مينا الصابونجي أيقونة عراقية في الفنون التشكيلية

                                                          

                    الأستاذ الدكتور باسل يونس ذنون الخياط

  

        مينا الصابونجي أيقونة عراقية في الفنون التشكيلية

مينا الصابونجي فنانة تشكيلة عراقية نشطة ومتألقة من أصول موصلية، وهي عضوة في نقابة الفنانين العراقيين، وكذلك في رابطة التشكيليين الأردنيين، كما أنها عضوة في جمعية التشكيليين العراقيين في بريطانيا.

لمينا الصابونجي نشاط مميز في إقامة المعارض الفنية، فضلا عن نشاطها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تقوم بعرض نشاطاتها من لقاءات ومعارض وعرض لوحات وأعمال فنية مختلفة.

    

عائلتها وملخص سيرتها:

الفنانة مينا الصابونجي من عائلة الصابونجي الموصلية العريقة. والدها وجه اجتماعي وثقافي في المجتمع العراقي هو المرحوم وجيه طاهر الصابونجي (1930 -2020)، وهو من مواليد الموصل، وقد استقر في بغداد وأكمل دراسته الجامعية في مجال التجارة وشغل مناصب مهمة.

لقد كان لوجيه الصابونجي اهتمامات واسعة في مجال القراءة والمطالعة والموسيقى والفن. وهو قارئ ومتحدث من الطراز الأول ولديه مكتبة عامرة بالكتب القيّمة وبما يزيد عن ٢٠٠٠ كتاب في مجالات مختلفة. كما كان له اهتماما خاصا بالفنون التشكيلية ورثه عن عائلته.

شقيق مينا الأكبر (قاسم الصابونجي)، وهو شخصية معروفة في الأردن في عالم الموسيقى وله شركة للإنتاج في المجال الموسيقى. وشقيقها الآخر (علي الصابونجي)، وهو فنان مُحترف في تطويع الحديد وتنفيذ الأشكال النحتية والتصميمية، وله باع طويل في هذا المجال وكان على مستوى عالٍ من الأهمية في بغداد خلال الثّمانينيّات والتّسعينيّات.

وعم مينا الصابونجي هو المرحوم فاضل طاهر الصابونجي، وهو من خريجي الدورة السابعة عشرة للكلية العسكرية العراقية سنة 1939 وقد زامل فيها حُكام العراق لاحقا: عبد الكريم قاسم وعبد السلام محمد عارف وأحمد حسن البكر.

وعم والدها وخال جدتها لأمها المحسن الكبير والمهندس المعماري المرحوم مصطفى الصابونجي (1888-1954م) والذي سبق وأن نشرنا سيرته الكاملة في الكاردينا.

كما تربط مينا الصابونجي صلة قربى بالمهندسة المعمارية الشهيرة زها حديد والتي سبق وأن نشرنا سيرتها الكاملة في حدائق الكاردينا.

لقد كان للعائلة دورا فاعلا في تطوير موهبة مينا الصابونجي الفنية، حيث تشبَّعت عيناها منذ الطفولة بوجود لوحات لكبار الفنانين العراقيين معلقة على جدران بيت أهلها، منها جدارية أهداها للعائلة الفنان الرائد (محمد غني حكمت) الذي عمل (ألف ليلة وليلة) في فترة الستينيات ولا زالت اللوحة موجودة وتحتفظ بها العائلة بوصفها واحدة من أجمل اعماله. بالإضافة إلى علاقة عائلتها مع الفنانة الراحلة ليلى العطار (رحمها الله) وأختها الفنانة سعاد العطار، حيث كانت الراحلة جارتهم في حي المنصور ببغداد. وكذلك كانت علاقتهم وطيدة بالفنان راكان دبدوب والدكتور خالد القصاب الذين استمدت منهما الخبرة والاتقان.

ولدت مينا الصابونجي في بغداد، المنصور/ شارع الأميرات وترعرعت في بيئة مثقفة تعشق الفن، وبدأت اهتماماتها بالفن منذ نعومة أضافرها ومن خلال دراستها في مدرسة المنصور الابتدائية.

أكملت مشوارها الدراسي وتخرجت من كلية الإدارة والاقتصاد/ كلية المأمون الجامعة. ودرست أسس الفن التشكيلي بشكل أكاديمي على يد الفنان الدكتور ثامر الناصري وبلاسم محمد، حيث كان الدكتور الناصري يتابع أعمالها مع نخبة من الفنانين الرواد.

وفي سنة 2003 غادرت مينا الصابونجي العراق مع عائلتها، وكانت الوجهة إلى الأردن، حيث كانت عائلتها معتادة على التواجد في الأردن منذ سنة 1990 بفترات مختلفة.

مينا الصابونجي والفن التشكيلي:
لقد تأثرت مينا الصابونجي منذ بداية مشوارها في مجال الفن التشكيلي بالفنانين جواد سليم ومحمد غني حكمت والدكتور بلاسم محمد وليلى العطار وبتول الفكيكي.

وبعد مغادرتها للعراق واستقرارها في الأردن برزت مينا الصابونجي في مجال الفنون التشكيلية، حالها كحال العديد من الأسماء العراقية اللامعة أمثال البروفيسور مصدق ألحبيب وسيف العمري ويسر القزويني.

ولمينا الصابونجي مشاركات عديدة؛ نذكر منها:
- مشاركتها في معارض مشتركة للشباب في قاعه الاورفلي في بغداد وفي عرصات الهندية.

- مشاركتها في معرض مشترك مع الفنانة التونسية الدكتورة سارة الطرابلسي في قرطاج.

- مشاركتها في ملتقى القصبة بدورتيه في إسبانيا وباريس.

- مشاركتها في معرض جامعة البترا بالتعاون مع قسم التصميم والعمارة ورابطة التشكيليين الأردنيين.

- مشاركتها في معرض شخصي في كاليري سبع عيون/ الأردن.

- مشاركتها في معرض التشكيليات العراقيات المقيمات في عَمّان.

- مشاركتها في معرض قامات الفن التشكيلي في الأردن.

- مشاركتها في معرض شخصي في كاليري زمان بيروت/ لبنان.

- مشاركتها في معرض مشترك للفنانين التشكيليين بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني/ رابطة التشكيليين.


- مشاركات متعددة مشتركة مع رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين.

- معرض مشترك لرابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين بالشراكة مع كلية العمارة والتصميم جامعه البتراء.

- المشاركة في الملتقى الدولي لفنانين القصبة في باريس، وهو معرض مشترك مع رابطه التشكيليين الأردنيين وبالتعاون مع مجمع بنك الاسكان بمناسبه عيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني.


- المشاركة في مهرجان الفن التشكيلي العربي ومؤسسة اوروك العالمية.

- المشاركة في الملتقى الدولي لفناني القصبة في إسبانيا.


- المشاركة في المعرض الالكتروني الابداعي الاول (رابطه مجموعات محمود درويش والمركز الثقافي الدولي) - قامات الفن التشكيلي في الأردن.

الدورات التي شاركت فيها والتكريم:
- فتح دورات تدريبية في الخزف/ في كاليري سبع عيون / عَمّان الأردن.

- فتح دورات تدريبية للرسم/ في كاليري سبع عيون الأردن عَمّان.

وقد تم تكريم مينا الصابونجي في مهرجان الفن التشكيلي العربي في العام 2013.

مينا الصابونجي والنافذة التشكيلية العراقية (سبع عيون):
ضمن نشاطات مينا الصابونجي المميزة في العاصمة الأردنية، فقد قامت خلال الفترة من 2012 لغاية 2017 بفتح نافذة تشكيلية عراقية جديدة في عَمّان على حسابها الخاص، أطلقت عليها تسمية (سبع عيون).

وقد افتتحت الصابونجي (سبع عيون) في معرض خاص بأعمالها، ويأتي ذلك المعرض في إطار الحركة التشكيلية العراقية النشطة في العاصمة الأردنية. إذ يتوافد إليها الكثير من التشكيليين العراقيين من داخل البلاد وخارجها لعرض آخر نتاجاتهم في المدينة التي غدت منذ سنوات طويلة محطة متميزة للإبداع التشكيلي العراقي.

إن فكرة تأسيس القاعة كانت تراود مينا الصابونجي بسبب الاهتمام المتزايد من قبل القائمين على الثقافة والفنون في الأردن بالفن والفنانين، فضلا عن وجود عدد كبير من الفنانين العراقيين في الأردن.

لقد ذكرت الصابونجي أن القاعة تهدف إلى التواصل مع أكبر عدد من التشكيليين العراقيين داخل البلاد وخارجها فضلا عن أنها ستحتضن نشاطات فنية وثقافية عراقية وعربية في المستقبل القريب.

وفي يوم افتتاح (سبع عيون) غصَّت القاعة بعدد كبير من المهتمين والمتذوقين للفنون من العراقيين والعرب.

ثم قامت الصابونجي بتأسيس قاعة أخرى بديلة، بكل تفاصيلها، على حسابها الخاص أيضا لتكون قاعة لنشر أعمالها الفنية وإقامة معارض للفنانين الآخرين. ويتوقع أن القاعة الجديدة ستستقطب الكثير من الزوار لموقع القاعة المتميز في منطقة الصويفية، والذي يرتاده الكثير من العراقيين.

إن افتتاح هكذا قاعات للفنون في عَمّان سيخفف من معاناة الفنانين التشكيليين العراقيين الذين يعانون من الحجوزات المسبقة للقاعات والتي عادة ما تكون مشغولة ما يضطرهم إلى الانتظار لفترة طويلة.

لقد ترك الفنانون التشكيليون العراقيون بصماتهم الواضحة في عَمّان، حيث يتوافد عليها تشكيليون مبدعون من مختلف الاجيال، وقد تركوا بصماتهم الواضحة هناك. كما تركوا آثارا واضحة على الحركة التشكيلية الأردنية، واصبحت عَمّان سوقا رائجا لمنتجاتهم الفنية، وهذا ما شجَّع الفنانين العرب للقدوم إلى عَمّان وعرض نتاجاتهم فيها أيضا.

لقد كان لتجارب الفنانين العراقيين الغنية أثره الإيجابي على الحركة التشكيلية الأردنية، واصبحت عَمّان خلال هذه الفترة سوقا رائجا لمنتجاتهم الفنية، وهذا ما شجع الفنانين العرب للقدوم الى عَمّان وعرض نتاجاتهم فيها.

أمنياتنا القلبية للفنانة المبدعة والمتألقة مينا الصابونجي مع مزيد من التألق والإبداع، وهي بحق ضمن باقة الفنانات العراقيات المبدعات نزيهة سليم وراجحة القدسي وزينة السعيد وسرى الخفاجي وليلى العطار ونادية آوسي ونجلاء فهمي ونهى الراضي وسماء الأغا.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

762 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع