متاعب المهنه ومسراتها

                                             

                           د.طلعت الخضيري

     

متاعب المهنه ومسراتها

زاولت مهنه الطب حوالي ثمانيه وثلاثين سنه من حياتي وأتمنى أن أقدم للقارىء ماأتذكره من حلاوه المهنه ومتاعبها
بدأت مزاوله المهنه سنه 1957 في العمل كطبيب متطوع في مستشفى الأطفال الجامعي في لوزان بإشراف ألبروفسور جاكوتيه وهو رجل يتميز بإنسانيته وعلمه فكنى ونحن أطباء خمسه نعالج المرضى تحت إشرافه المباشر يوميا ونستفاد من خبرته واطلاعه وتوجيهه لنا ، وعملت ثلاث سنوات معه ثم كان علي أن أتدرب في قسم آخر لإنال شهاده الإختصاص في طب الأطفال فعملت في قسم ألإذن والأنف والحنجره تحت إشرا ف ألبروفسور تايان وعينت كطبيب رسمي براتب شهري ولمده ثلاث سنوات بدل سنه واحده نلت خلالها شهاده الإختصاص واستفدت كثيرا بالعمل مع ذلك الأستاذ الماهر وكنت أساعده في إجراء العمليات ألدقيقه والمهمه ألتي كان يجريها علاوة على مسؤوليه الردهات والخفارات والعياده الخارجيه.

         

عدت إلى الوطن سنه 1963 وافتتحت عيادتي الخاصه في منطقه العشار في البصره ثم عينت بعد سنه في المستشفى الجمهوري في البصره فوجدت الفرق شاسعا بين البلدين في مجال الطب ولا أرغب في الدخول إلى التفاصيل وكسبت خبره في ألأمراص المستوطنه في البلد واستمتعت في عيادتي الخاصه مساء بالتماس مع الأمهات البصريات الماجدات ألواتي أنقذت حياه أبنائهم ..إن ذلك التماس والمحبه بين الطبيب والعائله كنت أفتقده في سويسرا

وكان للأطباء نادي الرازي على جانب مدخل نهر الخوره وعلى الكورنيش كنا نقضي به وقتا جميلا وتقام به بعض الحفلات ووجبات الغذاء جيده ورخيصه الثمن
تميز الأطباء في تلك الحقبه باحترام بعضهم البعض وكان رئيس الصحه الدكتور شاكر توفيق ومدير المستشفى ألدكتور ألجراح مصطفى الخضار أخوه لنا يبادلوننا الإحترام والموده وقد افتقدنا ذلك فيما بعد عندما بدأت تتغير الأنظمه السياسيه وتكثرالوشايات والتقارير الكيديه وعانيت شخصيا كثيرا في تلك الحقبه
واليوم وأنا في كندا أجتر تلك الذكريات الجميله والمؤلمه أحيانا وأرسل تحياتي إلى من عالجته وهو طفل وهواليوم أب أو جد
وإلى كل أم بصريه وأب يصري شكروني وأحاطوني بتقديرهم لجهدي في شفاء أطفالهم.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1068 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع