذي القاه رئيس الوزراء
العراقية في مجلس النواب في( 21 كانون الثاني 1926 ) فقد قال :
( سادتي : لا يمكن ان تعيش هذه البلاد مالم تعط جميع العناصر العراقية حقوقها - - - - ينبغي ان تمنح الاكراد حقوقهم وينبغي ان يكون موظفوهم من بينهم ويجب ان تكون لغتهم
اللغة الرسمية ويجب ان يتلقى ابناؤها الدروس في المدارس بلغتهم ( تصفيق )  ومن المحتم علينا ان نعامل جميع العناصر سواء مسلمين او غير مسلمين بالحق والعدل وان نمنحهم حقوقهم
15 – وبعد اعلان هذه السياسة التي قابلها المندوبون العراقيون بمزيد الاستحسان وزع المنشور الاتي على جميع الوزارات
( لا شك ان معاليكم قد اطلعتم على الخطاب الذي القاه فخامة رئيس الوزراء في مجلس النواب والمنشور في الجرائد في اليوم التالي يتضمن هذا الخطاب السياسة التي انتهجتها الحكومة والتي ستنتهجها في ادارة المناطق الكردية وذلك بان يكون الموظفون اكرادا وان تكون اللغة الرسمية اللغة الكردية وعليه فقد امرني فخامته بان ارجو معاليكم ان تبذلوا جهودكم في تطبيق هذه السياسة والتمسك بها في جميع ما يتعلق بمؤسسات المنطقة المبحوث عنها
16 -  اما البينة الاخرى على نية الحكومة العراقية فتجدونها في الخطابات المتبادلة بمناسبة الوليمة المعطاة في دار الاعتماد للاحتفال بامضاء المعاهدة الجديدة فقد بين فخامة وكيل
المعتمد السامي في خطابه  ماترمي اليه الحكومة العراقية على الوجه التالي :
( يجب ان يكون غرض الحكومة العراقية جعل العناصر التي يتالف منها العراق ابناء صادقين للدولة العراقية وغرضها كذلك وهي تعمل هذا العمل الافضل بالتشويق على التمسك بالاديان والجنسية لا التثبط  ان الكردي ليس عربيا اكثر من ان يكون الاسكوجي انكليزيا ولا يمكن ان تجعلوه وطنيا صادقا للعراق باجباره على استعمال اللغة العربية او العادات العربية وبالاختصار لا بمحاولة جعله عربيا جيدا بل بان يعطى جميع الوسائل والتشويقات لاجل ان يكون كرديا جيدا وهذه الوحدة في الدولة التي هي لابد منها لتقدم الدولة لا تحصل بابادة العادات الخصوصية التي تجري عليها العناصر المختلفة بل بتشويقهم على التمسك بها وان يمهد للجماعات المختلفة طريق التقدم على المنوال الذي يستحسنه كل منهم وهذه هي السياسة التي جريتم عليها وحكومتكم وهذا العمل يفيد اكثر من كل شئ في سبيل اقناع عصبة الامم باهلية العراق في الانخراط في سلك عضويتها
17 – وقد اشار جلالة الملك فيصل الى الموضوع في خطابه الجوابي قائلا :
( ان من الوظائف المهمة المترتبة على كل عراقي صادق هو تشويق اخيه الكردي العراقي على التمسك بجنسيته والالتحاق به في الانضواء تحت العلم العراقي رمز سعادة البلاد وسعادة الجميع المادية والعقلية وسيكونون باتحادهم واشتراكهم اعضاء عاملين لاسعاد الوطن المشترك  ولا اشك ان في كل عراقي صادق يشترك معي في هذا الشعور نحو جميع العناصر الموجودة في بلادهم )   لندن في ( 24 شباط 1926 )
والى لقاء قادم انشاء الله تعالى في مواضيع تخص ( العراق في ظل المعاهدات )
ولكم مني اطيب المنى
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي

ملاحظة: للراغبين الأطلاع على الحلقة الأولى النقر على الرابط أدناه:

http://www.algardenia.com/maqalat/5869-2013-08-13-09-48-41.html

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1181 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع