إذهب وأنزل علم إسرائيل أولا

                                            

                              نزار جاف


إذهب وأنزل علم إسرائيل أولا

في عصر يوم 24 ديسمبر عام 2001، عندما کنت أعمل وقتئذ في صحيفة "برايتي" الصادرة بالکوردية في مدينة أربيل، إستدعاني رئيس التحرير وأعطاني مجموعة صحف عربية کانت على ما أتذکر صحيفة الشرق الاوسط والحياة والقدس العربي مع کاسيت قام بتسجيله رصد الصحيفة من بعض الاذاعات العربية، وطلب مني أن أکتب مقالة عن ذهاب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الى بيت لحم بمناسبة ميلاد السيد المسيح وکان يومها الراحل أرييل شارون هو رئيس وزراء إسرائيل وقد رفض قدوم عرفات الى بيت لحم، وأتذکر جيدا بأن الاتحاد الاوربي والبابا قد توسطا لدى شارون من أجل السماح لعرفات بزيارة بيت لحم.

بعد أقل من ساعة کتبت مقالة بعنوان "صولجان البابا ومساعي الاتحاد الاوربي لن يأخذا عرفات لبيت لحم"، وعندما أخذت المقالة لرئيس التحرير کي يطلع عليها وعدت الى غرفتي غير إنه لم يمر سوى وقت قصير حتى إستدعاني رئيس التحرير، ولکن عندما دخلت واجهني"عبدالسلام برواري" الذي کان وقتها رئيس مٶسسة صحيفة برايتي الناطقة بالکردية وخبات الناطقة بالعربية، وواجهني بعصبية وإنفعال قائلا: هل أنت أذکى من الصحف والاذاعات العربية التي تٶکد بأن عرفات سيذهب الى بيت لحم وإن شارون سينصاع لوساطة البابا والاتحادالاوربي الاوربي؟ وکان يلوح بالورقة التي کتبت عليها المقالة وهو يستهين بها. وأجبته وبمنتهى البرود: لست أدعي الذکاء لکنني واثق من وجهة نظري وأصر عليها!

وکان دوامي ينتهي عند الساعة الثامنة مساء، وقد أثارت مقالتي لغطا وبعد أخذ ورد قرر عبدالسلام برواري في آخر لحظة الموافقة على نشرها، وجاء صباح يوم 25 ديسمبر2001، وجرت الاحتفالات في بيت لحم من دون عرفات!

وقبل يومين وعندما کتبت مقالة "تدمير تل أبيب وزوال إسرائيل"، وفوجئت برد غير مباشرا من رجل کنت أکن له الکثير من الاحترام والتقدير لأسباب عديدة، الرد کان بأسلوب تهکمي إستصغاري ولا أدري لماذا وجدت عبدالسلام برواري يتجسد في هذا الرجل العربي الذي غالط نفسه في أقل من سطرين وليس أکثر عندما قال: "هؤلاء الذين يذهبون بعيدا في "تفذلكهم" ويستعينون بمثل يعتبرونه "كرديا" وهو مثل عام لدى معظم شعوب الأرض وأهلها يقول "الحجر الكبير دلالة عدم رميه" والحقيقة أن هذا المثل عربيا وهو يقول: "كبير الحجر ذلال".. دلالة على عدم قدرته على رميه!!."، أنت قلت أن المثل الذي أوردته هو مثل لدى معظم شعوب الارض، ثم عدت وناقضت نفسك بأنه والحقيقة أن المثل عربي! فکيف تسمح لنفسك بما منعته عني؟ أم إنك تستصغر على الامة الکوردية أن تکون صاحب هکذا مثل؟ مع ملاحظة إنني قد سألت عن هذا المثل أکثر من مصدر قبل کتابته ومن ضمنهم الشاعر کوران مريواني والدکتور ريبوار فتاح.

أما عن قوله بأنه "حق الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد أن يرمي ليس حجارة لا بل قنابل وقذائف مدفعية.. وصواريخ على دولة العدو الصهيوني"، فإنه يبدو أن هناك ثمة إستعجال في الرد على مقالي المتواضع إذ أنا لم أقل إن ذلك ليس من حقه بل إن وزارة الخارجية الايرانية بنفسها کذبت خبر نية أحمدي نجاد الحجارة على إسرائيل!

في ختام الرد الکريم على مقالتي فقد نصحني المتأکد من زوال دولة الصهاينة بأن أذهب للتطوع کجندي في جيشها مع إستدراکه" لكن عليه أن يأخذ بعين الإعتبار أن الخونة كلهم كانت نهاياتهم مأساوية"، عن أية خيانة يتحدث هذا الرجل؟ وأنا أدليت بمجرد رأي لا زلت متمسك به ولا أدري إذا کنت تمتلك هکذا حماس وإندفاع من أجل القضية الفلسطينية وتعادي إسرائيل فإذهب وقم بإنزال علمها الذي يرفرف في عاصمة بلادك أولا ومن ثم قدم النصح لغيرك.

للراغبين الأطلاع على المقالة السابقة:

https://algardenia.com/maqalat/54227-2022-06-08-06-44-10.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

947 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع