*يأجوج مأجوج العراق*

                                                  

                       جابر رسول الجابري

 

*يأجوج مأجوج العراق*

يعتبر فايروس الكَسَل الفِكري(التَنبَلة الفكرية) من أخطر الفايروسات التيتصيب تفكير وعقول البشر فيجعلها كَسِلة وعازفة عن أداء التفكر والتفكير لإستنباط وإدراك حقيقة سلوك ومسار نهج حدث معين ،

أنا أطلقتُ عليه تسمية التَنبَلة الفكرية نسبةً للكسل الذي يصيب عقل الإنسان فينأى عن التفكير والتفكر ويلجأ الىنتاجات فكرية جاهزة من الآخرين سواء صدرت في زمنه أو في أزمان ماضية دون أن يبذل هو جهداً لدراسة ظروف ذلك الحدث،

أغلب عقول مجتمعات العالم الإسلامي فيعصرنا الحالي مصابة بهذا الفايروسحتى أصبح المجتمع بؤرة لتوطين التَنبَلة الفكرية فأدى ذلك الى تخلف المجتمع وتأخره عن المشاركة في ركب التقدم الحضاري أو على الأقل الوصول الىمستويات تتماشى مع تقدم المجتمعات المتطورة ٫

مناهج الدراسة والبحث العلمي أيضا تأثرت بسبب تغلغل فايروس التَنبَلةالفكرية فنجد أن تلك المؤسسات البحثية دوما متخلفة عن نضيراتها في مجتمع متطور لأنها تتبع وتردد ما ينشر ولم تكن طرفاً في البحث ، وكذلك الفرد في مجتمعنا بات يردد مقولة

(ذبها برأس عالِم تطلع سالم )

أو (السير على نهج السلف )

(لا تناقش وعليك الطاعة )

وقد راح بعضهم فنسب نص فكري الى حديث نبوي أو لإمام ذو أتْباع كي لا يبذلاحدهم جهدا بالبحث والتفكير فيكتشف حقيقته على الرغم من ان حاضرتنا تتوفرفيها وسائل وطرق تحفيز البحوث حيث لم تكن متوفرة في القرون الماضية مثل اجهزة وبرامج الحاسوب وتوفر انواع كثيرة من المجسات الإختصاصية.

من الاحداث التي يتطلب البحث فيها مثلاً موضوع نص وأحداث قصة يأجوج ومأجوج ، إن أغلب الباحثين في روايات التراث الاسلامي القديم قد تطرقوا الى ذكرالحدث بأنهم أقوام بشرية أو قبائل قام ذوالقرنين بدفن وجودهم وقد كان هذا التفسيرمستنداً على نتاج فكري قديم يعتمد في قرائته للحدث على أنماط تحليلة ظنية كوسيلة للوصول الى هذه النتيجة ، تلك أمة خلت لها ما إكتسبت من العلم وعليها ما أَكْسبَت الآخرين،

اليوم أصبحت الكرة الأرضية مكشوفة للباحثين بفضل تطور الوسائل كالمجسات والحواسيب الإختصاصية فبانت مكامنها وما عاد هناك أمراً غامضاً حتى يعيق إدراك كنه أي محسوس او ملموس في بيئتنا ،

يأجوج كلمة عربية مصدرها تأجيج من فعل أج يأج أجج أي بمعنى أوقد أو أثارَ أوأظهر أو أتلف ( أج النار أضرمها أو أجج فتنة أوجدها أو أج الماء أظهر ملوحته،

ومأجوج أيضا كلمة عربية من نفس المصدرلكنها تعني المفعول به سواء كان المفعول به حدث أو مادة وموقعها موقع من وقع عليه الفعل *مأجوج أي موقود أو مضروم أو مفتون *

وبما أن ذي القرنين قد دفن وغلق الفوهة التي يخرجا منها بسبيكة من النحاسوالحديد لكي يمنع تسربهما الى سطح الأرض فأن المنطق والعلم والثوابت تثبت أنهما لا ينتميان للإنسانية أو البشرية فلايمكن ان يعيش الإنسان تحت الأرض دونالشمس وآثارها وإنما كان هذا التخمين ظناً وهو إمتداد لظن الإنسان ما قبلالتأريخ الذي كان يعتقد حينها ان الموتى يعيشون في الحياة السفلى تحت الارض وهذه الفكرة دحضتها كل الاديان السماوية،

هدف ذو القرنين من أغلاق الفوهة هو حبس يأجوج ومأجوج ومنعهما منالتسرب على سطح الارض إلا بحدوث زلزال يحرك ويزحزح ذلك الغطاء عن الفوهة فيتدفقا من جديد على سطح الأرض ،

أما يأجوج الفتنة ومأجوجها فقد بان هذا الحدث في حاضرتنا خلال وجودهما وظهورهما في العراق وقد أهلكا الحرث والنسل والزرع ودمرا العراق وقتلا وهجرا شعبه وسرقا ونهبا امواله وأشاعا الفسادحدث ذلك كله بعد ظهورهما بوجودالإحتلال الأمريكي الإيراني عام 2003 ولكن الشعب مالبث أن إكتشف زيف وجودهم وتعرت حقيقتهم فقام الحسين التشريني بثوراته مطالبًا المحتل بإعادة يأجوج ومأجوج الى مكانهما القديم لكن المحتلين بقيا في جدال للخروج من الأزمة فبادر يأجوج بخدعة باسم الإصلاحوتشكيل حكومة خدمات لكن الشعب رفع كفيه بالدعاء لله عز وجل أن يبعث ذي قرنين جديد ليقبر يأجوج ومأجوج الفتنة ويعيدهما تحت السبتتنك خارج ضفتيحوض دجلة والفرات .

المملكة المتحدة -الثامن من أيلول عام2022

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1172 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع