مفارقات من الحياة ٥ / الشــبيه

                                                     

                        محي الدين محمد يونس

 مفارقات من الحياة 5 / الشــبيه

كان من عادتي في الثمانينات من القرن الماضي عندما كنت اترك محافظتي أربيل متوجهاً إلى العاصمة بغداد خلال إجازاتي الوظيفية أن اقيم في فندق شاهين وكان فندقاً من الدرجة الأولى وملحق به مطعم راقِ ويقع في منطقة المسبح وتجاوره السفارة الأمريكية في تلك الفترة ومن خلال ارتيادي المتكرر له توطدت العلاقة بيني واصدقائي مع صاحب الفندق الشاب الأرمني (زوراب) ومدير ادارته (أبو بيدو) الأرمني كذلك وكنا محل اهتمامها وتقديرهما وما دمت اتحدث عن هذا الفندق وذكرياتي فيه أورد لكم هذه الحكاية اللطيفة حيث كنت في احد الأيام جالساً في مطعم الفندق مع أصدقائي نتناول طعام العشاء كانت تجلس في المائدة القريبة منا فتاة جميلة مع عائلتها وتحدق النظر في وجهي والابتسامة تعلو شفتيها وكنت أحاول ان أتأكد من كوني المقصود من حركاتها هذه وان اجد خيطا ولو رفيعاً يربطني بها دون جدوى واخيراً خطرت على بالي فكرة النهوض والتوجه صوب المرافق الصحية للمطعم وبدورها نهضت من مكانها وتبعتني وعندما أصبحت في زاوية غير مرئية جاءت مقبلة اتجاهي واقتربت مني وهي تردد "أستاذ حميد منصور" ولم تترك لي المجال لأجيبها بالنفي وقبل أن انطق احتضنتني بقوة وانهالت تقبلني من كلتا خديا بالعديد من القبلات المتلاحقة (صلي) ومسك الختام قبلة على شفتاي وتفاجأت حينما اكدت لها وتأكدت باني لست الفنان (حميد منصور) المغرمة به فانصرفت بخجل مسرعة وهي تردد العفو ..العفو وانا اردد مع نفسي.. وعلى نياتكم ترزقون ..

اما عن سبب قيام هذه الفتاة بهذا التصرف معي فمرده التشابه الكبير في ملامحي مع ملامح الفنان القدير حميد منصور في تلك الفترة والاشارة الى ذلك من قبل العديد من الأصدقاء والمعارف وفي الختام لا يسعني الا ان أوجه الشكر لمطربنا جميل الطلعة عذب الصوت حميد منصور الذي كان سبباً في فوزي بهذه اللحظات الممتعة في وقت حرج لا انساها وبدوري اهدي الأعزاء الاغنية المحببة الى نفسي لهذا المطرب (يم داركم) المليئة بالعواطف الجياشة والمشاعر الصادقة:

            

             الكاتب مع الفنان القدير حميد منصور

يم داركم . يم داركم
صدفة واخذني الدرب من يم داركم
والتمت بروحي المحنة واشتهيت اخباركم
والتمت بروحي المحنة واشتهيت اخباركم
ما اذكرت عايفكم و عفتوني
رد من جديد الشوگ بين عيوني
ما اذكرت عايفكم و عفتوني
رد من جديد الشوگ بين عيوني
لو ما احس اعبرت عتبة داركم
لو ما احس اعبرت عتبة داركم
والتمت بروحي المحنة واشتهيت اخباركم
والتمت بروحي المحنة واشتهيت اخباركم
كلتي انتهت قصة هوانا. انتهت قصة هوانا
لا وصل لا ذكريات
كلتي انتهت قصة هوانا. انتهت قصة هوانا
لا وصل لا ذكريات
ولا طيفكم يتوسد جفوني
ولا طيفكم يتوسد جفوني وعلى رموشي يبات
حتى الرسايل مابعد بعد ماتطوي الدرب بالامنيات

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1065 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع