الويل

                                                       

                         المهندس عادل العطار

الويل
………

قال رب العزة :
• وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ( المنقصين في الوزن في الكيل عند البيع )
* وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ( أفاك هو الكذاب الآثم )
* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ( ذكرت احدى عشرة مرة )
* فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّين ( 4 ) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ
* فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ
* فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ
* فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ
* ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) ،

الويل ، في اللغة العربية ،، كَلِمَةٌ الويل تَأْتِي لِحُلُولِ الشَّرِّ والعذاب ،،
وايضا تأتي بمعنى الوعيد بالخزي والعذاب ،،
بعض المفسرين قال ان ويل هي اقسى مكان في قعر جهنم حتى ان جهنم تشتكي منه قساوة وشدة حرارته ،،( لكن لا دليل على صدق هذا المعنى للويل ) ،،

وبذا ان الله عز وجل قد انذر الكذاب وسارق الوزن والغلاة القاسية قلوبهم واللاهين عن ذكره والمقصرين في صلاتهم والظالمين للناس والذين يكتبون كلاما من عندهم ويقولون هذا من عند الله افتراءا ،، بالويل والوعيد الشديد بعذاب جهنم ،،

اما عن الويل الأخير :
ال ( هُمَزَةٍ ) تعني ،، الطعن بطريق القول والكلام بلسان ،،
والهماز هو الطعان بغياب الناس ،،
وال ( لُمَزَةٍ ) تعني ،، الطعن بالفعل والحركة ،،

و مع ذلك فإن اللفظين يحملان معنى واحد، و هو ازدراء الناس و تحقيرهم و السخرية منهم بالإشارة بعينه او بلسانه او بشفتيه او بيده من وراءهم ،، ويقول غير ذلك أمامهم ،،
ومنهم من يسخر منهم في كلا الحالتين ،، فيسخر منهم أمامهم ويحقرهم بغيابهم ،وهو الأكثر تاثيرا ،،

و قد ذكر ابن كثير أن ابن عباس قال: ” همزة لمزة أي طعان معياب”، اي يعيب الآخرين ،،
و ذكر كذلك أيضا قول الربيع بن أنس: “الهمزة يهمزه في وجهه ،، واللمزة من خلفه ”
( اي عندماح يلتفت ولا يرى ما يفعله المهماز به )
، و قد ذكر القرطبي أيضا ما قاله ابن زيد بأن الهامز هو الذي يهمز الناس بيده و يضربهم ، و اللمزة هو الذي يلمزهم بلسانه و يعيبهم ،
و ذكر كذلك قول سفيان الثوري بأنه يهمز بلسانه ، و يلمز بعينيه .
وقال ابن كيسان : الهمزة الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ ، واللمزة : الذي يكسر عينه على جليسه ، ويشير بعينه ورأسه وبحاجبيه .

قال نبي الرحمة محمد – :
( شرار عباد الله تعالى المشاؤون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة ، الباغون للبراء العيب )

العبرة :
ان الكذاب والمنقص بالوزن وآخرين تدوم صفاتهم ليستحقوا ان يكونوا من اصحاب الويل ،،

لكن ( هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ )
فعل بسيط ولحظي وينتهي بنهاية المجادلة بين اثنين او اكثر ،، وقد تحدث القطيعة بينهم ومشاكل كبيرة بسبب رد الفعل ،، وقد ترجع الامور عادية ،، وقد لا يتأذى احد ،،
لكن عند الله عظيم ،، وعقابها الحطمة ،، وهي النار الموقدة ،، التي تطلع على الأفئدة ،،
والله اعلم
……………

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

764 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع