قصة قصيرة من وحي الواقع (قضية فكتوريا ) - الجزء الثاني

                                                         

                              بقلم أحمد فخري

قصة قصيرة من وحي الواقع (قضية فكتوريا) الجزء الثاني

من لم يتسنى له الاطلاع على الجزء الاول فبامكانه مراجعته من خلال هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/49316-2021-05-30-09-53-34.html

خرج حسن من مكتب العميد جون وهو بغاية السعادة لانه سيشرع باعادة فتح قضية فكتوريا ويحاول ارجاع الحق اليها. دخل غرفة الارشيف وصار يبحث عن قضيتها وصت الملفات المغبرة حتى عثر على ملفٍ رقيق جداً فيه ورقة واحدة فقط والتي قام بتحريرها بنفسه قبل اربع سنوات تشرح الاحداث وقت عثوره على فكتوريا بالقرب من مكب النفايات لمدينة لسوثو وهي عارية تماماً دون اي تفاصيل اخرى. لذلك سحب الملف ورجع به الى مكتبه الذي خصص له. بنفس اليوم قام بزيارة فكتوريا بالعشوائيات فاستقبلته استقبالاً كبيراً ورحبت به ابنتها ثابيسا التي اصبح عمرها الآن 5 سنوات. سألها حسن،

حسن : كيف حالك الآن يا فكتوريا؟
فكتوريا : انا بخير يا اخي حسن. اعمل الآن كخياطة واكسب قوت يومي منها. لقد تمكنت من وضع ابنتي ثابيسا بالمدرسة واليوم رجعتْ لي وقد تعلمت كيف تكتب اسمها.
حسن : انت لا تعلمين كم انا سعيد بهذه الاخبار. بالحقيقة جئتك اليوم كي ازف لك خبراً سعيداً جداً. انا الآن ضابطاً بشرطة SAPS هنا بكيب تاون ولدي كل الصلاحيات على فتح القضايا الباردة التي لم يعثر على مرتكبيها. انا ساقوم بفتح قضيتك من جديد.
فكتوريا : لا يا حسن. ارجوك لا تفتح قضيتي من جديد فقد مر عليها اربع سنوات وقد التأمت الجروح وبدأنا بداية جديدة انا وابنتي. كل ما نريده الآن هو ان نحيى حياتنا بسلام. ارجوك لا تعيد فتح القضية.
حسن : لكنني كنت متيقناً من انك ضحية لضباع بشرية نهشت بلحمك وسببت لك الآلام الكبيرة. ربما سوف لن استطيع اعادة الحياة للمرحوم زوجك الذي توفى لاجل حرية بلده، لكن البلاد فيها عدالة الآن بعد تولي مانديلا سدة الحكم. لذلك دعيني احاول ان اقدم مرتكبي الجريمة للعدالة كي نقتص منهم ولكي يدفعوا ثمن عملتهم الشنيعة.
فكتوريا : ولكني لا اريد ان اتألم او تتألم ابنتي بفتح القضية من جديد.
حسن : اعدك يا اخت فكتوريا بانك سوف لن تتألمي وانني ساقف الى جانبك واحميك دائماً.
فكتوريا : حسناً. قم بما يمليه عليك ضميرك إذاً.
حسن : هل لديك صورة قديمة عمرها 4 سنوات؟
فكتوريا : اجل تفضل.
حسن : كذلك اريد ان اخذ لك صورة جديدة بهذه الكامرا، رجائاً قفي امامي بالشمس.
وقفت امامه فالتقط لها صورة جديدة بكامرته التي يحملها معه دائماً. بعدها ودعها وخرج من منزلها ينتابه الامل بايجاد كل من شارك او ساعد بارتكاب الجريمة ضد فكتوريا بذلك اليوم المشؤوم. واول موقع زاره حسن هو مشفى نيو سوميرسيت. دخل على مدير المشفى د.جوزيف بلوم وقال له،
حسن : انا اسمي الملازم حسن جادالله محقق بمنظومة SAPS نحن نحقق بجريمة من القضايا الباردة والتي وقعت بالمشفى قبل 4 سنوات.
مدير المشفى : انا اؤكد لك انني ساتعاون معك بكل الامكانيات المتاحة لي هنا.
حسن : هذا جيد جداً سيدي. هل لديك علم بالقضية؟
مدير المشفى : لا ابداً. انا لا اعلم اي شيء عنها. عن اي قضية تتحدث؟
حسن : دعني اسرد عليك اولياتها.
راح حسن يقص على مدير المشفى كل ما وقع بتلك الليلة من اللحظة التي دخلت بها فكتوريا المشفى اثر تزكية من الممرض سيو امالي حتى عثوره عليها بشوارع ليسوثو. فتعجب المدير من ذلك وقال،
مدير المشفى : انها قصة مؤلمة حقاً. لقد عانت المسكينة من تلك الاحداث المؤسفة. ارجو ان تتمكن من العثور على الجاني باي طريقة.
حسن : هذا ما انوي فعله سيدي.
مدير المشفى : لكنني كنت مديراً للمشفى وقت وقوع الحادث ولم اسمع بذلك الممرض. هل كان يعمل معنا بمشفانا هذا؟
حسن : هذا ما قاله للضحية فكتوريا.
مدير المشفى : والآن كيف ستبدأ؟
حسن : اريد التحدث الى احد الاطباء هنا اسمه د.جونيور دانيالز.
ضغط المدير على مذياع نظام الاتصال الداخلي وطلب من سكرتيرته مناداة د.جونيور دانيالز. بعد خمس دقائق طرق د.جونيور دانيالز الباب ودخل مكتب المدير فقدمه المدير للمحقق حسن وطلب منهما الانتقال الى مكان فيه خصوصية اكثر كي يتحدثا هناك على انفراد. مشى د.جونيور دانيالز وتبعه حسن ليدخلا غرفة الاجتماعات فجلسا على الطاولة وبدأ حسن،
حسن : يا دكتور انا احقق بقضية احدى مريضاتك ذات البشرة السوداء تدعى فكتوريا والتي وقع عليها اعتداء قبل اربع سنوات.
د. جونيور : انا لا اذكر ان لدي مريضة سوداء بهذا الاسم.
حسن : انها لم تكن مريضتك المسجلة بشكل رسمي ولكن احد الممرضين والمدعو سيو امالي بعثها اليك.
د. جونيور : سيو امالي، سيو امالي، لا اعرف ممرضاً بهذا الاسم.
حسن : طيب هذا لا يهم. المهم ان فكتوريا دخلت المشفى قبل اربع سنوات وارادت ان تلتقيك لانك ستقوم باجراء فحوصات عليها لانها كانت تشكو من ألمٍ شديد بالبطن.
د. جونيور : الذي اذكره هو ان موظفة الاستعلامات اتصلت بي وقتها وقالت ان لدي امرأة باسم فكتوريا تريد مقابلتي وهي تنتظرني بعيادتي. لكني عندما دخلت عيادتي لم اجد احدأ هناك. انتظرت بعض الوقت فلم تأتني تلك السيدة لذلك قررت الرجوع الى جولتي لزيارة مرضاي بالمشفى.
حسن : إذاً انت لم تلتقيها ابداً.
د.جونيور : ولا اعرف شكلها حتى.
اقترب حسن من الدكتور وعرض عليه صورتيها القديمة والجديدة. نظر الدكتور الى الصورتين بتمعن ثم هز رأسه قائلاً،
د.جونيور : لا، لم ارها في حياتي.
حسن : طيب دكتور ومن هم اعضاء فريقك الذين كانوا يعملون معك بالقسم عام 1990؟
د.جونيور : كان يعمل معي اربعة جراحون هم، 1) د.فردريك جاكوبسن الذي توفى بالعام الماضي 2) د.مارتن كنوزن الذي انتقل الى بريطانيا ليعمل الآن كرئيس قسم جراحة العظام في مشفى سانت ميريز بلندن 3) د.جوزيف بلوم والذي هو مدير للمشفى 4) د.بول سارتر وهو ما زال يعمل معنا هنا بقسم جراحة العضام.
حسن : إذاً المتبقين هنا اليوم هم د.جوزيف بلوم ود.بول سارتر وانت اليس كذلك؟
د. جونيور : اجل هذا صحيح.
كتب حسن بدفتره الاسماء:

    

حسن : إذاً يجب علي ان اقابل المدير د.جوزيف بلوم و د.بول سارتر. شكراً لك يا د.جونيور.
د.جونيور : ارجوك اعلمني إن كنت تريد المزيد من المساعدة. حظاً اوفر لك بقضيتك.
اعطاه حسن بطاقته الشخصية وطلب منه الاتصال به إن تذكر اي شيء جديد عن قضية فكتوريا. خرج حسن من غرفة الاجتماعات ورجع الى مكتب مدير المشفى فاخبرته السكرتيرة ان المدير قد خرج الى منزله لذلك بامكانه الرجوع بعد عطلة نهاية الاسبوع لمقابلته. رجع حسن الى بيته فوجد زوجته تنتظره كي يخرجا لزيارة بعض الاقرباء. بعد ثلاثة ايام اي بعد انتهاء عطلة نهاية الاسبوع عاد المحقق حسن الى المشفى واخبر سكرتيرة المدير انه يريد مقابلته الا انها قالت انه باجتماع مهم. انتظر اكثر من ساعتين حتى لمح د.جوزيف يعود الى مكتبه فنظر اليه وقال له،
د.جوزيف : هل جئت لتقابلني يا محقق؟
حسن : اجل يا دكتور. اردت ان اتحدث معك قليلاً. هل تأذن لي بذلك؟
د.جوزيف : بالتأكيد، تفضل واجلس.
دخل حسن وجلس امام مكتب المدير فعرض عليه،
د.جوزيف : قهوة؟
حسن : كلا شكراً. اردت ان اسألك عن ممرض يدعى سيو امالي. لقد سألت عنه د.جونيور وقال انه لا يعرفه. فهل تعرفه انت؟
د.جوزيف : ابداً. اسمه لم يمر عليّ.
حسن : الم يعمل هنا بالسابق ؟
د.جوزيف : سامحني يا محقق فاسمه يدل على انه رجل اسود وجميع موظفي المشفى اما من البيض او من الاسيويين. لذلك اشك انه كان يعمل معنا بالمشفى. من اين حصلت على اسمه؟
حسن : اخبرني جميع الذين قابلتهم بالحي الذي تسكن به فكتوريا ان الممرض سيو امالي كان يزور الحي الفقير ويقوم بتقديم المساعدة الطبية المجانية لاي شخص يحتاجها هناك وكان يمدهم بالادوية المجانية كذلك كان يخبرهم انه يعمل بمشفاكم وهو الذي اقترح على فكتوريا كي تأتي للمشفى هنا وتدع د.جونيور يعمل لها بعض التحاليل.
د.جوزيف : انتظر لحظة واحدة لو سمحت دعني اتحقق من الامر.
ضغط المدير على نظام الاتصال الداخلي وطلب من سكرتيرته ان تحظر الى مكتبه. ولما دخلت قال لها،
د.جوزيف : روزميري، ارجوكِ ابحثي لي بارشيف الموظفين عن ممرض يدعى سيو امالي، وان عثرت عليه ارجوك اجلبي ملفه واخبريني باي قسم كان يعمل. واطلبي فنجان قهوة للمحقق حسن لان آلة اعداد القهوة عندي معطلة. يبدو ان السيد حسن سيشرفنا لبعض الوقت.
خرجت السكرتيرة واحظرت فنجان قهوة لحسن ثم عادت وخرجت من المكتب. بعد نصف ساعة دخلت المكتب من جديد وقالت،
روزميري : لا يوجد ممرض بهذا الاسم سيدي لقد بحثت حتى بارشيف الموظفين القدامى.
سجل حسن بعض الملاحظات بدفتره وشكر المدير ثم خرج من المشفى عائداً الى بيته. باليوم التالي زار المحقق حسن فكتوريا ببيتها فرحبت به واجلسته على الاريكة الخشبية ثم احضرت له فنجاناً من الشاي فسألته،
فكتوريا : كيف تجري الامور؟ هل توصلت الى شيء؟
حسن : بكل صراحة يا فكتوريا، انا ارتطم بجدار صلب لان الامور ليس كما توقعت. وخيوط القضية متشابكة جداً. الجاني او الجناة متخفين الى درجة انهم كانوا يعلمون ان جريمتهم سوف تتعرض للتحقيق، لذا قاموا باخفائها وتغليفها بطريقة ذكية جداً.
فكتوريا : هل هذا يعني انك يئست وسوف لن تواصل البحث؟
حسن : بالتأكيد لا يا فكتوريا. انا فقط اردت ان ابيّن لك حجم المارد الذي يختبئ داخل الفانوس. ولكي نخرجه علينا فركه بكل ما اوتينا من قوة. دعيني اسألك ثانية، هل تذكرت شيئاً من تلك الليلة المشؤومة؟
فكتوريا : ابداً يا حسن. كل ما اذكره هو انني أدخلت الى غرفة صغيرة وطلب مني احدهم خلع ملابسي ثم قام بحقني بابرة. هذا ما اتذكره.
حسن : هل تتذكرين شكل ذلك الممرض؟ اهو ابيض ام اسيوي؟ اهو طويل ام قصير؟ هل يتكلم لغة الافريكانا ام الانكليزية؟
فكتوريا : اذكر انه اسيوي وغير ذلك فلا اذكر اي شيء، سامحني لقد جرت الاحداث بسرعة كبيرة ولا اتذكر منها شيئاً.
حسن : وماذا عن الطبيب او الممرض الابيض الذي كان يأتي الى الحي كان اسمه سيو امالي. هل رأيتيه بعد الحادث؟
فكتوريا : كلا، لقد جاء مرة واحدة فقط الى حينا ثم توقف عن المجيء.
حسن : هل يتذكره بعض سكان الحي؟
فكتوريا : لا اعلم.
حسن : هل رأيتيه بالمشفى عندما ذهبت هناك بليلة الحادثة؟
فكتوريا : كلا.
حسن : شيء محير جداً. والآن دعيني اقترح عليك شيئاً. هل توافقين ان تخضعي الى التنويم المغناطيسي؟
فكتوريا : ما هو التنويم المغناطيسي؟
حسن : انه اسلوب يجريه طبيب نفسي متخصص يقوم من خلاله بمحاولة استخراج الذاكرة منك بطرق علمية.
فكتوريا : لا، لا ليس طبيباً آخر ارجوك. سوف يعمل بي ما عملوا معي بالسابق وستتكرر مأساتي. هذا شيئ مخيف جداً.
حسن : سوف لن يقع لك اي مكروه، ساكون انا معك الى جانبك وسوف لن ادعهم يؤذوكِ. سيقوم فقط بالتحدث اليك. ما رأيك؟
فكتوريا : طيب ان كان ذلك سيساعدك بالقضية فانا موافقة. متى تريدني ان اخضع لها؟
حسن : ساتحدث مع الطبيب النفساني التابع لشرطة SAPS وساعلمك عندما احصل منه على موعد.
خرج حسن من بيتها فقابلته طفلة جميلة صغيرة السن وسألته،
الطفلة : هل انت حسن صديق ماما؟
حسن : اجل، ومن تكوني يا حلوتي؟
الطفلة: انا ثابيسا ابنة فكتوريا.
حسن : يا سلام. انا اذكر عندما شفتك لاول مرة قبل اربعة سنوات، كنت طفلة رضيعة وقتها. لقد كبرت يا حبيبتي. كم عمرك الآن؟
ثابيسا : 5 سنين.
حسن : ما شاء الله، كم انت جميلة. اريدك ان تعتني بامك يا ثابيسا.
ثابيسا : سافعل ذلك يا عمي.
خرج حسن من بيتها وتوجه الى المخفر الرئيسي. دخل مكتب العميد جون فان كولت وطلب منه الاستعانة بطبيب نفسي فاعطى اوامره للطبيب ادريان كي يشارك بالتحريات بقضية فكتوريا كذلك طلب من الشابة الشقراء الجميلة العريف سوزان ان تعمل بشكل دائم كشريكة لحسن ابتدائاً من تلك اللحظة. خرج حسن من مكتب العميد وبصحبته العريف سوزان وسارا بالممر فتحدث معها وسألها،
حسن : هل سبق لك ان عملت بقضايا عنصرية؟
سوزان : اجل سيدي.
حسن : ما رأيك بالسود؟
سوزان : انا اعتقد انهم جيدون كما نحن وحياناً افضل منا.
حسن : إذاً، انت شريكتي، ومن الآن فصاعداً ستسميني حسن مفهوم؟
سوزان : مفهوم سيدي، اقصد مفهوم يا حسن.
حسن : هل اطلعت على ملاحظاتي بالقضية؟
سوزان : اجل.
حسن : ما هو شعورك يا سوزان؟
سوزان : اعتقد ان لأحد او لجميع الاطباء الاربعة اليد في الجريمة.
حسن : هذا نفس شعوري لكن يجب علينا اثبات ذلك بالادلة والبراهين وان لا ندع مشاعرنا تتغلب على المنطق.
سوزان : كلامك صحيح يا حسن.
حسن : والآن دعينا ندخل على الدكتور ادريان كي نتحدث معه.
طرق حسن الباب فاذن لهما بالدخول. دخل حسن وشريكته سوزان وجلسا بمكتب الدكتور فبدأ الحديث،
الدكتور ادريان : اخبرني العميد جون فان كولت على الهاتف وابديت استعدادي بالعمل معكما.
حسن : قلت للمريضة انك قد تقوم بتنويمها مغناطيسياً لمساعدتها على استعادة ذاكرتها وقت تعرضها للاعتداء.
الدكتور ادريان : بامكانك ان تحضرها بعد ظهر اليوم في تمام الساعة الرابعة.
حسن : سافعل ذلك. شكراً لك يا دكتور. سوف لن نعطلك اكثر.
خرج حسن وشريكته سوزان وسارا باتجاه البوابة الخارجية لمبنى مركز الشرطة الرئيسي. بالطريق اعطى حسن عنوانه
وطلب من سوزان الذهاب الى منزله لتحضر له بعض الملابس النظيفة لانه يتوقع ان تكون جلسة التنويم المغناطيسي طويلة وقد تستغرق بضع ساعات. بينما ذهب هو الى بيت فكتوريا واحضرها الى المركز. وعندما رجع، التقى بسوزان فاعطته حقيبة صغيرة تحتوي على الملابس وادواة للحلاقة. دخل الثلاثة غرفة الدكتور ادريان فرحب بهم وطلب من حسن وسوزان الجلوس بزاوية الغرفة وان لا يتكلما نهائياً. اجلس فكتوريا على اريكة جلدية طويلة ومريحة ثم وضع تحت رأسها وسادة وثيرة. بدأ يقوم بفحوص فسيولوجية كثيرة كي يتأكد من ان صحتها تتحمل التنويم المغناطيسي خصوصاً القلب. ففي بعض الاحيان يتوقف القلب عندما يكون معرضاً للكثير من التوتر. بعد ان تأكد من كل شيء شغّلَ جهازاً يصدر صوت ايقاع كما لو كان نقر اصبع على طاولة. كان الايقاع بطيئاً والفترة ما بين النقرة والنقرة خمس ثوانٍ. طلب من فكتوريا ان تسترخي وتغمض عينيها وان تترك كل الهموم وراء ظهرها. طلب منها ان تركز عليه وان لا تسمع صوتاً غير صوته سألها،
الدكتور ادريان : هل انت مرتاحة؟
فكتوريا : نعم.
الدكتور ادريان : اخبريني يا فكتوريا عن اليوم الذي قابلت به الممرض سيو امالي. هل بامكانك ان تصفي شكله؟
فكتوريا : انه رجل ابيض. عمره اربعين او خمسة واربعين سنة. شعره اشقر. لديه خصلة بيضاء فوق عينه اليمنى وشامة صغيرة على حنكه من جهة اليسار.
الدكتور ادريان : باي لغة يتكلم؟
فكتوريا : يتكلم بالافريكانا.
الدكتور ادريان : طيب اذهبي الى المشفى الآن. واشرحي لي ماذا وقع هناك.
فكتوريا : بالمشفى، دخلت الغرفة وطلبوا مني ان اخلع ثيابي. فخلعتها.
الدكتور ادريان : من الذي طلب منك خلع ثيابك؟ هل بامكانك ان تصفيه لي؟
فكتوريا : لا استطيع ان ارى وجهه. انه قصير ويتكلم الافريكانا بلهجة اسيوية.
الدكتور ادريان : حدثيني عما وقع بعد ذلك.
فكتوريا : قام بحقني بابرة قال انها ستريح اعصابي ثم بدأت اسمع صوتاً بل اصواتاً كما لو كانت بالكنيسة. انها موسيقى كنائسية لكنها مخيفة وكأنهم يحضرون الارواح. صوتها مرتفع جداً يثقب الآذان.
الدكتور ادريان : اتعرفين اسم المقطوعة؟
فكتوريا : كلا. كلما كانت تهدأ قليلاً تعود وتهيج من جديد وكانها موسيقى يوم القيامة. شعرت وكأن ماءاً ساخناً يسقط على رأسي وانا استمع اليها. بعدها صرت انام ثم استيقض ثم انام ثم استيقض لكنني عندما استيقضت كنت اشعر وكأن الغرفة تدور بي. افتح عيني فارى رجلاً ابيضاً اصلع الرأس عاري من الملابس تماماً.
الدكتور ادريان : اوصفي لي ذلك الرجل الاصلع.
فكتوريا : الرجل الاصلع يقترب مني، انه يدخل بي انه يضاجعني ادفعه بيدي فيدخل بي من جديد انه، انه، ابتعد عني ابتعد عني ساموت انقذوني ارجوكم. لا اريد لا اريد. لقد امسك بي الهندي من كتفي بقوة وثبتني على السرير. اتركني، اتركني.
صارت فكتوريا تصرخ باعلى صوتها وتهتز وكأنها تعرضت لتيار كهربائي وصار العرق يتدفق منها بكثافة كانت تكرر كلمة "اتركني، اتركني، اتركني". نظر الكتور الى حسن وقال،
الدكتور ادريان : يجب ان تستيقظ الآن.
حسن : لا يا دكتور ارجوك دعها تصف الهندي.
الدكتور ادريان : كلا يا حسن هي متازمة جداً وقد تصاب بسكتة قلبية. يجب عليها ان تستيقظ.
قرب من أذن فكتوريا وقال لها،
الدكتور ادريان : ستستيقظين الآن عندما اعد الى 3. 1-2-3
فتحت عيناها واضعةً يدها فوق رأسها وقالت،
فكتوريا : رأسي سينفجر. ماذا حصل؟ هل تمكنتم من معرفة اي شيء؟
الدكتور ادريان : بالطبع يا فكتوريا، لقد كنت رائعة ولكن يجب علينا متابعة الجلسات غداً.
فكتوريا : حسناً.
خرج حسن وسوزان ومعهما فكتوريا الى خارج غرفة الطبيب ثم الى خارج المبنى فامر حسن.
حسن : خذيها الى بيتها يا سوزان. ستدِلّكِ فكتوريا على العنوان. بعد ذلك عودي الى مكتبي لنتباحث بالقضية
سوزان : حاضر.
رجع حسن الى مكتبه ومئات التسائلات تحوم حول رأسه. صار يحلق ذقنه ويقول، "اليوم علمنا شكل الممرض سيو امالي والرجل الذي اغتصبها والهندي الذي كان يمسك باكتافها اثناء عملية الاغتصاب. بالجلسات القادمة سنعرف المزيد". بعد ان اكمل حلاقة ذقنه وغير قميصه، اتصل بالبيت فاجابته ابنته هند وقالت،
هند : ابي حبيبي كيف حالك؟
حسن : انا بخير لقد اشتقت اليكِ يا حلوتي.
هند : الا زلت عند وعدك غداً؟
حسن : ماذا وعدتك يا عمري؟
هند : قلت انك ستخرجني الى مدينة الملاهي.
حسن : انا آسف يا حبيبتي. سيكون لدي عمل مهم غداً. ولكن اعدك اننا سنخرج سوياً بعطلة نهاية الاسبوع.
هند : انتَ دائماً تقولها ثم تخلي بوعودك وتكذب عليّ.
حسن : صدقيني يا هند، هذه المرة ساخذك الى الملاهي كما وعدتك. اما غداً فساكون بغاية الانشغال بعملي. هل امك موجودة؟
هند : انها بالمطبخ. أتريد التحدث معها؟
حسن : اجل، نادي عليها لو سمحت.
بعد قليل سمع صوت زوجته تقول،
عائشة : حسن؟ متى تأتي فالطعام على وشك ان يحضر.
حسن : انا آسف حبيبتي. كلوا انتم لانني ساتأخر بالمكتب. ما زال لدي بعض الامور العالقة.
عائشة : لكنني احضرت لك كاري السمك الذي تحبه.
حسن : انا آسف جداّ يا عائشة، اراكِ فيما بعد.
اغلق الهاتف مع زوجته ينتابه الندم لانه لم يتمكن من تناول الطعام مع عائلته الا انه يعلم تماماً ان اولوياته تكمن بعمله حتى يتمكن من التوصل الى خيط رفيع يدله على الفاعل. بعد نصف ساعة طرقت مساعدته سوزان الباب فقال،
حسن : ادخلي يا زوزان. هل اوصلتيها الى منزلها؟
سوزان : اجل، ادلتني الى الكوخ الذي تسكن به، انها حقاً مسكينة، فبيتها صغير جداً وتعيش بظروف صعبة. والآن ما رأيك بجلسة التنويم المغناطيسي؟
حسن : لقد تعلمنا الكثير منها. اولاً علمنا ان هناك موسيقى كنائسية مخيفة.
سوزان : كيف تكون كنائسية وبنفس الوقت مخيفة؟ انا لا افهم ذلك.
حسن : لا اعلم سنعرف منها بالجلسة التالية.
سوزان : انتابني فضول او بالاحرى حيرة يا حسن. قالت ان الممرض الذي كان يأتي الى حيها ماذا كان اسمه؟
حسن : اسمه سيو امالي.
سوزان : اجل سيو امالي. هذا الاسم افريقي بحت. فقط السود هم من يسمون بمثل هذه الاسماء لان بلغتهم تعني الفارس المقدام. فكيف يكون ابيضاً وله اسم ولقب افريقي اسود؟
حسن : شكراً سوزان. هذه ملاحظة جيدة. يجب ان نضعها على الحائط.
سوزان : اي حائط؟
حسن : سوف نخصص هذا الحائط من مكتبي لتتبع مجريات واجزاء القضية.
سوزان : هذا عظيم. هل لاحظت شيئاً آخر يا حسن؟
حسن : ماذا؟
سوزان : قالت ان المغتصب كان ابيضاً واصلع الرأس. لكنك لم تشاهد اي منتسب بالمشفى بهذه الاوصاف.
حسن : ومع هذا فانا لم اشاهد جميع المنتسبين يا سوزان. دعنا نطلب من مدير المشفى اعطائنا جميع ملفات المنتسبين كي نرى صورهم.
سوزان : فكرة جيدة. والآن هل تريد قهوة؟
حسن : لا يا سوزان لقد تأخر الوقت، اذهبي انت لبيتك وساراك غداً. زوجتي وابنتي تنتظرانني بالبيت.
سوزان : حسناً انا ذاهبة. اراك غداً.
خرجت سوزان وتبعها حسن بعد ان ارتدى معطفه وعاد كلٌ الى بيته. باليوم التالي قاد حسن سيارته وبرأسه افكار كثيرة تخص القضية، كان يريد ان يجمعها ويحللها كي يأتي باستنتاجات منطقية. دخل مكتبه وانتظر سوزان حتى وصلت فقال لها،
حسن : هيا يا سوزان اذهبي الى بيت فكتوريا واحضريها الى هنا كي نأخذها للطبيب النفسي.
سوزان : انها فعلاً هنا. لقد مررت عليها هذا الصباح واحضرتها معي. فكتوريا تنتضر خارج المكتب.
حسن : حسناً دعنا نخرج الآن.
خرجا خارج المكتب فوجدا فكتوريا جالسة على اريكة خشبية تنتظرهما قالت،
سوزان : هيا يا عزيزتي، دعنا نذهب للدكتور ادريان.
صعدوا للطابق الثالث وطرقوا باب الطبيب النفسي فرحب بهم وطلب من فكتوريا ان تستلقي على ظهرها فوق الاريكة الجلدية المريحة قام بوضع وسادة تحت رأسها وشغل جهازاً الايقاع فبدأ يدخلها بالتنويم المغناطيسي ثم سألها،
الدكتور ادريان : هل انت مرتاحة ومسترخية تماماً؟
فكتوريا : نعم.
الدكتور ادريان : اخبريني يا فكتوريا عن الليلة التي كنتِ فيها بالمشفى. وحاولي وصف الرجل الابيض الاصلع الذي كان يغتصبك. هل ترينه الآن.
فكتوريا : الذي يغتصبني ليس الاصلع الآن. انه ابيض وله لحية حمراء.
الدكتور ادريان : لكنك قلت انه ابيض واصلع.
فكتوريا : انا اراه الآن امامي. انه ليس اصلعاً. شعر رأسه احمر وذقنه احمر كذلك، طويل القامة وله شيء غريب بفمه.
الدكتور ادريان : ما هو الشيء الذي بفمه؟ انظري جيداً.
فكتوريا : شيء غريب لا اعلم ربما هو بلا اسنان من الامام.
الدكتور ادريان : هل يضع طقم اسنان اسطناعية؟
فكتوريا : كلا اسنانه الامامية مفقودة.
الدكتور ادريان : هل سمعت اي شيء آخر؟
فكتوريا : انها الموسيقى الكنائسية المخيفة. تكاد تمزق اذني لا اتحملها. انها عالية جداً.
الدكتور ادريان : صفي لي الموسيقة يا فكتوريا.
فكتوريا : انها خليط بين الموسيقى والغناء.
الدكتور ادريان : اهو مغني واحد ام مجموعة من المغنيين؟
فكتوريا : بل هم مجموعة.
الدكتور ادريان : وماذا عن الرجل الابيض ذو الاسنان الامامية المفقودة. هل ترينه امامك؟
فكتوريا : اجل جائني وصفعني ثم وضع اصابعه حول عنقي وصار يخنقني ثم عضني من يدي وادخل قضيبه بي وراح يضاجعني.
الدكتور ادريان : لماذا لا تضربيه وتدافعي عن نفسكِ؟
فكتوريا : لا استطيع. اشعر بوهن كبير والرجل الهندي يمسك باكتافي من الاعلى ويكبح حركتي.
الدكتور ادريان : ماذا حصل بعد ذلك؟
فكتوريا : انه يسرع بالولوج انه يصرخ "جميلة، جميلة، جميلة". يطبق اصابعه حول عنقي ويعضني من جديد. صرت اختنق لكنه ضل يضغط على عنقي حتى صرخ به الرجال وقالوا له توقف.
الدكتور ادريان : ماذا؟ هل كان هناك رجال آخرون غير الرجل المغتصب ؟
فكتوريا : في لحظة من الحظات عندما توارى عني اثر المخدر، رفعت رأسي فرأيت رجالاً كثيرون بالغرفة.
الدكتور ادريان : كم كان عددهم؟
فكتوريا : لا اعلم. كانوا كثيرين.
الدكتور ادريان : هل كانوا 20 او 30 او 50؟
فكتوريا : لا ربما هم 4 او 5 لا اعلم. انا اختنق، انا اختنق، انا اختنق.
بدأ جسدها ينتفظ وصارت تتعرق كثيراً فقال لها
الدكتور ادريان : ستستيقظين الآن عندما اعد الى 3. 1-2-3
فتحت فكتوريا عينيها وكانت شاحبة اللون وكأنها كانت قد خرجت من الاعتداء للتو. كان منظرها مزرياً سألت،
فكتوريا : هل عرفتم شيئاً؟
الدكتور ادريان : اجل يا فكتوريا لقد ابليت بلائاً حسناً. سنكمل الجلسة غداً.
فكتوريا : كما تشاء يا دكتور.
خرج حسن وسوزان من عيادة الدكتور ادريان يتأبطون فكتوريا فطلب حسن من شريكته ان توصل فكتوريا الى منزلها. وقبل ان يودعها دس مبلغ 500 راند بجيبها فنظرت اليه بعين شاكرة ثم واصلت سيرها صوب سيارة سوزان. رجع حسن الى مكتبه وبدأ يدون بعض المعلومات الجديدة على الحائط وبعد ربع ساعة سمع على جهاز اللاسلكي نداء من سوزان تقول،
سوزان : الو حسن هل تسمعني؟ حول.
حسن : ما الامر يا سوزان؟ هل وقع شيء؟ حول.
سوزان : كنا في طريقنا الى منزل فكتوريا لكننا قبل ان نصل الى العشوائيات شاهَدَتْ فكتوريا سيو امالي يسير على قارعة الطريق باحد الشوارع المزدحمة. حول.
حسن : اتقصدين سيو امالي الممرض؟ حول.
سوزان : اجل، اجل ضغطتُ على المكابح فوراً واوقفت السيارة. طلبت من فكتوريا ان تبقى جالسة بالداخل وذهبت اليه وعندما ناديته "سيو امالي". ادار رأسه ونظر اليّ ثم صار يركض هرباً مني. طاردته لفترة طويلة حتى قفزت عليه بالقرب من سوق السمك واسقطته ارضاً. ربطت الاصفاد على معصميه والآن هو بيدي. حول.
حسن : ساحضر فوراً. لا تدعيه يهرب منكِ. حول.
سوزان : وهل يعقل ذلك؟ ساتشبث به كما لو كان قاتل ابي. حول وانتهى.
ركب حسن سيارته وانطلق باقصى سرعة متجهاً الى سوق السمك. اوقف سيارته بالموقف القريب وسار على الاقدام ليفتش عن سوزان وفكتوريا حتى لمح سيارة سوزان بموقف السيارت وبها جلست فكتوريا. اشار لها كي تنزل وتأتي معه. ساروا بسوق السمك حتى رأوا سوزان تمسك برجل ابيض بالقرب من كشكٍ خالٍ. اقتربت فكتوريا منه ونظرت بعينه ثم قالت،
فكتوريا : مرحباً يا سيد سيو امالي. هل تذكرني؟
سيو امالي : من هو سيو امالي؟ انا اسمي برنارد. ماذا تريدين مني ايتها الكافير؟
حسن : تكلم معها بأدب ايها المجرم. الا تتذكرها؟
سيو امالي : انا لا اتذكرها ولا اتذكركم جميعاً. لماذا تضعون الاصفاد على معصمي؟ انا لم افعل شيئاً.
فكتوريا : الم تفعل شيئاً ايها المجرم المخادع؟
حسن : لا تتكلمي معه. دعنا نذهب الى مركز الشرطة وسنحقق معه هناك.
سيو امالي : انتم حاقدون لانني ابيض وانتم تساندون هذه الكافير الزنجية السوداء القذرة.
سددت له سوزان لكمة قوية جعلت الدم يسيل من انفه وقالت،
سوزان : البيض الذين مثلك يبعثون بي الغثيان ايها العنصري القذر.
اركبوا سيو امالي بسيارة حسن ورجعوا جميعاً الى مركز الشرطة. وفي المركز طلب حسن تفتيش المشتبه به فرجع اليه العريف بوسا وقال،
العريف بوسا : لقد وجدنا بجيبه هذه البطاقة الشخصية ومبلغ 10 راند وكيس صغير من الهروين وهذا الخنجر.
حسن : جيد سوف نكون سعداء باستظافته اليوم عندنا.
بهذه اللحظة جاء مدير المركز العميد جون فان كولت وسأل،
العميد : ماذا يجري هنا؟
حسن : القينا القبض على مشتبه به بقضية الاعتداء على فكتوريا سيدي.
صرخ سيو امالي وهو يشير الى سوزان برأسه وقال،
سيو امالي : لقد ضربتني هذه العاهر العاشقة للكافير.
سوزان : سيدي كان يقاوم الاعتقال واراد طعني بخنجره فاضطررت ان ادافع عن نفسي.
العميد : حسناً ادخلوه الى الزنزانة لينتظر حتى يحين موعد استجوابه.
قال حسن لسوزان،
حسن : سوزان اريدك ان تذهبي مع فكتوريا الى العشوائيات بحارة فكتوريا وان تستجوبي الاهالي هناك. حاولي ان تقنعي على الاقل واحد او اثنان من الاهالي كي يأتوا ويتعرفوا على برنارد ڨان ويك الذي يعرفونه باسم سيو امالي. اريدهم غداً صباحاً لنستفتح بهم يومنا. اما انا فساحاول ان اتي غداً بتسعة رجال بيض ممن يشبهون برنارد ڨان ويك لكي نستخدمهم باستعراض الشخصية. وباليوم التالي دخل العميد جون فان كولت الى مكتب حسن وسأله،
العميد جون : هل تمكنت من الحصول على احد من الشهود؟
حسن : حصلت على شاهد واحد وستكون فكتوريا الثانية.
العميد جون : وماذا عن سوزان؟
حسن : اتصلت باللاسلكي قبل قليل من سيارتها وقالت انها في طريقها الى المركز.
العميد جون : اريدك ان تضع برنارد بالوسط افهمت؟
حسن : حسناً سيدي.
وبعد ربع ساعة دخلت سوزان ومعها شاهد اسود واحد ادخلته الى غرفة الاستراحة وقالت لحسن ،
سوزان : الاهالي كانوا خائفين ورفضوا الادلاء بشهادتهم ما عدى واحد فقط.
حسن : هذا جيد كيف تمكنت من جلبه الى هنا؟
سوزان : كنت مقنعة يا حسن.
حسن : جيد، ادخليه الى الغرفة.
سوزان : طيب.
فُتِحَتْ الاضواء الكاشفة ودخلت فكتوريا اولاً. قال لها حسن،
حسن : انظري الى الرجال الواقفين امامكِ. لا تستعجلي إذا تعرفت على الممرض الذي كان يأتي الى الحي ابلغيني عن رقمه.
مشت فكتوريا ببطئ شديد وصارت تنظر الى وجوه الرجال. ولما وصلت الى الرقم 6 توقفت ثم واصلت السير. ولما بلغت النهاية قالت،
فكتوريا : انه الرجل رقم 6.
حسن : هل انتِ متأكدة؟
فكتوريا : اجل متأكدة.
اخرجها حسن وادخل الشاهد الثاني الذي احضروه من الحي. صار ينظر بوجوه الرجال الواقفين خلف الزجاج وعندما انتهى قال انه الرجل رقم 6.
تكررت العملية بغربلة مواقع الرجال حيث أعطِيَ برنارد الرقم 2 لكن فكتوريا والشاهد الآخر تعرفا عليه من جديد. بعد نصف ساعة عادت سوزان ودخلت مع حسن الى غرفة الاستجواب، ادارت سوزان جهاز التسجيل وبدأ حسن،
حسن : اعطني اسمك الكامل ومهنتك وتاريخ ميلادك.
برنارد : برنارد ڨان ويك - 1/7/1960- عاطل عن العمل.
حسن : اين كنت بتاريخ 12/2/1990؟
برنارد : لا اعلم. مر عليها زمن طويل كيف تريدني ان اتذكر؟
حسن : الم تذهب الى حي العشوائيات وتوهمهم بانك طبيب وتقول لهم انك تريد ان تعالجهم؟
برنارد : لم افعل ذلك ابداً.
حسن : لقد تعرف عليك اثنان من الشهود باستعراض الشخصية وهما من ذلك الحي وقالوا انهم جائوا اليك كي تعالجهم بالمجان.
برنارد : انهم كذابون. انا لم اذهب الى عشوائيات سانتيني بحياتي.
حسن : وكيف عرفت انها عشوائيات سانتيني؟ انا فقط قلت حي العشوائيات. لكنك حددت الحي الصحيح بزلة لسانك يا برنارد. يجب عليك ان تعترف الآن. فالشاهدين تعرفا عليك وسنوجه اليك تهمة الخطف والاغتصاب والقتل والحيازة على المخدرات وحمل سلاح قاتل وهذا يعني الحكم بالاعدام بدون ادنى شك.
برنارد : كيف تعدمون شخصاً بريئاً؟ انا لم ارتكب اي جريمة.
حسن : التهمة تتلبسك من رأسك لقدميك. انا متأكد من انك لم تكن لوحدك. لذلك إذا اعترفت فربما ستخفف عنك التهمة.
برنارد : اريد محامي. سوف لن انطق بكلمة واحدة بعد الآن.
حسن : حسناً اغلق المحضر، ينقل المتهم الى الزنزانة حتى يمتثل من جديد امام المحققين مع محامي مكلف من قبل الدولة.
نظر الى سوزان وقال،
حسن : انا متعب جداً. ساذهب لبيتي الآن.
سوزان : لا بأس اذهب انت، وانا ساقوم بكتابة التقرير اليومي.
حسن : شكراً يا سوزان. انت هبة من الله.
ركب حسن سيارته ورجع الى منزله. فور دخوله المنزل تلقفته ابنته هند وقفزت عليه ضمته بقوة وقالت،
هند : اشتقت اليك كثيراً يا ابي.
حسن : لماذا كل هذا الاشتياق والعناق. فلقد تقابلنا هذا الصباح وفطرنا معاً اليس كذلك؟
عائشة : اعتقد انها تريد ان تذكرك بشيء.
حسن : ما هو؟
هند : هل نسيت يا ابي؟ انت اصبحت شيخاً عجوزاً وتعاني من الزهايمر.
حسن : لا زلت لا اذكر شيئاً.
هند : لقد نسيت وعدك لي.
حسن : آه، أتقدصين الذهاب الى مدينة الملاهي؟
عائشة : هذا ما تريد ان تلوح به.
حسن : وكيف لي ان انسى وعدي لعشيقتي. دعنا نذهب غداً.
هند : عظيم. سنذهب من الصباح الباكر.
باليوم التلي استيقظت هند مبكرةً وذهبت لغرفة ابويها وقالت،
هند : هيا يا امي استعجلي فقد يغير ابي رأيه بعد قليل إذا جائه هاتف من زوجته الثانية سوزان.
حسن : لا، لا انا سوف لن اغير رأي. هيا نذهب الآن.
ركبت العائلة بالسيارة وخرجوا الى مدينة الملاهي. سألت زوجته،
عائشة : اين تقع مدينة الملاهي هذه؟
حسن : بمنطقة تدعى باو داونز. تبعد حوالي ساعة من هنا.
هند : أذاً دعنا نستمع الى الموسيقى يا ابي. هل بامكانك ان تلعب القرص المدمج الجديد لبرايان ادامز؟
حسن : آسف يا حبيبتي، القرص المدمج الجديد بقي بالبيت. ماذا نعمل؟
هند : حسناً افتح لنا الراديو لو سمحت يا ابي.
فتح حسن الراديو فصار يستمع للاخبار. حاولت هند التحدث لكن امها اسكتتها وقالت، "اسكتي يا هند فاباكِ يريد الاستماع للاخبار". سكتت هند وصار المذيع يلقي نشرة الاخبار. وبعد ان انتهت الاخبار وبدأ مقدم البرامج يعرض الاغاني على المستمعين. صاروا يسمعون اغنية للمغني فرانك سيناترا بعنوان (غرباء في الليل). طرب عليها حسن وصار يغني مع الاغنية لكن ابنته اعترضت وقالت،
هند : هذه اغنية قديمة جداً منذ ان كانت الراديوات تعمل على الفحم الحجري.
عائشة : هذا عيب يا هند، ابوك يحب الاغنية. دعيه يستمع اليها.
حسن : هل تريدين ان اغير المحطة؟
هند : اجل بابا حبيبي ارجوك غيرها.
صار يقلب المحطات حتى وصل الى محطة تعزف الالحان الكلاسيكية فسأل ابنته،
حسن : ما رأيك بهذه المحطة يا هند؟
هند : لا بأس. على الاقل ليس فيها غناء قديم او اخبار.
وفجأة انتهت المقطوعة الاولى وبدأت مقطوعة اخرى بصراخ المجموعة ثم صارت تدخل الالحان المخيفة. صار حسن يسمع ويتذكر ما قالته فكتوريا عن اللحن الذي سمعته اثناء الاعتداء عليها. قالت "موسيقى كنائسية لكنها مخيفة كما لو كانوا يحضرون الارواح". صرخ حسن وقال،
حسن : يا الهي، انها هي، انها هي.
عائشة : من هي؟
حسن : هذه هي المقطوعة.
هند : ابي رجاءاً غير المحطة. انا لا احب هذه المقطوعة. انها مخيفة.
عائشة : توقفي يا هند. اباك يريد سماعها.
حسن : اريد ان اعرف اسم المقطوعة. انها مهمة جداً بعملي. ارجوكما توقفا عن الكلام. ربما سيذكر المذيع اسم المقطوعة بعد الانتهاء منها.
بقوا يستمعون للمقطوعة كاملة لمدة خمس دقائق حتى انتهت فقال المذيع، "شكراً على حسن استماعكم لهذه المعزوفة الجميلة للملحن الشهير كارل اورف"
اوقف حسن السيارة على جانب الطريق، اخرج دفتره من جيبه وكتب (الملحن كارل اورف). ثم واصل القيادة. بقيت هند وامها عائشة بذهول كبير ثم سألت هند قائلة،
هند : ابي، هل سترجعنا للبيت وتلغي الرحلة؟
حسن : كلا حبيبتي. انا فقط اردت معرفة اسم المقطوعة لكنهم ذكروا اسم الملحن فقط. لا عليك. سنذهب الى مدينة الملاهي الآن وسوف نقضي اجمل الاوقات.
بعد ربع ساعة وصلوا الى مدينة الملاهي وفعلاً قضوا اوقاتاً رائعة كما وعدهم حسن. فقد كانوا تحت امرة ابنتهم هند لانها هي التي طلبت الذهاب الى مدينة الالعاب. بقوا هناك حتى ساعة متأخرة من الليل. وعندما خارت قواهم جميعاً رجعوا الى منزلهم فذهبت هند الى غرفتها للنوم لكن حسن وعائشة بقوا ينتظرون نوم ابنتهم حتى يتباحثون بامور في غاية الاهمية. باليوم التالي انهمك حسن بالعناية بحديقة بيته وصار يزرع الزهور ويصلح بعض الامور التي كانت تحتاج الاصلاح بالمنزل. باليوم الموالي استيقظ الجميع مبكرين فانطلقت هند خارج الدار تنتظر حافلة المدرسة. بينما ركب حسن سيارته وتوجه بها الى مركز الشرطة. وبالطريق شاهد متجراً للموسيقى فتوقف امامه لكن المتجر كان مغلقاً وعلقت على بابه يافطة تقول ساعات العمل من 10 صباحاً وحتى الثامنة ليلاً. رجع الى سيارته وذهب الى عمله. فور وصوله المركز جائته سوزان تحمل كأسين من القهوة سألته،
سوزان : كيف كانت عطلة نهاية الاسبوع؟
حسن : كانت رائعة. اخذت زوجتي وابنتي الى مدينة الملاهي وقد حدث معنا شيء غريب جداً. تخيلي يا سوزان في طريقنا الى مدينة الالعاب سمعت لحنا غريباً على الراديو انا متأكد انه نفس اللحن الذي سمعته فكتوريا عندما كانوا يغتصبونها. لم اتمكن من معرفة اسم المقطوعة الكلاسيكية لكنني كتبت اسم الملحن. اسمه الملحن "كارل اورف". اتعرفينه؟
سوزان : كلا لم اسمع له اي مقطوعة بحياتي. ولكي اكون صادقة معك فانا لا احب الموسيقى الكلاسيكية.
حسن : ساذهب الآن الى متجر للموسيقى واحاول ان اعرف اسم المقطوعة.
سوزان : تذكر ان اليوم سيأتي محامي الدفاع وسيكون الى جانب المتهم كي نستجوبه.
حسن : سوف لن اتأخر. متجر الموسيقة كان على الطريق بالقرب من مخفرنا هذا.
ركب حسن سيارته وذهب الى متجر الموسيقى على الساعة العاشرة والنصف فوجد سيدة شقراء تعمل هناك. حياها وقال لها،
حسن : اريد ان اعرف إن كان لديكم مقطوعات كلاسيكية للملحن كارل اورف.
السيدة : نعم سيدي لدينا زراثوستا وكيزي داساوفر
حسن : هل استطيع ان اسمع هذه المقطوعات كي اشتري واحدة منها؟
السيدة : طبعاً. دعني ابدأ بهذه.
بدأ يسمع الاولى فلم تكن مبتغاه. فوضعت له الثانية والثالثة حتى وصل الى المعزوفة المطلوبة فصاح،
حسن : هذه هي. اريد هذه. ما اسم المقطوعة؟
السيدة : اسمها كارمينا بورانا. Carmina Burana. اتريدها؟
حسن : بل اريد نسختان منها لو سمحت.
السيدة : الواحدة بـ 25 راند. لذا اعطني 50 راند لو سمحت.
اشترى قرصان مدمجان ورجع مسرعاً الى مركز الشرطة فاخبره شرطي الاستعلامات ان محامي المتهم قد وصل وهم ينتظرونه منذ نصف ساعة. ركض الى قاعة التحقيق فوجد سوزان جالسة امام المتهم برنارد ڨان ويك ومحاميه كليمانت جالساً الى جانبه.
حسن : دعنا نبدأ. سيد برنارد ڨان ويك طلبت ان نستجوبك بحضور محاميك وها قد حضر والآن اخبرنا يا برنارد، من كان يعمل معك؟
برنارد : لا احد، قلت لك انني لم اذهب لاي عشوائيات ولم ارى احداً من الشهود.
حسن : هل تعتقد ان اثنان من الشهود كانا يتآمران ضدك؟
برنارد : اجل انهما يتآمران ضدي.
حسن : لماذا؟ هل تعرفهما شخصياً؟
برنارد : كلا. انه دافع انتقامي لان رئيس الدولة نيلسون مانديلا اصبح من عندهم الآن وهم يريدون الانتقام من البيض. مع اننا بنينا الدولة وجعلناها من افضل الدول من كل النواحي.
حسن : سيد برنارد. صحيفة اعمالك تقول ان لديك قائمة طويلة تشمل السرقة الاحتيال وحيازة المخدرات وبيعها والاعتداء الجسدي على افراد الشرطة. الشرطي الذي ضربته قبل سنة كان ابيضاً. اليس كذلك؟
برنارد : اجل.
حسن : هل كنت تضربه بدافع العنصرية؟ لانه كان ابيضاً مثلك؟
برنارد : هو الذي بدأ بضربي اولاً. الا تريدني ان ادافع عن نفسي؟
حسن : دعني احذرك سيد برنارد. إن لم تتكلم فسوف تواجه عقوبة الاعدام لان ضحيتك فكتوريا تعرفت عليك وشهد شاهد آخر على ممارستك التمريض بالحي وانتحالك شخصية طبيب هناك. وبما ان فكتوريا تعرضت للخطف والاغتصاب والعنف فسوف تحمل العبئ كله وحدك. بامكانك ان تستشير محاميك وسوف يخبرك بنفس الكلام. الآن وللمرة الاخيرة ساسألك، من هم شركائك؟
المحامي كليمانت : انصحك يا برنارد بعدم الاجابة عن ذلك السؤال.
برنارد : لا تعليق.
حسن : اقفل المحضر بالساعة الحادية عشر وعشرين دقيقة.
اقتيد برنارد الى زنزانته بينما خرج حسن من الغرفة تجري ورائه سوزان.
سوزان : لماذا لم تزيد من استجوابه فقد يتكلم ان ضغطت عليه اكثر؟
حسن : لدي شيء اهم بكثير من شهادته. اسمعي يا سوزان. برناد الحشرة هذا هو مجرد قواد للعملية. اليوم حصلت على شيء مهم جداً سيقلب مجرى القضية رأسٌ على عقب.
سوزان : هل وجدت دليل جديد؟
حسن : وجدت افضل من الدليل. وجدت هذا.
اخرج القرص المدمج من جيبه واعطاه لشريكته سوزان. اخذت القرص من يده وتفحصته ثم قالت،
سوزان : ما هذا؟ قرص مدمج؟ هل سجلت به اعترافات احد؟ ام انها الموسيقى الكلاسيكية التي حدثتني عنها في الصباح؟
حسن : اجل انه اللحن الذي كانت تسمعه فكتوريا عندما كانت تغتصب. سيقوم الطبيب النفسي بتشغيله عندما تكون تحت التنويم المغناطيسي ومن المؤكد انه سيخلق لها الاجواء نفسها اثناء عملية الاغتصاب فتتمكن من ان تستحضر المزيد من ذاكرتها وتعطينا المعلومات والتفاصيل.
سوزان : فكتوريا كانت تحت التخدير وقتها فكيف ستتذكر؟
حسن : لكنها كانت تخرج من التخدير لثواني وتنظر حولها ثم يعودوا ويحقنوها بمخدر آخر. نحن نريدها ان تتذكر فترة تلك الثواني التي تكون ما بين الخروج من التخدير والعودة الى التخدير ثانية. الآن اذهبي الى فكتوريا واحضريها من بيتها. سالتقي بك عند الطبيب النفسي الدكتور ادريان.
خرجت سوزان مسرعة كي تحضر فكتوريا من بيتها ثم رجعت بعد نصف ساعة ودخلت عيادة الدكتور ادريان فوجدت حسن جالساً مع الدكتور. لما رأوهما يدخلان، دعاها الدكتور كي تستلقي على الاريكة الجلدية الطويلة. وبدأ يدخلها تحت التنويم المغناطيسي من جديد. وعندما تأكد انها نامت قال لها،
ادريان : اريدك يا فكتوريا الرجوع الى ليلة دخولك المشفى. ماذا حصل هناك؟ اشرحي لي بالتفصيل الممل هذه المرة. قولي كل التفاصيل منذ دخولك المشفى.
فكتوريا : دخلتُ من الباب الرئيسي للمشفى فقابلني حارس ابيض وسألني عن وجهتي فقلت له اني ذاهبة لاقابل طبيب عندهم يدعى د.جونيور دانيالز. قال وقتها ان السود ممنوعون من الدخول لهذه المشفى. ارجعي من حيث اتيتِ هيا. فقلت له ارجوك سيدي اتصل به واخبره باسمي فانه يعلم انني سأتي اليوم كي يجري لي بعض الفحوصات. فقال لي قلت لك اذهبي ايتها (الكافير) الحقيرة. لكنني شرحت له وقلت اني جئت من مسافة بعيدة والطبيب لديه علم بمجيئي. ارجوك اتصل به واسأله. دخل الى صندوقه وتكلم بالهاتف ثم عاد وقال، ادخلي الى قاعة المشفى الرئيسية واسألي الممرضة على د.جونيور دانيالز. دخلتُ قاعة المشفى الرئيسية فقابلتني ممرضة بيضاء قالت لي، الى اين؟ هل تهت الطريق؟ ليس لدينا علف. فقلت لها جئت لاقابل د.جونيور دانيالز. هو لديه علم بمجيئي. وبعد قليل عادت وقالت، "سيري بهذا الاتجاه وعندما ترين يافطة كتب عليها العيادة الخارجية. ادخليها فستجدين الدكتور" قاطعتها وقلت لها، "لكنني لا اجيد القرائة يا سيدتي فكيف ساقرأ اليافطة؟" قالت، "اسئلي هناك وسوف يدلوك عليها". بقيت تائهة هناك ابحث عن القاعة حتى جائني ممرض اسمر يبدو انه اسيوي وسألني، هل انت فكتوريا؟ فقلت، "اجل، اجل انا فيكتوريا. لقد تعبت حتى وصلت اليكم". قال، "تعالي معي ساخذك الى د.جونيور دانيالز انه بانتظارك". ادخلني غرفة صغيرة وطلب مني خلع ملابسي كلها ما عدى ملابسي الداخلية. خلعت ملابس في غرفة التبديل وخرجت فرأيت نفسي بقاعة كل شيء فيها ابيض طلب مني ان استلقي على ظهري فوق السرير. فاستلقيت فقام بحقني بابرة فنمت على اثرها.
بهذه اللحظة ضغط الدكتور ادريان على مفتاح التشغيل للمسجل وصارت مقطوعة كارمينا بورانا تلعب بالخلفية. وعندما سمعت فكتوريا الموسيقى بدأت تتنفس بسرعة كبيرة وصارت دقات قلبها تتسارع. راح الدكتور يراقبها بدقة وعلم ان مشاعرها بدأت تعمل بشكل مضاعف واحاسيسها تتأثر لكل لحن وكل مقطع من تلك الموسيقى. هنا انتهز الفرصة وقال لها،
ادريان : اوصفي لي يا فكتوريا ماذا يحصل الآن بالتفصيل.
فكتوريا : كنت غارقة بالنوم ثم بدأت استيقظ رويداً رويدأ واسمع اصوات رجال كثيرون بالغرفة حولي. حاولت ان افتح عيني لكن جفوني كانت ثقيلة. كنت اشعر ان ساقي منفرجتان ومربوطتان من الجانبين وان شخصاً كان يمارس الجنس معي لكنني لم اقدر على الاعتراض فقواية خارة وجسدي ضعيف. تمكنت فقط من فتح عيني فرأيت وجه رجل اسمر اسيوي يمسك بكتفي من الاعلى. رفعت رأسي نحوه ثم انزلت عيني للاسفل ثانية فشاهدت الرجل الذي يغتصبني. كان رجلاً ابيضاً اصلع الرأس عاري من الملابس يضاجعني وانا احاول دفعه بيدي فيدخل بي من جديد، كنت اطلب منه كي يبتعد عني ثم استغيث لكن احداً لم ينقذني. كان الهندي يمسك بكتفي ويثبتني بقوة.
ادريان : وماذ حصل بعد ذلك؟
فكتوريا : عندما انتهى مني جاء رجل آخر كي يضاجعني.
ادريان : اوصفي لي الرجل الثاني يا فكتوريا.
فكتوريا : انه رجل ابيض شعره احمر وذقنه احمر، طويل القامة، اسنانه الامامية مفقودة. جائني وصفعني ثم وضع اصابعه حول عنقي وصار يخنقني ثم دخل بي وراح يغتصبني هو الآخر. بدأ يسرع بالولوج وهو يصرخ "جميلة، جميلة، جميلة". وراح يطبق اصابعه حول عنقي فصرت اختنق لكنه ضل يضغط على عنقي حتى صرخ بعض الرجال عليه وقالوا له توقف فتوقف.
ادريان : وماذا حصل بعد ان توقف؟
فكتوريا : فقدت وعيي ثم فتحت عيني ثانية فرأيته يخرج قضيبه مني ثم جاء رجل ثالثاً، بقي بملابسه لكنه اخرج عضوه الذكري من سرواله وادخله بي. رجعت فنمت ثانية ثم فتحت عيني ورفعت رأسي فوجدت رجل رابعاً يولج بي.
ادريان : كم كان عدد الذين اغتصبوك؟
فكتوريا : كانوا 4.
ادريان : الآن اريدك ان تركزي على الهندي الذي كان يمسك باكتافك ويثبتك على السرير. هل تستطيعين ان تري وجهه؟
فكتوريا : اجل ولكنه مقلوب.
ادريان : حاولي ان تديريه كي بيدو معتدلاً امامكِ. هل تريه الآن؟
فكتوريا : اجل اراه الآن بوضوح.
ادريان : لو شفتيه بعد ذلك هل تستطيعين ان تتعرفي عليه؟
فكتوريا : لا اعلم ربما.
ادريان : هل كان يرتدي شيئاً مميزاً؟
فكتوريا : كان يرتدي صدرية بيضاء مثل الباقي ويضع شارة خضراء على صدره بها كتابات هي اسمه على الاغلب؟
ادريان : اقرأي لي الكتابات ماذا تقول؟
فكتوريا : لا اعلم. انا لا استطيع القرائة.
ادريان : هل تميزين اي حرف منها؟ اي حرف مهما كان.
فكتوريا : اجل رأيتها ببيتي.
ادريان : رأيت اسمه ببيتك؟
فكتوريا : اجل رأيته ببيتي.
ادريان : ماذا تقصدين ببيتك؟ هل اسمه مكتوب ببيتك؟
فكتوريا : لا اعلم لا اعلم. انا اختنق اختنق اختنق. ارجوك انقذني.
ادريان : ستستيقظين الآن عندما اعد الى 3. 1-2-3
جاء حسن الى الدكتور وقال،
حسن : اعتقد اننا تمكنا بفضل الموسيقى من الوصول الى الكثير من الامور اليوم.
ادريان : ربما سنحاول ان نستخرج المزيد من المعلومات بالجلسة القادمة.
خرج حسن وشريكته سوزان يتأبطون فكتوريا وساروا بالممر حتى وصلوا المصعد فدخلوه. بداخل المصعد قال حسن،
حسن : يا سوزان اريدك ان تأخذي فكتوريا الى بيتها. ادخلي معها البيت وحاولي ان تكتشفي ذلك الشيء الذي يشبه اسم الممرض الهندي. اما انا فساذهب الى المشفى واتحدث مع مدير المشفى.
ركب حسن سيارته وتوجه بها الى مشفى نيو سوميرسيت. اوقف السيارة بالمراب ودخل المبنى الرئيسي متوجهاً الى مكتب الاستعلامات. اراد ان يطلب منها الاتصال بـ د.جوزيف بلوم مدير المشفى كي يزوره لكن الموظفة لم تكن جالسة بمكانها. بقي واقفاً بعض الوقت ينتظرها لكنها لم تأتي لذلك قرر ان يصعد الى اطابق الاول ويطرق باب الدكتور بنفسه. خرج من المصعد وسار بالممر المؤدي الى مكتب المدير. وبينما هو يسير بالممر بدأ يسمع من بعيد صوت موسيقى مألوفة لديه. كلما قرب من مكتب المدير كلما ازداد مقدار الصوت ليتأكد انها نفس المقطوعة (كارمينا بورانا). يا الهي، انها تأتي من مكتب مدير المشفى د.جوزيف بلوم. طرق الباب فلم يسمع الرد لان صوت الموسيقى كان مرتفعاً. طرق الباب ثانية ولكن بقوة اكبر هذه المرة فتوقفت الموسيقى وسمع صوت د.جوزيف يقول، "ادخل". فدخل حسن.
حسن : آسف يا كتور. لقد اردت ان آخذ الاذن من الاستعلامات كي ازورك لكن موظفة الاستعلامات لم تكن جالسة بمحلها.
د.جوزيف : لا عليك يا محقق. تعال واجلس. انا طلبت منك ان تأتي لزيارتي متى ما شئت.
كان حسن يأمل ان يرى الدكتور جوزيف واقفاً كي يحاول مطابقة اوصافه مع اوصاف الرجال الذين وصفتهم فكتوريا وهي تحت التنويم المغناطيسي. فسمع الدكتور يسأل،
د.جوزيف : قهوة؟
حسن : اجل لو سمحت.
د.جوزيف : سكرتيرتي ليست موجودة لذا ساعد لك القهوة بنفسي.
حسن : إذا كان ذلك سيسبب لك مشكلة فاترك القهوة.
د.جوزيف : لا، لا انا سعيد انك جئتني اليوم كي نعرف كيف تجرى تحقيقاتك بقضية فيرونيكا.
حسن : اتقصد فكتوريا يا دكتور؟
د.جوزيف : اجل، اجل فكتوريا.
وقف الدكتور ومشى باتجاه آلة القهوة فراح حسن يتفحصه وكأنه جهاز مسح الكتروني. يدقق كل تفاصيله من طول وعرض ولون بشرة ولون شعر. وقتها تيقن انه نفس الرجل الاصلع الذي وصفته فكتورا. الا ان د.جوزيف لم يكن اصلعاً. حلل مع نفسه وقال، "ربما هو يرتدي شعراً مستعاراً؟". سانتزع باروكته عندما يجلب لي القهوة. بعد قليل صب الدكتور فنجاني قهوة وجاء بهما الى حسن فرفع حسن يده كي يأخذ الفنجان من الدكتور الا انه سكب الفنجان الساخن على نفسه وصرخ قائلاً، "اي لقد احترقت" وقف وهو يتضاهر انه يتألم وبحركة خفيفة اسقط نفسه على الارض. وبينما هو يسقط تشبث بشعر الدكتور فانخلعت باروكة الدكتور بيده.
حسن : انا آسف يا دكتور. لم يكن قصدي ان اخلع الباروكة.
د.جوزيف : لا عليك يا صديقي. انا ارتدي الباروكة منذ زمن بعيد لانني اصبت بالصلع بسن مبكر. ارجو ان لم تكون قد تضررت من حرارة القهوة. ساحضر لك قهوة ثانية.
حسن : لا عليك يا دكتور. ساشربها بوقت لاحق.
د.جوزيف : إذاً اخبرني عن تطورات القضية؟ هل وجدتم الفاعل؟
حسن : لم نتقدم كثيراً لاننا لم نحصل على اي تطورات كبيرة وفكتوريا لا تتذكر اي شيء من الليلة المشؤومة فقد كانت تحت التخدير وقت وقوع الاعتداء.
د.جوزيف : هذا حقاً شيء مؤسف. الانسان لا يتذكر شيئاً عندما يكون تحت التخدير. ارجوك لا تتردد في طلب اي شيء مني كي اعينك بمسعاك.
حسن : سافعل ذلك يا دكتور.
بداخله اراد ان يقول. سيكون لي الشرف واكون اسعد انسان بالدنيا كي اقول لك اعطني معصميك حتى اضع اصفادي الفولاذية عليها يا ابن الزانية.
د.جوزيف : حضاً اوفر ببحثك يا ملازم.
حسن : شكراً لك يا دكتور.
خرج حسن من مكتب الدكتور وهو بغاية السعادة فقد عرف يقيناً ان واحد من المجرمين الاربعة قد سقط بالمصيدة. صار متحمساً ليرى شريكته سوزان كي يخبرها بعثوره على المشتبه به الاول. دخل حسن المركز وذهب مباشرة الى مكتبه وصار ينتظر كثيراً لكن سوزان لم تأتي الا بعد ساعتين. دخلت مكتبه وهي تبتسم. فقال لها،
حسن : لماذا كل هذا التأخير؟ لدي خبر رائع بقضيتنا.
سوزان : وانا ايضاً لدي خبر رائع يا حسن.
حسن : قولي انت اولاً.
سوزان : اجلس يا حسن استرخي تماماً وساخبرك بما وجدت. ذهبت مع فكتوريا الى بيتها وصرت ابحث معها عن اي شيء من الممكن ان يشبه اسم الممرض الهندي. بقيت ابحث واتفحص ادوات مطبخها واللوحات التي على الجدران والسجاد المقطع المفروش على الارض لكنني لم اجد اي شيء. انتابني الشعور بالفشل والاحباط واردت ان انفجر بالبكاء لكنني تماسكت وضبطت اعصابي. وقفت بالشباك كي استنشق هوائاً نقيأ. ولما نظرت من خلال الشباك الى خارج المنزل رأيت لوحة اعلانات على الشارع مربوطة بعامود يغمره الصدأ واللوحة يأكلها الصداء هي الاخرى. والمفاجئة هي ان اسمها SABC RADIO. هل وصلت الفكرة يا حسن؟
حسن : لا اعرف كيف ان اعلان للراديو الوطني لجنوب افريقيا بامكانه ان يدلنا على اي شيء.
سوزان : يا حسن، يا حسن اترك كلمةSABC وانظر الى الكلمة الثانية RADIO. هل يقول لك ذلك شيئاً؟
حسن : لا، لا اعلم، كيف؟
سوزان : كلمة RADIO تشبه كلمة RADIOLOGY . الشارة التي كان يحملها الهندي على صدره لم تكن شارة اسمه بل كانت للقسم الذي يعمل به وهو قسم الاشعة. عرضت اليافطة على فكتوريا وسألتها عنها فقالت اجل هذه ما رأيتها على صدر ذلك الهندي. فخرجتُ من منزلها وذهبت الى المشفى ثانيةً. صعدت مباشرة الى قسم الاشعة فرأيت ان جميع العاملين هناك كانوا يرتدون شارات خضراء مكتوب عليها RADIOLOGY DEPARTMENT. تحدثت مع مدير القسم فاخبرني ان هناك الكثير من الموظفين الجدد لكن جميعهم من البيض. وعندما سألته عن الهنود قال، "لدينا اثنان من الموظفين الهنود واحد جديد يعمل عندنا منذ سبتمبر الماضي وواحد من القدماء. يعمل بالقسم منذ اكثر من 12 عاماً. اسمه موهان كومار ماثور. يعمل كفني بقسم الاشعة". قمت باستدعائه للتحدث معه الا انه ارتبك كثيراً ولم يعترف بشيء. صورته بكامرتي. خرجت من المشفى وذهبت الى ستوديو لطبع الصور الفورية فطبع لي صورته. رجعت بها الى بيت فكتوريا. وعندما عرضت صورته عليها بدأت تختض وتبكي وتقول، "هذا هو الهندي الذي كان يمسك بذراعي".
حسن : هذا امر رائع. وانا كذلك حصلت على الرجل الاصلع الذي كان يغتصبها. اتعرفين من هو؟
سوزان : اكاد اموت من الفضول. ارجوك اخبرني.
حسن : انه د.جوزيف بلوم مدير مشفى نيو سوميرسيت.
سوزان : لا، مستحيل، لكن د.جوزيف بلوم ليس اصلعاً فقد اطلعت على ملفه وشاهدت صورته.
حسن : هو اصلع منذ زمن بعيد لكنه يرتدي الشعر المستعار دائماً. يبدو انه لا يستمتع بالاغتصاب الا عندما يزيل شعره المستعار من رأسه. لقد كان يلعب كارمينا بورانا بمكتبه عندما ذهبت اليه. الآن وصلنا الى رأس الافعلى وباقي جسدها الذي سيكون الوصول اليه يسيراً، صدقيني. دعينا نستدعي الهندي ونستجوبه هنا بالمركز. هيا نخرج الآن.
خرج المحققان حسن وسوزان وتوجها الى خارج المركز ولكن قبل ان يخطوا خطوة واحدة الى الخارج نادى احدهم وقال،
المنادي : ملازم حسن، ملازم حسن توقف.
استدار حسن ونظر فوجد احد عناصر الشرطة المكلفين بحراسة الزنازين فرجع وسأله،
حسن : ماذا تريد يا فريدي؟
فريدي : المتهم برنارد ڨان ويك. طلب ان يتحدث اليك.
نظر حسن لسوزان وقال،
حسن : دعينا نرى ماذا يريد هذا القواد. هيا نرجع يا سوزان.
سوزان : لا يا حسن. دعه يختمر قليلاً وينتظر. الآن لدينا الهندي. هيا بنا.
دخلا المشفى وتوجها الى قسم الاشعة وتحدثا مع موظفة الاستعلامات بالقسم فاستدعت الفني موهان فحياه بايمائة من رأسه وقال له،
حسن : سيد موهان كومار ماثور جئنا اليوم نريد ان نسألك عن جريمة وقعت قبل 4 سنوات بهذه المشفى.
موهان : اي جريمة هذه؟
حسن : جريمة اغتصاب لسيدة سوداء تدعى فكتوريا. هل لك علم بذلك؟
بدأ الارتباك واضحاً على وجهه وقال،
موهان : لا اعلم اي شيء عنها.
سوزان : لدينا ادلة تشير الى انك كنت احد الذين شاركوا بعملية الاغتصاب.
حسن : الافضل لك ان تعترف.
موهان : انا اعرف اساليبكم والاعيبكم كي تلصقوا بي التهمة. انا لا اعرف اي شيء عن تلك الجريمة ولم يسبق لي ان التقيت بتلك السيدة السوداء. لا تنسوا ان السود ممنوعون من الدخول الى هذه المشفى. فمشفانا تعالج البيض فقط.
سوزان : وهذا كان غطائكم كي تأتوا بتلك المرأة المسكينة وتغتصبوها بالمشفى.
حسن : موهان كومار ماثور، انا القي القبض عليك الآن بتهمة القتل والمساعدة عل القتل والمساعدة على الاغتصاب. ارجع يديك الى الخلف.
وضع حسن الاصفاد على معصميه واقتاده مع سوزان الى الخارج. وعندما مروا بباحة الاستعلامات كان الجميع ينظر اليهم بهلع وخوف يتسائلون عن سبب اعتقال هذا الموظف العريق. دخل حسن وسوزان المركز وبيدهما الرجل الهندي وادخلوه مكتب سوزان. همست سوزان باذن حسن وسألت،
سوزان : لماذا لا نضعه بالزنزانة؟
حسن : انا لا اريده ان يتحدث مع القواد برنارد لذلك سنستخدم كل واحد منهما كورقة مقايضة ضد الآخر.
سوزان : انت فعلاً ثعلب.
نظر اليها باستغراب لانها وصفته بالثعلب.
سوزان : آسفة يا حسن، اقصد انك ذكي جداً.
حسن : هيا شمّري عن ساعديك ودعنا ننبش الماضي. اجلبي فكتوريا كي تتعرف على موهان. وعندما تعودي ادخليها مكتبي.
سوزان : مسكينة فكتوريا. تكاد تعمل معنا بدوام رسمي فهي معنا اغلب الايام.
حسن : انا متاكد انها ستكون سعيدة عندما توقع مجموعة المغتصبين بالشباك.
خرجت سوزان من مركز الشرطة وعادت بعد ساعة بصحبة فكتوريا. دخلا مكتب حسن فوجدا حسن بانتظارهم قال،
حسن : اغلقي الباب يا سوزان. وانت يا فكتوريا اجلسي هنا. اعتقد ان سوزان قد شرحت لك سبب مجيئك الى هنا. جلبنا اليوم رجل نشك انه احد المعتدين. نريدك ان تتعرفي عليه في استعراض الشخصية. هل انت مستعدة؟
فكتوريا : اجل.
اقتادوها الى قاعة استعراض الشخصية وطلبوا منها ان تتحقق بالرجال التسعة الذين امامها خلف المرآة. كلهم كانوا بنفس الطول تقريباً وكلهم كانوا من الهنود. سارت فكتوريا ببطئ شديد تتفحص الرجال وعندما وصلت الى الرقم 7 قالت "هذا هو، هذا هو".
حسن : هل انت متأكدة منه؟
فكتوريا : اجل انه هو يا حسن انه هو يا سوزان اقسم لكما.
صارت ترتعش وتبكي فاحتضنتها سوزان وصارت تطبطب على كتفها وتقول،
سوزان : خلاص يا فكتوريا، بشجاعتك تمكنت من الصمود والآن سيتلقون ما يستحقون من عقاب.
حسن : ارجوك يا فكتوريا تماسكي فقد وصلنا الى خط النهاية. ستأخذك سوزان الى منزلك الآن.
التفت الى شريكته سوزان وقال،
حسن : خذي فكتوريا الى بيتها وعودي بسرعة كي نقطع المجرم الثاني بانيابنا.
لم تتاخر سوزان بايصال فكتوريا سوى 40 دقيقة ثم رجعت وقابلت حسن فقال، "هيا دعنا نذهب ونتسلى مع القواد برنارد".
دخلا مكتب سوزان فوجدا احد عناصر الشرطة يحرس برنارد فجلسا امامه وهما يبتسمان. اخرج حسن علبة سجائر وعرضها على برنارد وقال،
حسن : سيجارة؟
برنارد : اجل سيدي.
اخذ سيجارة من العلبة فاشعل له حسن السيجارة وقال،
حسن : اخبروني انك تريد التحدث معي.
برنارد : اريد ان اعترف لك بكل شيء على شرط ان تعطيني وعد بان تخلي سبيلي ولا تعرضني للمسائلة.
حسن : لقد فاتتك الفرصة يا برنارد ڨان ويك. كان هذا العرض عندما تحدثنا مع محاميك لكنك رفضت ان تساعدنا. لحسن الحظ فاننا لم نيأس وقمنا بالمزيد من التحريات وعثرنا على اشخاص كانوا متورطين فعلاً بعملية الاغتصاب. لذلك نحن لم نعد بحاجة لمساعدتك. فالعرض قد انتهت فترة صلاحيته.
برنارد : انت تكذب. انت لم تجد اي شيء بعد.
حسن : دعني اعطيك اسم واحد فقط الآن وقل لي إذا كنت انا على صواب. موهان كومار ماثور الفني الهندي بقسم الاشعة. ها؟ ما رأيك؟ هل انا اكذب الآن؟
برنارد : لكنني ساخبرك بكل شيء. هناك امور لا يعرفها احد سوايَ. فانا كنت انسق مع الكابتن خافيير.
حسن : الكابتن خافيير؟ هل هو ضابط بالشرطة؟
برنارد : كلا انه طيار.
حسن : إذاً العرض لا زال قائماً. تحدث واعدك ان اخذ مساعدتك بنظر الاعتبار. اريدك ان تتحدث بكل ما لديك ولا تخفي شيئاً.
برنارد : دعني ابدأ من البداية. قبل حاولي 6 سنوات كنت اعمل كموظف للنظافة بمشفى نيو سوميرسيت. جائني احد الاطباء وعرض علي سيجارة فقبلتها منه ثم سألني إن كنت اعرف اي فتاة سوداء جميلة لانه قد مل من زوجته البيضاء فاخبرته ان باستطاعتي ان اذهب الى بيوت الدعارة بكيب تاون واسأل هناك. الا انه قال بانه لا يريد عاهرات محترفات. بل فتيات عاديات. قلت له ما علينا سوى ان نسألهم فيقومون بالتطوع بانفسهم مقابل بعض المال. لكنه قال انهم سوف لن يأتوا طوعاً. لذلك بدأنا نخطط عملية تمثيل دور الممرض الشهم الذي يعالج دون مقابل. وكلما كنت ارى فتاة جميلة كنت استميلها كي تحضر للمشفى فيقوم الدكتور بمضاجعتها. لكن اول فتاة اتينا بها لم ترضى بما فعله بها وقررت ان تخبر الشرطة عما فعل فقام الدكتور بقتلها.
حسن : عن اي دكتور تتحدث؟ ماذا كان اسمه؟
برنارد : انا اتحدث عن د.جوزيف بلوم مدير المشفى.
حسن : تقصد ان د.جوزيف بلوم اغتصب تلك السيدة السوداء ثم قتلها؟
برنارد : اجل سيدي.
حسن : وماذا فعلتم بجثتها؟
برنارد : دفنتها انا بنفسي بحديقة المشفى.
حسن : وماذا حصل بعد ذلك؟
برنارد : بعد فترة طلب مني احضار فتاة اخرى لان بعض الاطباء ارادوا ان يشاركوا معه بالاستمتاع بالفتيات.. فقلت له بانني سوف لن اشارك بعملية القتل مرة ثانية. فسألني إن كان هناك طريقة للتخلص منهن غير القتل. فاقترحت عليه ان يتحدث مع الكابتن خافيير الطيار الذي يعمل بنقل البضائع من والى باقي مدن جنوب افريقيا. طلبنا منه ان يساعدنا بالتخلص من الفتيات الى مدن بعيدة بينما يكونوا تحت التخدير. فيضعهن مع البضاعة التي ينقلها.
حسن : ولماذا وافق ان يفعل ذلك؟ هل عرض عليه الدكتور مبلغاً من المال؟
برنارد : اجل كان يعطيه 500 راند مقابل كل فتاة يغتصبها.
حسن : وكم كان عدد الفتيات اللواتي قمتم باستمالتهن؟
برنارد : لا اذكر العدد، ربما 50 او 60.
حسن : واين الكابتن خافيير الآن؟
برنارد : انه لازال يعمل بنفس المكان بمطار كيب تاون منذ اكثر من 14 سنة.
حسن : اكمل حديثك.
برنارد : ليس عندي المزيد. فالبنات اللواتي كنت اجلبهن للمشفى كنت استميلهن من عدة عشوائيات وابعثهن لمشفى نيو سوميرسيت. هناك يتولى الفني موهان تخديرهن ويقوم د.جوزيف بلوم باستدعاء اصدقائه الاطباء كي يعملوا ما يريدون بهن ثم يتصلوا بي كي اتخلص من الفتيات وذلك بتسليمهن للكابتن خافيير الذي يوصلهن الى اماكن نائية بمدن ثانية كي يغطي على الموضوع.
نظر حسن الى سوزان فوجدها غارقة بالدموع وهي منهارة تستمع الى تلك القصة البشعة التي ابتدأت بفكتوريا وانتهت بـ 50 او 60 ضحية.
حسن : هل لديك المزيد من الاقوال؟
برنارد : هل ستعفيني من المسائلة الآن؟
لم يجب على سؤاله لكنه نظر الى مساعدته سوزان وقال،
حسن : دعينا نذهب للهندي ونحقق معه الآن.
سوزان : دعه يتعفن قليلاً. سنستجوبه غداً لان الوقت قد تأخر ولدي موعد مع شخص ما احبه كثيراً.
حسن : اهو حبيبك؟
سوزان : نعم انه ابي. فانا لم اراه منذ اسبوع واريد ان اتحدث معه.
حسن : حسناً الى الغد يا سوزان. ولكن لحظة لو سمحتِ.
سوزان : ماذا هناك؟ ما الامر؟
حسن : شكراً لك على كل ما قدمتِ، لولاك لما تمكنت من ان اصل لهذه المرحلة.
سوزان : كفاك ثرثرة يا حسن واذهب لعائلتك فهم بحاجة اليك.
خرج حسن لاول مرة وهو في قمة السعادة متجهاً لمنزله. في صبيحة اليوم التالي ذهب الى المركز فوجد سوزان في انتظاره سألها،
حسن : كيف كان لقائك مع والدك؟
سوزان : رائعاً. حكيت له عن قضية فكتوريا فتألم كثيراً.
حسن : والآن، هل انت مستعدة؟
سوزان : اكثر من مستعدة. اريد ان اعصر الهندي كي اخرج آخر قطرة كاري من ثقب مخرجه.
دخل المحققان الى المكتب وفقتادا الهندي الى غرفة الاستجواب رقم 4. ثم رجعا وانهمكا باعداد كامرة التسجيل وباقي مستلزمات التحقيق. امسك الحارس بيد الهندي، اجلسه على الكرسي وربط اصفاده بسلسلة متدلية من الطاول ثم نظر الى المحققين وقال، "جاهز".
حسن : اعطي اسمك الكامل ومهنتك وتاريخ ميلادك.
موهان : موهان كومار ماثور. العمل فني اول بقسم الاشعة انا من مواليد 26/5/1958.
حسن : اين كنت بتاريخ 12/2/1990؟
موهان : كنت في المشفى.
حسن : ما هو نوع عملك؟
موهان : انا اعمل فني بقسم الاشعة منذ 1980 اي 14 سنة.
حسن : هل سبق وان مر عليك اسم فكتوريا شيزا؟
موهان : لا.
اخرج حسن صورة فكتوريا القديمة والجديدة وعرضها عليه وسأل،
حسن : الا تعرف هذه السيدة؟
موهان : قلت لك لا. هل انت اطرش؟
سوزان : تكلم بادب مع الملازم.
حسن : انت تعرف يا موهان انك اذا كذبت بالتحقيق اليوم فانك ستكون مسائل امام القانون.
موهان : ولماذا اكذب؟ انا اخبرتك بكل ما لدي. إذا كنت تريد تلفيق شيء ضدي فهذا شأنك انت ولن استطيع ايقافك.
حسن : هل سمعت بشخص يدعى برنارد ڨان ويك؟
موهان : هل هو رئيس وزراء جنوب افريقيا الجديد؟
حسن : انت تستهزئ إذاً. ما رأيك بانه يعرفك تماماً وقد اخبرنا بكل شيء.
موهان : كيف يخبركم باشياء عني وانا لا اعرفه؟
حسن : انه يقول انه يعرفك وانه قص لنا كل تفاصيل العمليات القذرة التي كنتم تقومون بها منذ اللحظة الاولى التي كان يستدرج بها الفتيات الى المشفى ماراً بقيامك بتخديرهن ومسك الضحية اثناء قيام شلة من الاطباء باغتصابهن. تقوم بعد ذلك بتسليمهن الى طيار يدعى الكابتن خافيير الذي يقوم باخذهن الى مكانات نائية وتركهن هناك عاريات محطمات نفسياً معرضات للامراض او الموت. لقد سطر لنا صاحبك اسماء جميع الاطباء الذين شاركوا بتلك الحفلات الماجنة والتي عرفنا حتى الموسيقى التي كان يفضل د.جوزيف بلوم سماعها اثناء قيامه بشذوذه الماجن في اغتصاب النساء مع زملائه الاطباء المرضى نفسياً. والآن يا موهان. ما رأيك؟
هنا بدأ موهان ينهار وصار يرتعش ثم صار يبكي ويقول،
موهان : كنت مرغماً على ما فعلت. كانوا يهددونني بقتل عائلتي إذا لم اتعاون معهم.
حسن : لكنك كنت تحصل على المال مقابل خدماتك لهم.
موهان : اجل لكن المال كان قليلاً.
حسن : اتقصد لو كان المبلغ كبيراً لكنت ستتعاون من رضاء نفسك؟
موهان : سيدي انا هندي الاصل مثلك تماماً واسكن جنوب افريقيا اباً عن جد وليس لي وطن آخر غيره. السلطة والمال والقوة كلها بيد البيض لذلك لم يكن امامي بد سوى التعاون معهم.
حسن : لكنك ساهمت ببعض المرات بالاغتصاب هل ستنكر ذلك؟
موهان : اجل فقط اغتصبت اربع مرات سيدي لكنني كنت مجبراً على ذلك لان الفتيات كن مثيرات جداً.
حسن : والآن اذكر لي اسماء الاطباء المشاركين بالاغتصاب.
موهان : د.جونيور دانيال د.جوزيف بلوم مدير المشفى، د.فردريك جاكوبسن الذي توفى، د.بول سارتر، د.مارتن كنوزن الذي صار يعمل بلندن.
نظر حسن الى مساعدته سوزان وقال،
حسن : وجهي له تهمة الاغتصاب والخطف والقتل وتهمة تظليل العدالة وانزليه الى الزنزانة رقم 2 فقد انتهى عملنا هنا والباقي على المحكمة.
خرج حسن يشعر شعوراً رائعاً وحلاوة النصر يكاد يتذوقها بفمه بعد ان تسلم اعترافاً كاملاً من موهان. ذهب الى مكتبه وجلس يترشف قدحاً من القهوة ويبتسم. فجأة طرقت سوزان بابه ودخلت فسألته،
سوزان : اهنئك على هذا النصر العظيم يا حسن لقد كنت رائعاً.
حسن : شكراً لك سوزان. انت كنت احد الاسباب لذلك النصر فهنيئاً لنا نحن الاثنين.
سوزان : لدي فقط فضول ان اعرف شيئاً واحداً فقط. كيف عرفت ان موهان كان يغتصب بعض النساء مع المغتصبين الاربعة؟
حسن : لم اكن اعرف ذلك. قلتها فقط كي احاول ان اعرف ردة فعل موهان. لكنه لم يخيب ظني واعترف بها.
سوزان : وهل سيأخذون بعين الاعتبار عدد مرات اغتصابه للنساء؟
حسن : لا اعتقد ذلك. فلو اغتصب 4 او 40 فالنتيجة واحدة.
سوزان : طيب وما هي الخطوة التالية؟ هل سنذهب لاحضار السادة الاطباء؟
حسن : كلا يجب ان اتصل اولاً بسكوتلانديارد كي اطلب منهم القاء القبض على د.مارتن كنوزن الذي يسكن ببريطانيا حالياً ثم أذهب لالقاء القبض على مصاصي الدماء بنفسي.
سوزان : لا تحرمني من هذا المنظر، اريد ان اتي معك عندما تذهب لجلبهم مكبلين بالسلاسل.
حسن : بكل سرور ويجب ان لا ننسي فكتوريا، هي ايضاً ستأتي معنا عندما ننفذ تلك العملية وستراقب كل شيء بنفسها انتقاماً لها ولما فعلوه بها أُولَئِكَ السفلة الانذال القذرين.
سوزان : إذاً اتصل انت بلندن بينما اذهب لمنزل فكتوريا واحضرها من هناك.
بعد ساعتين توجهت 5 سيارت شرطة تحمل الملازم حسن والعريف سوزان وفكتوريا وقوة مؤلفة من 5 ضباط و7 عناصر شرطة دخلت مبنى مشفى نيو سوميرسيت فامر حسن شرطيين بالبحث بحديقة المشفى كي يحفروا جثة المغدورة الاولى ثم توجه الباقون الى مكتب د.جوزيف بلوم مدير المشفى فتح الباب دون استئذان. وقف د.جوزيف من كرسيه وقال،
د.جوزيف : ما هذه الهمجية؟ كيف تقتحمون مكتبي دون استئذان؟
حسن : د.جوزيف بلوم جئنا لنلقي القبض عليك بتهمة الاغتصاب والقتل وترأس عصابة تقوم باختطاف واغتصاب وتعنيف نساء سوداوات من العشوائيات ثم التخلص منهن بمناطق نائية. اي شيء تقوله بامكانه ان يستخدم ضدك بالمحكمة.
اومأ لسوزان كي تضع الاصفاد على معصميه ثم طلب من الشرطيين اخذه للسيارة. توجه الى خارج المكتب وقال،
حسن : دعنا نذهب للضباع الاثنان المتبقيان د.جونيور دانيالز و د.بول سارتر.
صعدت سوزان وحسن الى الطابق الثاني واحضروا المتهمين الباقيين ثم سألت سوزان،
سوزان : ماذا تبقى لنا؟
حسن : سنذهب الى مطار كيب تاون لنجلب الضبع الاخر الطيار كابتن خافيير.
بعد يومين بمشفى سانت ميريز بلندن بدأ د.مارتن كنوزن استعداداته. ارتدى صدرية خضراء وربط ربطةً فوق رأسه ثم الكمامة ثم القفازات المطاطية وتوجه الى غرفة العمليات لكن قبل دخوله غرفة العمليات نادته ممرضته وقالت،
الممرضة : د.مارتن توقف لو سمحت.
د.مارتن كنوزن : ماذا هناك يا بَتي؟ لقد قمت فعلاً بعملية الحك والتغسيل استعداداً لاجراء العملية.
الممرضة : هناك رجلان يريدان مقابلتك.
د.مارتن كنوزن : بامكانهما الانتظار الى ما بعد العملية. قولي لهما باني مشغول.
هنا دخل رجلان يرتديان بزات سوداء رسمية وقال احدهم.
الشرطي : د.مارتن كنوزن نلقي القبض عليك بتهمة الاغتصاب والقتل في كيب تاون بجنوب افريقيا.
د.مارتن كنوزن : ما هذا الهراء؟ من اين جئتم بشيء غبي مثل هذا؟
الشرطي : اترك ملاحظاتك واعتراضاتك الى المحاكمة. الآن يجب عليك المجيء معنا.
د.مارتن كنوزن : هذا مستحيل. لدي مريضة يجب ان اجري لها عملية فوراً.
الشرطي : ستتمكن من اجراء الكثير من العمليات عندما تكون بجنوب افريقيا.
قرأ عليه حقوقه ووضع الاصفاد على معصميه ثم خرجوا به متوجهين الى مطار هيثرو لارساله الى جنوب افريقيا..
بعد مرور سبعة اشهر
وقفت سيارة شرطة امام منزل فكتوريا وخرج منها حسن فطرق الباب لتفتح له فكتوريا وهي تبتسم قالت،
فكتوريا : تفضل يا حسن. الطعام جاهز.
حسن : بل انت التي ستأتين معي. اليوم سينطق القاضي بالحكم على المتهمين.
فكتوريا : إذاً، دعني اخبر جارتي ليراتو كي تأتي بابنتي ثابيسا من الروضة وتبقيها عندها حتى اعود.
ركبت فكتوريا مع حسن وذهبا الى قاعة المحكمة فجلسا بقسم المراقبين. بعد قليل دخل القاضي فجلس الجميع بعد ان جلس القاضي. افتتح الجلسة وقال،
القاضي : لم تشهد قاعة هذه المحكمة جريمة اكبر وافضع وابشع من الجريمة التي نحن بصددها لذلك يسعدني ان اصدر بها الحكم اليوم على مجموعة من الاطباء البيض الذين قاموا بالتآمر مع بعض القوادين والمساعدين كي ينفذوا جرائمهم المقيتة. ان حجم العقوبة بحجم الجريمة. في السابق كنا نحكم بالاعدام على مثل هذه الجرائم الشنيعة. لكن دستورنا قد تعدل وازيل منه حكم الاعدام. لذا وبعد الاستماع الى كل الادلة وشهادات الشهود والدفاع. حكمت المحكمة، اولاً الحكم المؤبد الغير قابل للمراجعة على كل من : جونيور دانيالز، جوزيف بلوم، بول سارتر، مارتن كنوزن، وموهان كومار ماثور.
ثانياً الحكم على القواد برنارد ڨان ويك والكابتن خافيير ديسوزا بالسجن لمدة 15 سنوات.
ثالثاً الحكم بتعويض كل النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب والتعنيف والقتل وعددهن 58 امرأة، بمبلغ نصف مليون راند لهم او لعوائل المتوفيات منهن.
رفعت الجلسة.

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

965 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع