عائشة سلطان
تهم «تويتر» متى تنتهي؟
غردت فتاة أجنبية تتحدث العربية بلهجة أهل السعودية، على صفحتها في «تويتر»، وكان واضحاً أنه قد مضى عليها وقت لا بأس به وهي تتعلم اللهجة وتتدرب عليها لتتقنها، وعلى ما يبدو فإن ذلك قد أثار استغراب الكثيرين أو غضبهم، فطرحوا عليها السؤال الطبيعي جداً: كيف أمكنك أن تجيدي اللهجة بهذا الإتقان؟ فكان جوابها: «قبل ذهابي إلى السعودية درست اللغة العربية، ثم أحببت اللهجة السعودية وأدمنت مشاهدة بعض المسلسلات التي ساعدتني على التقاط اللهجة وإجادتها».
ليس دفاعاً عن الفتاة، ولا تجنياً على أحد، أو مبالغة في تصوير الأمر، إلا أن كثيرين وكثيرات هجروا «تويتر» بسبب حملات الاغتيال المعنوي التي يشنها نشطاؤه وكتائبه الإلكترونية بغير وجه حق!
ردود كثيرة وردت على مقطع تلك الفتاة، وتحليلات وتفسيرات بعيدة عن العقلانية، وخالية من المنطق، كقول أحدهم: «إنه أسلوب جديد من الأجانب لصيد الشباب العرب الأغنياء، ولا يقول لي أحد إنها تحب السعودية وتحب العرب لدرجة أن تتعلم اللهجة، فالذئب لا يهرول عبثاً!»، وكتب آخر: «إنهم جواسيس يتدربون منذ صغرهم، ثم يكتبون مذكراتهم ويعترفون بكل شيء»، وكتب ثالث: «الله العالم ماذا يكمن وراء اهتمامها بالسعودية».
فماذا تمثل هذه الأعداد الضخمة من التكتلات الشرسة التي تتخفى خلف أسماء مستعارة في «تويتر»؟ ما سر هجومهم الكاسح والمفاجئ على بعض الشخصيات والتغريدات؟ لماذا ينتهكون خصوصية الآخرين وعرضهم وشرفهم بأقذر الكلام والاتهامات، في عملية يصح اعتبارها اغتيالاً للشخصية والمكانة؟! ماذا يمكن أن نسمي أمثال هؤلاء الذين لا يفكرون لحظة قبل أن يشنوا هجومهم الشرس بعيداً عن كل أدوات التفكير والاحتكام لقيم وشرف الكلمة؟
إن عشرات الآلاف من طلابنا وطالباتنا من البلاد الخليجية والعربية، الذين يدوسون في أمريكا ودول الغرب، أغلبهم يدرسون اللغة الإنجليزية قبل سفرهم، وهم يجيدونها، بل إن بعضهم يتحدث بها ويستخدمها كأهلها تماماً، فهل كل هؤلاء جواسيس ويريدون الإيقاع بشباب أمريكا وشاباتها؟ الذي يأتي جاسوساً لن يعلن عن نفسه في «تويتر» صدقوني!
610 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع