كيف ندافع عن الرسول؟

                                         

قمة الخيبة أن نتحول من أمة تعرضت للإساءة والظلم إلى أمة متهمة بالإرهاب والبلطجة،لأننا لم نعرف حتى الآن كيف نفرق بين التعبير عن الرأي وبين البلطجة والإضرار بالغير.

لم يكن لأحد أن يلوم المسلمين ويسيء إلى الإسلام لو أن التعبير عن رفض الإساءة للرسول الكريم قد تم بشكل حضاري بعيدا عن أي اعتداء على أحد ،لأن الدين الإسلامي هو دين السلام،والله سبحانه وتعالى عندما يحاسب الناس يوم القيامة لن يأخذ أحد بذنب أحد،ولن يعفو عن أحد ذنبا لمجرد أنه قريب أو حسيب لأحد.
 الاعتداء على السفارات الأمريكية فوضى وبلطجة والرسول غني عنها وغني عن دفاعنا عنه،لأنهم لو أنتجوا آلاف الأفلام لن يسيئوا له ولكنهم يسيئون إلى أنفسهم أولا وأخيرا،ولو كانت هذه الأفعال ستضر بالإسلام أو تقضي عليه لاستطاع أبو جهل ومن معه من أهل الكفر القضاء على الإسلام في مهده،ولكن الإسلام دين الله ،والقرآن باق بحفظ الله قبل أن يكون باق بحفظ المسلمين.
لو أن لي أو لك أخا أو إبنا يعمل سفيرا لدى إحدى الدول،هل تقبل أن يقتل هذا السفير لأن بعض المواطنين لدينا قد أساءوا لمقدسات تلك الدولة؟
ليس معنى هذا الكلام ألا يغار المسلمون على دينهم ولا يغضبون للإساءة لرسولهم،ولكن معناه أن نغضب في الحدود التي لا تقلب الشيء إلى نقيضه،فالشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده،وعندما يتطور الغضب إلى الاعتداء على الغير بدون ذنب وقتل أناس لم يقترفوا أي شيء فهي الفوضى والتخلف التي لا يرضاها الله ولا الرسول عليه الصلاة والسلام.
الذين قتلوا السفير الأمريكي في ليبيا والذين اقتحموا السفارات في أكثر من دولة إسلامية أساءوا للإسلام أكثر من صناع الفيلم الحقير،بل إنهم حققوا لأصحاب هذا الفيلم ما يريدونه بالضبط،لأن غالبية الشعوب الأوروبية والغربية بشكل عام ستتابع هذا العنف وتسأل عنه وتعرف أن السفير، الذي قتل ،قد قتله مسلمون بسبب فيلم أساء للاسلام،وهنا سينحاز هؤلاء إلى جانب الشخص الذي فقد حياته ثمنا لهذا العنف وبسبب جريمة لم يرتكبها،وبناء عليه تتأكد الصورة لدى الذين لا يعرفون شيئا عن الإسلام أن الإسلام دين قتل وإرهاب وأن المسلمين في نظره همج ومتخلفون.
كان بوسعنا أن نتظاهر في هدوء وندير حملة دبلوماسية وإعلامية بشكل علمي،بدلا من أن نحول أنفسنا إلى متهمين ونحتاج إلى آلاف المقالات التي تحاول عبثا أن تصحح الصورة.
كان بوسعنا أن نوجه سؤالا بليغا للعالم كله ونجيب عليه بدلا من العنف المسيء للإسلام والمسلمين.
كان بوسعنا أن نسأل شعوب الغرب المسيحي:لماذا - نحن كمسلمين-  لم نقم مطلقا بالإساءة للمسيح عليه السلام،رغم تكرار الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم من قبل مسيحيين غربيين؟
ونجيب على السؤال قائلين:نحن لم نفعل ذلك لأننا نؤمن بالمسيح ونؤمن بكل الأنبياء والرسل والكتب السماوية؟ولا يجوز لمن يؤمن بالرسل أجمعين أن يسيء إلى المسيح عليه السلام.
هذه الرسالة لابد أن تجد من يتوقف عندها،لأن الغالبية من هذه الشعوب لا تعرف شيئا عن الإسلام سوى الأكاذيب التي يرددها الحاقدون في وسائل الإعلام،ومن الذكاء أن نقدم لهم الإسلام بوجهه المشرق،لا الوجه الذي يروجه الكاذبون والحاقدون.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

733 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع