مسؤول (ملاك ) وتيتي سفيه

                                     

                            أحمد طابور

       

انت حرامي ؟  لا أبدا ما سارق شيء في حياتي  
انت مجرم ؟  لا أبدا لم أوذِ نملة
انت  متشدد ؟ لا اني منفتح واهتم جداً بحقوق الإنسان
إذن  لنعلنها انت .... ملاك!

هذا ما تحاول  قناة  البغدادية عبر برنامج " مسؤول صائم "  ان تسوقه للمشاهد اليوم  وبفجاجة واضحة ، لم تعد تنطلي على الشعب الذي بدا يعلو صوته رويدا رويدا.فلا الحرامي سارق رغم الثروة الهائلة التي حولته من معدم الى احد أباطرة المال وبوقت قصير ، ولا المجرم قاتلا رغم ان الموت اصبح الزائر الطبيعي لعوائل العراق والكل متفق بان الموت سياسي ، ولا متشدد رغم ما ينتج عن أفعاله من تطرف .

الإعلام والممول
من المعروف ان الإعلام يتخذ منهجا غير محايد يتبع توجيهات وأهداف الممول وينتج لنا الصورة التي يريد تسويقها ، هذا حسب النظريات والنواميس التي وجدت ما ان وجد الاعلام ، لكن الإعلام العراقي أسوة بكل شيء في العراق مضطرب ومربك الا بعض القنوات واسوق مثالين ... قناة الشرقية  تسوق اهدافها بحرفية عالية  بلا فوضى او تخبط ( مع اني اسجل اعتراضي هنا عن تلك الاهداف ) وقناة العراقية التي تطنب في مدح الحكومة  بسذاجة واضحة  ولا تملك من الاحترافية شيء . فلا تستطيع ان تتبع أهواء إعلامنا العراقي  وأهدافه لانها متحركة ومتشابكة وهذه بدل ان تحسب له فإنها  تحسب عليه لان هذا التحرك يكون بعشوائية وبتخبط ،مسيئة للمتلقي الذي بدا يعزف عن التصديق بهكذا وسائل .

قناة البغدادية مثالا....  
البغدادية  واحدة من وسائل الإعلام  التي لا تزال تتعثر وتنطلق عشائريا في اختيارها لبرامجها واخبارها ومذيعيها ونظرية الارتباك واضحة فيها .
إن أبطال شاشة البغدادية  من السياسيين المسلين، ينشرون غسيل غيرهم على حبل غارب قافزين عن غسيلهم او مطمطمين على اوساخهم وانتهازيتهم واحتلالهم ما ليس لهم بعملية املاء الفراغات السياسية التي قذفت بهم الصدفة نحوه، مستغلين ما يوجد من حقائق ينفخوها بقدر ما يستطيعون من زفيرهم لتنفجر في وجه المتلقي العراقي لطخات مؤلمة،  وحين يصل بالفرد العراقي قمة الخط البياني لتذمره ترجعه البغدادية الى خط الصفر، وما لبرنامج " مسؤول صائم  " الذي تقدمه السيدة شيماء جاسم  الا مثالا عن ذلك، فقد ساقت لنا جاسم  صاحب الغسيل المتسخ بأن ثوبه أبيض ناصع البياض  بلا لطخ لو ظهرت لتحيل بياضه الى سواد وليعلن نفسه  عبر هذا البرنامج بانه ملاك !!..

وما يتردد عنه بسؤال الضمير فهو محض افتراءات  ؟!
وعلى مراى الجموع التي احتشدت لترى الزيف التأريخي ، تاركة الشعب العراقي  يضرب اخماسه باسداسه ويتلفت حوله عله يرى في وجه قريب له من يستطيع ان يدينه على الجرم بحق الوطن الذي لم يفعله.

قناة العراقية والـ(تيتي)
تابعنا الدعاية التي روجت لمسلسل " التيتي " رغم ان الملاك لم يضحكني قط اللهم الا في شخصية رجب في مسلسل الذئب وعيون المدينة حيث كان لا مناص لدينا وكان عمري حينها جائز له ان يضحك على التفاهات من الأشياء ، جاء رمضان وصفر القطار فخرج " التيتي"  المنتظر وانفجر القيح ، صادف اني أكون في بعض ألاحايين في بيت لاقاربي إشراكهم الفطور الرمضاني ، واحد أفراد اسرتهم يحب  التيتي  والذي يضحك كثيرا على الملاك حين يتزحلق في قشر الموز او حين يضرب عدي عبد الستار ( بالنعال) ، عدا ذلك يبقى قريبي منتصرا ومنتشيا بانه يعرف الأحداث الدرامية الكوميدية التي ستحدث لاحقا ورغم ان قريبي شاب امي لكنه يستشف مستقبل المشاهد للـ " تيتي" ليس لانه يمتلك فطنة درامية ولكن سذاجة الأحداث وتكرار الملاك قاسم لنفسه جعلته يستبق الأحداث ويضحك ملء شدقيه .
وفي سؤالي كيف لقناة  العراقية ان تنتج مثل هذه الفضاعة والفضيحة قالوا أسوة بكل ما يحدث في العراق انه الفساد " فتش عن المستفيد تكتشف المجرم" .
ويبقى الفرد العراقي متأرجحا بين تفاهت الـ" تيتي" وأمثالها التي تحاول تسفيه وتسطيح فكره وبين التزييف التاريخي والرقص على ألمه بـمسؤوله الصائم الملاك.
وكما قالوا " قد تنجح مقاومة فكرة في مهدها، ولكن تعتذر مقاومتها حين تتأصل في الذهن وتصبح عقيدة "
احمد طابور

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

872 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع